الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أقسام التشبيه باعتبار وجه الشبه:
وأما باعتبار وجهه: فله ثلاثة تقسيمات: تمثيل وغير تمثيل، ومجمل ومفصل، وقريب وبعيد.
تشبيه التمثيل:
التمثيل ما وجهه وصف منتزع من متعدد؛ أمرين أو أمور1، وقيده السكاكي
بكونه غير حقيقي1، ومثّله بصور مثّل بها غيره أيضا، منها قول ابن المعتز:
اصبر على مَضَض الحسو
…
د فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل نفسها
…
إن لم تجد ما تأكله2
فإن تشبيه الحسود المتروك مقاولته -مع تطلبه إياها لينال بها نفثة مصدور- بالنار التي لا تُمد بالحطب في أمر غير حقيقي3؛ منتزع من متعدد، وهو إسراع الفناء؛ لانقطاع ما فيه مدد البقاء.
ومنها قول صالح بن عبد القدوس:
وإن من أدبته في الصِّبا
…
كالعود يُسقَى الماء في غرسه
حتى تراه مونقا ناضرا
…
بعد الذي أبصرت من يبسه4
فإن تشبيه المؤدَّب في صباه بالعود المسقيّ أوان غرسه فيما يلزم كل واحد، من كون المؤدب في صباه مهذب الأخلاق حميد الفعال؛ لتأديبه المصادف وقته، وكون العود المسقي أوان غرسه مونقا بأوراقه ونضرته؛ لسقيه المصادف وقته من تمام الميل5 وكمال الاستحسان، بعد خلاف ذلك.
ومنها قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ} 6 فإن تشبيه حال المنافقين بحال الموصوف بصلة الموصول في الآية في أمر غير حقيقي منتزع من متعدد، وهو الطمع في حصول مطلوب لمباشرة أسبابه القريبة، مع تعقب الحرمان والخيبة؛ لانقلاب الأسباب.