المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الجزء الرابع/القسم الأول: في الأغراض وأطوار المقاصد والأساليب) - المرشد إلى فهم أشعار العرب - جـ ٤

[عبد الله الطيب المجذوب]

الفصل: ‌ الجزء الرابع/القسم الأول: في الأغراض وأطوار المقاصد والأساليب)

عبد الله الطيب

المرشد

إلى فهم أشعار العرب وصناعتها

- (مج: 4/‌

‌ الجزء الرابع/القسم الأول: في الأغراض وأطوار المقاصد والأساليب)

-

الطبعة الأولى: الكويت 1990 م- 1410 هـ

ص: 1

بسم الله الرحمن الرحيم

المرشد

إلى فهم أشعار العرب وصناعتها

الجزء الرابع

ص: 3

تم طباعة هذا الكتاب بالتعاون مع دار الآثار الإسلامية- وزارة الإعلام

ص. ب 193 الصفاة

الكويت 13002

ص: 4

الإهداء

إلى جميع من أعانوا على خلق هذا الكتاب، بما تولوه من إرشادي وتعليمي ونقدي، أولهم أبي رحمه الله.

عبد الله الطيب

ص: 5

شكر واعتراف

قد توالت بعد الفراغ من تأليف الجزء الرابع من المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها أعوام ستة وأنا أبحث له عمن عسى أن يتولى أمر طبعه ونشره مع الأجزاء الثلاثة التي سبقته ونفدت طبعتها وتعدّى على بعضها بعضهم بالسرقة والتصوير والأخذ المغير بلا اعتراف ولا أدنى إشارة. ثم لما أوشكت أن أيأس من إصابة النجاح لمقصدي في هذا هيأ الله سبحانه وله الحمد، سبيل الغوث والخلاص على يدي سعادة الشيخة حصة الصباح، مديرة دار الآثار الإسلامية بالكويت. فأنا وهذا الكتاب وقراؤه كلنا مدينون لمسعاتها الكريمة التي لولاها لم يكن نشر هذا الكتاب بأمر ميسور أو ممكن في وقت قريب.

فجزاها الله خيرًا. وجزى وزارة الإعلام بدولة الكويت لتوليها الطبع وتحمل نفقاته خيرًا. وجزى كل من أعان على إخراج هذا الكتاب وأعانني في شتى مراحل إعداده بثواب من فضله جزيل والله ولي التوفيق وله الحمد أولًا وأخيرًا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.

المؤلف عبد الله الطيب

ص: 7

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمده حمدًا على ما أنعم ووقى سبحانه لا يبلغ حمد الحامد مدى إحسانه، وأسأله قبول العمل وأن يكون صالحًا مجودًا خالصًا غير مشوب وأن يجنبنا فيه الزلات والسقطات وأن نبرأ فيه من العجب ومن الرياء والنفاق.

وصلى الله على سيدنا وهادينا {الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} ، وعلى آله الطاهرين وعلى صحبه الكرام السادة وسلم تسليمًا.

أما بعد أيها القارئ الكريم فإني قد فرغت من تأليف الجزء الأول من المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها في أخريات سنة 1952 م وكانت بدايته في شهر أبريل منها ببخت الرضا بالدويم. الدويم على الشاطئ الأيسر من النيل الأبيض على بعد مائة وعشرين ميلًا أو نحو ذلك جنوبي الخرطوم، وبخت الرضا ناحية منها كان بها معهد التربية ومدارس إعداد المعلمين. وشرعت بعد الفروغ من الجزء الأول في تأليف الجزء الثاني وأكملته سنة 1955 م بالخرطوم بعد طبع الجزء الأول بزمن يسير. ثم عدتني الشواغل عن مواصلة العمل فيه حتى أوائل الستين، فاستأنفت ذلك وفرغت من الجزء الثالث في 18 من يناير 1963 م -وإنما أذكر هذا التأريخ لأنبه على تباعد فترة ما بين الجزء الثالث والجزئين الأولين وما يصحب ذلك من مراجعة المرء نفسه في بعض الأمور.

وقد نظرت في الأجزاء الثلاثة منذ وقت قريب. وقد جد لي نظر ورأي في بعض ما ذكرته في الجزء الأول، ولكني أوثر ألا أمسَّ شيئًا من ذلك بتغيير أو إضافة أو تبديل لأن تأليفه كله كان في نَفَسٍ واحد ببقية طيبة من الشباب وقد ذهب

ص: 9

الشباب فمثل حرارة أنفاسه لا يستطاع. والجزء الثاني فيه آراء وجمل تحتاج إلى أن يعاد فيها النظر قليلًا، وعسى أن ألحق به بعض الاستدراكات. والجزء الثالث قد تناولته المراجعة مرارًا قبل نشره في سنة 1970 م إذ نُشرت منه في ما بين سنة 1963 م و 1969 م قِطَعٌ منهن الحديث عن طبيعة الشعر الذي في أوله، ومنهن الحديث عن الحمام والأثافي والرماد. وقد كنت وعدت فيه قائلًا «ونأمل أن نقبل في سفر يلي هذا إن شاء الله على تفصيل شيء من نماذج الشمطاء في أشعار هذيل وحميد بن ثور والقطامي وغيرهم كما وعدنا آنفًا وعن غير ذلك مما هو بصدد ما نحن فيه» . فالآن بدا لي أن مثل هذا التفصيل سيطول به الكتاب طولًا فاحشًا ولعل الحاجة أمسَّ إلى الاختصار والاكتفاء ببعض الأمثلة من ذلك عند الحديث عن الوصف الذي هو غرض من أهم أغراض الشعر، وقديمًا قال الشاعر العربي:

خذا بطن هرشي أو كلاها فإنه

كلا جانبي هرشي لهن طريق

وقد طُبعت منذ حين قريب كتب قديمة مفيدة جدًّا في باب موسيقا (1) الشعر ورنات وزنه وإيقاعه وددت لو أنها كانت ميسورة المنال لي فاطلعت عليها قبل تأليف الأجزاء التي صدرت من كتابي «المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها» ، وإذن لكان قد تأتَّى لي منها مدد غزير، على رأس هذه الكتب القديمة قوافي أبي الحسن وفي بعض المواضع منه عسر، وقد ذكر الجاحظ، أحسبه في كتاب الحيوان، أن أبا الحسن ربما صنع ذلك عن عمد، ومنها كتاب الوافي للتبريزي وهو كاسمه ومنها «الموسيقا الكبير» لأبي نصر الفارابي وهو كتاب ناصع العبارة محقق تحقيقًا جيدًا. وقد تحدث أبو الحسن ثم تبعه التبريزي في ذلك، عن شيء اسمه الرمل (بالتحريك) جعله مقابلًا للقصيد. وتحدث عن صلة الرجز بالحركة. وقد أشرت إلى هذا المعنى في معرض الكلام عن الرجز والكامل في الجزء الأول من كتابنا هذا

(1)() أوجب في موسيقا أن تكتب بالألف لعجمة أصلها لا الياء.

ص: 10

ثم في معرض الحديث عن الرجز والهزج في باب طبيعة الشعر في أول الجزء الثالث. فقول أبي الحسن وهو فصل في الذي إنما ذهبنا إليه على وجه الترجيح والحدس، مما يثبتنا على ما نحن عليه من المنهج، وذلك أننا نؤثر النظر والاستقراء والأخذ والاستنتاج المباشر من الأمثلة ونحدس ونرجح في ضوء ذلك حتى إذا وجدنا قولًا فصلًا من العلماء الذين شاهدوا العرب وخالطوهم وقفنا عنده وقد عاب بعض الفضلاء المعاصرين كتابنا بالذاتية وأنه ليس على منهج علمي، وأغلب الظن أن هؤلاء ممن يؤثرون النقل ويرون أنه هو الموضوعية. ولا ريب أن القارئ الكريم يعلم أن ما يسمى بالمنهج العلمي هو أن يستعان بالحدس على الأمثلة وبالأمثلة على الحدس ثم يمتحن ذلك بالمزيد من الأمثلة والنظائر، فإذا صح تطبيقه عليها أمكن أن يجعله صاحبه نظرة مبدئية ثم نظرية شاملة. وأشمل النظريات إنما يقوم على الترجيح وقوة الاحتمال لا على أنه صحيح كل الصحة، إذ ذلك في عرف المنطق مستحيل، إذ القضايا التي تستنتج منها النظريات قضايا جزئية لا كلية كما لا يخفى، القضايا الجزئية في عرف المنطق غير منتجة، فتأمل.

هذا وقد وجدت قومًا يأخذون ولا يشيرون إلى مواضع ما يأخذون منه ولا إلى من يكون سبقهم أو انتفعوا من بعض ما قال أو ما كتب. قال تعالى، جل من قائل:{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ومن القوم من ينسخ نسخًا ومنهم من يسلخ سلخًا ومنهم من يمسخ ومنهم من يظن أنه يتحلل بهويمش باهت بعد الأخذ الذريع وفصول السرقة والإغارة المتتابعات، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

ومن أهل الفضل من لا يغمط ذا حق حقه فجزى الله هؤلاء خيرًا. وممن سبق إلى التأليف في موسيقا الشعر الدكتور إبراهيم أنيس رحمه الله الرحمة الواسعة

ص: 11

وهمت على قبره شآبيب المغفرة والرضوان. وأشهد ما علمت بوجود كتابه المشهور «موسيقى الشعر» ولا سمعت باسمه حين شرعت في تأليف كتابي هذا، ثم إنه بعدما انشرح صدري له وتقدمت فصولًا في الجزء الأول منه، ذُكر لي اسم الدكتور إبراهيم أنيس واسم مؤلفه القيم على وجه من التثبيط لي فرأيت حزمًا أن أصرف النظر عن ذلك وأن أمضي في حيث اتلأب لي الطريق وامتد عليه منى النفس ولم يُتح لي أن أرى نسخة من كتاب «موسيقى الشعر» إلا منذ وقت قريب، وقد تم من قبل تأليف الجزء الثالث وطبعه ونشره. ولقد اتصلت بيني وبين الدكتور إبراهيم أنيس أسباب الزمالة في عضوية مجمع اللغة العربية واللقاء والود في مؤتمره، فآمل أن يتهيأ لي من الفرص ما أوفيه به بعض حقه من حسن الثناء جزاه الله عن العربية الذكر الحميد والثواب الجزيل.

وهذا بعد حين أبدأ الجزء الرابع وفي النية أن أجعله آخر أجزاء هذا الكتاب فأسأل الله التوفيق والسداد وأن يجد القبول ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ومن الوسواس الخناس ومن شر حاسد إذا حسد. اللهم يسر وأعن. لك الحمد أولًا وأخيرًا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

ص: 12