الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النار، وهي شاذة مخالفة لنقل التواتر بالألف.
{كُلَّ كَفَّارٍ} ؛ أي (1): كل مبالغ في الكفر بالمنعم والنعم، جاحد بالتوحيد، معرض عن الإيمان، وقيل: كل كافر حامل غيره على الكافر {عَنِيدٍ} ؛ أي: معاند للحق، يعرف الحق فيجحده، والعناد أقبح الكفر، وقال قتادة: منحرف عن الطاعة.
25
- {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ} ؛ أي: كثير المنع للمال عن حقوقه مفروضة زكاة أو غيرها؛ أي: طبع على الشره والإمساك، كما أنَّ الكافر طبع على الكفر، والعنيد طبع على العناد، أو منّاع لجنس الخير عن أن يصل إلى أهله، يحول بينه وبينهم، وقيل: المراد بالخير هنا: الإِسلام، فإنّ الآية نزلت في الوليد بن المغيرة لمَّا منع بني أخيه منه، وكان يقول: من دخل منكم فيه لم أنفعه بخير ما عشت. {مُعْتَدٍ} ؛ أي: ظالم متخطّ للحق، معاد لأهله. {مُرِيبٍ}؛ أي: شاكّ في الله وفي دينه، فهو صيغة نسبة بمعنى ذي شكّ وريب؛ أي: موقع في الريبة، وقيل: متّهم.
أي (2): ألقيا في جهنم كل كافر بالله، معاند لآياته، مانع للناس من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن الإنفاق على من عنده، ظالم بالإيذاء وكثرة الهذاء، شاكٍّ في اليوم الآخر، فلا يظنّ أنّ الساعة آتية، فكل كافر موصوف بهذه الصفات.
26
- {الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} يجوز أن يكون بدلًا من {كُلَّ كَفَّارٍ} أو منصوبًا على الذم، أو بدلًا من {كَفَّارٍ} ، أو هو مبتدأ متضمّن معنى الشرط، خبره:{فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ} . وقوله: {فَأَلْقِيَاهُ} : تكرير للتوكيد، و {الفاء} ؛ للإشعار بأنّ الإلقاء للصفات المذكورة.
27
- {قَالَ قَرِينُهُ} ؛ أي: الشيطان الذي قيض لهذا الكافر: {رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ} وما أضللته، وما أغويته، قيل (3): هذا جواب لكلام مقدر، وهو أنّ الكافر حين يلقى في النار، يقول: ربّنا أطغاني شطاني، فيقول الشيطان: ربّنا ما أطغيته. {وَلَكِنْ كَانَ} هذا الإنسان {فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} عن الحق، فدعوته فاستجاب لي، ولو كان
(1) روح البيان.
(2)
المراح.
(3)
الخازن.