الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه من الغفلة، ويرشدهم إلى التوحيد، ازدادوا كفرًا وعتوا، وضموا إلى كفرهم السابق معاندة الحق، والاستهانة به حيث {قَالُوا هَذَا} الحق والقرآن {سِحْرٌ} وهو (1) إراءة الباطل في صورة الحق؛ أي: هذا القرآن كلام باطل، ليس من عند الله تعالى:{وَإِنَّا بِهِ} ؛ أي: يكون هذا القرآن من عند الله تعالى {كَافِرُونَ} ؛ أي: جاحدون منكرون، فسموا القرآن سحرًا وكفروا به واستحقروا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمعنى (2): أي وحينما جاءهم القرآن والرسول المؤيد بالمعجزات دليلًا على صدقه، وصفوا ما جاء به بأنه سحر وأباطيل، وليس بوحي من عند الله تعالى، وقالوا: إنا بما أرسل به جاحدون، مكابرةً وعنادًا وحسدًا وبغيًا، فضموا إلى شركهم وضلالهم تكذيب الحق ورفضه والاستهزاء به، والتصريح بالكفر برسالته وإنكار نبوته.
31
- ثم ذكر فنًا آخر من أفانين كفرهم فقال: {وَقَالُوا} ؛ أي: وقال كفار مكة {لَوْلَا} حرف تحضيف؛ أي: هلا {نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ} إن كان حقًا من عند الله تعالى {عَلَى رَجُلٍ مِنَ} إحدى {الْقَرْيَتَيْنِ} مكة والطائف {عَظِيمٍ} ذلك الرجل بالمال والجاه، كالوليد بن المغيرة بمكة، وعروة بن مسعود الثقفي بالطائف، فهو على نهج قوله تعالى:{يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22)} ؛ أي: من أحدهما، وذلك (3) لأن من للابتداء، وكون الرجل الواحد من القريتين بعيد، فقدر المضاف، ومنهم من لم يقدر مضافًا وقال: أراد على رجل كائن من القريتين كلتيهما، والمراد به: عروة المذكور؛ لأنه كان يسكن مكة والطائف جميعًا. وكان له في مكة أموال يتَّجرُ بها، وكان له في الطائف بساتين وضياع، فكان يتردد إليهما، فصار كأنه من أهلهما، يقول الفقير: هنا وجه خفي، وهو أن النسبة إلى القريتين قد تكون بالمهاجرة من إحداهما إلى الأخرى، كما يقال: المكي، المدني، والمصري، الشامي وذلك بعد الإقامة في إحداهما أربع سنين، صرح
(1) روح البيان.
(2)
التفسير المنير.
(3)
روح البيان.