المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌الجزء السابع

- ‌الفصل الأولالعلوم الدينية

- ‌تمهيد

- ‌التفسير والدراسات القرآنية

- ‌القراءات ورسم القرآن

- ‌الحديث الشريف

- ‌الأثبات

- ‌الإجازات

- ‌الفقه والأصول

- ‌في القضاء والأحكام

- ‌الردود والاعتراضات

- ‌مسألة تدوين الفقه الإسلامي

- ‌جهود أخرى في الفقه لبعض الجزائريين والمستشرقين

- ‌الفصل الثانيالعلوم الاجتماعية

- ‌المؤلفات الصوفية

- ‌في علم الكلام والمنطق

- ‌دراسات حول الإسلام والإصلاح

- ‌حول المرأة

- ‌موضوعات أخرى مختلفة

- ‌ظهور مالك بن بني

- ‌الفصل الثالثالعلوم التجريبية

- ‌الطب والتقاليد

- ‌ممارسات طبية في الأوراس

- ‌الطب السحري والخرافي

- ‌بعض المؤلفات في الطب والصحة

- ‌بعض التراجم

- ‌مدرسة الطب

- ‌الفلك

- ‌في الحساب والفرائض

- ‌علوم أخرى

- ‌مدرسة العلوم

- ‌الفصل الرابعالتاريخ والتراجم والرحلات

- ‌مفهوم التاريخ وتعريفاته

- ‌سيرة نبوية وتواريخ عامة

- ‌الأنساب والأشراف

- ‌تواريخ محلية (شرق البلاد)

- ‌تواريخ محلية (الغرب)

- ‌تواريخ محلية (الجنوب)

- ‌تاريخ الجزائر عموما

- ‌في التراجم والمناقب

- ‌المذكرات

- ‌الرحلات

- ‌المحتوى

الفصل: ‌موضوعات أخرى مختلفة

ويظهر مما سبق أن الرسالتين تعبران على رأي رجل محافظ، كما نقول بلغة اليوم، فهو قد أراد أن يساهم في موضوع المرأة، ولكن بجلب الآيات والأحاديث والآراء القديمة والحكمة العقلية على ضرورة الاحتجاب عند المرأة وعلى الحكمة من مشروعية تعدد الزوجات بشرطه، وكذلك الحكمة من إباحة الطلاق عندما يتنافر الزوجان وتنعدم وسائل العيش معا.

‌موضوعات أخرى مختلفة

تحت هذه الفقرة نتحدث عن مجموعة من المعارف التي لا يمكن تصنيفها لقلتها. فمنها ما يدخل في الإدارة والنظام العسكري، وما يدخل في السياسة العامة والاستعمار، وما هو في التربية والتعليم والأخلاق، ونحو ذلك. وقد فضلنا الحديث عن التقاويم في الصحافة من فصل المنشآت الثقافية.

والغريب أن الجزائريين لم يؤلفوا في المواد الاجتماعية العامة إلا قليلا. وقد رجعنا إلى الكتب المؤلفة بالفرنسية أيضا. فوجدناها ربما أقل، على الرغم مما كان يقال إن الفرنسيين قد أخرجوا فئة (نخبة) مثقفة بالفرنسية. ومهما كان الأمر فإننا سنورد ما توصلنا إليه. ولعله قد فاتنا البعض منه:

1 -

مذكرة ابن داود في حكومة فرنسا بالجزائر. وهو عبد القادر بن داود، من الدوائر المخازنية في ناحية وهران. تولى عدة وظائف هامة، منها آغا تيارت، وخاض الحروب إلى جانب الفرنسيين منذ عهد الأمير عبد القادر، وضد أولاد سيدي الشيخ 1864، وتزوج من فرنسية في آخر عمره، وتوفي سنة 1869. أثناء سفارة له عن قومه إلى كلوزيل بالعاصمة طلب منه هذا إبداء رأيه كتابة في سياسة الفرنسيين والحكومة المتوقعة منهم. فكتب المذكرة التي نحن بصددها. وقد اشتهر من نفس العائلة العقيد ابن داود الذي توفي سنة 1913. واكتسب شهرة سلبية بين الجزائريين لأنه رغم تجنسه

ص: 194

وحصوله على رتبة عقيد في الجيش الفرنسي، فإنه ظل منظورا إليه على أنه (أهلي) فيقال في المثل عن ذلك:(العربي عربي وإن كان العقيد ابن داود).

والمذكرة عثر عليها بوسكي ونشرها سنة 1907، وهي بعنوان (رأي عبد القادر بن داود عن الفرنسيين وحكومتهم) ويقول بوسكي إنها (رسالة خطية)، كانت في أرشيف الحكومة العامة بالجزائر. والرسالة أو المذكرة قد وضحت دور الإدارة العثمانية في الجزائر، واقترحت العلاج بعد انتقادها للإدارة الفرنسية. فقال إن الفرنسيين لم يأتوا بالحرية التي وعدوا بها. وإنما كان عهدهم عهد فوضى، واهتموا إنشاء نظام خاص بهم وليس بإدارة العرب، وجمعوا أموالا كثيرة بدون فائدة للسكان، ووعدوا بتحقيق التحرر من العثمانيين، ولكنهم لم يفعلوا. ومن رأيه أن العرب يريدون حكومة قوية وعادلة. ودافع عن العرب بكونهم غير متعصبين كما كان الفرنسيون يزعمون عن كل من يعارض استعمارهم. ومن نصائحه للفرنسيين أن يستخدموا العثمانيين (الأتراك) لأنهم الوحيدون الذين كانوا يعرفون الإدارة في الجزائر، وهم على نفس الدين الذي عليه الأهالي. كما أنهم سيقدمون المعونة للفرنسيين (1).

6 -

جواب المستشارين الأهالي عن تقرير (تريل) حول الحرائق، وضعه أربعة من أعيان قسنطينة سنة 1881. وهم المكي بن باديس وأحمد بن سليمان، ومحمد بن الحاج علي، والأخضر بن مراد. وهو جواب مفصل حاول الأعيان أن يتفادوا به تسليط القوانين الاستثنائية (الاندجينا) التي أخذ الفرنسيون يسنونها لسحق الجزائريين (2).

7 -

أخبار مختصرة على قواعد التصرفات العمومية في أقليم الجزائر، مؤلفه مجهول. وهو عن الإدارة الجزائرية وكيفية تطبيق الإجراءات الفرنسية.

(1) بوسكي، (عن عبد القادر بن داود) في (المجلة الجغرافية للجزائر وشمال افريقية) 1907 SGAAN.

(2)

قسنطينة 1881. انظر سابقا.

ص: 195

ولعل الإدارة نفسها هي التي وضعت هذا الأثر، وقد تكون الترجمة قام بها بعض الجزائريين. ولذلك لا نتوقف عنده طويلا (1).

8 -

إرشاد المتعلمين، لعبد القادر المجاوي، وهو رسالة صغيرة صدرت سنة 1877، بالقاهرة. وقد أثارت ضجة عند ظهورها واتهم صاحبها من الفرنسيين وبعض الجزائريين بأنه يسيء إليهم. وربما تكون الرسالة قد طبعت بإيعاز ودعم من الأمير عبد القادر وأولاده، إذ بينهم مصاهرة مع المؤلف. والمهم أن المجاوي دعا إلى اليقظة وتعلم العلوم على اختلاف أنواعها وكذلك اللغات والملاءمة بين الدين والعلم، وكون الدين ينسجم مع العقل. وبعد العاصفة، هدأت الأمور عندما حبذ (آرنو) الرجل الغامض رئيس تحرير المبشر، آراء المجاوي، فاعتبر ذلك دعما من الإدارة لهذه الآراء. وكان المجاوي عندئذ في أولى مراحله في التعليم بقسنطينة. وقد قرظ الرسالة كاتبان أحدهما من الشام وهو حامد سليمان، وكان عندئذ يقيم في مصر، والآخر مصري وهو وهبي أفندي معلم اللغة الفرنسية عندئذ.

يقول المجاوي في أول رسالته: (أقول بعد البسملة

أن من أشرف ما تميز به الإنسان على سائر الحيوان النطق، ولا نطق إلا بالعلم، كما لا علم بدون معلم. ولقد ساءني ما رأيت في هذا الزمان من فتور المعلمين والمتعلمين حتى أن أهل قطرنا

قد تراكم عليهم الجهل). أما عن ترتيب الرسالة نفسها فيقول انه جعلها على مقدمة وأربعة فصول وخاتمة. أما المقدمة ففي فضل العلم والتعلم. وأما الفصول: الأول في علوم اللسان، والثاني في علوم الأديان، والثالث في علوم الأبدان، والرابع في المعاش. وخصص الخاتمة لأمثال وحكم وآداب عامة. وقد أشاد باللغة العربية في الفصل الأول، وهو ما لم يكن يسر الفرنسيين على كل حال. كما أن الإشارة إلى شيوع الجهل بين السكان فيها دعوة إلى اليقظة من جهة وإدانة للإدارة الاستعمارية من جهة أخرى.

(1) الجزائر، 1862.

ص: 196

وفي آخر الرسالة يكشف المجاوي عن علاقته ببعض علماء المشرق وشعرائه. فبالإضافة إلى التقريظين المذكورين، قال عن إبراهيم سراج المدني أنه صديقه وأخوه، وأنه قد تعرف عليه، دون أن نعرف أين وقع ذلك. وأورد له رسالة قال (إنني استمليتها منه ورويتها عنه)، ومدحه بعدة أوصاف، ثم ذكر له قصائد في مدح أمير مكة، وخديوي مصر، وخير الدين التونسي (1).

9 -

كتاب في الأخلاق للمولود الزريبي: ذكر محمد الهادي السنوسي في ترجمته للمولود الزريبي أن هذا كان قد شرع في تأليف كتاب في الأخلاق وأنه قد نشر منه فصولا في جريدة (الصديق) التي كان الزريبي يشرف عليها. ولا ندري أين وصل في تأليفه، ومن الأكيد أن الكتاب لم يظهر إلى الوجود (2). وربما كانت روح الإصلاح الديني والاجتماعي هي الطاغية على هذا الكتاب، لأن نشاط الزريبي كان حول ذلك. وقد مات مبكرا، كما عرفنا.

10 -

أسلوب الحكيم في التعليم، تأليف أبو يعلي الزواوي. وقد ذكره في بعض كتبه، ولم نطلع عليه، والغالب أنه غير مطبوع. وقد يكون رسالة صغيرة، مثل أغلب تآليف الزواوي. وكذلك ينسب إليه كتاب آخر في هذا المجال بعنوان (الغني والفقير). ونقول في هذا ما قلناه في سابقه، من عدم النشر وصغر الحجم. وإذا كان موضوع الأول واضحا أنه يعالج طريقة التعليم - في الزوايا؟ - فالظاهر من الثاني أنه في الحياة الاجتماعية وموقف الدين من الفقر والغنى. وربما كان ذلك من الموضوعات التي عالجها أثناء توليه الخطابة بجامع سيدي رمضان بالعاصمة.

11 -

رسالة القحط: تأليف محمد الصالح العنتري. وقد نشرها رابح

(1) الرسالة في عشرين صفحة. ثم من 15 إلى 20 نقول. المطبعة الوهبية، القاهرة، 1294. عن هذه الرسالة وحياة المجاوي من وجهة نظر أجنبية انظر دراسة ألان كريستلو في مجلة (الثقافة). عدد 49، 1978، ص 55 - 64.

(2)

محمد الهادي السنوسي (شعراء الجزائر).

ص: 197

بونار بعنوان (مجاعات قسنطينة). والعنتري كان متعلما شابا. وخطاطا عندما احتلت قسنطينة، فتوظف بالإدارة الفرنسية الجديدة كاتبا. ومن خلال عمله اطلع على وثائق كثيرة في التجارة والاقتصاد وغيرها من المعاملات. ثم عاش إلى أن وقعت: أحداث هامة، سيما مجاعات (نكبات) 1867 - 1869. وقد أرخ لذلك، وإذا شئت سجل ذلك من أوراقه وذكرياته في رسالته الصغيرة التي نحن بصددها. ويبدو أنه كان يريد جمع معلومات غزيرة ونشرها في كتاب كبير. وقال إن المجاعة الكبيرة وقعت سنة 1867، وشملت مدينة قسنطينة نفسها، كما حلت بالأقليم كله. وروى عن الناس الكبار بأنهم لم يعرفوا مثلها، وأن الفقراء والضعفاء هم الذين عانوا منها أكثر من غيرهم. إنها مجاعة سوداء. فقد حل الجراد، فاضطر الناس إلى أكل الأعشاب وما لا يحل أكله، بما في ذلك القطط والفئران. وافتقر الأغنياء نتيجة المجاعة حتى فرغت مخازنهم. وارتفعت الأسعار فوق الوصف والطاقة. ثم حل الجفاف فأتى على الزرع والضرع. ولم يتوفر العلف إذ نفد ما كان مخزونا من القرط والتين. كما حلت أمراض أخرى وأوبئة بالمجتمع أدت إلى هلاك الآلاف منه.

أما النجدة فقد جاءت، في رأي العنتري، من حكام فرنسا. وقد أشاد بهم وبأفعال فرنسا (الخيرية) التي لولاها لحل بالجزائر أكثر مما حل بتونس عندئذ (1). ولم يدرك العنتري أن الكولون لم يصبهم ما أصاب الجزائريين لأنهم كانوا يتمتعون برصيد من الأرض الخصبة والمخزون الاحتياطي، وأنهم لم يأكلوا بعضهم بعضا كما فعل بعض الجزائريين. وكذلك لم يدرك أن الجزائريين كانوا في الماضي يحتاطون فيخزنون حبوبهم وعلف دوابهم في المطامير لوقت الحاجة. ولكن ذلك كله ذهب مع استعمار الأرض بعد اغتصابها وتهميش أصحابها. ومع ذلك فالعنتري مشكور أنه ترك وثيقته ليعرف الخلف منها ما ارتكب الأجانب في بلادهم وما أكملته الطبيعة وهم شاهدون.

(1) مجاعات قسنطينة، تحقيق رابح بونار، الجزائر 1974. انظر أيضا عبد الحميد زوزو (نصوص)، ص 98.

ص: 198

12 -

النور الوقاد في تعزية الأولاد: ألفه محمد الموسوم (الميسوم) شيخ الشاذلية في قصر البخاري. وقد سبق الحديث عن المؤلف. والكتاب يبدو أنه بقي مخطوطا، وألفه بعد وفاة أحد أبنائه سنة 1297. ويقع، حسب تعريف الخلف، في خمس كراسات. وكان أحمد المختار بن الشيخ الموسوم هو الذي أعطى المعلومات إلى صاحب تعريف الخلف. ولعل في العنوان بعض الخلل أو الخطأ (1).

13 -

عقود الجواهر في حلول الوفد المغربي بالجزائر: ألفه محمد بن مصطفى بمناسبة زيارة وفد رسمي من السلطنة المغربية للجزائر بدعوة وتنظيم من السلطات الفرنسية. وكان ذلك في إطار التحضير لاحتلال المغرب ونشر النفوذ الفرنسي فيه. وكان الوفد برئاسة محمد الجباص، مبعوث السلطان. والرسالة - الكتاب تصف حسن الاستقبال الذي حظي به الوفد من قبل أعيان الجزائر طيلة إقامته التي دامت حوالي شهرين (2). وصادفت الزيارة حلول الشيخ محمد عبده بالجزائر أيضا، فحضر بعض أعضاء الوفد محاضراته.

14 -

مجموع مشتمل على قوانين مفيدة وتنظيمات سديدة، إشراف وتقديم محمد بن مصطفى. وهو عمل قام بإعداده وترتيبه تحت إشراف الحكومة العامة بالجزائر، بمناسبة زيارة الوفد المغربي الذي سبقت إليه الإشارة. وكانت الزيارة في عهد الحاكم العام ريفوال، سنة 1901. وقد وصف محمد الجباص رئيس الوفد بأنه (صاحب الذوق السليم والعقل الرصين

مشغوفا بحب المعارف والتفنن، والتقدم العصري والتمدن). ويفهم من المقدمة أن الجباص هو الذي طلب من الحاكم العام الإطلاع على القوانين الجاري بها العمل في الجزائر وكذلك التراتيب الإدارية المدنية

(1) تعريف الخلف 2/ 516.

(2)

ط. الجزائر 1902، 25 صفحة. انظر محمد المنوني (المصادر العربية لتاريخ المغرب) 2/ 247.

ص: 199

والعسكرية، فأجابه الحاكم العام إلى طلبه وأمر له بترجمة النصوص المطلوبة، كما شمل ذلك بعض التنظيمات التونسية. وهذا العمل هو الذي أشرف محمد بن مصطفى على مراجعته والإضافة إليه، وقد جعله على قسمين: مدني وعسكري. وأحال على (أقوم المسالك) لخير الدين التونسي ومؤلفات رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك (وما أشبهها من الكتب النفيسة).

وهذا يدل على أن محمد بن مصطفى كان ما يزال عندئذ محررا في جريدة المبشر وتابعا لإدارة الشؤون الأهلية التي كان يشرف عليها دومينيك لوسياني. كما يدل على إعجابه بالمؤلفين المذكورين (خير الدين والطهطاوي ومبارك) لصلتهم بالحضارة الغربية واقتناعهم (بالتقدم العصري والتمدن)(1)، الذي امتدح به محمد الجباص. وقد لا يكون محمد بن مصطفى واعيا بما كان الفرنسيون يخططون للمغرب من خطط لاحتلاله، ولكن زميله إسماعيل حامد كان واعيا لذلك كل الوعي.

15 -

السعي المحمود في نظام الجنود: تأليف محمد بن محمود ابن العنابي. وهذا الكتاب ألفه صاحبه عشية الاحتلال، ولكنه قد عاصر الاحتلال، وحكم عليه الفرنسيون بالنفي في الأسابيع الأولى، فعاش في مصر حوالي عشرين سنة أخرى مفتيا ومؤلفا.

وكان المفروض أن ندرس هذا الكتاب في الجزء الثاني من هذه الموسوعة. ثم بدا لنا أن نفرده بدراسة خاصة تضمن حياة مؤلفه أيضا. وهو ما قمنا به فى كتابنا (رائد التجديد الإسلامى: ابن العنابى). وقد حللنا هناك فصول (السعي المحمود) ومنهج المؤلف فيه. ودوافعه وأهدافه. كما قام محمد بن عبد الكريم بتحقيق نصه. ولذلك لن نطيل

(1) طبعت التنظيمات المذكورة (مجموع مشتمل

) بالجزائر 1902 (1320). انظر ص 3، 14 عن رأي الكمال في الجباص وخير الدين. وكذلك المنوني (المصادر) 2/ 248.

ص: 200

الحديث عنه هنا (1). ومهما كان الأمر فإن السعي المحمود يتناول الأساليب والقواعد العسكرية طبقا للشريعة الإسلامية ومستجدات الحضارة الأوروبية وموقف المسلمين منها.

16 -

وشاح الكتائب وزينة الجيش المحمدي الغالب: كتبه قدور بن رويلة بإملاء وإشراف الأمير عبد القادر. والوشاح هو التنظيمات العسكرية التي وضعها الأمير لجيشه، في الترقية والتصنيف، والتوسيم، والواجبات والحقوق، والألبسة والعلامات وما إلى ذلك. وهو أول نظام عسكري يضعه الجزائريون لنواة جيشهم الجديد الذي كان يسمى الجيش المحمدي. وتشيع الروح والتقاليد الإسلامية في هذا النظام سواء في الآيات أو الآثار التي تضمنتها التنظيمات. وقد كان الجيش الجزائري قبل ذلك تحكمه قوانين الانكشارية الذين كانوا في معظمهم أجانب ومغامرين، ولا تحكمهم تنظيمات وإجراءات ثابتة وإنما تحكمهم النزوات والمصالح.

دور قدور بن رويلة كبير في الوشاح: وهو الصياغة والتبويب. أما الأفكار فقد تكون لجماعة تحت إشراف الأمير نفسه. وكان ابن رويلة من المثقفين الوطنيين الذين هربوا إلى دولة الأمير بعد الاحتلال، واستقروا في مليانة تحت إدارة ابن علي مبارك. ثم أصبح المادح والكاتب للأمير إلى أن وقع في الأسر.

أما وشاح الكتائب فقد ترجمه الفرنسيون عدة مرات، ومن ذلك ترجمة (مجلة الشرق) له سنة 1844. وقد رة المترجم على من كان يقول إنه لم يكن لدولة الأمير نظام عسكري تسير عليه وتنظيمات يخضع لها القادة والجنود، بأن وشاح الكتائب خير دليل على وجود سلام دقيق. وقد نشرته المجلة المذكورة على حلقتين. وفي آخر النص أن الكاتب هو قدور بن

(1) ظهرت ط. الأولى من دراستنا عن ابن العنابي وكتابه بعنوان (المفتي الجزائري - المصري: ابن العنابي) الجزائر 1978. وفي ط. 2 ظهر بعنوان (رائد التجديد الإسلامي)، بيروت، 1990. انظر محمد بن عبد الكريم (السعي المحمود)، الجزائر 1982 ..

ص: 201

محمد بن رويلة الجزائري (من مدينة الجزائر) الذي هرب بعد استيلاء (أهل الصليب) على الجزائر ولجأ إلى مليانة لخدمة الحاج عبد القادر الذي هو من قبيلة غريس - الحشم. وقد تضمنت الترجمة أيضا فصلا عن تربية الأمير وفروسيته (1).

17 -

خيول الصحراء أو الخيول العربية: ألفه يوجين دوماس. ولكنه تضمن آراء الأمير عبد القادر في صفات الخيل وتربيتها ومعاملة العرب لها ومكانتها وما ورد فيها في التراث ونحو ذلك. فقد اعتمد دوماس على الأمير- وربما على غيره أيضا - كثيرا في هذا الباب. ولذلك نعتبر الأمير مساهما في تأليف هذا الكتاب الذي أحرز على سمعة كبيرة في الأوساط الأوروبية والأمريكية بعد ترجمته إلى الإنكليزية أيضا. وقد تضمن الكتاب أيضا ترجمة لقصيدة الأمير في الحضارة والبداوة (2).

18 -

عقد الأجياد في الصافنات الجياد: تأليف محمد بن الأمير عبد القادر. وهو في أوصاف الخيل وأنواعها وآدابها. وهذا هو الكتاب المطول الذي ضمنه المؤلف رصيدا وافرا من كتب التراث حول الخيل دلت على تمكنه في الأدب والتاريخ والمنوعات الثقافية. وقد طبعه أول مرة في حياة والده (1290) في بيروت. ثم طبع ثانية ضمن منشورات المكتب الإسلامي على نفقة أحد أمراء الخليج وأضيفت إليه مقدمة ورسالة أخرى في الخيل ليست لمحمد بن الأمير. ولكن (عقد الأجياد) يبلغ 376 صفحة في هذه الطبعة. وقد اطلعنا عليه. وهو أقرب إلى أن يكون كتاب أدب وإمتاع منه

(1) مجلة الشرق، سنة 1844، الحلقة الأولى ص 225 - 234، والثانية ص 341 - 355. وتوقيع المترجم بالحروف الأولى فقط. A.H . وقد قام محمد بن عبد الكريم بتحقيق ونشر (وشاح الكتائب)، الجزائر، 1968. عن ابن رويلة انظر (تحفة الزائر) 2/ 64. ط. 1، وقد أشرنا إلى حياته في عدة مناسبات. وتوفي في بيروت، 1855 (1272).

(2)

يوجين دوماس (خيول الصحراء)، ترجم إلى الإنكليزية، عن قصيدة الأمير انظر ص 515 - 517.

ص: 202

كتاب حرب وفروسية (1).

19 -

نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد: تأليف محمد بن الأمير عبد القادر أيضا. وهو كتاب مختصر عن الأول. وقد طبع أيضا مرتين على الأقل، الأولى في حياة الأمير سنة 1293، والثانية سنة 1326 (2). والكتابان في موضوع واحد وهو الخيل العربية. وأصولها والآداب المتصلة بها ودورها في حياة المجتمع. وربما كان محمد متأثرا أيضا بآثار والده في الفروسية والحرب وفي الأدب وإجاباته الفرنسيين عن طبائع الخيل. وهل نستطيع أن نغامر فنقول إنه كان للأمير دور في إخراج (عقد الأجياد؟).

20 -

ورقات في رواج السكة بالزيادة، تأليف أبي حامد المشرفي. والظاهر أن هذا التأليف يتناول مسألة الفوائد على النقود، أي فيما يسمى عند الفقهاء بالربا. وكانت هذه القضية قد كثر حولها الجدل عند دخول رأس المال الأجنبي إلى المغرب والعامل نع المسلمين في الأموال. وها هو المشرفي يدلي برأيه في الموضوع الذي هو فقهي واقتصادي معا (3).

21 -

الرسالة في أهل البصبور الحثالة، لنفس المؤلف (المشرفي). وكان هذا التأليف نتيجة الضغوط على المغرب في آخر القرن الماضي لقبول الحماية الأجنبية على من أراد من أبنائه الدخول في عهدة هذه الدولة أو تلك، والحصول على جواز السفر، ونحو ذلك من الإجراءات الجديدة على المجتمع المغربي. أما المشرفي فقد عرفنا أنه من نزلاء المغرب بعد أن ولد ونشأ في الجزائر. وقد ترك مؤلفات كثيرة تناولناها في غير هذا. وحظي عند

(1) عقد الأجياد، ط. 2، دمشق 1963.

(2)

نخبة عقد الأجياد، ط 1، 410 صفحات، ط 2، 304 صفحات. كلتا الطبعتين في بيروت.

(3)

انظر دراستنا لمؤلفات المشرفي في أبحاث وآراء ج 3.

ص: 203

سلاطين المغرب بمكانة كبيرة، سيما السلطان الحسن الأول. وكان مع ذلك دائم الشكوى (1).

22 -

المعلومات الحسان في مصنوعات تلمسان: تأليف القاضي شعيب الجليلي. وكان المؤلف من علماء الدين ومن الأدباء والمولعين بالموسيقى، وممن لهم باع في التصوف أيضا. وربما كان أبعد الناس عن (المصنوعات)، ومع ذلك فقد استجاب لطلب من الحاكم العام بالجزائر وألف عن مصنوعات تلمسان، وهو تأليف يدخل في الفنون الشعبية والصناعات التقليدية، والحرف. وربما كان ذلك بمناسبة انعقاد أحد المعارض الدولية في باريس، إذ سرعان ما ترجم التأليف إلى الفرنسية وطبع. ولا ندري إن كان أصله العربي قد طبع معه أيضا. ونعتقد أنه كتاب مفيد في بابه إذ كتبه أحد أبناء تلمسان العارفين بمكانتها في التاريخ والتقاليد والفن (2).

23 -

قواعد التجارة العصرية: تأليف عبد الحق بن وطاف القسنطيني. وعنوان الكتاب غير دقيق لأننا استخرجناه فقط مما كتب محمد المنوني عن الكتاب. وقد ظهرت طبعته الأولى بفاس، سنة 1911. وكان ذلك عشية الاحتلال الفرنسي للمغرب. فهدف الكتاب إذن هو خدمة التجار الجزائريين (الكولون؟) والمغاربة، وإطلاعهم على الأساليب والمعاملات التجارية الجديدة. وكان بعض زملاء ابن وطاف قد نشروا المعاجم الدارجة أيضا بهدف تسهيل التجارة والاتصال، وذهب آخرون إلى المغرب بقصد دراسة اللهجات والطرق الصوفية والمخطوطات والجاليات، وأيضا الجوسسة.

ومهما كان الأمر، فإن مؤلف الكتاب وضعه على مقدمة وثلاثة أقسام. الأول في القانون التجاري الفرنسي، وهو بيت القصيد، لأن المعاملات كانت

(1) انظر دراستنا لحياة المشرفي في المصدر السابق.

(2)

ط. بباريس، 1900. انظر مخطوط ك 48، الخزانة العامة بالرباط. أما القاضي شعيب فقد ترجمنا له في فصل السلك الديني.

ص: 204

لا تتم إلا به. والثاني في مسك الدفاتر والحسابات. والثالث في المراسلات التجارية. وقد عايش ابن وطاف طويلا بعد نشر كتابه، مما يدل على أنه كان في مقتبل عمره سنة 1911. وربما كان من خريجي إحدى المدارس الرسمية الثلاث بالجزائر (1).

24 -

مطالع الأنوار في حكم الاحتكار: تأليف إدريس بن محفوظ الدلسي، وقد كان من المهاجرين إلى تونس، ولا نعلم عن التأليف سوى أنه في المعاملات في المال مع غير المسلمين. ولعله يشبه كتاب المشرفي سابق الذكر (ورقات في رواج السكة بالزيادة). ولا ندري إن كان التأليف مطبوعا.

25 -

تبيان الإجمال في مقاصد الاحتلال: لنفس المؤلف (الدلسي). وهو الاحتلال الفرنسي لتونس، مع بيان فساد السياسة الفرنسية. وقد جعله على مقدمة وخمسة فصول وخاتمة.

26 -

تحرير البيان في الرفق بالحيوان: تأليف الدلسي سابق الذكر. نشره ابنه بعد وفاته. وهو رسالة صغيرة. وموضوعه يدل عليه عنوانه (2).

27 -

رسالة في الأوبئة والجوائح: تأليف القاضي المسيسني الصدوقي. وهو من مواليد 1241 بنواحي صدوق. ودرس في الزوايا بالمنطقة وتفقه في الفرائض ثم تولى التدريس في الزوايا ومنها زاوية سيدي موسى ببني وغليس التي بقي بها حوالي أربعة عشر عاما. وبعدها تفرغ للتدريس في بيته في سيدي عيش. وكان ماهرا في فهم وتدريس مختصر الشيخ خليل في الفقه. ونعرف أنه ولد عشية الاحتلال الفرنسي وأن نموه ونشاطه صادف توسع وسيطرة هذا الاحتلال لا سيما في منطقة زواوة حيث الطريقة الرحمانية كانت متصدية للاحتلال مدة طويلة. وقد ورثت زاوية

(1) ط. الكتاب في فاس سنة 1911، في 351 صفحة، عدا التقاريظ. انظر المنوني (المصادر العربية) 2/ 249. وقد توفي ابن وطاف بفاس سنة 1957.

(2)

عن الدلسي انظر محمد محفوظ (تراجم المؤلفين التونسيين). وتحرير البيان، نشره الحبيب الدلسي، سنة 1951، في 56 صفحة.

ص: 205

صدوق البركة من زاوية آيت إسماعيل على عهد الشيخ الحداد الصدوقي خلال الستينات من القرن الماضي. ومن جهة أخرى نذكر أن عائلة المسيسني كانت مستوطنة في العاصمة أيضا في آخر العهد العثماني، وقد وجدنا لها بعض العناصر المتنفذة في السلك الديني (1).

ويذهب بعض الباحثين إلى أن القاضي المسيسني قد عاصر الجوائح التي حلت بالجزائر خلال الستينات (1867 - 1868) وترتبت عليها وفيات كثيرة، ومنها الجراد والجفاف والوباء. وربما ألف المسيسني كتابا في الموضوع وصف فيه أثر الجوائح على الشعب الذي كان يموت بالآلاف في الطرقات والمداشر. فقد عثر بعض أحفاده على أوراق قد تكون من كتاب ألفه، وتحدث فيها عن غلاء الأسعار والأمراض والجوع نتيجة الجوائح التي ذكرناها. كما وصف محاولة الناس طرد الجراد، ونكبة الجفاف وأداء صلوات الاستسقاء، وحمل المتصدقين للطعام إلى المساجد والأضرحة لعل المطر ينزل. كما وصف ما حل بالمواشي من الهزال حتى أصبحت تباع بأبخس الأثمان. وفي سنة 1868 (1264) فقد البذر، وحل الغبار في الأسواق فانتشر الوباء. وقد ذكر المسيسني المراسي التي كانت بها الحبوب وأسعارها. ومن نتائج هذه الجوائح بيع الناس أطفالهم وتعرض النساء للزنا للحصول على القوت، وما حل بالناس من الوفيات إذ بلغ العدد في ولاية العاصمة عندئذ 240 ألف ميت، بناء عليه. وقد نوه الشيخ بدور الزوايا عندئذ مثل زاوية صدوق (2). وتوفي المسيسني بمسقط رأسه، سنة 1305. وهو كما ترى معاصر لمحمد الصالح بن العنتري مؤلف (رسالة القحط) التي تناول فيها أيضا موضوع الجوائح، ولكن العنتري أكبر منه سنا.

28 -

صيانة الرياسة في القضاء والسياسة: تأليف محمد بن محمود بن العنابي. ألفه في مصر في عهد محمد علي باشا. وأراد به توحيد الأحكام

(1) انظر كتابنا (تاريخ الجزائر الثقافي).

(2)

انظر محمد الصالح الصديق (شخصيات ومواقف)، الجزائر، 1992. كما راسلني به محمد الحسن عليلى (؟). والشيخ المسيسنى من شيوخ محمد سعيد بن ز كري.

ص: 206

طبقا للمذاهب الأربعة في مسائل التجارة والعقارات وما إليها قطعا لتلاعب المتقاضين وتسهيلا على القضاة وخدمة لسياسة الدولة وقوانينها. وتعتبر محاولة رائدة بالنسبة للمؤلف والوالي محمد علي. وقد درسا الكتاب في كتابنا (رائد التجديد الإسلامي) بعد أن حصلنا منه على نسخة نسخها لنا بخطه السيد فرج محمود فرج المصري، وأصل المخطوط في مكتبة الإسكندرية حيث كان ابن العنابي مفتيا (1).

عرفنا أن الكتابات الجزائرية بالفرنسية لم تظهر إلا ابتداء من الثمانينات. وكان ظهورها قد تمثل في العرائض والمقالات الصحافية وبعض المحاضرات. وقلما ظهرت كتب ذات قيمة تعالج موضوعا بعينه. وقد تحدثنا عن ظهور أعمال في اللغة والتاريخ والفولكلور. أما الكتب السياسية والبحوث ذات الرأي في أوضاع الجزائريين ومستقبلهم، فقد ظهرت في معظمها بعد الحرب الأولى، وكان أصحابها عادة من الاندماجيين، وكانت تتصدرهم طائفة قليلة من المعلمين مثل الزناتي وصوالح والفاسي، والسياسيين مثل الأمير خالد وفرحات عباس. ومن كتب الرأي أيضا ما ألفه إسماعيل حامد والشريف بن حبيلس قبل الحرب الأولى، ولكن حجم هذه الكتابات ظل ضئيلا إذا نظرنا إلى مدة الاستعمار الفرنسي. أما بعد الحرب العالمية الثانية فقد أنتج عدد من الاندماجيين والسياسيين كتيبات ذات طابع اجتماعي وسياسي تمس القضية الجزائرية ومستقبل البلاد. وهي على العموم كانت كتيبات لا تعكس ما عليه المجتمع من توتر وتطلع إلى الحرية ولا المستوى الفكري الذي عليه المثقفون بالفرنسية. ولا بد أن نستثني من ذلك الانتاج الأدبي بالفرنسية، كما سبقت الإشارة (2)، وكذلك مؤلفات مالك بن نبي.

وها نحن نذكر نماذج من الكتابات الاجتماعية والسياسية وما قاربها

(1) انظر (رائد التجديد الإسلامي)، ط. 2، بيروت 1992.

(2)

انظر فصل اللغة والنثر الأدبي.

ص: 207

مما ألفه الاندماجيون منذ مطلع هذا القرن.

29 -

المسلمون الفرنسيون في شمال افريقية: تأليف إسماعيل حامد. وقد اشتغل مترجما عسكريا لدى قيادة الأركان الفرنسية. ومن المؤمنين بدور النخبة المتفرنسة. وكان من دعاة قابلية الجزائريين للاندماج والتعلم والتقارب مع الفرنسيين، أثناء موجة قادها الكولون وأنصارهم بعكس ذلك. فقد كان هؤلاء يقولون إن الجزائريين غير قابلين للتعلم والاندماج لأنهم متعصبون ومعارضون للتقدم. وكان كتاب (المسلمون الفرنسيون) يحاول تكذيب هذه الأطروحة. فالجزائريون تزوجوا بفرنسيات، وتجنس منهم البعض، وأظهر من درسوا في المدارس الفرنسية تسامحهم الديني والسياسي، ولم يعد الجزائريون متعصبين حتى أن الممارسات الدينية أصبحت عندهم، في دعواه، ضعيفة، وقل عدد الحجاج، وأول من تعامل مع الفرنسيين هم رجال الدين الخ. وقد ذكر أسماء عدد من الكتاب بالفرنسية مثل الطيب مرسلي ومحمد بن رحال. وهناك في نظره صحافيون ومحامون ومترجمون وعسكريون وأساتذة. وكلهم من الاندماجيين (النخبة) الذين برهنوا على ولائهم للفرنسيين واستعدادهم للتعامل معهم لو وجدوا إلى ذلك سبيلا. وقد كتب إسماعيل حامد أبحاثا أخرى تسير في نفس الخط (1). وكان يقول: إنه لا يوجد دين أكثر تسامحا من الإسلام ولا شعب أكثر تسامحا من المسلمين. وكان ألفريد لوشاتلييه، أستاذ علم الاجتماع الإسلامي في الكوليج دي فرانس، هو الذي قدم كتاب حامد المذكور. وقد وجدنا الأمير شكيب أرسلان في العشرينات يستشهد منه ببعض الآراء، عندما كان يعلق على كتاب لوثروب (حاضرالعالم الإسلامي)(2).

(1) إسماعيل حامد (المسلمون الفرنسيون في شمال افريقية)، ط. باريس، 1906، 316 صفحة. مراجعة أفريقية الفرنسية. A.F غشت 1906، الملحق، ص 267? 268. عن نفس الموضوع انظر أيضا ليون غوتييه في محاضرة له يوم 10 مايو، 1906، والمجلة الجغرافية للجزائر وشمال افريقية SGAAN،1906، 210 - 214. انظر ترجمتنا لإسماعيل حامد.

(2)

انظر دراستنا عن شكيب أرسلان والحركة الوطنية في الكتاب التذكاري المهدى إلى نقولا زيادة باسم (أوراق في التاريخ والأدب).

ص: 208

30 -

الجزائر الفرنسية كما يراها أهلي: تأليف الشريف بن حبيلس، وهو مجموعة آراء وملاحظات جمعها المؤلف ونشرها سنة 1914. وقد جاء الكتاب على لسان الاندماجيين الذين منهم حامد وابن التهامي وبوضربة ومرسلي. وفي الكتاب أصداء هذه الفئة التي تبنت التجنيد الإجباري إذا كان يحقق المطالب السياسية والمساواة بين الجزائريين والفرنسيين. والمؤلف واحد منهم. وقد رجعنا إلى هذا الكتاب بكثرة عند تحريرنا للحركة الوطنية، ج 2.

31 -

المجتمع الأهلي في أفريقية الشمالية: تأليف محمد صوالح. منذ تم احتلال الأجزاء الثلاثة لبلدان المغرب العربي اليوم، انطلق بعض الكتاب يضربون على نفس الوتيرة ويؤكدون على الاستعداد للاندماج والمشاركة أمام تعنت الفرنسيين ورفضهم الاعتراف بالمساواة بينهم وبين الجزائريين - وكل سكان المنطقة -. وعبارات (المجتمع الأهلي) و (شمال افريقية) هي نفسها من مبتكرات الاستعمار الفرنسي. وقد كانوا من قبل يسمون الجزائر (إفريقية).

أما المؤلف فقد كان من الاندماجيين أيضا، وتدرج في سلك التعليم حتى حصل على الدكتوراه، وشارك في الحرب الأولى، وألف أعمالا حول المجتمع من وجهة نظر استشراقية أو كانت تخدم الاستشراق الفرنسي، كالحديث عن عادات الناس في رمضان، وعن الشعر الشعبي، واللهجات. وكان كتابه الذي نحن بصدده من أواخر ما صدر له، وقد توسع فيه لكي يشمل الجزائر وتونس والمغرب وحتى الصحراء، ونشره سنة 1934. والظاهر أنه أعده لكي يكون كتابا مدرسيا. فقد قال عنه متن راجعه أنه هدف من ورائه إلى تحقيق رغبة مدير التربية الفرنسي في الجزائر - وهو جورج هاردي - الذي حث على ضرورة وضع المجتمع الأهلي بين أيدي تلاميذ المدارس. ولذلك جاء كتاب صوالح مقسما على النحو التالي: الجزء الأول في أصناف المجتمع، والتجمعات والملامح والأساطير والأمثال. والجزء

ص: 209

الثاني في نمط الحياة العامة والعادات والتقاليد والنظم والحكايات. والجزء الثالث في الاتجاه نحو المستقبل والعمل المنتظر من فرنسا وتطور المجتمع الأهلي. وتضمن كل فصل مجموعة من الصور. واعتبر المراجعون هذا الكتاب مجموعة من النصوص الموجهة لتلاميذ المدارس الفرنسية (1). وأساس الكتاب هو ما يمكن أن نسميه علم الاجتماع المغاربي، ولكن بانطلاقة ورؤية فرنسية.

32 -

الشاب الجزائري: ألفه فرحات عباس. وهو مجموعة مقالات كان قد نشرها باسم مستعار خلال العشرينات في جريدة (التقدم) التي أنشأها بلقاسم بن التهامي، زعيم الاندماجيين عندئذ وخصم الأمير خالد في الانتخابات المحلية. و (الجزائري) في عنوان الكتاب تشمل الشباب المسلم والفرنسي. وكان صدور الكتاب أثناء الاحتفال بمائة عام على الاحتلال قد جعل له صدى خاصا، وفيه يعكس فرحات عباس وجهة نظره كشاب يطمح إلى أن يلعب دورا في الحياة السياسية ويكون لسان الفئة الاندماجية. ولكن السنوات غيرت رأيه وتطور من الرجل الاندماجي إلى الزعيم الاستقلالي (2).

33 -

رسائل جزائرية: كتبها حسني لحمق. وهي رسائل سياسية، أدبية. عبر فيها المؤلف عن نقده للإسلام والعروبة وعن قناعته برومنة وفرنسة الجزائر وأهلها. وقد أثار كتابه ردود فعل من جانب الحركة الإصلاحية والوطنية إذ اعتبر لحمق مرتدا ومنحرفا عن خط المجتمع الجزائري. وكان في الواقع ضحية أخرى من ضحايا المدرسة التنصيرية والاستشراقية التي وسوست عقول أمثاله من الجزائريين (3). وكان فرحات عباس منهم عندما

(1) محمد صوالح (المجتمع الأهلي

) ط. الجزائر 1934، ومراجعة لوسيان بيسيير في المجلة الجغرافية للجزائر وشمال افريقية 1934، ص 87 - 89.

(2)

الشاب الجزائري، ط. 1، 1930. وله ط. 2 بعد الاستقلال، تضمنت إضافات.

(3)

حسني لحمق (رسائل جزائرية) 1930، عن هذا المؤلف انظر أيضا مذكرات مالك بن نبي، وقد عاصره في فرنسا.

ص: 210