المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ويوافقون جميع العرب في إسكان عين ما كان مكسور الفاء - إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك - جـ ٢

[برهان الدين ابن القيم]

الفصل: ويوافقون جميع العرب في إسكان عين ما كان مكسور الفاء

ويوافقون جميع العرب في إسكان عين ما كان مكسور الفاء كـ (بيعة) أو مضمومها كـ"عوذة".

‌جمع التكسير

وهو ما دل على أكثر من اثنين مما

له واحد من لفظه، ولم

يسلم فيه بناء الواحد، أو بقي على إعرابه بالحركات، فالقيد الأول: مخرج للمثنى، والثاني: مخرج لاسم الجمع كـ"قوم"، ورهط" والثالث: مخرج لجمع التصحيح، وقولنا: أو بقي على إعرابه بالحركات مدخل لما سلم فيه بناء الواحد، وزيد عليه كـ"صنوان" جمع صنو، فإنه فارق جمع التصحيح ببقاء إعرابه بالحركات؛ ثم تغير لفظ الواحد فيه تارة يكون زيادة إما مع بقاء البنية

ص: 893

كـ"صنوان" وأما مع تغيرها كـ"رجال"، وتارة يكون بنقص إما مع بقاء البنية أيضًا كـ"كَلِم") وإما مع تغيرها كـ"فُرش") ، وتارة يكون بتغيير الحركات كـ"أسدٍ" وتارة بتقدير تغييرها كـ"فلكٍ" ودلاص" فإن المفرد من (فلكٍ) نظير قفل، والجمع منه نظير كتب فيقدر نقل الضمة الدالة على المفرد إلى الضمة الدالة على الجمع.

والمفرد من دلاص نظير "فِراش" والجمع منه نظير "جمال" فيقدر التغيير فيه أيضًا.

(أفعلةٌ أفعل ثم فِعله

ثمت أفعال جموع قلة)

ينقسم جمع التكسير إلى موضوع للقلة، بأن يكون مدلوله دو العشرة وإلى موضوع للكثرة، وهو الدال على أكثر من ذلك، فالقسم الأول له أربعة جموع: أفعله"كـ"أحمرة"، و"أفعل" كـ"أكلب"، و"فعلة"

ص: 894

كـ"صبية" و"أفعال" كـ"أجمال".

(وبعض ذي بكثرة وضعاً يفي

كأرجل والعكس جاء كالصفي)

قد يأتي بعض جموع القلة دالاً على الكثر جمع ذلك المفرد لم يوضع إلاّ على بناء جمع القلة، كـ"أرجل" جمع رجل، وأعناق وأفئدة فإنهم لم يضعوا لها شيئا من أبنية الكثرة وقد يأتي العكس، وهو الاستغناء بجمع الكثرة وضعاً عن جمع القلة كـ"قلوب"؛ وفي تمثيل المصنف بالصفِي

ص: 895

-جمع صفاة- وتمثيل انه برجال نظر، لأن الجوهري حكى في جمع صفاة أصفاء حكى غيره:"ثلاث رجلة" كثلاث فتية.

(لـ (فعل) اسما-صح عينا- أفعل

وللرباعي اسما أيضا يجعل)

(إن كان كالعناق والذراع في

مد وتأنيث وعدِ الأحرف)

"أفعل" من جموع القلة يجمع به شيئان:

أحدهما: ما كان اسما ثلاثيا صحيح العين بزنة "فعل" ساكن العين، مفتوح الفاء نحو: كلب، وفلس، وظبي، ودَلو ولا يجمع عليه ما كان صفة كـ"ضخم"، وقالوا في عبد أعبد لغلبة الاسمية ولا ما زاد على الثلاثة كـ"تمرة"[ولا معتل العين كـ"سوط"، وبيع وباب واشتهر "أعين" مع خروجه على القياس، وندر "أشيب وأسيف"] ولا محرك العين ك"نمر" وأسد وعضد" ولا مكسور الفاء أو مضمومها ك"تِبن وقفل"، واشتهر في المكسور أجرٍ

ص: 896

جمع جروٍ، وأرجل في رجل مع خروجهما عن القياس.

الثاني: ما كان اسما رباعيا شبيها بالعناق والذراع في كونه مؤنثاً قبل آخره مدة، وسواء كانت المدة ألفاً-كما كثل- أو واواً كـ"عتود" وأعتد، أو ياء كـ"يمين وأيمن" في القسم، وقالوا في الجارحة أيمان لطلب الفرق وشذ منه أشهب وأغرب جمع شهاب وغراب لأنهما مذكران.

(وغير ما "أفعل" فيه مطرد

من الثلاثي اسما بأفعال يَرد)

"أفعال" من جموع القلة يجمع به كل اسم ثلاثي لا يطرد جمعه على أفعل فدخل في ذلك ما كان معتل العين ك"سيف وصيف وضيف وعود وناب" وما كانت عينه متحركة كـ"عمل وكتف وعضد"، وما كان مكسور الفاء كـ"صنف" أو مضمومها كـ"قفل" أو ما اجتمعت فيه كسرة

ص: 897

الفاء أو ضمتها مع حركة العين ك"عنب وإبل وعنق" فيقال في ذلك كله أسياف وأضياف وأعواد وأنياب وأعمال وأكتاف وأعضاد وأضناف وأقفال وأعناب وآبال وأعناق، ولا يجيء في وصف كـ"حسنٍ"، ولا فيما زاد على الثلاثة كـ"تمرة".

(وغالبا أغناهم فِعلان

في فعل كقولهم صِردان)

هذه مستثنى مما يستحق "أفعالا"، وهو "فعل" كـ"صرد" وجرذٍ ونغرٍ فإن حقها أن تجمع على أفعال، لأن كلا منها اسم ثلاثي لم يطرد جمعه على "أفعل" لضمة فائه وحركة عينه إلاّ أنهم استغنوا فيه غالبا بجمع الكثرة عن جمع القلة، فقالوا:[صِردان وجِرذان] ونغرانٌ، واحترز بـ"غالباً" من قولهم: رطب وأرطاب، وقد جاء على أفعال مما يستحق "أفعل" حمل وأحمال، قال تعالى:} وأولات الأحمال أجهلن {وفرخ وأفراخ، وزند وأزناد.

(في اسم مذكر رباعي بمد

ثالثٍ افعله عنهم اطرد)

(والزمه في فَعَالِ أو فِعال

مصاحبي تضعيف أو إعلال)

"أفعله" من جموع القلة يجمع به كل اسم مذكر رباعي ثالثه مدة إما ألف كـ"حمار وغراب وطعام"، وإما ياء كـ"رغيف"، وإما واو كـ"عمود"،

ص: 898

فيقال فيها: أحمِرَه وأَغرِبَة وأَطعِمة وأرغفة وأعمدة.

والتزم هذا البناء فيما كنت مدته ألفا وهو مفتوح الفاء على "فَعَال" أو مكسورها على "فِعال" بشرط أن يكونا مضاعفي اللام بمماثلتهما العين، كـ"بتاتٍ" وزمام أو معتليها، ك"قباءٍ"، وبناءٍ"فإن أصل الأول: قباوٌ، وأصل الثاني: بنايٌ وقالوا فيها: أبتتة وأزممة وأقببة وأبنية، ولم يوضع لها جمع كثرة إلاّ شذوذاً كـ"عناق" وأعنق"، ولم يرد"أفعلة" في الصفات كـ"جبان وبخيل وصبور" ولذلك حكم بشذوذ "أشحةٍ" لأن "شحيحاً" صفة لا اسم، ومثله في الشذوذ "أضننة" جمع ضنينٍ بمعنى بخيلٍ، ولا في مؤنث إلا ما حكاه ابن سيده، من قولهم: عقاب وأعقبة، ولا في غير الرباعي

ص: 899

إلا شذوذاً، فمن وروده في الثلاثي قولهم:"نجدٌ وأنجدة وقدح وأقدحة وصلب وأصلبة" ومن وروده في الزائد على الرباعي قولهم: أرمضة في جمع رمضان، وأنضضةٌ في جمع نضيضةٍ وهي المطرة القليلة، ولا في رباعي ليس قبل آخره مد إلاّ شذوذا كأجزة في جمع جزة، وهي الصوف المجزوز عن الشاة.

(فعل لنحو أحمرٍ وحمراَ

وفعلة جمعاً بنقلٍ يدري)

نبدأ بالكلام على عجز البيت لأنه تمام الكلام على جموع القلة الأربعة وهو "فِعلةٌ" ولا يطرد في شيء من المفردات وإنما يعرف بالسماع والنقل، ولذلك زعم بعضهم أنه اسم جمع ولا جمع فمما سمع منه: فِتَية وصبية، وشيخة، وخصية، -جمع خَصِي- وغلمة، في ألفاظ يسيرة.

وأما جموع الاكثرة فذكر المصنف من أبنيتها ثلاثة وعشرين:

الأول: ما تضمنه صدر البيت وهو "فعل" بضم الفاء وسكون العين وهو جمع لشيئين:

أحدهما: أفعل الذي مؤنثه فعلاء كأحمر" و "أسود"، ولما لا مقابل له في المؤنث لمانع خلقي كـ"أكمر" وآدر أو لمانع استعمالي ك"آلي" -لعظيم الأليتين- فإن المعنى موجود في مقاله من المؤنث إلا أنهم استغنوا

ص: 900

فيه بعجزاء.

الثاني: فعلاء صفة مقابلة لأفعل، كـ "حمراء وصفراء" وغير مقابلة له لمانع خلقي كـ "رتقاء وعفلاء" أو استعمالي كـ "عجزاء"؛ ولا يجمع عليه أفعل الذي مقابله فعلى، كـ "أصغر وأكبر وآخر"، ولا فعلاء غير صفة كـ "صحراء".

(وفعلٌ لاسم رباعي بمد

قد زيد قبل لام إعلالاً فقد)

(ما لم يضاعف في الأعم ذو الألف

وفعلٌ جمعاً لفعلةٍ عرف)

(ونحو كبرى ولفعلةٍ فعل

وقد يجيء جمعه على فعل)

هذه الأبيات الشعرية مشتملة على الثاني والثالث والرابع من أبنية التكسير الدالة على الكثرة.

فالثاني: فعل -بضم فائه وعينه- ويجمع به اطراداً كل اسم رباعي آخره اللام قبلها مدة زائدة؛ واللام صحيحة مطلقاً غير مضاعفة بعد الألف خاصة، سواء كان مفتوح الفاء كـ "القذالٍ وأتان" أو مضمومها كـ "قرادٍ وكراعٍ" أو مكسورها كـ "ذراع وكتاب"، وسواء كانت مدته ألفاً- كما مثل- أو واواً كـ "عمودٍ وذلولٍ" أو ياءً كـ "سريرٍ" و"جديدٍ" قال تعالى:{كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ} [البقرة: 285]{فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} [الهمزة:9] {فَاسْلُكِي سُبُلَ

ص: 901

رَبِّكِ ذُلُلًا} [النحل: 69]{عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ} [الطور: 20]

ولا يجمع عليه نحو: قتيل ولا نحو زيتون ومال، ولا نحو صفاة ولا نحو درهمٍ ولا نحو كساءٍ ولا نحو سنانٍ لفقد الاسمية في الأول والزيادة على أربعة أحرف في الثاني، والنقص عنها في الثالث وكون اللام ليست آخراً في الرابع وعدم المد في الخامس ووجود إعلال اللام في السادس وتضعيفها بكونها موافقة للعين بعد الألف في السابع.

أما لو ضوعفت بعد الياء كـ "شتيت" أو بعد الواو كـ "سلولٍ" لم يمتنع ذلك من جمعها على فعل، وقول المصنف:"ما لم تضاعف في الأعم ذو الألف"، يعني به في الأغلب، وإلا فقد جاء منه نادراً عنان وعنن. وحجاج وحجج، كما ندر منه خشن وصحف جمع خشنٍ وصحيفة؛ ويطرد أيضاً في كل وصف على فعول بمعنى فاعل كـ "صبور وغفور ورسول" وأما ما كان منه على فعيل فلا يجمع عليه إلا أنه ندر نذيرٌ ونذرٌ.

الثالث: من أبنية الجموع: فعل -بضم الفاء وفتح العين- وهو مطرد في شيئين:

ص: 902

أحدهما: كل اسم على "فعلة" سواء كان صحيح اللام كـ "غرفة""قربة" أو معتلها كـ مدية و"زبية"، أو مضعفها كـ "درة وعدة".

الثاني: ما كان نحو كبرى في كونه وصفاً على فعلى- مؤنثة أفعل- كـ "صغرى وفضلى وطولى"، ومنه:"السبع الطول" وقد شذ وروده في بهمة وقرية ورؤيا.

الرابع: فعل: -بكسر الفاء وفتح العين- وهو مطرد في كل اسم على "فعلة" منقسم بأقسام فعلة كـ "كسرة وديمة وعدة"، ومنه {ثَمَانِيَ حِجَجٍ} [القصص: 27] لأنها جمع "حجة" -بالكسر- لغة في الحجة، ويندر في نحو ذكرى وقصعة وذربة، وقد يجيء جمع فعلة على فعل، قالوا لحية ولحى وحلية وحلىً.

ص: 903

(في نحو رامٍ ذو اطرادٍ فعله

وشاع نحو كامل وكملة)

هذان الثامن والسادس من أبنية الجموع وهما: فعلة -بضم أوله وفتح ثانيه- وفعلة -بفتحهما- وهما مطردان في كل وصف لعاقل على فاعل، إلا أن الأول يختص بما كان معتل اللام، كـ "رامٍ وهادٍ وقاضٍ" يقال فيها: رماة وهداة وقضاة؛ وأصله [رمية قلبت ياؤه] ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها.

والثاني: يختص بما كان صحيح اللام كـ "كامل" وكملة وكاتب وكتبة، وسافر وسفرة، وليس بمطرد فيه، بل قد جاء منه: ناقص ونقص، وعابد وعباد، وشاهد وأشهاد، قال تعالى:{وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر: 51] وجاء على فعلة غيره كـ "سري وسراة، وسيد وسادة".

ص: 904

(فَعْلَى لوصف كـ (قتيل) وزمن

وهالكٍ وميت به قمن)

هذا السابع من أبنية الجموع وهو "فعلى"- بفتح أوله وسكون ثانيه، ويجمع عليه كل وصف دل على آفة من فعيل بمعنى مفعول كـ "قتيل وجريح، أو فعل" كزمنٍ، فتقول فيهل قتلى وجرحى وزمنى، ويندر فيه فعيل بمعنى فاعل كـ "مريض ومرضى" وما دل على آفة من وصف على فاعل كـ "هالك" أو على فعيل كـ "ميت" فهو قمن أي حقيق به؛ ولا يطرد فيه كقولهم فيهما: هالكون وأموات، وحمل عليهما -أيضًا- ما دل على آفة من وصف على أفعل كـ "أحمق" أو على فعلان كـ "سكران"، فيقال فيهما: حمقى وسكرى.

(لفعل اسماً صح لاماً فعلة

والوضع في فَعل وفِعل قلله)

هذا الثامن من أبنية الجموع وهو "فعلة" -بكسر الفاء وفتح العين- وهو جمع لـ "فعلٍ" مضموم الفاء ساكن العين بشرطين:

أحدهما: أن يكون اسماً.

الثاني: أن يكون صحيح اللام، بمعنى أنها ليست معتلة ولا مدغماً فيها،

ص: 905

نحو قرط وقرطة ودرج ودرجة، أما لو كان مصدراً كـ "بغض" أو معتل اللام كـ "علو" أو مدغماً فيه كـ "حب" -للإناء- وسد لم يجمع على ذلك إلا ندوراً كـ "دب ودببة" وتمثيل ابنه له في المطرد وهم.

وقل مجيئ "فعلة" في "فعل"[وهو في فعل] بكسر الفاء وفتحها، فمن الأول: قرد وقردة، ومن الثاني: غرد وغردة وهو المطرب بصوته؛ ومما شذ

ص: 906

فيه "فعلة" كتف وذكر -لضد الأنثى- وهادر وخطرة، وهو الغصن.

(وفعل لفاعل وفاعلة

وصفين نحو عاذل وعاذلة)

(ومثله الفعال فيما ذكرا

وذان في المعل لاما ندرا)

هذا التاسع والعاشر من أبنية الجموع وهما فعل وفعال -بضم الفاء وفتح العين مشددة- ويطردان في كل وصف لمذكر على فاعل صحيح اللام نحو: عاذل وعذل وعذال، وصائم وصوم وصوام، ونائم ونوم ونوام، وجاء في جمع فاعله إلا أنه نادر نحو:

503 -

(

...

... وقد أراهن عني غير صداد)

ص: 907

ويمكن أن يكون جمع "صاد" ويكون الضمير للأبصار التي تقدم ذكرها في أول البيت وهو قوله:

504 -

(أبصارهن إلى الشبان مائلة

...

...)

ويطرد الأول منهما في "فاعلة" وصفا لمؤنث [نحو عاذلة وعذل ونازلة ونزل، وجاء في فاعل من صفات المؤنث] كـ "حائض" و"حيض" إلا أنه محكوم بندوره؛ ولا يجيء هذان الجمعان فيما كان معتل اللام من فاعل كـ "عارٍ" أو فاعلة كـ "كاسية" إلا نادراً [فمنه غزى في جمع غازٍ قال تعالي: {أَوْ كَانُوا غُزًّى} [آل عمران: 156].

ومنه: سراء في جمع سارٍ؛ ومن نوادر هذين الجمعين قولهم: "خريدة وخرد، ونفساء ونفسٌ".

(فعلٌ وفعلة فعالٌ لهما

وقل فيما عينه اليا منهما)

(وفعلاً أيضاً له فعال

ما لم يكن في لامه اعتلال)

(أو يك مضعفا ومثل فعل

ذو التا وفعلٌ مع فعل فاقبل)

(وفي فعيل وصف فاعلٍ ورد

كذاك في أنثاه أيضاً أطرد)

(وشاع في وصف على فعلانا

أو انثييه أو على فعلانا)

(ومثله فعلانةٌ والزمه في

نحو طويل وطويلةٍ تفي)

ص: 908

هذا الحادي عشر من أبنية الجموع، وهو " فعال" ويجمع عليه خمسة عشر بناء:

الأول: فعل سواء كان اسماً كـ "كعب" أو صفة كـ "ضخم" و"صعب".

الثاني: فعلة في حالتي فعل كقصعة وقصاع وخذلة وخذال؛ ولا فرق بين أن تكون عينهما صحيحة كما مثل أو معتدلة على غير الياء، كـ "ثوب وثياب" وقل وردوه فيما عينه ياء من فعل كـ "ضيف" أو فعلةٍ كـ "ضيعة" فإنه سمع فيهما ضياف وضياع.

والثالث: فعل -بفتح الفاء والعين- بشرط سلامته من اعتلال اللام وتضعيفها كـ "ـجمل وجمال وجبل وجبال".

الرابع: ذو التاء منه وهو فعلة بالشرطين، كـ "ـرقبة ورقاب وثمرة وثمار".

أما المعتل منهما كـ "عمى وصفاة" أو المضعف كـ "ـشرر وعضة" فلا يجمع عليه.

الخامس: فعل، كـ "ـدهن ورمح" يجمعان على دهان ورِماح،

ص: 909

قال تعالى: {فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} [الرحمن: 37].

السادس: فعل كـ "ـذئب وذئاب".

السابع: ما جاء على فعيل كـ "كريم وكرام وشريف وشراف".

الثامن: مؤنثه، وهو فعيلة بمعنى فاعله كـ "ـظريفة وظراف ومريضة ومراض".

التاسع: ما جاء من الصفات على فعلان نحو: غضبان وغضاب وعطشان وعطاش.

العاشر والحادي عشر: مؤنثاً فعلان وهما: فعلى كـ "ـندمي وندام" من الندم أو فعلانة كـ "ـندمانة وندام" من المنادمة.

الثاني عشر: فعلان، بضم الفاء.

الثالث عشر: أنثاه فعلانة كـ "ـخمصان وخمصانة" قالوا في جمعهما خماص.

الرابع عشر والخامس عشر: طويل وطويلة ونحوهما من كل وصف على فعيل أو أنثاه فعيلة وهو صحيح اللام واوي العين كـ "ـقويمٍ وقويمةٍ" وهو ملتزم فيهما بخلاف الأبنية المتقدمة فإنه غير ملتزم فيها.

ص: 910

إذ قد جاء من الأول عبد وعبيد ومن الثاني: تمرة وتمر، ومن الثالث: عمل وأعمال وليس بجمع قلة بل مستغنى بوزنه عن جمع الكثرة، ومن الرابع: شجرة وشجر، ومن الخامس: عود وعيدان، ومن السادس: علم وعلوم، ومن السابع: شريف وشرفاء، ومن الثامن: قصيرة وقصائر، ومن التاسع والعاشر: سكارى، ومن الحادي عشر: ندامى -أيضاً- وكذلك من الثاني عشر والثالث عشر، وما جاء على فعال من غير الأوزان المذكورة فشاذ، كـ (ـرعاء) -في جمع راعٍ- وإمام -في جمع آم-، وعليه حمل بعضهم:{يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71]-وقيام ونيام وعجاف- في جمع أعجف -وجياد- في جمع جواد -وخيار- في جمع خير -وبطاح- في جمع بطحاء -وقلاص- في جمع قلوص.

(وبفعول فعل نحو كبد

يخص غالباً كذاك يطرد)

(في فعل اسماً مطلق الفا وفعل

له وللفعال فعلان حصل)

(وشاع في حوتٍ وقاعٍ مع ما

ضاهاهما وقل في غيرهما)

هذان الثاني عشر والثالث عشر من أبنية الجموع.

فالثاني عشر فعول -بضم فائه وعينه- ويجمع عليه أربعة أشياء: الأول: فعلٌ نحو كبد وكبود، ونمر ونمور ووعل ووعور، وهو مختص به في الغالب، إلا ما ندر من قولهم: نمر وأنمار ونمر كقوله:

ص: 911

505 -

(

فيها عيائيل أسودٍ ونمر

)

والثلاثة الباقية: فعل مطلق الفاء ساكن العين، أي محركها بالحركات الثلاث فمنه في المفتوحها فلس وفلوس، ووعر ووعور وسهل وسهول، ومنه في المكسورها حمل وحمول وضرس وضروس، ومنه في المضمومها برد وبرود وجند وجنود، ويشترط في الثلاثة صحة عينها ولامها وكونها غير مضاعفة- كما مثل- ولا يجمع عليه ما كان معتل العين كـ "ـعيد" وباب وكوز"، ولا ما كان معتل اللام كـ "مديٍ" ولا مضاعفها كـ "ـمد وحص" وقد جاء منه شذوذاً حص وحصوص، وجاء على فعول شذوذاً أسد وشجن.

والثالث عشر: فعلان ويطرد في أربعة أشياء:

ص: 912

الأول: فعل كـ "ـصرد وصردان ونغر ونغران وجرذ وجرذان".

الثاني: فعال كـ "ـغلام وغلمان وذباب وذبان".

الثالث: ما اعتلت عينه من فعل -بسكون العين- كـ "ـحوتٍ" و"عود".

الرابع: ما كانت عينه ألفاً من فعل [المفتوح العين] كـ "ـقاعٍ وتاجٍ وخالٍ وجار") وجاء فعلان قليلاً في غير ما ذكر، فمنه: غزال وخروف وحائط وظليم وصنو وأخ.

ولا يطرد في شيء من ذلك.

(وفعلاً اسماً وفعيلاً وفعل

غير معل العين فعلان شمل)

هذا الوزن الرابع عشر من أبنية الجموع، وهو فعلان -بضم أوله- ويجمع به ثلاثة أوزان:

الأول: فعل -مفتوح الفاء ساكن العين- إذا كان اسماً كـ "ـظهر وظهران وعبد وعبدان".

الثاني: فعيل -إذا كان اسماً أيضاً- كـ "ـرغيف ورغفان وكثيب وكثبان".

الثالث: فعل -بفتح أوله وثانيه- إذا كان اسماً أيضاً، كـ "ركبان في جمع راكب وسودان في جمع أسود".

ص: 913

(ولكريم وبخيل فعلا

كذا لما ضاهاهما قد جعلا)

هذا الخامس عشر من أبنية الجموع وهو "فعلاء" ممدوداً -بضم الفاء وفتح العين- ويطرد في نحو كريم وبخيل وما ضاهاهما مما جاء على فعيل بمعنى فاعل دال على وصف كالغريزة غير معتل اللام ولا مضعف كـ "ـشريف وشرفاء" و"بصير وبصراء" وقل في نحو: جبان ورسول وخليفة وسمح، واطرد فيما جاء من صفات العقلاء على فاعل وهو مضاهٍ لفعيل في كونه كالغريزة كـ "ـالعالم، وصالح، وشاعر".

(وناب عنه أفعلاء في المعل

لاما ومضعفٍ وغير ذاك قل)

السادس عسر من أبنية الجموع "أفعلاء" وهو مطرد فيما لا يجمع على فعلاء من فعيل بمعنى فاعل لكونه معتل اللام كـ "ـنبي وولي ووصي" أو مضعفا كـ "ـشديد وحصيص وصحيح" فهو فيها كالنائب عن فعلاء وقل مجيئه في غير ذلك كـ "ـصديق ونصيب وهين".

ص: 914

(فواعل لفوعلٍ وفاعل

وفاعلاء مع نحو كاهل)

(وحائض وصاهل وفاعله

وشذ في الفارس مع ما ماثله)

السابع عشر من أبنية جموع الكثرة "فواعل" ويطرد في سبعة أشياء:

الأول: فوعل كـ "جوهر"، ويلتحق به مؤنثه كـ "ـصومعة وزوبعة".

الثاني: فاعل- بفتح العين- كـ "ـالخاتم" -لما يلبس في اليد- وقالب وباشق.

الثالث: فاعلاء، نحو قاصعاء وراهطاء ونافقاء.

الرابع: كاهل ونحوه مما جاء اسماً على فاعل كـ "ـعاتق".

الخامس: ما جاء من صفات المؤنث على فاعل كـ "ـحائض وطالق وقاعد""للتي" يئست من النكاح.

السادس: ما جاء على فاعل من صفات ما لا يعقل كـ "ـصاهل وشاهق وسابغ".

السابع: ما جاء على فاعلة سواء أكان اسم جنس كـ "ـناصية" أو علماً كـ "ـفاطمة" أو وصفاً كـ "ـكاذبة"؛ وشذ في فارس وما ماثله وزناً ومعنى من

ص: 915

صفات المذكر العاقل كـ "ـهالك وناكس"، ومما شذ جمعه على فواعل: حاجة ودخان، قالوا فيه: دواخن.

(وبفعائل اجمعن فعاله

وشبهه ذا تاءٍ أو مزاله)

الثامن عشر من أبنية الجموع "فعائل" ويطرد في بناءين:

أحدهما: فعالة وما أشبهه في كونه رباعياً ثالثه مدة وقد ختم بتاء التأنيث سواء كان مفتوح الفاء كـ "ـسحابة" أو مكسورها كـ "ـرسالة" أو مضمومها كـ "ـذبابة"، وسواء كانت مدته ألفاً-كما مثل- أو ياء كـ "ـصحيفة" أو واواً كـ "ـحلوبة".

الثاني: ما لم يختم بتاء التأنيث إلا أنه مؤنث بالمعنى من الرباعي الذي ثالثه مدة كـ "ـشمال وعصيد وعجوز".

(وبالفعالي والفعالي جمعاً

صحراء والعذراء والقيس اتبعا)

هذان التاسع عشر والعشرون من أبنية الجمع وهما: "فعالى وفعالى" -مقصوراً- ويشتركان في جمع ما جاء على فعلاء من اسم كـ "ـصحراء" أو صفة لا مذكر لها كـ "ـعذراء" يقال في كل منهما صحاري وصحارى، وعذارِى وعَذارى، ويشتركان أيضاً في ثلاثة أشياء:

ص: 916

أحدهما: ما فيه ألف التأنيث المقصورة كـ "ـحبلى".

الثاني: ما فيه ألف الإلحاق المقصورة كـ "ذفرى".

الثالث: ما رخم في الجمع بحذف أحد زائديه نحو: حبنطى وقلنسوة، قالوا في جمعهما: حباطٍ وحباطى، وقلاسى وقلاسى، ويختص الأول بأربعة أبنية:

الأول: فَعلاة: كـ "ـموماة".

الثاني: فِعلاة -بكسر الفاء- كـ "ـسعلاة".

الثالث: فعلوة كـ "ـترقوة".

الرابع: فعلية: كـ "ـهبرية".

(واجعل "فعالي" لغير ذي نسب

جدد كالكرسي تتبع العرب)

الحادي والعشرون من أبنية الجموع فعالي، ويطرد في كل ما آخره ياء مشددة لا تدل على تجدد نسب كـ و "ـكرسي وبختي وقمري"، فلو دلت الياء

ص: 917

المشددة على تجدد نسب كـ "ـبصري وكوفي" لم يجمع بذلك، ولذلك ذهب المحققون إلى أن أناسي جمع إنسان لا إنسي، وأصله: أناسين فأبدلوا النون ياء ثم أدغموا إحدى الياءين في الأخرى.

(وفعالل وشبهه انطقا

في جمع ما فوق الثلاثة ارتقى)

(من غير ما مضى ومن خماسي

جرد الآخر انف بالقياس)

(والرابع الشبيه بالمزيد قد

يحذف دون ما به تم العدد)

(وزائد العادي الرباعي احذفه ما

لم يك ليناً إثره اللذختما)

هذان الثاني والعشرون والثالث والعشرون من أبنية الجموع، وهما:"فعالل وشبهه" فأما "فعالل" فيطرد في أربعة أشياء:

أحدها: الرباعي المجرد.

الثاني: الرباعي المزيد وإليهما أشار المصنف بقوله:

(

...

... في جمع ما فوق الثلاثة ارتقى)

(من غير ما مضى

...

...

)

فالمجرد كـ "ـجعفر ودرهم"، والمزيد فيه كـ "ـمدحرج ومتدحرج" [فتقول فيهما: دحارج.

الثالث: الخماسي المجرد كـ "ـسفرجل] وجحمرش" فتجمعه على

ص: 918

فعالل وتنفي آخره أي تحذفه قياساً، فتقول فيهما: سفارج وحجامر فإن كان رابعه شبيهاً بالمزيد لكونه مما يزاد كنون خورنق أو من مخرج ما يزاد كدال فرزدق [التي هي من مخرج التاء فقد يحذف هو دون ما تم به العدد وهو الحرف الخامس، فتقول فيهما خوارق وفرازق] والأجود طرد القاعدة فيه بحذف الخامس فتقول فيهما: خوارن وفرازد؛ فإن كان العادي الرباعي -وهو الخماسي- حرف مزيد حذف دون آخره، إلا أن يكون المزيد حرف لين قبل الآخر وهو المراد بقوله:

(

...

ما

لم يك ليناً إثره اللذختما)

أي ما لم يكن الزائد ليناً بعده الحرف الخامس الذي ختم الكلمة، فإنه لا يحذف حينئذ لكن يبقى على حاله إن كان ياء كـ "ـقنديل".

ويقلب إليها إن كان ألفاً أو واواً نحو: محراب وعصفور، فتقول فيها: قناديل ومحاريب وعصافير.

الرابع: الخماسي المزيد فيه نحو: قرطبوس وخندريس، وقد دخل في قول المصنف:

(

...

... في جمع ما فوق الثلاثة ارتقى)

وحكمه أن يحذف خامسه مع المزيد فيه، فتقول فيهما: خنادر وقراطب.

ص: 919

وأما شبه "فعالل": فالمراد به ما كان من الجموع ثالثه ألف بعدها حرفان ويطرد فيما ارتقى فوق الثلاثة من مزايدتها غير ما تقدم من الأبنية؛ ثم إن كانت زيادته حرفاً واحداً لم يحذف، كـ "ـمسجد"، وجوهر، وصيرف، وأفضل، وعلقى"، ويحذف ما زاد على الحرف الواحد، نحو فضيلة وفضائل.

(والسين والتامن كمستدع أزل

إذ ببنا الجمع بقاهما مخل)

(والميم أولى من سواه بالبقا

والهمز واليا مثله إن سبقا)

هذا من تمام الكلام على ما يجمع على شبه "فعالل" من مزيد الثلاثي فإنه قد تقدم أنك لا تحذف زائدة [إن كان] حرفاً واحداً، وإن كان أكثر من حرف أبقيت حرفاً واحداً منهما وحذفت الباقي، إلا أنك تراعى الميم مطلقاً فلا تحذفها، فتقول في جمع "مستدع" ومستقبل ومستخرج: مداع ومقابل ومخارج- بحذف السين والتاء- لأن بقاءهما مخل ببناء الجمع، إذ نهاية أبنية الجموع فعالل أو فعاليل، ولما كانت فائدة الإتيان بهما الدلالة على الاستفعال تنزلاً منزلة الحرف الواحد، فلم يحذف [أحدهما دون الآخر] فلم يقولوا: سداع ولا تداع مع ما تقرر من مراعاة

ص: 920

حال الميم ولمراعاة حال الميم تقول في جمع منطلق: مطالق، وفي جمع مقعنس: مقاعس؛ وخالف المبرد في هذا فقال: إنما يقال فيه قعاسس بحذف الزوائد وإبقاء الأصول؛ والهمزة والياء إذا سبقا في أول الكلمة فهما كالميم في استحقاقهما البقاء دون غيرهما من الزوائد فتقول في الندد ويلندد ألادد ويلادد -بحذف النون- دونهما.

(والياء لا الواو حذف إن جمعت ما

حكيزبون فهو حكمٌ حتماً)

(وخيروا في زائدي سرندى

وكل ما ضاهاه كالعلندى)

هذا من تمام الكلام في المسألة أيضاً، وهو ما إذا كان معك مزيدان وليس أحدهما ميماً ولا همزة أو ياء مبدوءاً بها، فإن كان حذف أحد الزائدين مغنياً عن حذف الآخر دون العكس تعين الحذف فيه، وذلك كالياء والواو في "حيزبون" فإنك إن حذفت الواو فإما أن تقول:

ص: 921