الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكناية العُرْضِيَّة "التعريض بالكناية
":
واعلم أن الموصوف في القسم الثاني والثالث1 قد يكون مذكورا كما مر، وقد يكون غير مذكور، كما تقول في عُرْض2 من يؤذي المسلمين:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" أي: ليس المؤذي مسلما3.
وعليه قوله تعالى في عرض المنافقين: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} 4 إذا فسر الغيب بالغيبة، أي: يؤمنون مع الغَيْبة عن حضرة النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه رضي الله عنهم؛ أي: هدى للمؤمنين عن إخلاص، لا للمؤمنين عن نفاق.
أنواع الكناية:
التعريض والتلويح والرمز والإيماء والإشارة:
وقال السكاكي5: الكناية تتفاوت إلى تعريض، وتلويح، ورمز، وإيماء،
وإشارة، فإن كانت عُرْضيّة فالمناسب أن تسمى تعريضا1، وإلا فإن كان بينها وبين المكني عنه مسافة متباعدة لكثرة الوسائط -كما في "كثير الرماد" وأشباهه- فالمناسب أن تسمى تلويحا؛ لأن التلويح هو أن تشير إلى غيرك عن بعد. وإلا فإن كان فيها نوع خفاء فالمناسب أن تسمى رمزا؛ لأن الرمز هو أن تشير إلى قريب منك على سبيل الخفية، قال:
رمزت إلي مخافة من بعلها
…
من غير أن تُبدي هناك كلامها2
وإلا، فالمناسب أن تسمى إيماء وإشارة؛ كقول أبي تمام يصف إبلا:
أبين فما يزرن سوى كريم
…
وحسبك أن يزرن أبا سعيد3
فإنه في إفادة أن أبا سعيد كريم غير خافٍ.
وكقول البحتري:
أوما رأيت المجد ألقى رحله
…
في آل طلحة ثم لم يتحول4
فإنه في إفادة أن آل طلحة أماجد ظاهر.
وكقول الآخر:
إذا الله لم يَسْقِ إلا الكرام
…
فسقى وجوه بني حنبل
وسقى ديارهم باكرا
…
من الغيث في الزمن الممحل1
وكقول الآخر:
متى تخلو تميم من كريم
…
ومسلمة بن عمرو من تميم2
ثم قال3: "والتعريض كما يكون كناية قد يكون مجازا؛ كقولك: "آذيتني فستعرف" وأنت لا تريد المخاطب، بل تريد إنسانا معه4، وإن أردتهما جميعا كان كناية"5.