الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في زيادة همزة الوصل
همزة الوصل مختصة بأوائل الكلم، وسميت بذلك لسقوطها في الوصل، فإنها لا تثبت إلا إذا ابتدئ بها، وأما ثبوتها في نحو:
(518 - ألا لا أرى اثنين أحسن شيمة
…
على حدثان الدهر منى ومن جمل)
فضرورة.
(للوصل همز سابق لا يثبت
…
إلا إذا ابتدى به كاستثبتوا)
(وهو لفعلٍ ماضٍ احتوى على
…
أكثر من أربعة نحو انجلى)
(والأمر والمصدر منه وكذا
…
أمر الثلاثي كاخش وامض وانفذا)
همزة الوصل تدخل في الكلم الثلاث، ودخولها في الحرف أقل، لأنها لم تدخل إلى على "أل" خاصة -كما يأتي- وأما الأفعال فلا دخول لها في المضارع منها، وأما الماضي فلا تدخل إلا فيما احتوى على أكثر من أربعة
أحرف، وهو الخماسي كـ"انجلى وانطلق" والسداسي كـ"استخرج" ولا يوجد إلا بهمزة الوصل وأما التي في الثلاثي كـ"أمر" أو في الرباعي كـ"أكرم" فليست بهمزة وصل؛ وأما الأمر فتدخل فيما دخلت في ماضيه وهو الخماسي والسداسي نحو:"انطلق واستخرج"؛ وفي أمر الثلاثي إذا تعذر الابتداء به دونها، لكون ما يلي حرف المضارعة منه ساكناً كـ"يضرب، ويعلم، ويعقد" وهي مطابقة لمثل المصنف الثلاثلة، وإنما مثل بها ليبين أن أصل حركة همزة الوصل الكسر، وكذلك تكسر فيما عين مضارعه مفتوحة كـ"يخشى ويعلم" أو مكسورة كـ"يمضي ويضرب وينطلق ويستخرج" وفي الماضي المبني للفاعل مطلقاً، وإنما تضم في موضعين:
أحدهما: أن تكون عين مضارعه مضمومة، كـ"ينفذ ويقعد" ثم هذا الضم لازم إن كانت ضمة العين أصلية -كما مثل- فإن كانت ضمتها
عارضة كـ"امشوا واقضوا" فالهمزة مكسورة، ولو عرض للمضمومة الأصل كسرٌ كـ"اعزي" فقال أبو علي في التكملة: يجب ضم الهمزة وإشمام الكسرة التي قبل الياء؛ وذكر المصنف أنهما يشمان معاً، وذكر ابنه أنه أن ما قبل الياء يكسر، وأن الهمزة يجوز فيها الكسر والضم، وهو أرجح.
الثاني: فيما بني للمفعول [من الماضي] الذي دخلت عليه كـ"انطلق واستخرج" ثم هذا الضم واجب فيما ضمت عينه لزوماً كالمثالين، فأما ما جاز في عينه [الكسر والضم والإشمام كـ"اختار، وانقاد"، فإن همزته تتبع عينه] في الأحوال الثلاثة.
وأما الاسم فينقسم دخولها فيه إلى قسمين: مطرد ومسموع، فالمطرد مصادر الماضي المفتتح بها كـ"انطلاق واقتدار، واستخراج" والمسموع: ما ذكره المصنف بعد هذا بوقله:
(وفي اسم استٍ ابنٍ ابنمٍ سمع
…
واثنين وامرئٍ وتأنيثٍ تبع)
(وايمن همز أل كذا ويبدل
…
مدا في الاستفهام أو يسهل)
هذه الأسماء العشرة هي التي سمعت فيها همزة الوصل وهي اسم
واست وابن [وتأنيثه] وابنم واثنان وتأنيثه وهو اثتان وامرؤ وتأنيثه وهو امرأة، وأيمن وهو المخصوص بالقسم وينبغي أن يزاد على ذلك: أيم الله، بمعنى أيمن الله، ولا يقال إنها بعض أيمن لأنهم قد ذكروا ابناً مع ابنم.
وإطلاق المصنف همز "أل" يشمل الحرفية المعرفة والزائدة والاسمية الموصولة، فتصير الأسماء التي تدخلها همزة الوصل اثني عشر، وتكسر فيها كلها
إلا "أل" فإنها فيها مفتوحة، وفي "اسم" لغة بضمها، وإذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل المفتوحة كهمزة أل ففيها وجهان:
أحدهما: إبدالها مدة، وهو الأرجح.
الثاني: تسهيلها، وبهما قرئ في نحو:{آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ} [الأنعام:143] الآية، ولا يجوز حذفها [لئلا يلتبس بالخبر، فإن دخلت على المكسورة أو المضمومة فالوجه حذفها] فتقول في المضمونة: استخرج المال؟ وفي المكسورة: أنطلاق زيدٍ غداً؟ وبه قرأ الأكثرون {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا} [ص:63]{أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ} [المنافقون:6] وبعضهم يبدلها مدة وبعضهم سهلها، وهو أندر الثلاثة، ولا يجوز تحقيقها لأنها لا تثبت في الوصل إلا ضرورة كما سبق.