الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البدل
(التابع المقصود بالحكم بلا
…
واسطة هو: المسمى "بدلا")
هذا حد البدل، فالتابع: جنس يشمل الكل، والمقصود بالحكم: مخرج للنعت، والتوكيد، وعطف البيان، إذ هي تكملة للمقصود، [وللمسبوق بالحرف المشترك لفظا ومعنة، إذ هو بعض المقصود] ولا كله، وللمسبوق "بلا" و"لكن" و"بل" في غير الإيجاب، [نحو:" ما جاء زيد بل عمرو "إذ هو غير مقصود بالحكم، وكونه بلا واسطة: مخرج للمسبوق "بل" بعد الإيجاب، نحو:"جاء زيد بل عمرو" فإنه تابع مقصود بالحكم، [لكن بواسطة حرف العطف].
(مطابقا أو بعضا أو ما يشتمل
…
عليه يلفى، أو كمعطوف "ببل")
(وذاللاضراب اعز أن قصدا صحب
…
ودون قصد غلط به سلب)
(كزره خالدا، وقلبه اليدا
…
واعرفه حقه، وخذ نبلا مدى)
قسم البدل إلى خمسة أقسام: بدل المطابقة، وهو: المسمى بدل الكل من الكل، وبدل الشيء من الشيء، وهو: أن يكون الثاني هو الأول في المعنى.
ومثله، تقول:" زره خالدا "فإن "خالدا" و"الضمير" مدلولهما واحد، ومثله:{لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ} [سورة العلق: 15 - 16] وسماه بدل مطابقة ليحسن إطلاقه على نحو: {صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ} [سورة إبراهيم: 1 - 2] على قراءة من جر اسم "الله".
الثاني: بدل البعض من الكل، وهو: ما كان البدل فيه جزءا من المبدل منه، قل ذلك الجزء أو كثر، ومثله المصنف بقول:" وقبله اليدا "ومثله: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} [سورةالمزمل: 2] ولابد من اتصاله بضمير يعود على المبدل منه، إما ظاهراً- كما مثل- أو مقدار، نحو:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [سورة آل عمران: 97] أي: منهم
الثالث: بدل الاشتمال، وهو أن يبدل شيء من شيء مشتمل عليه لا بطريق البعضية، ولكن بطريق الإجمال، نحو:" أعجبني زيد علمه "وقد مثله المصنف بقول:" أعرفه حقه "ومنه:" سرق زيد ثوبه "وحكمه في الضمير حكم بدل البعض، قال تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} [سورة الأعراف: 217].
الرابع: البدل المباين لما قبله، وهو مراده بقوله: أو كمعطوف "ببل" وهو منقسم إلى قسمين:
أحدهما: بدل الإضراب، وهو ما كان كل منهما مقصودا للمتكلم [إلا أنه أضرب عن الأول، ويسمى بدل البداء.
الثاني: بدل الغلط، وهو: ما لم يكن الأول فيه مقصودًا للمتكلم]،
ولكن سبق اللسان إليه، وتمثيل المصنف بقوله:" خذ نبلا مدى "يحتملها باعتبار تقدير القصد وعدمه.
ثم بدل الغلط بعضهم يطلق عليه بدل النسيان، وبعضهم يفرق بينهما، فيجعل بدل النسيان قسما سادسا، ويفرق بينه وبين الغلط، بأن الغلط ما سبق إليه اللسان ولم يقصد، والنسيان: ما قصد ذكره إلا أنه تبين له بعد ذلك فساد ذكره؛ فالنسيان متعلق بالقلب، والغلط باللسان، لكن إذا سلم هذا عسر الفرق بين بدل النسيان وبين بدل الإضراب.
(ومن ضمير الحاضر الظاهر لا
…
تبدله إلا ما إحاطه جلا)
(أو اقتضى بعضا أو اشتمالا
…
كإنك ابتهاجك استمالا)
قد سبق من التمثيل ما عرف به إبدال الظاهر من الظاهر، ولم يسمع إبدال المضمر من الظاهر، وفي إبدال المضمر من المضمر خلاف بين
البصريين والكوفيين، في نحو:" رايتك إياك "فعند البصريين أنه بدل وعند الكوفيين أنه تأكيد، كما سبق، وأما مسألة الكتاب وهي إبدال الظاهر من المضمر، فجائز في ضمير الغائب مطلقا كما هو مفهوم كلام المصنف، نحو:{ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ} [سورة المائدة:71] ولا يجوز في ضمير الحاضر المتكلم
ولا المخاطب إلا في المواضع الثلاثة التي ذكرها المصنف:
أحدها: أن يكون مفيدا للإحاطة في بدل الكل، نحو:" مررت بكم كبيركم وصغيركم ".
الثاني: في بدل البعض، نحو:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو} [سورة الأحزاب: 21].
الثالث: في بدل الاشتمال، "كإنك ابتهاجك" ومثله:
(3348 - بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا
…
...........)
وأما نحو قوله:
(349 - أنا سيف العشيره فاعرفوني
…
حميداً قد تذريت السناما)
فنادر، أو يجعل الناصب "لحميد" فعل محذوف، تقديره: اعرفوا.
(وبدل المضمن الهمزيلي
…
همزا، كمن ذا؟ أسعيد أم على)
إذا أبدل اسم من اسم متضمن معنى حرف الاستفهام كأسمائه، ذكرت همزة الاستفهام مع البدل، نحو:" من ذا؟ أسعيد "و" كم مالك؟ أعشرون أم ثلاثون؟ "و" أيهم عندك؟ أزيد أم عمرو؟ "والبدل في ذلك كله من اسم الاستفهام، ويساويه في هذا الحكم المبدل من اسم الشرط، فيعاد معه حرف الشرط، نحو:" من يقم- إن زيد وإن عمر- أقم معه "و" ما تصنع- إن خيراً وإن شراً- تجزبه "
(يبدل الفعل من الفعل"كمن
…
يصل إلينا يستعن بنا يعن)
لا يقع الفعل تابعا إلا في عطف النسق، كما سبق، وفي التوكيد اللفظي، كما سبق، وفي البدل، كـ" من يصل إلينا يستعن بنا "فإن "يستعن" بدل من "يصل" ومثله {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ} [سورة الفرقان: 68 - 69]، وقول الشاعر:
(35 - متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا
…
تجد حطباً جزلا وناراً تأججا)