الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التوفيق بين الادعاء في الاستعارة والقرينة المانعة:
فإن قيل: إصرار المتكلم على ادعاء الأسدية للرجل، ينافي نصبه قرينة مانعة من أن يراد به السبع المخصوص؟ قلنا: لا منافاة. ووجه التوفيق هو ما ذكره السكاكي1 وهو أن تبني دعوى الأسدية للرجل على ادعاء أن أفراد جنس الأسد قسمان بطريق التأويل متعارف؛ وهو الذي له غاية الجرأة ونهاية قوة البطش مع الصورة المخصوصة2، وغير متعارف؛ وهو الذي له تلك الجرأة وتلك القوة لا مع
تلك الصورة بل مع صورة أخرى1 على نحو ما ارتكب المتنبي هذا الادعاء في عد نفسه وجماعته من جنس الجن، وعد جماله من جنس الطير، حين قال:
نحن قوم مِلْجن في زي ناس
…
فوق طير لها شخوص الجمال2
مستشهدا لدعواه هاتيك3 بالمخيلات العرفية. وأن تخصص4 القرينة بنفيها المتعارف الذي يسبق إلى الفهم5؛ ليتعين الآخر6.
ومن البناء على هذا التنويع7 قوله:
تحية بينهم ضرب وجيع8
وقولهم: "عتابك السيف"، وقوله تعالى:{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} 9ومنه قوله:
وبلدة ليس بها أنيس
…
إلا اليعافير وإلا العيس10