الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقسيم التشبيه باعتبار الغرض:
ينقسم التشبيه بهذا الاعتبار إلى قسمين: مقبول، ومردود، وهاكهما:
فالمقبول: ما كان وافيًا بالغرض الذي سيق لأجله التشبيه.
فإن كان الغرض بيان حال المشبه وجب أن يكون المشبه به معروفًا بوجه الشبه عند المخاطب من قبل؛ لئلا يؤدي إلى التشبيه بالمجهول. وإن كان الغرض بيان مقداره وجب أن يكون المشبه به على حد المشبه في وجه الشبه لا أقل ولا أكثر. وإن كان الغرض بيان إمكانه وجب أن يكون وجه الشبه مسلم الوقوع في المشبه به. وإن كان الغرض تقريره وجب أن يكون المشبه به أتم في وجه الشبه من المشبه. وإن كان الغرض تزيينه أو تقبيحه، وجب أن يكون المشبه به أتم في وجه الشبه من المشبه أيضًا. وإن كان الغرض استطرافه وجب أن يكون المشبه به غريبًا في بابه، أو بعيد التصور، وقد تقدمت أمثلة كل هذا، فلا داعي لإعادتها.
والمردود: ما لم يكن وافيًا بالغرض المسوق له التشبيه.
ففي بيان الحال: أن يكون المشبه به مجهول الصفة للمخاطب، كأن تشبه له ثوبًا في لونه بآخر لا يعرف لونه أصلًا.
وفي بيان المقدار: أن يكون المشبه به أقل أو أكثر من المشبه في وجه الشبه، كأن تشبه له ثوبًا أبيض بآخر أقل أو أكثر منه بياضًا.
وفي بيان الإمكان: أن يكون وجه الشبه غير مسلم الوجود في المشبه، كأن أشبه رجلًا فاق جنسه لميزة فيه بآخر جنسه كلك.
وفي التقرير: ألا يكون المشبه به أتم في وجه الشبه من المشبه، كأن تشبه من لم يحصل من سعيه على فائدة بمن ينقش على حجر، أو بساعٍ آخر لم يحصل من سعيه على نتيجة.
وفي تزيينه أو تقبيحه: ألا يكون المشبه به أتم في وجه الشبه من المشبه، كأن تشبه وجهًا أسود بالفحم مريدًا تحسينه، أو أن تشبه إنسانًا يتكلم بحسناء تبتسم مريدًا تقبيحه.
وفي الاستطراف: ألا يكون المشبه به غريبًا في بابه، أو بعيد التصور في الذهن، كأن تشبه فحما تتخلله نار بقطع من حديد في أثنائها لهب، أو أن تشبه أزهار البنفسج بما يماثلها من الأزهار، فليس المشبه به غريبًا في الأول ولا بعيد التصور في الثاني.
تمرين:
1-
ما هي أداة التشبيه؟ مثل لنوعين منها في جملتين من عندك، مبينًا أركان التشبيه فيهما.
2-
اذكر الفرق بين "الكاف وكأن" ومثل لما تقول من إنشائك.
3-
هل قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} الآية من قبيل ما ولي فيه الكاف المشبه فيه؟ ومن أي قبيل قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ} الآية، ونحو قولهم: محمد يماثل الأسد؟ وضح ما تقول وضوحًا تامًّا.
4-
عرف كلا من التشبيه المرسل والمؤكد، مع بيان نوع التشبيه في قولهم: صوته مزمار داود، مع بيان علة التسمية في كليهما.
5-
متى يكون التشبيه لبيان الإمكان؟ وبم يتحقق؟ مثل لما تقول.
6-
بم يكون التشبيه مردودًا غير مقبول؟ بين ذلك في مثال من عندك.
7-
بين أركان التشبيه في الأبيات الآتية:
1-
والشمس بين الأرائك قد حكت
…
سيفًا صقيلًا في يد رعشاء
2-
كأن على قلبي قطاة تذكرت
…
على ظمأ وردًا فهزت جناحها1
3-
يجود بالوعد ولكنه
…
يدهن من قارورة فارغة
4-
من يهن يسهل الهوان عليه
…
ما لجرح بميت إيلام
1 القطاة: طائر خفيف الحركة، والورد بكسر الواو: الإشراف على الماء.
5-
وكأن الجو ميدان وغى
…
رفعت فيه المذاكي رهجا1
6-
ليس الحجاب بمقص عنك لي أملًا
…
إن السماء ترجى حين تحتجب
7-
جمال الوجه مع قبح النفوس
…
كقنديل على قبر المجوسي
8-
وإنما الحقد كمثل النار
…
كامنة في باطن الأحجار
9-
وما كمد الحساد شيئًا قصدته
…
ولكنه من يزحم البحر يغرق
10-
هو السيف إن لاينته لان متنه
…
وحداه إن خاشنته خشنان
8-
بين طرفي التشبيه ووجهه ونوعه باعتبار الأداة، والغرض منه فيما يأتي:
1-
الخل كالماء يبدي لي ضمائره
…
مع الصفاء ويخفيها مع الكدر
2-
وصبغ شقائق النعمان يحكي
…
يواقيتا نظمن على اقتران2
3-
كأن سواد الليل والفجر ضاحك
…
يلوح ويختفي أسود يتبسم
4-
أنا الذهب الإبريز ما لي آفة
…
سوى نقص تمييز المعاند في نقدي3
5-
والنفس كالطفل إن تهمله شَبَّ على
…
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
6-
بعثوا الرعب في قلوب الأعادي
…
فكأن القتال قبل التلاقي
7-
كريشة في مهب الريح ساقطة
…
لا تستقر على حال من القلق
8-
وكأنما المريخ بين نجومه
…
ياقوتة في لؤلؤ متبدد4
9-
وإن تكن تغلب الغلباء عنصرها
…
فإن في الخمر معنى ليس في العنب
1 "المذاكي": الخيل، و"الرهج" بفتح الراء والهاء: الغبار.
2 "الصبغ": اللون، و"شقائق النعمان": زهر أحمر يشوبه نقط سود، و"اليواقيت" جمع ياقوت: جوهر نفيس صلب شفاف مختلف الألوان مفرده ياقوتة، و"نظمن" بمعنى اجتمعن في سلك واحد، و"الاقتران" بمعنى المقارنة والمماثلة.
3 "الإبريز": الخالص، و"الآقة": العاهة.
4 المريخ: نجم، والمتبدد: المتفرق.
الجواب على السؤال السابع:
تمرين يطلب جوابه على قياس ما سبق:
بين أركان التشبيه فيما يأتي:
وكأن دجلة إذ تلاطم موجه
…
ملك يعظم خيفة ويبجل1
رضاك شباب لا يليه مشيب
…
وسخطك داء لا يعيه طبيب
كأنك من كل النفوس مركب
…
فأنت إلى كل النفوس حبيب
إذا الثريا اعترضت
…
عند طلوع الفجر
حسبتها لامعة
…
سبيكة من ذهب2
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد
…
ذخرًا يكون كصالح الأعمال
1 "دجلة" بفتح الدال وكسرها: نهر ببغداد.
2 "السبيكة": قطعة من الذهب المذاب.
والنقع ليل سماء لا نجوم له
…
إلا الأسنة والهندية البتر1
ركبوا على سنن الوفا ودموعهم
…
بحر وشدة شوقهم ملاح2
وإني جواد لم يحل لجامه
…
ونصل يمان أغفلته الصياقل3
1 "النقع": الغبار، و"الأسنة" جمع: سنان، وهو نصل الرمح، و"الهندية": السيوف، و"البتر" جمع: أبتر، وهو القاطع.
2 سنن الوفا: طريقه، وهو مقصور "وفاء"، و"الملاح": متعهد النهر.
3 الجواد: الفرس تجود في سيرها أي: تسرع، و"يحل" من التحلية وهي الزخرفة، و"النصل": حد السيف، و"يمان": نسبة إلى اليمن أي: من صنع أهلها، و"الصياقل": هم الذين يجلون السيوف ويزيلون ما عليها من الصدأ.
تمرين يطلب جوابه على قياس ما سبق:
بين أركان التشبيه ونوعه والغرض منه فيما يأتي:
وإن صخرًا لتأتم الهداة به
…
كأنه علم في رأسه نار
{إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} ، {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا} . هو كالفراشة. العلماء في الأرض كالكواكب في السماء. النحو في الكلام كالملح في الطعام. الحياة كسحابة الصيف. سكبت عيناي غيث الدموع.
تزدحم الناس على بابه
…
والمنهل العذب كثير الزحام
كأن المعلم بين التلاميذ ملك بين الرعية. المشتغل بما لا طائل تحته كالراقم على الهواء. نزل بساحتنا كأنه مطر الربيع. {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} . لئن أَكُ أسود، فالمسك لوني.
ظهور العدل يمحو كل شر
…
إذا جاء الصباح مضى الظلام
كأنك قائم فيهم خطيبًا
…
وكلهم قيام للصلاة
عدوى البليد إلى الجليد سريعة
…
والجمر يوضع في الرماد فيخمد
والمستجير بعمرو عند كربته
…
كالمستجير من الرمضاء بالنار
والورد في أعلى الغصون كأنه
…
ملك تحف به سراة جنوده
وانظر لنرجسه الجني كأنه
…
طرف تنبه بعد طول هجوده
كأنما النهر صفحة كتبت
…
أسطرها والنسيم منشئها
هو البحر من أي النواحي أتيته
…
فلجته المعروف والجود ساحله
وحديقة غناء تنتظم الندى
…
بفروعها كالدر في الأسلاك