الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جامعة" فإن تقديره: "احضروا" ولو ظهر جاز، و"جامعةً" منصور على الحال من الصلاة، ولو رفعا على الابتداء والخبر لجاز.
أسماء الأفعال والأصوات
هذا النوع المبوّب عليه داخل في قسم الأسماء عند البصريين، لدخول التنوين عليها في غير ضرورة، وأفعال عند الكوفيين للزومها الإسناد، وقيل: ما سبق استعماله في ظرفيةٍ أو مصدريةٍ باقٍ على اسميته، كـ "دونك زيد" و "فرطك زيداً" وما عداه فعل، كـ "نزال"، وقيل: بل قسم مستقل يسمى خالفة الفعل.
(ما ناب عن فعل كـ"شتان" و"صه"
…
هو اسم فعل، وكذا:"أوه" و "ومه")
اسم الفعل هو ما ناب عن الفعل معنى واستعمالاً، والمراد بالاستمعال جريانه كالفعل في عدم التأثر بالعوامل، وبذلك خرجت المصادر والصفات العاملة، فإنها تتأثر بالعوامل، وتنقسم إلى نائب عن الماضي، كـ "شتان" - بمعنى: افترق - ولذلك لا يسند إلا إلى متعدد، إما بعطف، نحو: "شتان
زيد وعمر" أو بضم، كـ "شتان القوم" ومنه: شتان ما بين زيد وعمرو" أو بضم، كـ"شتان القوم" ومنه: شتان ما بين زيد وعمرو.
لأن "ما" موصولة، بمعنى الأمكنة، وقيل:"ما" و "بين زائدتان، وإلى نائب عن الأمر، كـ"صه" -بمعنى: اسكت - و"مه" - بمعنى: اكفف - ولا يسند إلى ظاهر، وإلى نائب عن المضارع، كـ "أوه" -بمعنى: أتوجع - و"إفٍ - بمعنى: أتضجر - و"مخ" - بمعنى: أكره - ولم يستعمل إلا بمعنى مضارع المتكلم، ولذلك لا يظهر بعد الفاعل.
(وما بمعنى: "افعل" كـ "آمين" كثر
…
وغيره كـ "وي" و "÷يهات" نزر)
أكثر ما يستعمل أسماء الأفعال نائبة عن فعل الأمر، كـ "آمين" بمعنى: استجب، وقد تحذف المدة منه، وقد تشدد الميم مع حذفها، ومثله في الدلالة على الأمر "هيت" بمعنى: أسرع، و "حيهل" قربت منه،
و"هلم" - بمعنى: أقبل - و"نزل" وبابه، وقد تقدم في باب الأسماء اللازمة للنداء أنه ينقاس من كل فعل ثلاثي، تام، متصرف، ويقل استعمالها نائبة عن المضارع كـ "كوي" - بمعنى: أتعجب - كقوله تعالى: {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ} [القصص:82] ويقال فيها: "وا"، نحو:
(398 -
…
وابأبى أنت وفوك الأشنب
…
)
ومثلها:
(399 -
…
واهاً لسلمى ثم واهاً واها
…
)
أو نائبة عن الماضي، كـ "هيهات" - بمعنى: بعد - وهي مفتوحة التاء عند الحجازيين، وبنو تميم يكسرونها، وعقيل تضمها، وبهما قرئ شاذاً {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} [المؤمنون:36] وأكير ما تستعمل مكررة.
(والفعل من أسمائه "عليكا"
…
وهكذا "دونك" مع "إليكا")
(كذا "رويد""بله" ناصبين
…
ويعملان الخفض مصدرين)
اسم الفعل ينقسم إلى موضوع له بالأصالة كالأمثلة السابقة، وإلى منقول إليه بعد الاستعمال في غيره، ثم النقل إما من جارٌ ومجرو، كـ"عليك زيدا" - بمعنى: الزم - قال تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ} [المائدة:105]، و"إليك عن زيد" - بمعنى: تنح - وإما من ظرف، كـ"دونك" -بمعنى: خذ- ومثله: "مكانك" - بمعنى: اثبت - و "وراءك" - بمعنى: تأخر - و"أمامك" - بمعنى: تقدم - وإما من مصدر استعمل فعله، كـ"رويد" -بمعنى: امهل- فإنه تصغير: "إرواد" مصدر: أورده -بمعنى: أمهله- ثم صغر تصغير ترخيم، فقيل:"رويدا" ثم نقل عن المصدرية، فاستعمل اسم فعل، فنصبوا به ما بعده، من غير تنوين، وإما من مصدر لم يستعمل فعله، كـ"بله زيداً" -بمعنى: دع- فإنه "بله" في الأصل: مصدر فعل مهمل مرادف لـ"دع"، وإن أريد بهما المصدرية خفض ما بعدهما بإضافتهما إليه، فقيل:"رويد زيدٍ" و "بله عمروٍ" كما يضاف المصدر إلى مفعوله، وينفرد "رويداً" بأنه يعمل النصب في مصدريته -أيضاً- فيفرق بينه وبين اسم الفعل التنوين، نحو:"رويداً زيداً".
(وما لما تنوب عنه من عمل
…
لها، وآخر مالذي فيه العمل)
أي: تعمل أسماء الأفعال عمل الأفعال التي نابت عنها، فما ناب منها عن لازم كـ"صه" و"نزال" و"هيهات" اقتصر على رفع فاعل، وحكمه في وجوب استتار الفاعل وظهوره حكم ما ناب عنه، -كما سبق- وما ناب منها عن متعد كـ"دونك" و "عليك" نصب مفعولا، وإن استعمل [شيء منها] بمعاني أفعال متعددة اختلفت أحواله، كـ"حيهل" فإنهم قالوا:"حيهل الثريد" -بمعنى: ائت- و"حيهل على الخير" -بمعنى: اقبل-[و"حيهلا بلدا" -بمعنى: حي به-] ولم يسمع بعد "آمين" مفعول، مع كونه بمعنى: استحب.
ويفارق اسم الفعل مسماه في كونه لا يجوز تقدم معمول عليه،
بخلاف الفعل، فلا يقال:"زيداً بله" كما يقال: "زيداً اترك" ونحو: {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [النساء:24] وقوله:
(400 -
…
يا أيها المائح دلوي دونكا
…
)
معمولان لفعل مقدر.
(واحكم بتنكير الذي ينون
…
منها تعريف سواه بين)
تنقسم أسماء الأفعال بالنسبة إلى لزوم التنوين، ولزوم التجرد منه، وجوازهما ثلاثة أقسام:
فالأول: كـ"واها" و "ويها" -بمعنى: أتعجب- فهما في الأسماء بمنزلة "أحد" و "ديار" وغيرهما مما يلزم التنكير.
والثاني: كـ"شتان" و "نزال" وبابه، فهي بمنزلة ما لزم التعريف كالمضمرات وأسماء الإشارة.
والثالث: كـ"صه" و "مه" و "إيه" -بمعنى: زد- فإنك إذا نونتها كانت بمنزلة النكرة في دلالتها على مطلق المسمى، وإن ترك تنوينها، فهي بمنزلة المعارف إما على معين، وإما على الجنس، فهي بمنزلة:"رجل" و "ثوب" ونحوهما مما يقبل التعريف والتنكير.
(وما به خوطب ما لا يعقل
…
من مشبه اسم الفعل صوتاً يجعل)
الأصوات نوعان:
أحدهما: ما وضع لخطاب ما لا يعقل من الحيوانات، وهو شبيه باسم الفعل، فلا يدخل في ذلك مخاطبتهم الدرر، والمنازل، وغيرهما، نحو:
(401 - ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ......................)
ونحوه:
(402 - ألا يا اسلمي يا دارمي على البلى ...................)
لعدم شبهه باسم الفعل، بخلاف قولهم في زجر البغل:"عدس" وقولهم في حث الإبل على الشرب: "جأجأ" -بالهمز- وفي دعاء الضأن "جاجا" -غير مهموز- وفي دعاء الماعز "عاعا" -عغير مهموزين أيضاً- فإنها كلها شبهة باسم الفعل.
(كذا الذي أجدى حكايةً كـ "قب"
…
والزم بنا النوعين فهو قد وجب)
هذا النوع الثاني من الأصوات، وهو ما وضع لحكاية صوت، إما صوت حيوان، وإما صوت جسم ملاق لآخر، فمن الأول قولهم في حكاية صوت الغراب:"غاق" وفي حكاية صوت طيران الذباب: "خازباز" وفي حكاية صوت الضحك: "طيخ".
ومن الثاني: قولهم في حكاية صوت الضرب: "طاق" وفي حكاية صوت وقع الحجر: "طق" وفي حكاية وقع ضربة السيف" "قب" وكل من نوعي أسماء الأفعال شبهها بالحرف في النيابة عن الفعل مع عدم التأثر بالعوامل، وعلة بناء أسماء الأصوات شبهها بالحرف المهمل في وقوعها غير عاملة ولا معمولة.