الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هكذا ذكره مسلم مرسلًا إلَّا ذكر الحلب فإنه أسنده من حديث أبي هريرة، وأسنده كله أبو بكر البزار من حديث عبد الملك بن أبي سليمان
العرزمي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم (1).
وذكر أبو داود من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فِي كلِّ سائمةِ إبلٍ في أربعينَ بنتِ لبونٍ لا تُفَرقُ إِبْل عنْ حسابِهَا، مَن أَعطاهَا مُؤتَجِرًا بِهَا فَلَهُ أَجرُهَا، وَمَن مَنَعَهَا فإنَّا آخِذُوهَا، وشطرُ مالِه عَزْمَة من عزماتِ رَبَّنَا ليسَ لآلِ محمدِ مِنهَا شَيءٌ"(2).
بهز بن الحكيم وثقه علي بن المديني ويحيى بن معين، وغيرهما ضعفه.
باب
أبو داود، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} قال: كبر ذلك على المسلمين، فقال عمر: أنا أخرج
عنكم، فانطلق فقال: يا نبي الله إنه كبر على أصحابك هذه الآية، فقال:"إنَّ اللهَ لَمْ يَفرضِ الزَّكاةَ إِلّا ليطيبَ مَا بقِيَ مِنْ أَموالِكُمْ، وإنَّمَا فرضَ المواريثَ [وذكر كلمة] ليكونَ لِمَن بَعدكم قال: فكبر عمر ثم قال له: [رسول الله- صلى الله عليه وسلم]: "أَلَا أُخبِرُكَ بخيرِ مَا يكنِزُ المرءُ، المرأةُ الصالحةُ إِذا نَظَرَ إِليهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا أَمَرَهَا أطَاعَتْهُ، وإذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْه" (3).
وروى الترمذي عن أبي حمزة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت: سألت أو سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الزكاة فقال: "إِنَّ فِي المالِ لَحَقًّا سِوى الزَّكاةِ" ثم
(1) رواه مسلم (988) والدرامي (1624).
(2)
رواه أبو داود (1575).
(3)
رواه أبو داود (1664) وليس عنده ما بين المعكوفين.
تلا هذه الَآية التي في البقرة {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ. . .} الآية (1).
روي مرسلًا عن الشعبي قال: وهو أصح.
مسلم، عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة، فقال: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا يَنْقِمُ ابنُ جميلِ إِلّا أَنّه كانَ فَقيرًا فأغنَاهُ الله، وأَمَا خالدٌ
فَإنَّكُمْ تظلمونَ خَالِدًا، قَدِ احتبَسَ أَدراعَهُ واعتَادَهُ فِي سَبيلِ اللهِ، وأمَّا العباسُ فَهِيَ عَلَيَّ ومِثلُهَا مَعَهَا" ثم قال:"يَا عُمَرُ أَما شعرتَ أَنَّ عَمَ الرَّجلِ صنوَ أَبيهِ"(2).
وقال البخاري: وأما العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي عليه صدقة ومثلها معها (3).
أبو داود، عن جرير قال: جاء ناس يعني من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن ناسًا من المصدقين يأتوننا فيظلموننا، قال:"أرضُوا مُصدقيكُمْ" قالوا: يا رسول الله وإن ظلمونا، قال:"أرضُوا مصدقيكُم وَإِنْ ظُلِمْتُمْ"(4).
وخرجه مسلم ولم يقل وإن ظلمتم (5).
وذكر أبو داود أيضًا عن حماد عن أيوب عن دَيْسَم رجل من بني سدوس عن بشير ابن الخصاصية قال: قلنا: إن أهل الصدقة يعتدون علينا، أفنكتم من أموالنا بقدر ما يعتدون علينا؟ قال:"لَا"(6).
(1) رواه الترمذي (659 و 660).
(2)
رواه مسلم (983).
(3)
رواه البخاري (1468).
(4)
رواه أبو داود (1589).
(5)
رواه مسلم (989).
(6)
رواه أبو داود (1586).
ومعناه إلا أنه قال: فقلنا: يا رسول الله إن أصحاب الصدقة.
وذكر أبو داود عن أبي الغصن عن صخر بن إسحاق عن عبد الرحمن بن جابر بن عتيك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سَيَأتِيكُمْ ركبٌ مبغضونَ، فَإنْ جَاؤوكُمْ فَرَحِّبُوا بِهمْ وَخلُّوا بينهُمْ وبينَ مَا يبتغونَ، فإنْ عَدلُوا فَلأنفسهِمْ وَإِنْ ظَلمُوا فعَلَيْهَا، وأرضُوهُمْ فإنَّ تمامَ زكاتِكُم رضاهُمْ ولَيدعُوا لَكُمْ"(1).
أبو الغصن اسمه ثابت بن قيس بن غصن.
وقال أبو بكر البزار عن عبد الرحمن بن جابر عن عبد الله، وخرجه في مسند جابر بن عبد الله، وعبد الرحمن بن جابر بن عبد الله لا يحتج به وكذلك الآخر، وإنما الصحيح ما تقدم:"أرْضُوا مصدقِيكُمْ وَإِنْ ظُلِمْتُمْ".
وذكر الحارث بن أبي أسامة في مسنده عن سعيد بن أبي هلال عن أنس بن مالك قال: أتى رجل من بني تميم فقال: يا رسول الله إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله ورسوله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ إِذَا أديتَهَا إِلى رسولِي فقدْ برئتَ ولكَ أجرُهَا وَإِثمُهَا عَلَى مَنْ بَدَّلَهَا"(2).
سعيد بن أبي هلال لم يدرك أنس بن مالك.
وخرج أبو داود أيضًا عن رافع بن خديج قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "العَاملُ عَلى الصّدقةِ بِالحقِّ كالغازِي فِي سبيلِ اللهِ حتَّى يرجعَ إِلى بيتِهِ"(3).
البزار، عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنِ استعملنَاهُ عَلَى عمَلٍ فرزقنَاهُ عَلَيْهِ رِزْقًا، فَمَا أصابَ سِوى رزقَهُ فَهوَ غلولٌ"(4).
(1) رواه أبو داود (1588).
(2)
رواه الحارث بن أبي أسامة (1/ 39 بغية الباحث).
(3)
رواه أبو داود (2936) والترمذي (645) وابن ماجه (1809).
(4)
ورواه أبو داود (2943) والحاكم (1/ 406).
أبو داود، عن أبي مسعود قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيًا ثم قال: "انطَلِق أبَا مسعودٍ لَا ألفينَّكَ يومَ القيامةِ تَجيءُ عَلى ظَهرِكَ بعيرٌ منْ إبلِ الصّدقةِ لَهُ رغاءٌ قَدْ أَغللتَهْ" قال: إذًا لا أنطلق، قال:"إِذًا لَا أُكْرِهُكَ"(1).
مالك، عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لَا تحلُّ الصّدقةَ لغنيٍّ إِلّا لخمسةٍ، لغَازٍ فِي سبيلِ اللهِ أوْ لِعَامِلٍ عَليهَا أَوْ لِغَارمِ أَوْ لِرَجِلٍ اشترَاهَا بِمالِهِ أَوْ لِرَجُلٍ كانَ لَهُ جَارٌ مسكينٌ فتصدَّقَ عَلى المسكينِ فَأَهدَى المسكينُ للغِنِيِّ"(2).
هكذا رواه مالك وغير واحد مرسلًا عن زيد وأسنده سفيان الثوري ومعمر بن راشد كلاهما عن زيد عن عطاء عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم، نقلت حديث مالك من كتاب أبي داود (3).
مسلم، عن جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فقال:"هَلْ مِنْ طَعامٍ" قالت: لا والله يا رسول الله ما عندنا طعام إلا عظم من شاة أعطيته مولاتي من الصدقة، فقال:"قَرِّبِيهِ فَقَدْ بَلَغَتْ مَحلَّهَا"(4).
ومن كتاب أبي داود عن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال: أخبرني رجلان أنهما أتيا رسول الله [النبي] في في حجة الوداع وهو يَقسم الصدقة، فسألاه
(1) رواه أبو داود (2947).
(2)
رواه مالك (1/ 201) وعنه أبو داود (1635).
(3)
رواه أبو داود (1636) وغيره من طريق معمر به، وقال: ورواه الثوري عن زيد قال: حدثني الثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورواه عبد الرزاق (7151) عن معمر به، ورواه (7152) عن الثوري عن زيد عن عطاء عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه البيهقي (7/ 15) من طريق معمر والثوري عن زيد عن عطاء بن أبي سعيد.
(4)
رواه مسلم (1073).
منها، فرفع فينا النظراوخفضه فرآنا جلدين فقال:"إِنْ شِئْتُمَا أَعطيتُكُمَا وَلَا حَظَّ فِيهَا لِغَنيٍّ وَلَا لقويّ مكتسِبٍ"(1).
رواه الطحاوي في بيان المشكل وقال: رجلان من قومي (2).
أبو داود، عن ريحان بن يزيد عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال:"لَا تحلُّ الصَّدقةُ لغنيٍّ وَلا لِذِي مرةٍ سَوِيٍ"(3).
ورواه شعبة وقال: "لِذي مرةٍ قَويّ".
ريحان هذا وثقه ابن معين.
وقد روي موقوفًا على عبد الله بن عمرو.
وعن سفيان بن حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منْ سأَلَ وَلَهُ مَا يغنيهِ جَاءَ يومَ القيامةِ خموشٌ أَوْ خدوشٌ أَوْ كدوحٌ فِي وَجْهِهِ" فقال: يا رسول الله وما الغنى؟ قال: "خَمسونَ دِرهمًا أَوْ قِيمتُهَا مِنْ الذَّهَبِ"(4).
قال يحيى بن آدم: فقال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظي أن شعبة لا يروي عن حكيم بن جبير، فقال سفيان: فقد حدثناه زبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد [عن أبيه، وحكيم بن جبير ضعيف الحديث عندهم](5).
وذكر أبو أحمد من حديث عمر بن موسى الوجيهي وهو متروك عندهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَا يُعْطى مِنَ الزّكاةِ مَنْ لَهُ خَمسونَ دِرهَمًا"(6).
(1) رواه أبو داود (1633).
(2)
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 15).
(3)
رواه أبو داود (1634).
(4)
رواه أبو داود (1626).
(5)
ما بين المعكوفين ليس في سنن أبي داود.
(6)
رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (5/ 1672).
وذكر أبو داود عن عمارة بن غزية عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منْ سأَلَ وَلهُ قيمةُ أوقيةٍ فَقَدْ ألحَفَ" فقلت: ناقتي الياقوتة هي خير من أوقية فرجعت ولم أسأله.
وكانت الأوقية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين درهمًا (1).
عمارة بن غزية وثقه أحمد بن حنبل وأبو زرعة.
وقال فيه أبو حاتم ويحيى بن معين صدوق صالح، وقد ضعفه بعض المتأخرين.
وذكر أبو داود أيضًا عن ربيعة بن يزيد عن أبي كبشة السلولي عن سهل ابن الحنظلية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن سألَ وعندَهُ مَا يغنيهِ فَإنَّما يستكثرُ مِنَ النَّارِ" قالوا: يا رسول الله وما الغنى الذي لا تحل المسألة معه؟ قال: "قَدرُ مَا يُغذيهِ وَيُعشّيهِ".
وقال في موضع آخر: "أَنْ يكونَ لَهُ شبعُ يومٍ وَليلةٍ، أَوْ لَيلةٍ أَوْ يَومٍ"(2).
فقال: إن إبا كبشة هذا مجهول ذكر ذلك أبو محمد (3). ولم يذكر مسلم في الكنى ولا أبو محمد بن أبي حاتم في كتابه أيضًا أبا كبشة السلولي الذي روى عن سهل ابن الحنظلية لا الذي يروي عنه حسان بن عطية ولم يذكر له راويًا آخر (4).
وإنما أبو أحمد الحاكم فذكر في كتاب الكنى أبا كبشة السلولي عن سهل ابن الحنظلية وعبد الله بن عمرو روى عنه أبو سلام الحشي وحسان بن عطية.
(1) رواه أبو داود (1628).
(2)
رواه أبو داود (1629).
(3)
المحلى (6/ 152).
(4)
ذكره مسلم وقال: روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، روى عنه حسان بن عطية، وذكره ابن أبي حاتم (8/ 430) وقال: روى عنه عبد الله بن عمرو بن العاص وثوبان وسهل ابن الحنظلية، روى عنه حسان بن عطية.
فإن كان أبو كبشة الذي ذكر الحاكم هو الذي روى عنه أبو داود حديثه من طريق ربيعة بن يزيد فليس بمجهول، ولا أعرف غيره والله أعلم.
وفي هذا الباب حديث رواه عبد الوارث بن عبد الصمد قال: نا الحسن بن ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ سَألَ مسألةً عنْ ظهرِ غِنًى استكثرَ بِهَا منْ رضفِ جهنَّمَ" قال: وما ظهر غنى؟ قال: "غِنَى لَيلَة"(1).
وهذا إنما يرويه عن عمرو بن خالد الواسطي عن حبيب بهذا الإسناد، وعمرو بن خالد متروك، ذكر الحديث وعلته أبو حامد (2).
مسلم، عن قبيصة بن مخارق قال: تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها، فقال:"أَقِمْ حَتَّى تَأْتِينَا الصّدقةَ فنأمُر لَكَ بِهَا" قال: ثم قال: "يَا قِبيصةُ إِنَّ المسألةَ لا تَحلُّ إِلَّا لأَحَدِ ثلاثَة، رجلِ تحمَّل حمالةً فحلتْ لهُ المسألةَ حتَّى يصيبَها ثَمَّ يمسكُ، ورجل أصابتهُ جائحةٌ اجتاحتْ مالَهُ فحلتْ لهُ المسألةَ حتَّى يصيبَ قوامًا منْ عيشٍ أَو قالَ: سَدادًا مِنْ عَيشٍ، وَرَجُلٍ أصابتهُ فاقةٌ حتَّى
(1) رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 147) والطبراني في الأوسط (ص 121 مجمع البحرين).
(2)
كذا في المخطوطة أبو حامد، ولا ندري من هو؟ ولعله ابن أبي حاتم، حيث ذكر في المراسيل (ص 46) عن يحيى بن معين أن الحسن بن ذكوان لم يسمع من حبيب بن أبي ثابت شيئًا، إنما سمع من عمرو بن خالد عنه، وعمرو بن خالد لا يساوي حديثه شيئًا، إنما هو كذاب.
أو أبو حاتم حيث ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه في العلل (1/ 140) أنه متروك الحديث. وفي (2/ 10) أن أباه قال: روى عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث موضوعة خمسة أو ستة الخ.
وفي (2/ 271) قال إن أباه قال: الحسن بن ذكوان وعمرو بن خالد ضعيفا الحديث. ولم أر الحديث عند ابن أبي حاتم، ولا عند أبي حاتم بن حبان البستي.
يقومَ ثلاثةٌ منْ ذَوي الحِجَى منْ قَومهِ لَقدْ أصابتْ فلانًا فاقةٌ فحلّتْ لَهُ المسألةَ حتَّى يصيبَ قَوامًا منْ عَيشٍ" أو قال: "سَدادًا مِنْ عيشٍ فَما سِواهنّ يَا قبيصةُ منَ المسألةِ سُحتًا يَأكُلَها صاحبُهَا سُحْتًا" (1).
خرجها أبو داود وقال: تقول: ثلاثة أيام (2).
مسلم، عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث قال: اجتمع ربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب فقالا: والله لقد بعثنا هذين الغلامين لي وللفضل بن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلماه، فأمرهما على الصدقات، فأديا ما يؤدي الناس وأصابا ما يصيب الناس، فبينما هما على ذلك جاء علي بن أبي طالب فوقف عليهما فذكرا له ذلك، فقال علي: لا تفعلا فوالله ما هو بفاعل، فانتحاه ربيعة بن الحارث فقال: والله ما تصنع هذا إلا نفاسة منك علينا، فوالله لقد نلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نفسناه عليك، قال علي: أرسلوهما، فانطلقا واضطجع علي قال: فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر سبقناه إلى الحجرة، فقمنا عندها حتى جاء فأخذ بآذاننا ثم قال:"أَخْرِجَا مَا تصرُرَانِ"، ثم دخل ودخلنا عليه وهو يومئذ عند زينب بنت جحش، قال: فتواكلنا الكلام، ثم تكلم أحدنا، فقال: يا رسول الله أنت أبر الناس وأوصل الناس وقد بلغنا النكاح فجئنا لتؤمِّرَنَا على بعض هذه الصدقات، فنؤدي إليك كما يؤدي الناس، ونصيب كما
يصيبون، قال: فسكت طويلًا حتى أردنا أن نكلمه، قال: وجعلت زينب تلمع علينا من وراء الحجاب أن لا تكلماه، قال: ثم قال: "إِنّ الصَّدقةَ لَا تَنبغِي لآلِ مُحمدٍ إِنَّما هِيَ أوساخُ النَّاسِ ادعُو لِي مَحْمِيَةَ" وكان على الخمس ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب قال: فجاءاه فقال لمحميّة: "أَنْكِحْ هَذا الغلامَ ابْنتكَ"(للفضل بن العباس) فأنكحه وقال لنوفل بن الحارث: "أَنْكِحْ هَذا الغلامَ
(1) رواه مسلم (1044).
(2)
كذا في المخطوطة والصواب حتى يقول ثلاثة كما في سنن أبي داود (1640).
ابْنتكَ" فأنكحني، وقال لمحمية: "أَصدقْ عَنهُمَا مِنْ الخُمسِ كَذَا وَكَذَا" (1).
وفي لفظ آخر: "إِنْ هَذِهِ الصَّدَقَاتَ إِنَّمَا هِيَ أوساخُ النَّاسِ وَإنَّهَا لَا تحلُّ لِمُحَمدٍ ولَا لآلِ مُحمدٍ"(2).
وعن أبي هريرة قال: أخذ الحسن تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كخْ كخْ ارمِ بِها أَمَا عَلمتَ أَنَّا لَا نَأكلُ الصَّدقةَ"(3).
البخاري، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام سأل عنه أصدقة أم هدية، فإن قيل صدقة قال لأصحابه:"كُلُوا" ولم يأكل معهم، وإن قيل هدية ضرب بيده فأكل معهم (4).
النسائي، عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلًا من بني مخزوم على الصدقة، فأراد أبو رافع أن يتبعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الصّدقةَ لَا تحلُّ لَنَا وإِنّ مَولَى القومِ مِنهُمْ"(5).
أبو داود، عن ابن عباس قال: بعثني أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في إبل أعطاها إياه من الصدقة (6).
زاد في طريق آخر أي يبدلها (7).
مسلم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ يَومٍ يصبحُ العبادُ
(1) رواه مسلم (1072).
(2)
هو رواية من الحديث (1072) قبله.
(3)
رواه مسلم (1069) والبخاري (1491).
(4)
رواه البخاري (2576) ومسلم (1077).
(5)
رواه النسائي (5/ 107).
(6)
رواه أبو داود (1653).
(7)
رواه أبو داود (1654).
فيهِ إِلّا ملكانِ ينزلانِ فيقولُ أَحدُهُما للآخَرِ: اللَّهُمَّ أعطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيقولُ الآخرُ: أَعطِ مُمسكًا تَلَفًا" (1).
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنّ اللهَ عز وجل قَالَ لِي: أَنْفقْ يُنفَقْ عَلَيْكَ"(2).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يمينُ اللهِ مَلأَى لا يقبضهَا سحاءَ اللّيلِ والنّهارِ، أرأيتُمْ مَا أنفقَ منذُ خلقَ السمواتَ والأَرضَ فَإنّهُ لَمْ يَقْضِ مَا فِي يمينِهِ" قال: "وعَرشُهُ عَلى الماءِ وبيدِهِ الأُخرى القبضُ يخفضُ ويَرفعُ"(3).
وعن حارثة بن وهب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تَصدّقُوا فَيوشكُ الرّجلُ يمشِي بصدقتِهِ فيقولُ الّذِي أُعطيهَا لَوْ جئتَنَا بِهَا بِالأمسِ قَبضتُهَا فَأمّا الآنَ فَلا حاجة لِي بِهَا، فَلَا يَجِدْ مَنْ يَقبَلهَا"(4).
مسلم، عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليَأتيَنَّ عَلَى النّاسِ زَمانٌ يَطوفُ الرّجلُ بِالصّدقةِ مِنَ الذّهبِ ثُمَّ لَا يجِدُ أَحدًا يأخذُهَا مِنْهُ ويُرَى الرّجُلُ الوَاحِدُ يتبعُهُ أربعونَ امرأةٌ يلذنَ بِهِ مِنْ قلَّةِ الرّجَالِ وكَثرةِ النِّسَاءِ"(5).
الترمذي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الصّدقةَ لتطفِئُ غضبَ الرّبِ وتدفعُ مِيتةَ السّوءِ"(6).
قال: هذا حديث حسن غريب.
ومن مراسيل أبي داود عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال: قالت عائشة: يا رسول الله أين عبد الله بن جذعان؟ قال: "فِي النَّارِ" قال: فاشتد عليها فقال:
(1) رواه مسلم (1010).
(2)
رواه مسلم (993).
(3)
رواه مسلم (993).
(4)
رواه مسلم (1011).
(5)
رواه مسلم (1012).
(6)
رواه الترمذي (664) وفي نسختنا هذا حديث غريب من هذا الوجه.
"يَا عَائِشَة مَا الَّذِي اشتدَّ عَليكِ" قالت: كان يطعم الطعام ويصل الرحم، قال:"أَمَّا إِنَّهُ يهونُ عَليهِ بِمَا تَقولينَ"(1).
مسلم، عن جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج فأمر بلالًا فأذن وأقام فصلى [بهم] ثم خطب فقال:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ. . .} إلى آخر الآية {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} والآية التى في الحشر: {[يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ} "تصدق الرَّجل منْ دينارِهِ منْ درهمِهِ مِنْ ثَوبِهِ مِنْ صَاعِ برّهِ مِنْ صاعِ تمرِهِ"، (حتى قال:) "وَلَوْ بِشقِ تَمرةٍ" قال: فجاء رجل من الأنصار بصُرَّة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مُذْهَبَةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ سَنَّ فِي الإِسلامِ سنّةً حَسنةً فَلَهُ أَجرُهَا وَأجرُ منْ عمِلَ بِهَا [مِنْ] بعدِهِ مِنْ غيرِ أَنْ ينقصَ منْ أجورهِمْ شَيءٌ، ومنْ سنَّ فِي الإِسلامِ سنةً سَيِّئةَ فَلهُ وزرُهَا وزرُ منْ عمِل بِهَا مِنْ بعدِهِ مِنْ غيرِ أَنْ ينقصَ منْ أوزارِهِمْ شَيْءٌ"(2).
البخاري، عن عدي بن حاتم قال: بَيْنَا أَنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل، فقال:"يا عديُّ هَلْ رأيتَ الحيرةَ؟ " قلت: لم أرها وقد أُنبئت عنها، قال:"فَإِنْ طالَتْ بِكَ الحياةُ لترينَّ الظعينةَ تَرتحلُ منَ الحيرةِ حتَّى تطوفَ بالكعبةِ، لَا تخافُ أَحَدًا إِلّا الله" قلت: فيما بيني وبين نفسي فأين دُعَّارُ طَيِّئٍ الذين قد سعروا البلاد، [قال]:
(1) المراسيل (ص 119) وتحفة الأشراف (12/ 380).
(2)
رواه مسلم (1017) وما بين المعكوفين ليس عند مسلم.
"وَلئِنْ طالَتْ بِكَ حياةٌ لَتفتحنَ كنوزَ كسرَى" قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: "كَسرى بن هِرمزٍ، ولئنْ طالتْ بِكَ حياةٌ لترينَّ الرجل يُخْرِجُ ملءَ كفِّهِ منْ ذهبٍ أَوْ فِضةٍ يطلبُ منْ يقبلهُ منْهُ فَلا يَجدُ أَحَدًا يقبلهُ مِنْهُ، وليلقينَّ الله أحدكُمْ يومَ يَلقَاهُ، وليسَ بينَهُ وبينَهُ ترجمانٌ يترجمُ لَهُ، فيقولنَّ لهُ: ألمْ أَبْعَث إليكَ رَسولًا فيُبلّغُك؟ فيقولُ: بلَى، فيقولُ: أَلمْ أعطِكَ مالًا وأُفْضِلُ عَلَيكَ؟ فيقولُ: بَلى، فينظُر عنْ يمينهِ فَلا يَرى إِلّا جهنَّمَ وينظرُ عَنْ يَسارِهِ فَلا يَرى إِلّا جهنَّمَ" قال عدي: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اتّقُوا النَّارَ وَلَوْ بشقِّ تمرةٍ، فمنْ لَمْ يجد شِقَ تمرةٍ فبكلمةٍ طيّبةٍ" قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلّا الله، وكنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لَتَرَوُنُّ ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم يُخْرِجُ ملء كفه (1).
مسلم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دينارٌ أنفقتُهُ فِي سبيلِ اللهِ، ودينارٌ أَنفقتهُ فِي رقبةٍ، ودينارٌ تصدّقتُ بِهِ عَلَى مسكينٍ، ودينارٌ أنفقتُهُ عَلَى أَهلِكَ، أعظمُها أَجرًا الّذِي أنفقتَها عَلى أهلِكَ"(2).
الترمذي، عن سلمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الصدقةُ عَلَى المسكينِ وعَلَى ذِي الرّحمِ ثنتانِ صدقةٌ وَصِلَةٌ"(3).
وصله مسلم عن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسأله عن صدقة المرأة على زوجها وعلى أيتام في حجرها؟ فقال:"أجرانِ أجرُ القَرابةِ وأَجرُ الصّدقةِ"(4).
هذا مختصر.
وعن أم سلمة قالت: قلت: يا رسول الله هل لي أجر في بني أبي سلمة
(1) رواه البخاري (3595).
(2)
رواه مسلم (995).
(3)
رواه الترمذي (659).
(4)
رواه مسلم (1000).
أنفق عليهم ولست بتاركتهم هكذا وهكذا إنما هم بني؟ قال: "نَعَمْ لَكِ فيهِمْ أَجرُ مَا أنفقتِ عَليهِمْ"(1).
وعن أبي مسعود البدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ المسلمَ إِذَا أنفقَ عَلَى أَهلِهِ نفقةً وَهُوَ يحتسبهَا كانتْ لَهُ صدقةٌ"(2).
وذكر أبو أحمد عن عبد الحميد الهلالي عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ معروفٍ صدقةٌ ومَا أنفقَ الرّجلُ عَلَى نفسِهِ وأهلِهِ كُتبَ لَهُ صدقةٌ، وَما وَقى رجلٌ بِهِ عرضَهُ فَهوَ لَهُ صدقةٌ، وَمَا أَنْفَقَ الرّجلُ مِن نفقةٍ فعلَى اللهِ خلفهَا إِلّا مَا كَانَ منْ نفقةٍ فِي بُنيانٍ أَوْ مَعصيةٍ"(3).
قال عبد الحميد: قلت لابن المنكدر: ما وقى الرجل به عرضه قال: يعطي الشاعر أو ذا اللسان يتقي.
عبد الحميد وثقه ابن معين.
مسلم، عن حذيفة قال: قال نبيكم صلى الله عليه وسلم: "كلُّ معروفٍ صَدقةٌ"(4).
وعن ميمونة بنت الحارث أنها أعتقت وليدة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لَوْ أَعطيتها أَخوالَكِ كانَ أَعْظَمَ لأجرِكِ"(5).
وعن عائشة أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي أقبلت نفسها ولم توص، وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال:"نَعَمْ"(6).
(1) رواه مسلم (1001).
(2)
رواه مسلم (1002).
(3)
رواه ابن عدي في الكامل (5/ 1959) والقضاعي في مسند الشهاب (94).
(4)
رواه مسلم (1005).
(5)
رواه مسلم (999).
(6)
رواه مسلم (1004).
وفي طريق آخر: فلي أجر أن أتصدق عنها؟ قال: "نَعَمْ"(1).
وعن أنس قال: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالًا، وكان أحب أمواله إليه بَيْرحَى وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الله يقول في كتابه: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وإن أحب أموالي إليّ بَيْرحَى، وإنها صدقة لله أرجو برهَا وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بَخْ ذَلِكَ مالٌ رابحٌ ذَلِكَ مالٌ رابِحٌ، قَدْ سمعتُ مَا قلتَ فِيهَا، وإِنِّي أَرَى أَنْ تجعلْهَا فِي الأَقربينَ" فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه (2).
زاد البخاري: ولو استطعت أن أسره لم أعلنه (3).
البخاري، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ أَنْفَقَ زوجينِ مِن شيءٍ مِنَ الأشياءِ فِي سبيلِ اللهِ دُعِيَ منْ أَبوابِ يعني الجنَّةِ يَا عَبدَ اللهِ هَذَا خيرٌ فَمنْ كانَ منْ أَهلِ الصّدقَةِ دُعِي منْ بابِ الصَّدقةِ، وَمَنْ كانَ منْ أهلِ الجهادِ دُعِي منْ بَابِ الجِهادِ، ومنْ كَانَ مِنْ أَهْل الصِّيامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصِّيامِ وبَاب الرَيّانِ" فقال أبو بكر: ما على الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال: هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: "نَعَمْ وَأرجُو أَنْ تكونَ منهُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ"(4).
(1) رواه مسلم (1004) في الوصايا في باب وصول ثواب الصدقات إلى الميت.
(2)
رواه مسلم (998) والبخاري (1461 و 2318 و 2752 و 2758 و 2769 و 4554 و 4555 و 5611).
(3)
لم يروه البخاري بل رواه الترمذي (2997) وعبد بن حميد (1413) وأحمد (3/ 115 و 174 و 262) وابن خزيمة (2458 و 2459) وأبو يعلى (3732 و 3765) والطحاوي (3/ 289) وأخاف أن يكون النساخ حرفوا "الترمذي" إلى "البخاري".
(4)
رواه البخاري (3666) وعنده تقديم الجهاد على الصدقة، ورواه البخاري (1897 و 2841 و 3216) بألفاظ أخر، ورواه مسلم (1027).
مسلم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا تصدَّقَ أَحَدٌ بِصَدقةِ منْ طيبٍ وَلَا يقبلُ اللهُ إِلَّا طيبًا إِلّا أخذَهُ الرَّحمنُ بيمِينِهِ وَإِنْ كانتْ تمرةٌ، فتربُوا فِي يدِ الرّحمنِ حتَّى تكونَ أعظمَ منَ الجبلِ كَما يُربِيِ أَحدُكُمْ فَلُوهُ أَوْ فصيلُهُ"(1).
البخاري، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سبعةٌ يظلّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يومَ لَا ظِلَّ إِلّا ظلّهُ، إِمامٌ عَادِلٌ، وشابٌ نشأَ فِي عبادةِ اللهِ عز وجل، وَ [رجلٌ] قلبُهُ معلقٌ فِي المساجدِ، ورجلانِ تحَابَّا فِي اللهِ اجتمعَا عَليهِ وتَفَرَّقَا عَليهِ، ورجلٌ دعتْهُ امرأةٌ ذاتَ منصبٍ وجمالٍ فقالَ: إنِّي أخافُ اللهَ، ورجلٌ تصدّقَ بِصدقةٍ فَأخفَاهَا حتَّى لَا تعلمُ شمالُهُ مَا تُنفِقُ يمينُهُ، ورجلٌ ذكرَ اللهَ خَالِيًا فَفاضَتْ عينَاهُ"(2).
مسلم، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرًا قال: "أَما وأبِيكَ لتنبأنَّ أنْ تصدّقَ وأَنتَ صحيحٌ شحيحٌ تَخشى الفقرَ وتَأملُ البَقَاءَ ولَا تمهلُ حتّى إِذَا بلغتِ الحلقومَ، قلتَ لفلانٍ كَذَا ولِفُلانٍ كَذَا، وقَدْ كانَ لفلانٍ"(3).
النسائي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبقَ درهمٌ مائةَ ألفٍ" قالوا: يا رسول الله وكيف؟ قال: "رجلٌ لَهُ درهمانِ فَأخذَ أَحَدَهُمَا فتصدّقَ بِهِ، وَرجلٌ لَهُ مَالٌ كثيرٌ فأخذَ منْ عرضِ مالِهِ مائةَ ألفٍ فتصَدَّقَ بِهَا"(4).
أبو داود، عن عمر بن الخطاب قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا أن نتصدق فوافق ذلك مالًا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا
(1) رواه مسلم (1014).
(2)
رواه البخاري (1423) بهذا اللفظ، وهو عنده أيضًا (660 و 6679 و 6806).
(3)
رواه مسلم (1032).
(4)
رواه النسائي (3/ 59).
فجئت بنصف مالي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أبقيتَ لأَهلِكَ؟ " قلت: مثله، قال: وأتى أبا بكر بكل ما عنده، فقال:"مَا أبقيتَ لأَهْلِكَ؟ " قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدًا (1).
هذا يرويه هشام بن سعد وقد وثق وضعف.
البخاري، عن كعب بن مالك في حديثه قال: إِنَّ من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أَمسكْ عَليكَ بعضَ مالِكَ فَهُو خيرٌ لكَ"(2).
البخاري، عن حكيم بن حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اليدُ العُليَا خيرٌ منَ اليدِ السُفلى وابدأْ بمنْ تعولُ، وخيرُ الصدقةِ عَلَى ظهرِ غِنًى، ومنْ يستعففْ يعفّهُ اللهُ، ومَن يستغنِ يُغنِهِ اللهُ"(3).
أبو داود، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل بمثل بَيْضَةٍ من ذهب فقال: يا رسول الله أصبت هذه من معدن فخذها فهي صدقة ما أملك غيرها، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتاه من قِبَلِ رُكْنهِ الأيمن، فقال مثل ذلك، فأعرض عنه، ثم أتاه من ركنه الأيسر فأعرض عنه، ثم أتاه من خلفه فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحذفه بها حذفة فلو أصابته لأوجعته أو لعقرته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يَأتِي أحدُكُمْ بِمَا يملكُ فيقولُ: هذ صَدَقَةٌ، ثُمَّ يقعدُ يستكفّ النّاسَ، خيرُ الصّدقةِ مَا كانَ عنْ ظهرِ غنًى"(4).
في إسناده محمد بن إسحاق وقد تقدم ذكره في قراءة أم القرآن من كتاب الصلاة.
(1) رواه أبو داود (1678) والترمذي (3676).
(2)
رواه البخاري (2757).
(3)
رواه البخاري (1427).
(4)
رواه أبو داود (1673).
النسائي، عن أبي سعيد الخدري قال: جاء رجل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب بهيئة بذة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أصلّيتَ؟ " قال: لا، قال:"صلِّ ركعتينِ" وحث الناس على الصدقة، فألقوا ثيابًا فأعطاه منها ثوبين، فلما كانت الجمعة الثانية جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فحث الناس على الصدقة، فألقى أحد ثوبيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"جَاءَ هَذَا يومَ الجُمُعَةِ بهيئةٍ بَذّةِ فأمرتُ النّاسَ بالصدقةِ فألقُوا ثِيابًا، فأمرتُ لهُ منهَا بثوبينِ ثُمَّ جَاءَ الآنَ فأمرتُ النّاسَ بالصدقةِ، فأَلقى أَحَدَهُمَا" فانتهره وقال: "خُذْ ثَوبَكَ"(1).
مسلم، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة:"اليدُ العُليَا خيرٌ منَ اليدِ السُفلى، واليدُ العُليا المنفقة، واليدُ السُفلى السائِلَةُ"(2).
في بعض لروايات في هذا الحديث "اليدُ العُليا هِي المنفقةُ" ذكر هذا أبو داود وقال أكثرهم: "اليدُ العُليا الْمُتَعَفِّفَةُ"(3).
وذكر أبو داود أيضًا عن مالك بن نضلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأَيْدِي ثلاثةٌ، فيدُ اللهِ العُليَا ويدُ المُعطِي الّتِي تليهَا ويدُ السّائلِ السُّفلى، فَأعطِ الفضلَ وَلَا تعجزْ عَنْ نفسِكَ"(4).
البخاري، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"والّذِي نَفسِي بيدِهِ لإِنْ يأَخَذ أحدُكُم حبْلَه فَيَحْتطب عَلَى ظَهرِهِ خيرٌ لَهُ منْ أَنْ يأتِيَ رَجُلًا فيسألهُ أعطاهَ أَوْ مَنعَهُ"(5).
(1) رواه النسائي (3/ 106 - 107).
(2)
رواه مسلم (1033) وأبو داود (1648).
(3)
قاله بعد الحديث (1648).
(4)
رواه أبو داود (1649).
(5)
رواه البخاري (1470 و 1480 و 2074 و 2374).
أبو داود، عن الأخضر بن عجلان عن أبي بكر الحنفي عن أنس بن مالك أن رجلًا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال [له]:"أَمَا فِي بيتكَ شَيءٌ؟ " قال. بلى حِلْسٌ نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقَعْبٌ نشرب فيه من الماء، قال:"ائتنِي بِهمَا" فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال:"مَنْ يَشترِي هذينِ؟ " فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال:"مَنْ يزيدُ عَلى درهمٍ؟ " مرتين أو ثلاثًا، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري وقال:"اشتَرِ بأَحدِهِمَا طَعامًا فانبذْهُ إِلَى أَهلِكَ، واشترِ بالآخَرِ قَدّومًا فَائْتِنِي بِهِ" فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودًا بيده ثم قال له: "اذهبْ فاحتطبْ وبِعْ ولَا أرينَّكَ خمسةَ عشرَ يَومًا" فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاءه وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا وببعضها طعامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هذَا خيرٌ لكَ منْ أَنْ تجيءَ المسألةُ نكتةً فِي وَجهكَ يومَ القِيامةِ، إِنَّ المسألةَ لَا تصلحُ إِلّا لثلاثٍ، لذِي فقرٍ مدقعٍ أَوْ لذِي غَرمٍ مفظعٍ أَو لِذِي دمٍ مُوجعٍ"(1).
أبو بكر الحنفي اسمه عبد الله، ولم أجد أحدًا ينسبه، وذكر الترمذي طرفًا من هذا الحديث وقال: حديث حسن (2).
مسلم، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَألَ النّاسَ منْ أموالِهِمْ تكثّرًا فإِنّما يسألُ جَمرًا، فليَستقلْ أَوْ ليستكثِرْ"(3).
النسائي، عن عائذ بن عمرو أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه فلما وضع رجله في أسكفة الباب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَوْ تعلمونَ مَا فِي المسألةِ مَا مَشى أحدٌ إلى أَحدِ يسألْهُ شَيئًا"(4).
(1) رواه أبو داود (1641).
(2)
رواه الترمذي (1218).
(3)
رواه مسلم (1041).
(4)
رواه النسائي (5/ 94 - 95).
أبو داود، عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسائِلُ كدوحٌ يَكدحُ بِهَا الرّجلُ وَجهَهُ، فمن شَاءَ أَبْقَى عَلَى وجهِهِ ومن شَاءَ تَرَكَ، إلَّا أَنْ يسأَلَ الرّجلُ ذَا سلطانٍ أَو فِي أَمرٍ لَا يجدُ مِنْهُ بُدًّا"(1).
النسائي، عن مسلم بن مخشي عن ابن الفراسي أن الفراسي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أسأل يا رسول الله؟ قال: "لا، وَإِنْ كنتَ سَائِلًا لَا بدّ فَسلِ الصَّالِحِينَ"(2).
ابن الفراسي لا أعلم روى عنه إلا مسلم بن مخشي.
أبو داود، عن سليمان بن معاذ السلمي قال: حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يسألُ بوجهِ اللهِ إِلّا الجنّة"(3).
سليمان هذا لا أدري من هو، وكتبت حديثه حتى أسأل عنه، إلا أني رأيت فيه لأبي جعفر الطبري سليمان بن معاذ هذا في نقله نظر يجب التثبت فيه (4).
وروى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله إني أسالك بوجه الله بما بعثك ربك إلينا، قال:"بِالإسْلَامِ".
خرجه النسائي (5).
مسلم، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر بن الخطاب العطاء، فيقول له عمر: اعطه يا رسول الله أفقر إليه مني، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خُذْهُ فتمّولهُ أَوْ تصدّقْ بِهِ، وَمَا جاءَكَ منْ هَذَا المالُ وَأنْت غَيرَ مشرفٍ
(1) رواه أبو داود (1639) والترمذي (2600).
(2)
رواه النسائي (5/ 95).
(3)
رواه أبو داود (1671).
(4)
هو سليمان بن قرم بن معاذ قال الحافظ: سيئ الحفظ يتشيع.
(5)
رواه النسائي (5/ 4 - 5).
وَلا سَائلٍ فخذْهُ وَمَا لَا فَلا تَتبعْهُ نَفسَكَ".
قال سالم: فمن أجل ذلك كان ابن عمر لا يسأل أحدًا شيئًا، ولا يرد شيئًا أُعْطِيَهُ (1).
وروي بالإسناد المتصل الصحيح إلى خالد بن عدي الجهني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "منْ جاءَهُ منْ أَخيهِ معروفٌ ومن غيرِ إشرافٍ ولَا مسألةٍ فليقبلْهُ ولَا يردُّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رزقٌ ساقَهُ اللهُ إِليْهِ"(2).
ذكره أبو عمر بن عبد البر وغيره.
مسلم، عن ألي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ليسَ المسكينُ بهذَا الطوافَ الّذِي يطوفُ عَلى النَّاسِ فتردّهُ اللّقمةُ واللقمتَانِ والتمرةُ والتمرتانِ" قالوا: فما المسكين يا رسول الله؟ قال: "الَّذِي لَا يجدُ غنًى يُغنِيهِ وَلا يُفطنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقُ عَليهِ، ولَا يسألُ النَّاسَ شَيئًا"(3).
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَا نِساءَ المؤمناتِ لَا تحقرنَ جارةٌ لِجارتهَا ولَوْ فرسنَ شاةٍ"(4).
وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أنفقَتِ المرأةُ منْ طعامِ بيتِهَا غَيرُ مفسدةٍ كانَ لَهَا أجرُهَا بِمَا أنفقت ولِزوجِهَا أجرهُ بِمَا كسبَ وَللخازِنِ مِثْل ذَلِكَ لَا يُنقِصُ بعضُهُمْ أجرَ بعضٍ شَيئًا"(5).
وفي رواية: "مِنْ بيتِ زَوجِهَا"(6).
(1) رواه مسلم (1045).
(2)
رواه أحمد (4/ 220 - 221) وأبو يعلى (925) والطبراني في الكبير (4124) وصحح الحافظ إسناده في الإصابة (2/ 244).
(3)
رواه مسلم (1039).
(4)
رواه مسلم (1030).
(5)
رواه مسلم (1024).
(6)
رواية من الحديث (1024) قبله.
وفي أخرى في حديث أبي هريرة: "مِنْ غيرِ أمرِهِ فَلَهَا نصفُ أَجرِهِ"(1).
أبو داود، عن زياد بن جبير عن سعد قال: لما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء قامت امرأة جليلة كأنها من نساء مضر فقال: يا نبي الله إنا نأكل على آبائنا وأبنائنا وأزواجنا، فما يحل لنا من أموالهم؟ قال:"الرَّطْبُ تَأكلنُهُ وتُهدينَهُ"(2).
سعد هذا ليس بابن أبي الوقاص، والحديث مرسل قاله ابن المديني.
والرطب ساكن الطاء اسم جامع لكل ذات رطب نحو الخبز والبقل والرطب وغير ذلك.
مسلم، عن عمير مولى أبي النجم قال: أمرني مولاي أن أقدد لحمًا، فجاءني مسكين فأطعمته منه، فعلم ذلك مولاي فضربني، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) رواه مسلم (1026) ولفظه "فإن نصف أجره له".
(2)
رواه أبو داود (1686).
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 585) وعبد بن حميد (147) والبزار (1/ 208 - 209 مخطوطة أوقاف الرباط) وقال: لا نعلمه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا سعد بهذا الإسناد، قال ذلك بعد أن رواه في مسند سعد بن أبي وقاص. وكذلك عبد بن حميد رواه في مسنده.
وقال أبو حاتم: هذا حديث مضطرب كما في العلل (2/ 305) لابنه.
أما الدارقطني فقد ذكر الاختلاف فيه على يونس في العلل (4/ 382) وقال: يقال: إن سعدًا هذا رجل من الأنصار، وليس بسعد بن أبي وقاص، وهو أصح إن شاء الله تعالى.
وقال الحافظ في الإصابة (3/ 94 - 95) ويؤيد أنه غيره أن ابن منده أخرج من طريق حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن زياد بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا يقال له سعد على السعاية.
فلو كان هو ابن أبي وقاص ما عبر عنه الراوي بهذا.
أما ابن القطان فقد رجح ما رواه البزار من أنه سعد بن أبي وقاص كما قال الحافظ في النكت الظراف (3/ 282).
فذكرت ذلك له، فدعاه، فقال:"لَمْ ضَرَبتُه؟ " فقال: يعطي طعامي بغير أن آمره، فقال:"الأَجرُ بَينكُمَا"(1).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ عز وجل يقولُ يومَ القِيامةِ: يَاْ ابنَ آدمَ مرضتُ فَلمْ تَعُدْنِي، قالَ: يَا ربِّ كَيفَ أعودُكَ وأنتَ ربُّ العالمينَ؟ قالَ: أَمَا علمتَ أَنَّ عبدِي فُلانًا مرضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، فَلَوْ عُدتَهُ لوجدتَنِي عِندَهُ، يَا ابنَ آدَمَ استطعمتكَ فَلمْ تُطعمنِي، قالَ: يَا ربِّ كيفَ أُطعِمُكَ وَأنتَ ربُّ العالمينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلمتَ أَنَّهُ استطعَمكَ عبدِي فلانٌ فَلَمْ تطعمْهُ، أَمَا علمتَ أَنَّكَ لَوْ أطعمتَهُ لوجدْتَ ذلكَ عندِي، يَا ابنَ آدمَ استسقيتُكَ فَلَمْ تسقِنِي، قَالَ: يَا ربِّ كيفَ أَسقِيكَ وَأنتَ ربُّ العَالمِينَ؟! قالَ: استسقاكَ عبدِي فلانٌ فَلَمْ تسقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سقيتَهُ وجدتَ ذَلِكَ عِندِي"(2).
البخاري، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فكُّوا العانِي أَي الأَسيرَ وَأطعِمُوا الجَائِعَ وعُودُوا المَرِيضَ"(3).
وعن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أن أصحاب الصفة كانوا ناسًا فقراء وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "منْ كانَ عندَهُ طعامُ اثنينِ فَليذهبْ بثالثٍ وإِنْ أربع فخامِسٌ أَوْ سَادسٌ" وإن أبا بكر جاء بثلاثة. . . . . وذكر الحديث (4).
مالك، عن أم بجيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ردّوا االسّائِلَ وَلَوْ بِظلفٍ مُحرقٍ"(5).
(1) رواه مسلم (1025).
(2)
رواه مسلم (2569).
(3)
رواه البخاري (3046 و 5174 و 5373 و 5649 و 7173).
(4)
رواه البخاري (602 و 3581 و 6140 و 6141).
(5)
رواه مالك (2/ 220).
وعن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَعطُوا السّائِلَ وَإِنْ جَاءَ عَلَى فَرَسٍ"(1).
وهذا مرسل.
مسلم، عن أبي سعيد الخدري قال: بينما نحن في سفر مع رسول الله [النبي]صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له. فجعل يَصْرِف بصره يمينًا وشمالًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من كَانَ معهُ فضلُ ظهرٍ فَلْيَعُدْ بهِ عَلَى مَن لَا ظهرَ لَهُ، ومَنْ كَانَ لَهُ فضلٌ منْ زادِ فَليَعُدْ بهِ عَلَى من لَا زادَ لَهُ" قال: فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حقَّ لأحد منا في فضل (2).
الترمذي، عن رافع بن أبي عمرو قال: كنت أرمي نخل الأنصار، فأخذوني ثم ذهبوا بي إلى رسول الله [النبي]صلى الله عليه وسلم فقال:"يَا رافعُ لِمَ ترمِي نخلَهُمْ؟ " قال: قلت: يا رسول الله الجوع قال: "لا ترمِ وكُلْ مَا وقعَ أشبعَكَ اللهُ وأروَاكَ"(3).
قال: هذا حديث حسن غريب.
أبو داود، عن عبد الله بن عمرو قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إيّاكُمْ والشُحَّ فَإِنَّمَا هلكَ منْ كانَ قبلُكُم بِالشُّحِّ، أمرهُم بِالبخلِ فبخِلُوا، وأمرهُمْ بالقطيعةِ فقطعُوا، وأمرَهُمْ بالفجورِ فَفَجرُوا"(4).
تم كتاب الزكاة يتلوه كتاب الصيام
(1) رواه مالك (2/ 258).
(2)
رواه مسلم (1728).
(3)
رواه الترمذي (1288).
(4)
رواه أبو داود (1698).