الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مبحث وجه الشبه
مدخل
…
مبحث وجه الشبه:
الوجه هو المعنى الذي اشترك الطرفان فيه كما تقول: محمد كأخيه في الكرم، فوجه الشبه هو "الكرم"؛ لأنه المعنى الذي اشترك فيه محمد وأخوه.
غير أنه يشترط فيه: أن يكون مقصودًا للمتكلم، فليس كل معنى يشترك الطرفان فيه "وجه شبه" ما لم يقصد جعله موضع اشتراك، وإلا فإن الطرفين قد يشتركان في كثير من المعاني كالحيوانية، والجسدية، والوجود، وغير ذلك كما في المثال المذكور، ومع ذلك لا يعد واحد منها وجه شبه إلا إذا قصد إليه المتكلم، واعتبره وجهًا للشبه بين الطرفين، كما تقول لإنسان يقسو على آخر بالضرب المبرح:"أرفق به فهو مثلك" أي: في الحيوانية أو في الجسدية.
وللتشبيه باعتبار هذا الوجه تقسيمات عدة:
التقسيم الأول:
ينقسم التشبيه بهذا الاعتبار إلى قسمين: تحقيقي، وتخييلي.
فالتحقيقي: أن يكون وجه الشبه فيه قائمًا بالطرفين حقيقة، كما تقول:
وجه هند كالبدر وشعرها كالليل، فوجه الشبه بين الطرفين هو "الإشراق" في الأول "والسواد" في الثاني، وكلا المعنيين قائم بالطرفين على وجه الحقيقة.
والتخيلي: ألا يكون الوجه قائمًا بالطرفين، أو بأحدهما إلا تخيلًا، وهو أن يثبته الخيال بجعل غير المحقق محققًا، كقول الشاعر:
يا من له شعر كحظي أسود
…
جسمي نحيل من فراقك أصفر
فوجه الشبه بين الشعر والحظ هو "السواد" وليس موجودًا في المشبه به حقيقة بل تخيلًا؛ لأن الحظ ليس من ذوات الألوان، فإذا قيل: يا من له حظ كحظي أسود، كان مثالًا لما يكون فيه وجه الشبه في الطرفين متخيلًا.