الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أقسام التشبيه باعتبار طرفيه:
وأما تقسيم التشبيه: فباعتبار طرفيه أربعة أقسام:
الأول: تشبيه المفرد بالمفرد:
وهو ما طرفاه مفردان: إما غير مقيدين، كتشبيه الخد بالورد ونحوه، وعليه قوله تعالى:{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} 2.
فإن قلت: ما وجه الشبه في الآية؟ قلت: جعله الزمخشري حسيا، فإنه قال: "لما كان الرجل والمرأة يعتنقان، ويشتمل كل واحد منهما على صاحب في عناقه؛ شبه باللباس المشتمل عليه، قال الجعدي:
إذا ما الضجيع ثنى عطفها
…
تثنت فكانت عليه لباسا3
وقيل: شبه كل واحد منهما باللباس للآخر؛ لأنه يصونه من الوقوع في فضيحة الفاحشة، كاللباس الساتر للعورة4.
وإما مفردان مقيدان5 كقولهم لمن لا يحصل من سعيه على شيء: "هو كالقابض
تشبيه غير التمثيل:
وغير التمثيل ما كان بخلاف ذلك، كما سبق في الأمثلة المذكورة1.
التشبيه المجمل:
والمجمل ما لم يذكر وجهه؛ فمنه ما هو ظاهر يفهمه كل أحد حتى العامة؛ كقولنا: "زيد أسد"؛ إذ لا يخفى على أحد أن المراد به التشبيه في الشجاعة دون غيرها.
ومنه ما هو خفي لا يدركه إلا من له ذهن يرتفع عن طبقة العامة؛ كقول من وصف2 بني المهلب للحجاج لما سأله عنهم وأن أيهم أنجد: "كانوا كالحلقة المفرغة3 لا يدرى أين طرفاها" أي: لتناسب أصولهم وفروعهم في الشرف يمتنع
تعيين بعضهم فاضلا وبعضهم أفضل منهم، كما أن الحلقة المفرغة لتناسب أجزائها يمتنع تعيين بعضها طرفا وبعضها وسطا1. هكذا نسبه الشيخ عبد القاهر إلى من وصف بني المهلب2، ونسبه الشيخ جار الله العلامة3 إلى الأنمارية، قيل: هي فاطمة بنت الخرشب سُئلت عن بنيها: أيهم أفضل؟ فقالت: عُمارة، لا، بل فلان، لا، بل فلان، ثم قالت: "ثكلتُهم إن كنت أعلم أيهم أفضل4؛ هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها".
وأيضا منه ما لم يذكر فيه وصف المشبه ولا وصف المشبه به5 كالمثال الأول6.
ومنه ما ذكر فيه وصف المشبه به وحده كالمثال الثاني7، ونحوه قول زياد الأعجم:
وإنا وما تُلقِي لنا إن هجوتنا
…
لكالبحر مهما تُلقِ في البحر يغرق8
وكذا قول النابغة الذبياني:
فإنك شمس والملوك كواكب
…
إذا طلعت لم يبد منهن كوكب9
ومنه ما ذكر فيه وصف كل واحد منهما، كقول أبي تمام:
صدفت عنه ولم تَصدِف مواهبه
…
عني وعاوده ظني فلم يَخِب10
كالغيث إن جئته وافاك رَيِّقه
…
وإن ترحّلت عنه لَجّ في الطلب11