الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإن كان التصرف في الإسناد بأن أسند اللفظ إلى غير ما حقه أن يسند إليه، سمي "مجازًا عقليًّا" وإن كان التصرف في اللفظ ذاته، مفردًا كان أو مركبًا، بأن نقل من معناه الموضوع له إلى معنى آخر، فإن كانت العلاقة بين المعنيين المشابهة سمي اللفظ المفرد "استعارة" فحسب، وسمي المركب "استعارة تمثيلية" بشرط وجود القرينة المانعة فيهما كما سيأتي بيانه بعد. وإن كانت العلاقة غير المشابهة سمي اللفظ "مجازًا مرسلًا" مفردًا كان أو مركبًا، وإن كانت القرينة غير مانعة من إرادة المعنى الأصل سمي اللفظ "كناية" وسيأتي كل ذلك مفصلًا في أبوابه. وإلى هنا وضح لك وجه تقسيم اللفظ إلى: حقيقة ومجاز وكناية.
وإذ قد علمت: أن العلاقة بين المعنيين في الاستعارة هي المشابهة، وجب التعرض أولًا لبحث التشبيه؛ إذ هو منها بمثابة الأساس من البناء، أو بمنزلة الأصل من الفرع.
المبحث الثالث: في التشبيه
مدخل
…
المبحث الثالث: في التشبيه
تعريفه:
هو عند علماء "البيان" إلحاق أمر بأمر في معنى مشترك بينهما بإحدى أدوات التشبيه لفظًا، أو تقديرًا لغرض.
ويسمى الأمر الأول "مشبهًا" والثاني "مشبهًا به" والمعنى المشترك "وجه شبه" كالتشبيه في قولك: "العلم كالنور في الهداية" فهو إلحاق أمر "كالعلم" بأمر "كالنور" في معنى "كالهداية" بأداة تشبيه "كالكاف". ومثله قولك: "علي مثل الأسد في الإقدام" وهند شبه البدر في الإشراق، وكأن محمدًا بحر في الإمداد، وهكذا. ويصح حذف الأداة ووجه الشبه، فيقال في الأمثلة السابقة: العلم نور، وعلي أسد، وهند بدر، ومحمد بحر.
أركان التشبيه:
أركانه أربعة: 1- المشبه. 2- المشبه به. 3- وجه الشبه. 4- أداة التشبيه.
"فالعلم" في المثال المتقدم هو المشبه، و"النور" هو المشبه به، و"الهداية" وجه الشبه، و" الكاف" أداة التشبيه.