المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

" يا للكمأة وياللكلا "تعجبا من كثرتهما- ويعاقبها ألف نحو: (381 - إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك - جـ ٢

[برهان الدين ابن القيم]

الفصل: " يا للكمأة وياللكلا "تعجبا من كثرتهما- ويعاقبها ألف نحو: (381

" يا للكمأة وياللكلا "تعجبا من كثرتهما- ويعاقبها ألف نحو:

(381 - يا عجبا ........

..............)

‌الندبة

هي تعبير المنادى المتفجع على فقده، نحو:"وامحمداه" أو لتنزيله منزلة المفقود، كقوله عمر- وقد أخبر بحدب أصاب بعض العرب- "واعمراه" أو للمتوجع له، نحو:

ص: 691

(382 - فواكبدا من حب من لا يحبني

...............)

أو منه، نحو"وامصبيتاه"، ولا يستعمل فيها من حروف النداء إلا "وا" و"يا"

(ما للمنادى اجعل لمندوب وما

......)

يستحق المندوب من الإعراب ما يستحقه المنادى العاري عن الندبة، فيضم في نحو:"وازيد" وبنصب في نحو "وأمير المؤمنين"، ولا يندب نكرة "كرجل" و"امرأة" ولا مبهم كأسماء الإشارة، "وأي" لأن المقصود إنما هو عظم الفجيعة بفقد المندوب، واشتهار حاله، بالندبة له، وذلك لا يجعل إلا مع التعيين.

ص: 692

(ويندب الموصول بالذي اشتهر

كـ "بئر زمزم" يلي "وامن حفر")

الموصول من قسم المبهم، فلا يندب إلا إذا كانت صلته مشهورة، نحو:" وا من حفر بئر زمزماه "إذ قد علم أن حافرها عبد المطلب، فصار بمنزلة:" واعبدا المطلباه ".

(ومنتهى المندوب صلة بالألف

متلوها إن كان مثلها حذف)

(كذاك تنوين الذي به الذي به كمل

من صلة أو غيرها، نلت الأمل)

يتصل آخر المندوب- غالبا- بألف، سواء كان مفردا، نحو:

(383 - .............

وقمت فينا بأمر الله يا عمرا)

أو مضافا نحو:" وا أمير المؤمنيناه "، أو نهاية صلة، نحو:" وا من حفر بئر زمزماه "ثم إن كان متلو الألف- وهو الحرف الذي قبلها- مضموما، نحو:"وا زيد" أو مكسورا، نحو:"وا عبد المطلب" حذفت حركته، وفتح

ص: 693

لاتصال الألف به، وإن كان ألفا مثلها، حذفت نحو:"واموساه" وكذلك يحذف تنوين ما كمل به المندوب من صلة نحو: "وا من حفر بئر زمزماه"، أو غير الصلة، كالمضاف إليه، نحو:"وا غلام زيداه"، والمحكي نحو:" وا تأبط شراه ".

(والشكل- حتما- أوله مجانسا

إن يكن الفتح بوهم لابسا)

قد تقدم أن ما يليه ألف الندبة إن كان ضمة أو كسرة حذفت، وأبدل مكانها فتحة، لكن لا يفعل ذلك إلا عند أمن اللبس، كما سبق تمثيله- فإن خيف بفتح الآخر حصول اللبس، أتى بألف الندبة مجانسة لحركة الآخر، فتصير واوا بعد الضمة، نحو:"واغلامهوه" و"واغلامكموه" خوفا من التباس الأول بالمضاف إلى ضمير المؤنث، والثاني بالمضاف إلى ضمير المثنى، وياء بعد الكسرة نحو:"واغلامكيه" خوف اللبس بالمضاف إلى ضمير المخاطب.

"ووافقا زد هاء سكت إن ترد

وإن تشأ فالمد، والها لا تزد)

وإذا وصلت المندوب بما بعده نحو: "وا عمرا الكريم" لم تلحقه الهاء، وإن وقفت عليه فلك أن تزيد في آخره هاء السكت ساكنة، وقد

ص: 694

تضم للضرورة نحو:

(384 - ألا يا عمرو عمراه

وعمرو بن الزبيراه)

ولك أن تقف عليه بالمد، وهو الألف، وما انقلب عنها من واو، أو ياء ولا تأتي بالهاء، كما سبق من قوله:

(385 - .............

وقمت فينا بأمر الله يا عمرا)

(وقائل: "واعبد يا، واعبدا"

من - في النداء- الياذسكون أبدى)

إذا ندب المضاف إلى ياء المتكلم على لغة من أقر الياء فيه ساكنة، فقال:"يا عبدي" جاز حذف يائه لملاقاتها ساكنة لألف الندبة، فيقال:"واعبدا" وهو اختيار المبرد وجاز تحريكها بالفتح لمجانسة الألف، فيقال: "واعبدا يا: وهو اختيار سيبويه ويتعين الأول على لغة من قلب الياء ألف، أو حذفها واجتزأ عنها بالفتحة أو الكسرة، أو عامله معاملة المفرد، ويتعين الثاني على لغة من أقر بالياء، وحركها بالفتح.

ص: 695