الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر الاستخدام:
واستخدموا العين مني وهي جارية
…
وقد سمحت بها أيام عسرهم
الاستخدام هو استفعال من الخدمة، وأما في الاصطلاح فقد اختلفت العبارات في ذلك على طريقين: الأولى طريقة صاحب الإيضاح ومن تبعه، ومشى عليها كثير من الناس، وهي أن الاستخدام إطلاق لفظ مشترك بين معنيين، فتريد بذلك اللفظ أحد المعنيين، ثم تعيد عليه ضميرًا تريد به المعنى الآخر، أو تعيد عليه، إن شئت، ضميرين تريد بأحدهما أحد المعنيين وبالآخر المعنى الآخر، وعلى هذه الطريقة مشى أصحاب البديعيات والشيخ صفي الدين الحلي والعميان والشيخ عز الدين، وهلم جرا. الثانية: طريقة الشيخ بدر الدين بن مالك رحمه الله تعالى، في المصباح، وهي أن الاستخدام إطلاق لفظ مشترك بين معنيين، ثم يأتي لفظ يفهم من أحدهما أحد المعنيين، ومن الآخر المعنى الآخر، ثم إن اللفظين قد يكونان متأخرين عن اللفظ المشترك، وقد يكونان متقدمين، وقد يكون اللفظ المشترك متوسطا بينهما، والطريقتان راجعتان إلى مقصود واحد وهو استعمال المعنيين، وهذا هو الفرق بين التورية والاستخدام، فإن المراد من التورية هو أحد المعنيين، وفي الاستخدام كل من المعنيين مراد.
ونقل الشيخ صلاح الدين الصفدي، في كتابه المسمى "بفض الختام عن التورية والاستخدام"، ما يؤكد هذا، فإنه قال: المشترك، إذا لزم استعماله في مفهوميه معًا، فهو الاستخدام، وإن لزم في أحد مفهوميه في الظاهر، مع لمح الآخر في الباطن، فهو التورية.
ومنهم من قال: الاستخدام عبارة عن أن يأتي المتكلم بلفظة مشتركة بين معنيين اشتراكًا أصليًّا، متوسطة بين قرينتين تستخدم كل قرينة منهما معنى من معنيي تلك اللفظة.
المشتركة، وهذا مذهب ابن ماكل. وعلى كل تقدير، فالطريقتان راجعتان إلى مقصود واحد، وهو استعمال المعنيين، بضمير وغير ضمير، وأعظم الشواهد على طريقة ابن مالك ومن تبعه قوله تعالى:{لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ، يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} 1 فإن لفظة كتاب يحتمل أن يراد بها الأجل المحتوم والكتاب المكتوب، وقد توسطت بين لفظتي أجل ويمحو فاستخدمت أحد مفهوميها وهو الأمد، بقرينة ذكر الأجل، واستخدمت المفهوم الآخر وهو الكتاب المكتوب، بقرينة يمحو، ومنه قوله2، من القصيدة النباتية:
حويت ريقًا نباتيًّا حلا فغدا
…
ينظم الدر عقدًا من ثناياك
فإن لفظة نباتي تحتمل الاشتراك بالنسبة إلى السكر وإلى ابن نباتة الشاعر، وقد توسطت بين الريق وحلاوته، وبين الدر والنظم والعقد، فاستخدمت أحد مفهوميها وهو السكر النباتي، بذكر الريق والحلاوة، واستخدم المفهوم الآخر، وهو قول الشاعر النباتي يذكر النظم والدر والعقد وليس في جانب من المفهومين إشكال. وأما شاهد الضمائر، على طريق صاحب الإيضاح، فجميع كتب المؤلفين لم يستشهدوا فيها على عود الضمير الواحد إلا بقول القائل:
إذا نزل السماء بأرض قوم
…
رعيناه وإن كانوا غضابا
فلفظة السماء يراد بها المطر، وهو أحد المعنيين، والضمير في رعيناه يراد به المعنى الآخر، وهو النبات. وأما شاهد الضميرين، فإنهم لم يخرجوا به عن قول البحتري وهو:
فسقى الغضى والساكنيه وإن هم
…
شبوه بين جوانحي وضلوعي3
فإن لفظة الغضى محتملة الموضع والشجر، والسقيا صالحة لكل منهما، فلما قال: والساكنيه استعمل أحد معنيي اللفظة، وهو الموضع بدلالة القرينة عليه، ولما قال شبوه استعمل المعنى الآخر وهو الشجر بدلالة القرينة عليه. انتهى.
والشيخ صفي الدين رحمه الله لم يستطرد، في شرح بديعيته، إلى غاية ذلك ولكن رأيته، في شرحه، قد أورد على بيت البحتري نقدًا حسنًا ليس فيه تحمل4 ولا إشكال،
1 الرعد: 38/ 13 و39.
2 قوله: قول ابن مالك.
3 الغضى: شجر من الأثل خشبه صلب، وجمره يبقى طويلًا لا ينطفئ وهو علم على نجد لكثرته هناك، شبوه: أشعلوه وأضرموه.
4 تحمل: تحامل وهو الجور في الحكم.
فإنه قال: شرط علماء البديع أن يكون اشتراك لفظة الاستخدام اشتراكًا أصليًّا والنظر هنا في اشتراك لفظة الغضى، فإنه ليس بأصلي، لأن أحد المعنيين منقول من الآخر، والغضى في الحقيقة الشجر وسموا الوادي غضى، لكثرة نبتة فيه، وقالوا جمر الغضى لقوة ناره، فكل منقول من أصل واحد، ولم يرد في كتب المؤلفين غير هذين البيتين، وقول أبي العلاء:
قصد الدهر من أبي حمزة الأواب
…
مولى حجى وخدن اقتصاد1
وفقيهًا أفكاره شدن للنعمـ
…
ـمان ما لم يشده شعر زياد2
فالنعمان يحتمل هنا أبا حنيفة رضي الله عنه، ويحتمل النعمان بن المنذر ملك الحيرة، فإن الزمخشري صنف كتابًا في مناقب أبي حنيفة سماه "شقائق النعمان في حقائق النعمان" وأما أبو العلاء، فإنه أراد بلفظ النعمان أبا حنيفة، وأراد بالضمير المحذوف ابن المنذر ملك الحيرة وزياد هنا هو النابغة، وكان معروفًا بمدح النعمان بن المنذر، وهذا يصح على طريقة ابن مالك، فإن فقيها يخدم أبا حنيفة، وشعر زياد يخدم النعمان بن المنذر، ولا يصح على مذهب صاحب الإيضاح؛ فإن ضمير يشده لم يعد على واحد منهما، لأن شرط الضمير في الاستخدام أن يكون عائدًا على اللفظة المشتركة، ليستخدم بها معناها الآخر، كما قال البحتري في شبوه، فهذا الضمير عائدًا إلى الغضى، وهذا جعل الضمير في يشده غير عائد على اللفظة المشتركة التي هي النعمان، فصار طيب الذكر الذي يشيده زياد لا يعمل لمن هو، لأن المضير لا يعود على النعمان، اللهم إلا أن يكون التقدير، ما لم يشده له، فيعود الضمير على النعمان بهذا التقدير. انتهى.
وما أحلى قول بعض المتأخرين، مع عدم التعسف، والسلامة، من النقد، وصحة الاشتراك الأصلي، وهو:
وللغزالة شيء من تلفته
…
ونورها من ضيا خديه مكتسب
وأنا بالأشواق إلى معرفة الناظم، وهذا النوع، أعني الاستخدام، قل من البلغاء من تكلفه وصح معه بشروطه، لصعوبة مسلكه وشدة التباسه بالتورية، وقد تقدم ما أوردنا فيه من النقد على بيتي البحتري وأبي العلاء، وهو أعلى رتبة عند علماء البديع من التورية،
1 الأواب: الذي يرجع عن ذنبه ويتوب سريعًا - الحجى: الذي يوثق به - خدن: خدين تجمع على أخدان: وهم الأصحاب.
2 شذن: من شاد يشيد: يبني.
وأحلى موقعًا في الأذواق السليمة، ولكن قل من ظفر منه بسلامة التخلص من علق النقد، وصعد من غور التعسف إلى نجد السهولة، قال الشيخ صلاح الدين الصفدي في كتابه المسمى بـ"فض الختام عن التورية والاستخدام": ومن أنواع البديع ما هو نادر الوقوع، ملحق بالمستحيل الممنوع، وهو نوع التورية والاستخدام الذي تقف الأفهام حسرى1 دون غايته عند مرامي المرام:
نوع يشق على الغبي وجوده
…
من أي باب جاء يغدو مقفلا
لا يقرع هضبته فارع2، ولا يقرع بابه قارع، إلا من تنحو البلاغة نحوه في الخطاب، ويجري ريحها بأمره رخاء حيث أصاب، على أن المتقدمين ما قصدوه جملة كافية، ولا شعروا به لما شعروا أنه دخل معهم في بيت تحت قفل قافيه، وأما المولدون من الشعراء، كالفرزدق وجرير ومن عاصرهما وخاض معهما لجة بحر البلاغة، فلم يرد أحد منهم ورد هذا الغدير، وأما الذين تفقهوا من بعدهم في الأدب، وتنبهوا لتخلل طرقه بالطلب، فربما قصدوا بعض أنواع البديع، فجادت إذ جاءت، وفاتت مرة أخرى وأخرى فاءت3، وقد قصد أبو تمام كثيرًا من الجناس، وفتح أبوابه، وشرع طرقه للناس.
وأما التورية والاستخدام فما تنبه لمحاسنهما، وتيقظ وتحرى وتحرر وتحفد4 وتحفظ إلا من تأخر من الشعراء والكتاب، وتضلع من العلوم وتطلع من كل باب، وأظن أن القاضي الفاضل رحمه الله تعالى هو الذي ذلل منهما الصعاب، وأنزل الناس بهذه الساحات والرحاب، حتى ارتشف هذه السلافة أهل عصره وأصحابه الذين نزلوا ربوع مصره، وخفقت رياحهم بالإخلاص في نصره، كالقاضي السعيد هبة الله بن سناء الملك، ومن انخرط معه في هذا السلك، ولم يزل هو ومن عاصره على هذا المنهج، في ذلك الأوان، ومن جاء بعدهم من التابعين بإحسان، إلى أن جاء بعدهم حلبة أخرى، وزمرة تترى5، فكلهم يرمون في هذا الإحسان عن قوس واحدة، وينفقون من مادة هي في الجود معن بن زائدة، ويصلون المقطوع بالمقطوع فلا تخلو فيه كلمة فائتة من فائدة، وغالب شعرهم على هذا النمط، وأكثره درر أسماع متى تلتق تلتقط، كأبي الحسين
1 حسرى: أصابها العياء والتعب.
2 فارع: مصعد.
3 فاءت: رجعت إلى الصواب.
4 تحقد: أسرع.
5 تترى: تالية.
الجزار والسراج الورّاق والنصير الحمامي والحكيم شمس الدين بن دانيا والقاضي محي الدين بن عبد الظاهر، فهؤلاء هم الفحول الذين جدوا، بعد القاضي الفاضل، إلى هذه الغاية ورفعوا راية هذا النوع، وكان كل منهم عرابة تلك الراية، تسابقوا جيادًا، والديار المصرية لهم حلبة، وتلاحقوا أفرادًا، وهم في شرف هذا الفن من هذه النسبة.
وجاء من شعراء الشام جماعة، تأخر عصرهم وتأزر نصرهم ولأن في هذا النوع هصرهم وبعد حصرهم، فيما أرادوه، كما زاد حصرهم كل ناظم تود الشعرى1 لو كانت له شعرًا، ويود الصبح لو كان له طرسًا والغسق مدادًا، والنثرة2 نثرًا، منهم شرف الدين عبد العزيز الأنصاري، شيخ شيوخ حماة، والأمير مجير الدين بن تميم، وبدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي، ومحي الدين بن قرناص، وشس الدين بن محمد العفيف، وسيف الدين بن المشد. ثم إن الشيخ صلاح الدين قال في آخر هذا الفصل: وهؤلاء معهم جماعة يحضرني ذكرهم عند شعرهم، ويعز علي أن لم أرهم على تكاثرهم لفوات عصرهم، وكأني بقائل يقول: لقد أفرطت في التعصب، لأهل مصر والشام على من دونهم من الأنام، وهذا باطن باطل، وعدوان وحمية لأنطانك وما جاورها من البلدان، فالجواب: إن الكلام في التورية والاستخدام لا غير، ومن هنا تنطقع المادة في السير، ومن ادعى أنه يأتي بدليل وبرهان، فالمقياس بيننا والشقراء والميدان.
وقد رجح صاحب يتيمة الدهر شعراء الشام على شعراء العراق، وقال: إنهم حازوا قصبات السبق عليهم في حلبة السباق، فإنهم قوم جبلت طباعهم على اللطافة، وطبعت جبلتهم على الكيس3 والظرافة. انتهى كلام الشيخ صلاح الدين الصفدي.
قلت: واتصل هذا الحديث القديم، بالشيخ جمال الدين بن نباتة، فأينع فرعه النباتي بغصنه ووريقه، واستعبد التورية والاستخدام في سوق رقيه، فمن استخداماته ما أرانا من استخدام البحتري عيب الوليد، وقلنا بعده في استخدام أبي العلاء ليس على الأعمى حرج، فإنه مشى على الحس في ظلمة التعقيد، واستخدام الشيخ جمال الدين الموعود به، قوله فمن قصيدة رائية امتدح بها النبي صلى الله عليه وسلم:
إذا لم تفض عيني العقيق فلا رأت
…
منازله بالقرب تبهى وتبهر
وإن لم تواصل عادات السفح مقلتي
…
فلا عادها عيش بمغناه أخضر4
1 الشعرى: كوكب نير يطلع عند شدة الحر.
2 النثرة: مجموعة من النجوم في صورة السرطان.
3 الكيس: اللباقة في التصرف.
4 السفح: انهمار الدمع.
انظر أيها المتأمل، إلى صحة الاشتراك بين الاستخدامين، وانسجام البيت الأول مع البيت الثاني، وسيلان الرقة لذا القطر النباتي، والتشبيب المرقص بالمنازل الحجازية، والغزل الذي يليق أن تصدر به المدائح النبوية، ولعمري إنه مشى على طريق صاحب الإيضاح فزاده إيضاحًا، ولو دعي إلى عروس الأفراح زاده أفراحا، وهذه القصيدة، التي ظفرت منها بهذين الاستخدامين، محاسنها غرر في جباه القصائد، ولأنواع البديع بها صلة ومن أبياتها عائد، منها:
سقى الله أكتف الغضى سائل الحيا
…
وإن كنت أسقى أدمعًا تتحدر
وعيشًا نضى عنه الزمان بياضه
…
وخلفه في الرأس يزهو ويزهر1
تغير ذاك اللون مع من أحبه
…
ومن ذا الذي يا عز لا يتغير
وكان الصبا ليلا وكنت كحالم
…
فوا أسفي والشيب كالصبح يسفر2
يعللني تحت العمامة كتمه
…
فيعتاد قلبي حرة حين أحسر3
وينكرني ليلي وما خلت أنه
…
إذا وضع المرء العمامة ينكر
ومنها:
وغيداء أما جفنها فمؤنث
…
كليل وأما لحظها فمذكر4
يروقك جمع الحسن في لحظاتها
…
على أنه بالجفن جمع مكسر
يشف وراء المشرفية خدها
…
كماشف من دون الزجاجة مسكر5
خليلي كم روض نزلت فناءه
…
وفيه ربيع للنزيل وجعفر6
وفارقتها والطير صافرة بها
…
وكم مثلها فارقتها وهي تصفر7
ومنها في وصف الناقة:
ورب طموح العزم أدماء جسرة
…
يظل بها عزمي على البيد يجسر8
طوت بذراعي وخدها شقة الفلا
…
وكف الثريا في دجى الليل يشبر9
1 نضن: خلع ونزع.
2 يسفر: يبدو ويظهر.
3 أحسر: أكشف.
4 كليل: مريض، ومرض الجفون من صفات الجمال عند الحسان.
5 شف: رق حتى بدت الأشياء من خلاله.
6 الجعفر: النهر، وتجمع على جعافر.
7 صافرة: مغردة أو أصابها الصُّفار وهو الجوع - وتصفر: أي خالية من صَفِرَ.
8 الأدماء: السمراء وهي من صفات الناقة - الجسور: القوية - يجسر: يجرؤ.
9 الوجد: نوع من السير، يشير: يقيس بشبره والشبر ما بين طرفي الإبهام والخنصر.
ومدّ جناحي طلها ألف الضحى
…
فشدّت كما شد النعام المنفر1
بصم الحصى ترمي الحداة كأنما
…
تغار على محبوها حين يذكر2
إذا ما حروف العيس خطت بقفرة
…
غدت موضع العنوان والعيس أسطر
فلله حرف لا ترام كأنها
…
لوشك السرى حرف لدى الشد مضمر
وعارض الشيخ جمال الدين بن نباتة جماعة نسجوا على منواله في عصره، لكن الذوق السليم يشهد أنهم كانوا خلاسة قطره3 وهذا الشرح هو جامعهم الكبير، وإذا ذكرت فيه نظائرهم، فاعلم أنه ليس له فيهم نظير.
نرجع إلى الاستخدام وشواهده وإيراد أبيات البديعيات فيه، فبيت صفي الدين قوله:
من كل أبلج واري الزندي يوم قرى
…
مشمر عنه يوم الحرب مصطلم4
وبيت العميان:
إن الغضى لست أنسى أهله فهم
…
شلوه بين ضلوعي يوم بينهم5
أقول لو عاش البحتري ما صبر للعميان على هذه السرقة الفاحشة، فإنهم أخذوا لفظه ومعناه، وضميره وما اختشوا من الحرب، ولا سلموا من النقد. وبيت عز الدين:
والعين قرت بهم لما بها سمحوا
…
واستخدموها من الأعدا فلم تنم
قوله: والعين قرت بهم لما بها سمحوا، في غاية الحسن، فإنه أتى بالاستخدام وعود الضمير في شطر البيت، مع الانسجام والرقة واستخدامه في العين الناظرة وعين المال، وأما قوله في الشطر الثاني: واستخدموها من الأعدا فلم تنم، ما أعلم ما المراد به، فإنه الاستخدام في العين، التي هي الجارحة، قد تقدم، والذي يظهر لي أن اضطراره إلى تسمية النوع ألجأه إلى ذلك، وبيت بديعيتي:
واستخدموا العين مني فهي جارية
…
وكم سمحت بها أيام عسرهم
فالتورية في جارية بعدما استخدموها، لم يوجد في سوق الرقيق مثلها، والعود بالضمير مع تمكن القافية وعدم التكلف والحشو، لا يخفى على أهل الذوق السليم، فإن قافية مصطلم، في بيت صفي الدين تمجه الأذواق. انتهى الكلام على الاستخدام
1 مد جناحي ظلها ألف الضحى: أي أصابها الحر.
2 الحداة: جمع مفرده الحادي وهو الذي يحدو الإبل في سيرها يحثها على الإسراع.
3 خلاسة قطره: أي أخذوا منه من خلص وهي أخذ خِلسة وخفية.
4 الأبلج: الذي بَعُدَ ما بين حاجبيه، دلالة على عزيمته، وارى الزندي: هكذا في الأصل. والذي نراه واري الزند: معلم الزند - القِرى: الإطعام وقت الحاجة، مصطلم: أي مقطع الأذنين.
5 شلوه: أرسلوه، وقد وردت هذه في بيت البحتري السابق: شبوه بمعنى: أشعلوه وأضرموه.