الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تكون شهيدًا، فإنك قد كنت قد قضيت جهازك، قال رسول الله:"إِنَّ اللهَ قدْ أوقعَ أجرَهُ عَلَى قدرِ نيتِهِ، ومَا تعدونَ الشهادةَ؟ " قالوا: القتل في سبيل الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الشهادةُ سبعٌ سوَى القتلِ فِي سبيلِ الله، المطعونُ شهيدٌ، والغرقُ شهيدٌ، وصاحبُ ذَاتِ الجَنْبِ شهيدٌ، والمبطونُ شهيدٌ، وَصاحبُ الحريقِ شهيدٌ، والذِي يموتُ تحتَ الهدمِ شهيدٌ، والمرأةُ تموتُ بِجُمْعٍ شهيدةٌ"(1).
البزار، عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ قُتِلَ دونَ دينهِ فهُوَ شهيدٌ"(2).
باب في الإمارة وما يتعلق بها
أبو داود، عن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا كَانُوا [كانَ] ثلاثةً فِي سفرٍ فليؤمّرُوا" قال نافع: فقلنا لأبي سلمة أنت أميرنا (3).
يروى هذا مرسلًا عن أبي سلمة، والذي أرسله أحفظ.
وفي بعض ألفاظ هذا الحديث: "إِذَا سافرتُمْ فليؤمكُمْ أَقرؤكُمْ، وإِنْ كانَ أصغرَكُمْ، وإِذَا أمّكُمْ فَهُوَ أميرُكُمْ"(4).
ذكر هذا الحديث أبو الحسن الدارقطني.
وذكر أبو داود عن عقبة بن مالك قال: بعث رسول الله [النبي]صلى الله عليه وسلم
(1) رواه أبو داود (3111).
(2)
لم أره بهذا اللفظ في مسند البزار، والحديث رواه أبو داود (4772).
(3)
رواه أبو داود (2609).
(4)
رواه البزار (466 كشف الأستار).
سرية، فسلَّحت رجلًا منهم سيفًا، فلما رجع قال: لو رأيت ما لامنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَعجزتُمْ إِذْ بعثتُ رَجلًا [منكُمْ] فلَمْ يمضِي لأمرِي أَنْ تَجعلُوا مكانَهُ منْ يمضِي لأَمرِي"(1).
البخاري، عن أنس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أَخذَ الرايةَ زيدٌ فأصيبَ، ثُمَّ أخذهَا جعفرٌ فأُصيبَ، ثُمَّ أخذهَا عبدُ اللهِ بنُ رواحةَ فأصيبَ، ثُمَّ أخذهَا خالدُ بنُ الوليدِ منْ غيرِ إمرةٍ ففتحَ اللهُ عليهِ، وما يسرّنِي" أو قال: "مَا يسرهُم أنَّهم عندنَا" قال: وإن عينيه لتذرفان (2).
النسائي، عن أبي بكرة قال: عصمني الله بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هلك كسرى قال: "من استخلفُوا؟ " قالوا: ابنته، قال:"لنْ يُفلحَ قومٌ ولُّوا أمرَهُمْ امرأةً"(3).
مسلم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"النَّاسُ تبعٌ لقريشٍ فِي هَذا الشأنِ، مُسْلِمُهُمْ لِمُسْلِمِهِمْ وكافرهُمْ لِكافرهِمْ"(4).
وعن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول: "لا يزالُ الدِّينُ قَائمًا حتَّى تقومَ السَّاعةُ، أَوْ يكونَ عليكُم اثنا عشرَ خليفةً كلّهم منْ قريشٍ" وسمعته يقول: عصيبةٌ منْ المسلمينَ يفتتحون البيتَ الأبيضَ بيتَ كسرى أَو آلِ كسرَى" وسمعته يقول: "إِنَّ بينَ يدَي الساعةِ كذابينَ فاحذرُوهُمْ" وسمعته يقول: "إِذَا أَعطى اللهُ أحدَكُمْ خيرًا فَليبدأْ بنفسهِ وأَهلِ بيتهِ" وسمعته يقول: "أَنَا الفرطُ عَلَى الحوضِ" (5).
(1) رواه أبو داود (2537).
(2)
رواه البخاري (1446 و 2798 و 3063 و 3630 و 3757).
(3)
رواه النسائي (8/ 227).
(4)
رواه مسلم (1818).
(5)
رواه مسلم (1822).
البزار، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكونُ منْ بعدِي اثْنَا عشرَ خليفةً كلّهُمْ منْ قريشِ" ثم رجع إلى بيته، فأتيته فقلت: ثم يكون ماذا؟ قال: "ثمَّ يكونُ الهرجُ"(1).
النسائي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأئمةُ منْ قريشٍ إنَّ لهُمْ عليكُمْ حقًّا ولكُمْ عليهِمْ مِثل ذَلِكَ، فإنْ استرحمُوا رَحَمُوا، وإِنْ عَاهَدُوا أَوفوا، وإِنْ حَكمُوا عَدَلُوا، فمنْ لَمْ يفعلْ ذلِكَ منهُمْ فَعليهِ لعنةُ اللهِ والملائكةِ [والناسِ أجمعينَ] "(2).
البخاري، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّكُمْ ستَحْرِصونَ عَلَى الإمارةِ، وإِنَّهَا ستكونُ ندامةً وحسرةً يومَ القيامةِ، فَنعمَ المرضعةُ وبَئستِ الفَاطمةُ"(3).
مسلم، عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ألا تستعملني، قال: فضرب بيده على منكبي ثم قال: "يَا أَبا ذرِ إِنَّكَ ضعيفٌ وإِنَّهَا أمانةٌ، وإِنَّهَا يومَ
القيامةِ خِزْيٌ وندامةٌ إلَّا منْ أخذَهَا بحقِّهَا وأدّى الذي عليهِ فِيهَا" (4).
البزار عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنْ شئتُمْ أنبأتكُمْ عنِ الإمارةِ وَما هِي؟ " فقمت فناديت بأعلى صوتي ثلاث مرات وما هي يا رسول الله؟ قال: "أَولُها ملامةٌ وَثانيها ندامةٌ وثالثُهَا عذابُ يوم القيامةِ، إلّا منْ عدلَ فكيفَ يعدلُ بينَ أقربيهِ؟ "(5).
أبو داود الطيالسي، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ويلٌ للأمراءِ ويلٌ
(1) ورواه الطبراني في الكبير (2059).
(2)
رواه النسائي في القضاء من الكبرى كما في تحفة الأشراف (1/ 102). وانظر إرواء الغليل (2/ 298 - 299).
(3)
رواه البخاري (7148).
(4)
رواه مسلم (1825).
(5)
رواه البزار (1597 كشف الأستار).
للأمناءِ ويلٌ للعرفاءِ ليتمنينَ أقوامٌ يومَ القيامةِ أنَّ ذوائبَهُمْ كانَتْ معلقةً بالثّرَيا يتذبذبُونَ بينَ السماءِ والأرضِ وإنّهُمْ لَمْ يَلوا عملًا" (1).
مسلم، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا عبدَ الرَّحمنِ بن سمرةَ لا تسل الإمارةَ فَإنَّكَ إِنْ أُعطيتُها عنْ مسألةِ وكلتَ إليهَا، وإِنْ أَعطيتَها عنْ غيرِ مسألةٍ أُعنتَ عَليهَا"(2).
البخاري، عن أبي موسى الأشعري قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلين من قومي، فقال أحد الرجلين أمرنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر مثله، فقال:"إِنَّا لَا نولي هَذا منْ سألهُ ولا من حرصَ عَليهِ"(3).
وقال النسائي في هذا الحديث: إن إخوانكم عندي من طلبه، قال: فما استعان لهما علي شيء (4).
الترمذي، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"منْ سكنَ الباديةَ جفا، ومنْ اتبعَ الصيدَ غَفلَ، ومن أَتى أبوابَ السلطانِ افتتنَ"(5).
مسلم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّما الإمامُ جنةٌ، يقاتلُ منْ ورائِهِ ويتقى بهِ، فإن أمرَ بتقوى اللهِ وعدلَ كانَ لَهُ بذلكَ أجرٌ، وإنْ يأمر بغيرِهِ كانَ علَيه منْهِ"(6).
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ المقسطينَ عندَ اللهِ
(1) رواه أبو داود الطيالسي (2608).
(2)
رواه مسلم (1652) في الأيمان والإمارة والبخاري (7147).
(3)
رواه البخاري (7149).
(4)
رواه النسائي في السير والقضاء من الكبرى كما في تحفة الأشراف (6/ 447).
(5)
رواه الترمذي (2257).
(6)
رواه مسلم (1841).
عَلَى منابرَ منْ نورٍ عَلَى يمينِ الرَّحمنِ، وكلتَا يديْهِ يمينٌ الذينَ يعدلونَ في حكمِهمْ وأهليهِمْ وَما وَلُوا" (1).
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبعةٌ يظلُهُمْ اللهُ فِي ظلِّهِ يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلّهِ، الإمامُ العادلُ. . . . . . ." وذكر الحديث (2).
وقد تقدم في الزكاة من حديث البخاري.
مسلم، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"أَلا كلّكُمْ راعٍ وكلّكُمْ مسؤُولٌ عنْ رعيّتِهِ، فالأميرُ الذِي عَلَى النَّاس راعٍ وهُوَ مسؤُولٌ عنْ رعيتِهِ، والرجلُ راعٍ عَلَى أَهلِ بيتهِ وهُوَ مسؤُولٌ عنهُمْ، والمرأةُ راعيةٌ عَلى بيتِ بعلِهَا وولدِهِ وهِيَ مسؤولَةٌ عنهُمْ، والعبدُ راعٍ عَلى مالِ سيّدِه وهُوَ مسؤُولٌ عَنْهُ، أَلَا فكلّكُمْ راعٍ وكلّكُمْ مسؤُولٌ عنْ رعيّتِهِ"(3).
النسائي، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِنّ اللهَ سائلٌ كلّ راعٍ عمّا استرعَاهُ، أحفِظَ ذلكَ أَمْ ضيَّعَ؟ حتَّى يسألَ الرَّجلَ عنْ أَهلِ بيتِهِ"(4).
الترمذي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أحبَّ الناسِ إِلى اللهِ يومَ القيامةِ وأدنَاهُمْ منْهُ مجلسًا إِمامٌ عادلٌ، وأبغضَ النَّاسِ إِلى اللهِ وأبعدَهُمْ منهُ مَجلسًا إمامٌ جائِرٌ"(5).
البزار، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَا مِنْ أميرِ عشرةٍ إِلّا يُؤتَى بِهِ مغلولًا يومَ القيامةِ حتَّى يفكّهُ العدلُ أَو يوبقَهُ الجورُ"(6).
مسلم، عن معقل بن يسار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَا مِنْ
(1) رواه مسلم (1827).
(2)
رواه مسلم (1031).
(3)
رواه مسلم (1829).
(4)
رواه النسائي في عشرة النساء (2/ 89/ 2) وابن حبان (1562 موارد).
(5)
رواه الترمذي (1329) وأحمد (3/ 22).
(6)
رواه البزار (1640 كشف الأستار).
عبدٍ يسترعِيهِ اللهُ رعيةً يموتُ يومَ يموتُ وهُو غاشٌ لِرَعيّتِهِ إِلَّا حرَّمَ الله عليهِ الجنّةَ" (1).
وعن عبد الرحمن بن شماسة هو المهدي قال: أتيت عائشة أسألها عن شيء فقالت: ممن أنت؟ فقلت: رجل من أهل مصر، فقالت: كيف كان
صاحبكم لكم في غزاتكم هذه؟ فقال: ما نقمنا منه شيئًا إن كان ليموت للرجل منا البعير فيعطيه البعير والعبد فيعطيه العبد، ويحتاج إلى النفقة فيعطيه النفقة، فقالت: أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أن أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: "اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ منْ أمرِ أُمَّتِي شَيئًا فشقَّ عليهِم فَاشقِقْ عَليهِ، ومَنْ وَلِيَ من أمرِ أُمَّتِي شيئًا فرفِقَ بهِمْ فارفقْ بِهِ"(2).
أبو داود، عن أبي مريم الأزدي قال: دخلت على معاوية فقال: ما أنعمنا بك يا أبا فلان؟ وهي كلمة تقولها العرب، فقلت: حديثًا سمعته أُخبرك
به، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"منْ ولَّاه اللهُ شيئًا منْ أمرِ المسلمينَ فاحتَجبَ دونَ حاجتِهمْ وخلّتِهِمْ وفقرهِمْ احتجبَ اللهُ دونَ حاجتَه وخلّتَهُ وفقرَهُ" قال: فجعل رجلًا على حوائج الناس (3).
أبو داود، عن عائشة قالت: قال رسول الله عتيم: "إِذَا أرادَ اللهُ بالأميرِ خيرًا جعلَ لَهُ وزيرَ صدقٍ إِنْ نَسِي ذَكَّرَهُ، وإن ذَكَرَ أعانَهُ، وإِذَا أرادَ الله بِهِ غيرَ ذَلِكَ جعلَ لَهُ وزيرَ سوءٍ إِنْ نَسِي لَمْ يذكِّرْهُ، وإِنْ ذَكرَ لَمْ يعنْهُ"(4).
النسائي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ والٍ إلَّا وَلَهُ بطانتانِ، بطانةٌ تأمرُهُ بالمعروفِ وتنهَاهُ عنِ المنكرِ، وبطانةٌ لا تألوهُ خبالًا، فَمنْ
(1) رواه مسلم (142) في الإيمان والإمارة.
(2)
رواه مسلم (1828).
(3)
رواه أبو داود (2948).
(4)
رواه أبو داود (2932).
وُقِيَ شرهَا فقدْ وُقِيَ وَهُوَ منَ التي تَغلبُ عليهِ منهُمَا" (1).
البخاري، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَا بعثَ اللهُ منْ نبيٍّ ولا استخلفَ منْ خليفةِ إلَّا كانتْ لَهُ بطانةٌ تأمرُهُ بالمعروفِ وتحضهُ عليهِ، وبطانة تأمرهُ بالشرِّ وتحضهُ عليهِ، فالمعصومُ مَن عصمَ اللهُ"(2).
مسلم، عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الدينُ النصيحةُ" ثلاثًا، قلنا لمن؟ قال:"للهِ ولكتابهِ ولرسولهِ ولأئمةِ المسلمينَ وعامّتِهِمْ"(3).
الترمذي، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّما أخافُ عَلَى أُمَّتِي الأئمةَ المضلينَ" وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزالُ طائفةٌ منْ أمتِي علَى الحقِّ لا يضرهُمْ مَن خذلَهُمْ حتَّى يأتي أمرُ اللهِ"(4).
قال: هذا حديث حسن صحيح.
مسلم، عن مجاشعِ بن مسعود قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبايعه على الهجرة، فقال:"إِنَّ الهجرةَ قَدْ مضتْ لأَهلِهَا، ولكنْ علَى الإسلامِ والجهادِ والخيرِ"(5).
مسلم، عن عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق حيث ما [أينما] كنا لا نخاف في الله لومة لائم (6).
مسلم، عن جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع
(1) رواه النسائي (7/ 158).
(2)
رواه البخاري (7198).
(3)
رواه مسلم (55) وليس عنده "ثلاثًا".
(4)
رواه الترمذي (2230) وليس عنده "حسن".
(5)
رواه مسلم (1863).
(6)
رواه مسلم (1709) في الإمارة.
والطاعة، فلقنني فيما استطعت والنصح لكل مسلم (1).
وعن عمرو بن العاص في حديث ذكره قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه (2).
البخاري، عن ابن عمر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان وكانت بيعة الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى:"هَذِهِ يدُ عثمانَ" فضرب به على يده، فقال:"هَذِهِ لعُثمانَ"(3).
مسلم، عن الشريد بن سويد قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم:"إنَّا قَدْ بايعنَاكَ فَارجعْ"(4).
وعن عروة بن الزبير وفاطمة بنت المنذر قالا: خرجت أسماء بنت أبي بكر حين هاجرت وهي حبلى بعبد الله بن الزبير، فقدمت قباء فنفست بعبد الله بقباء، ثم خرجت حين نفست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحنكه، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرة، قالت عائشة: فمكثنا ساعة نلتمسها قبل أن نجدها فمضغها ثم بَصَقَهَا في فيه، فإن أول شيء دخل بطنه لريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قالت أسماء: ثم مسحه وصلى عليه وسماه عبد الله، ثم جاء وهو ابن سبع سنين أو ثمان ليبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره بذلك الزبير، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه مقبلًا إليه ثم بايعه (5).
الترمذي، عن أميمة بنت رقية قالت: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة فقال لنَا: "فِيما استطعتنَّ وَأطَقْتُنَّ" فقلت: الله ورسول أرحم بنا منا بأنفسنا،
(1) رواه مسلم (56).
(2)
رواه مسلم (121).
(3)
رواه البخاري (3698).
(4)
رواه مسلم (2231).
(5)
رواه مسلم (2146).
قلت: يا رسول الله بايعنا قال: يعني صافحنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّما قَوْلي لِمائَةِ امرأةٍ كقَوْلي لامرأةٍ وَاحدةٍ"(1).
وقال مالك في الموطأ: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لا أصافحُ النِّساءَ إِنَّما قَوْلي لِمائَةِ امرأةٍ كقَوْلي لامرأةٍ واحدةٍ. . . . ." الحديث (2).
مسلم، عن سلمة بن الأكوع قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعانا لبيعته في أصل الشجرة، قال: فبايعته أول الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط من الناس قال: "بَايعْ يَا سَلمةَ" قال: قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس، قال:"وأيضًا" حتى إذا كان في آخر الناس قال: "أَلَا تبايعنِي يَا سَلمةَ؟ " قال: قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس وفي وسطهم قال: وأيضًا فبايعته الثالثة. . . . . . وذكر الحديث بطوله (3).
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم، فذكر فيهم:"ورجلٌ بايعَ إِمامًا لا يبايعُ إلَّا لدُّنيَا فَإِنْ أعطاهُ منهَا وفى، وإِنْ لَم يعطِهِ منهَا لَم يَفِ". وقد تقدم بكماله في أول الكتاب (4).
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كانتْ بنُو إِسرائيلَ تَسُوسُهُمْ الأنبياءُ، كلَّما هلكَ نبيُّ خلفَهُ نبيٌّ، وإِنَّهُ لا نَبِي بَعدِي، وستكونُ خَلفًا فتكثرُ" قالوا: فما تأمرنا؟ قال: "ببيعةِ الأَولِ فَالأولِ وأَعطوهُمْ حقّهُمْ، فَإنَّ اللهَ سائِلَهُمْ عَمَّا استرعَاهُمْ"(5).
(1) رواه الترمذي (1597) والنسائي (7/ 149) وابن ماجه (2874).
(2)
رواه مالك (2/ 250).
(3)
رواه مسلم (1807) في حديث طويل.
(4)
رواه مسلم (108).
(5)
رواه مسلم (1842).
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا بُويع لخليفتينِ فاقتلُوا الآخرَ منهُمَا"(1).
وعن عبد الله بن عمرو قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سفر فنزلنا منزلًا، فمنا من يصلح خِبَاءَهُ ومنا من ينتضل ومنا من هو في جَشَرِهِ، إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"إِنَّهُ لَمْ يكُنْ نبيٌّ قبلِي إلَّا كَانَ عَليهِ حَقًا أَنْ يدلّ أمتّهُ عَلَى خيرِ مَا يعلمْهُ لَهُمْ وينذرهُمْ شرَّ مَا يعلمْهُ لَهُمْ، وإِنَّ أمتكُمْ هذ جعلَ عافيتَها فِي أوَّلِهَا، وسيصيبُ آخرَهَا بلاءٌ وأمورٌ تنكرونَها، وتجيءُ فتنةٌ فيرقق بعضها بَعضًا، وتجيءُ الفتنةُ فيقولُ المؤمنُ: هَذ مهلكتِي، ثُم تنكشفُ وتجيءُ الفتنةُ فيقولُ المؤمنُ: هذِهِ هذهِ، فمنْ أحبَّ أَنْ يُزحزحَ عنِ النَّارِ ويدخُلُ الجنّة فلتَأتِهِ منيّتُهُ وهُوَ يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ، وليأتِ إِلى النَّاسِ الذي يحبّ أَنْ يُؤتَى إِليه، ومنْ بَايعَ إِمامًا فأعطاهُ صفقةَ يده وثمرةَ قلبهِ فليعطِهِ إِنِ استطاعَ، فإنْ جاءَ آخرٌ ينازِعْهُ فاضرُبُوا عُنقَ الآخرِ"(2).
مسلم، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"منْ أطاعَنِي فقدْ أطاعَ اللهَ، ومنْ عَصانِي فقدْ عَصى اللهَ، ومنْ أطاعَ أميرِي فقدْ أطاعَنِي، ومنْ عَصى أميرِي فقد عصَانِي"(3).
وعن أبي ذر قال: إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدًا مجذع الأطراف (4).
وعن أم الحصين أنها سمعت رسول الله يخطب في حجة الوداع وهو
(1) رواه مسلم (1853).
(2)
رواه مسلم (1844).
(3)
رواه مسلم (1835).
(4)
رواه مسلم (1837).
يقول: "ولَو استعمِلَ عليكم عبدٌ يقودكُمْ بكتابِ اللهِ فاسمعُوا وأطيعُوا"(1).
وفي طريق أخرى: "عبدًا حبشيًا مجذعًا"(2).
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "على المرءِ المسلمِ السمعَ والطاعةَ فيمَا أحبَّ أَوْ كَرِهَ إِلَّا أَن يؤمرَ بمعصيةٍ، فإنْ أُمِرَ بمعصيةٍ فَلا سمعَ وَلا طاعَةَ"(3)
وعن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشًا وأمَّر عليهم رجلًا، فأوقد نارًا فقال: ادخلوها، فأراد ناس أن يدخلوها، وقال آخرون: إنّا قد فررنا منها، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الذين أرادوا أن يدخلوها:"لَوْ دخلتموهَا لَم تَزالوا فيهَا إِلى يومِ القيامةِ" وقال للآخرين قولًا حسنًا قال: "لَا طاعةَ فِي معصيةِ اللهِ إِنَّما الطاعةُ فِي المعروفِ"(4).
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كَرِهَ منْ أمِرهِ شَيئًا فليصبرْ عليهِ، فَإِنَّهُ ليسَ أحدٌ منَ الناسِ خَرَجَ منَ السلطانِ شبرًا فماتَ إِلَّا ماتَ ميتةً جاهليةً"(5).
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّها ستكونُ بعدِي أثرةٌ وأمورٌ تنكرونَها" قالوا: يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: "تُؤدّونَ الحقَّ الذِي عليكُمْ وتسألونَ اللهَ الذِي لَكُمْ"(6).
وعن وائل بن حجر قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما
(1) رواه مسلم (1838).
(2)
هو رواية من الحديث (1838) قبله.
(3)
رواه مسلم (1839).
(4)
رواه مسلم (1840).
(5)
رواه مسلم (1849).
(6)
رواه مسلم (1843).
تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اسمعُوا وأَطيعُوا فإنما عليهِم مَا حملُوا وعليكُمْ ما حُمِّلتُم"(1).
ذكره في سيدي عن وائل (2).
وعن حذيفة بن اليمان قال: قلت: يا رسول الله إنا كنا بِشَرٍّ فجاء الله بخير فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شرٌّ؟ قال:"نعم" قلت: هل وراء
ذلك الشر خير؟ قال: "نَعَمْ" قلت: فهل وراء ذلك الخير شر قال: "نَعَمْ" قلت: كيف؟ قال: "يكونُ بعدِي أئمةٌ لا يهتدونَ بهدايَ ولا يستنُّونَ بسنّتِي وسيقومُ فيهِمْ رجالٌ قلوبُهُمْ قلوبُ الشياطينِ فِي جثمانِ إنسٍ" قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: "تسمعُ وتطيعُ للأميرِ وإنْ ضربَ ظهرَكَ وأخذَ مالَكَ فاسمع وأَطعْ"(3).
هذا يرويه مسلم من حديث أبي سلام عن حذيفة، وأبو سلام لم يسمع من حذيفة قاله الدارقطني.
مسلم، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "منْ خلعَ يدًا من طاعةٍ لَقِيَ اللهَ يومَ القيامةِ لا حجةَ لَهُ، ومنْ ماتَ وليسَ في عُنُقِهِ بيعةً ماتَ ميتةً جاهليةً"(4).
وعن عرفجة بن شُرَيْح ويقال ضُريح قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِنَّها ستكونُ هناتٌ وهناتٌ فمنْ أَرادَ أَن يفرقَ هذهِ الأمةَ وهِيَ جميعٌ فاضربُوهُ بالسيفِ كائنًا منْ كَانَ" (5).
(1) رواه مسلم (1846).
(2)
كذا في المخطوطة، وهو خطأ حتمًا.
(3)
رواه مسلم (1847).
(4)
رواه مسلم (1851).
(5)
رواه مسلم (1852).
النسائي، عن عرفجة أيضًا قال:[رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يخطب الناس وهو] يقول: "إِنَّها سَتكونُ هناتٌ وهناتٌ فَمنْ أرادَ أَنْ يفرقَ أمرَ هذِهِ الأمةِ وهي جميعٌ فاضربُوه بالسيفِ [كائنًا منْ كانَ] "(1).
النسائي، عن عرفجة أيضًا قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يخطب الناس فقال: "إِنَّها ستكونُ بعدِي هناتٌ وهناتٌ، فمن رأيتمُوهُ فارقَ الجماعةَ أَوْ يرِيدُ تفريقَ أمرِ أمةِ محمدٍ كائنًا من كانَ، فاقتلُوهُ، فإنَّ يَدَ اللهِ علَى الجماعةِ، وإِنَّ الشيطانَ معَ منْ فارقَ الجماعةَ يركضُ"(2).
مسلم، عن عرفجة أيضًا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "منْ أَتاكُمْ وأمرَكُمْ جميعٌ عَلَى رجلٍ واحدٍ يريدُ أَنْ يشقَّ عصاكُمْ أَو يفرّقَ جماعتكُمْ فاقتلُوهُ"(3).
مسلم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ خرجَ عنِ الطاعةِ وفارقَ الجماعةَ فماتَ ماتَ مِيتةً جاهليةً، ومن قاتلَ تحتَ رايةٍ عمِّيَّةٍ يغضبُ لِعَصَبةٍ أَوْ يدعُو إِلى عصبيةٍ أَو ينصرُ عصبةً فقتلُ فقِتْلَةٌ جاهليةٌ، ومن خرجَ على أمتِي يضربُ بَرَّهَا وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنِها، ولا يَفِي لِذي عهدٍ عهدَهُ
فلَيس منِّي ولستُ منه" (4).
وفي طريق أخرى: "ومنْ خَرَجَ من أمَّتِي عَلَى أُمَّتِي"(5).
(1) رواه النسائي (7/ 93) ولفظه عن عرفجة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ستكون بعدي هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهم جمع فاضربوه بالسيف" هذا لفظ النسائي، ومن هنا تعرف الفرق بينه وبين اللفظ الذي ذكره المصنف. وليس عنده ما بين المعكوفين.
(2)
رواه النسائي (7/ 92 - 93) ولفظه "إنه سيكون بعدي. . . . . يريد يفرق. . .".
(3)
رواه مسلم (1852).
(4)
رواه مسلم (1848).
(5)
هو رواية من الحديث (1848) قبله.
النسائي، عن جابر بن سمرة قال: خطب عمر الناس بالجابية فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في مثل مقامي هذا قال: "أَحسنُوا إِلى أَصحَابِي ثُمَّ الذينَ يلونَهُم ثُمَّ الذِينَ يلونَهُم ثمَّ الذينَ يلونَهُم، ثُمَّ يفشُو الكذِبَ حتَّى أَنَّ الرجلَ ليحلفَ عَلَى اليمينِ قبلَ أَن يُستحلفَ، ويشهدَ عَلى الشهادةِ قبلَ أَنْ يُستشهدَ عَليهَا، فمن أرادَ منكُم أن ينالَ بحبوحةَ الجنَّةَ فيلزَمِ الجَماعةَ، فإنَّ الشيطانَ مَعَ الواحدِ وهُوَ من الاثنينِ أبعدَ، أَلَا لَا يخلّونَ رجلٌ بامرأةٍ، فإنَّ الشيطانَ ثالثهُمَا، أَلَا ومن كانَ منكُم تسوؤُهُ سيئةً وتسرُّه حسنةً فَهُوَ مؤمنٌ"(1).
الترمذي، عن الحارث الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ أمَرَ يَحيىَ بنَ زكريَا بخمسِ كلماتٍ أَن يعملَ بها ويأمرَ بَنِي إسرائيلَ أن يَعملُوا بِهَا، وإِنَّه كاد أَن يبطئَ بِهَا، قال عيسى: إِنَّ الله أمركَ بخمس كلماتٍ لتعملَ بِهَا وتأمرَ بَنِي إسرائيلَ أَن يعملُوا بِهَا، فَإمَّا أَن تأمُرَهُم وإمَّا أَنْ آمرهُمْ فقالَ يَحيىَ أَخشَى إِن سبقتَنِي أَنْ يخسفَ بِي أَوْ أُعذَّبَ، فجمعَ النَّاسَ فِي بيتِ المقدس فامتلأ المسجدُ وقعدُوا عَلَى الشرفِ، فقالَ: إِنَّ اللهَ أمرني بخمسِ كلماتٍ أَنْ أَعْمَلَ بهنَّ، وآمركُم أَن تعملُوا بهنَّ، أوَّلَهُن أَن تعبدُوا الله ولا تُشرِكُوا بهِ شَيئًا، وإِنَّ مثلَ من أشرك باللهِ كمثلِ رجلٍ اشتَرَى عَبدًا منْ خالصِ مالِه بِذهبٍ أو وَرقٍ، فقالَ: هَذ دَارِي وهَذا عملِي فَاعمل وأدِّ إِليَّ، فكانَ يعملُ ويؤدِّي إِلى غيرِ سيّدِهِ، فأيُّكُم يَرضى أن يكونَ عبدُهُ كذلِكَ؟ وإِنَّ اللهَ أمركُم بالصَّلاةِ فَإذَا صلَّيتُمْ فَلا تلتفتُوا فَإنَّ اللهَ ينصبُ وجهَهُ لوجهِ عبد فِي صَلاتِهِ مَا لَمْ يلتفتْ، وأَمركُمْ بالصيامِ فإِن مثلَ ذَلِكَ كمثلِ رَجُلٍ فِي عصابةٍ معَه صرةٌ فيهَا مسك، فكلّكُم يُعْجَبُ أو تُعجبه ريحهَا، وإِنَّ ريحَ الصَّائمِ أطيبُ عندَ الله من رِيح المسكِ، وأمركُمْ بالصدقةِ، فإنَّ مثلَ ذَلِكَ كَمثلِ رجلٍ أسرَهُ العدوّ، فأوثقُوا يَده
(1) رواه النسائي في عشرة النساء من الكبرى كما في تحفة الأشراف (8/ 15) وأبو يعلى (143).
إِلى عنقِه، وقدَّمُوهُ ليضرِبُوا عنقَهُ، فقالَ: أنَا أفدِيه منكم بالقليلِ والكثيرِ، فَفَدا نفسَهُ منهُمْ، وأمرَكُمْ أَنْ تذكُروا اللهَ فَإنَّ مثلَ ذَلِكَ كَمثلِ رجلٍ خرجَ العدوُ فِي أثرِهِ سِراعًا حتَّى إِذَا أتَى عَلَى حصنٍ حصينٍ أحرزَ نفسَهُ منهُمْ، كذلكَ العبدُ لا يحرِزُ نفسَهُ منَ الشيطانِ إِلَّا بِذكرِ اللهِ تَعالى" قال النبي صلى الله عليه وسلم:"وأنَا آمركُمْ بخمسٍ الله أمرني بهنَّ، السمعِ والطاعةِ والجهادِ والهجرة والجماعةِ، فإِنَّ منْ فارقَ الجماعةَ قدرَ شبرٍ فقد خَلعَ ربقةَ الإسلامِ مِن عنقِهِ إِلَّا أَن يراجعَ، ومنْ ادّعى دعوَى الجاهليةِ فإنَّهُ منْ جُثَى جهنَّمَ" فقال رجل: يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال: "وإنْ صلّى وصامَ، فادعُوا بدعوى اللهِ الذي سماكُمْ المسلمينَ المؤمنينَ عبادَ الله"(1).
قال: هذا حديث حسن صحيح.
مسلم، عن عوف بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خيارُ أمتكُمْ الذينَ تحبونَهُم ويحبونكم، وتصلّونَ عليهِم ويصلّونَ عليكُمْ، وشرارُ أئمتكُمْ الذينَ تبغضونَهُم ويبغضونَكُم وَتلعنوهُمْ ويلعنوكُم" قالوا: قلنا: يا رسول الله أفلا ننابذهم عن ذلك؟ قال: "لا مَا أقامُوا فيكُمُ الصَّلاة إلَّا مَن وَلِيَ
عليه والٍ فرآه يأتي شَيئًا من مَعصِيه الله فليكرهُ مَا يأتِي منْ معصيةِ اللهِ ولا يَنزعن يدًا منْ طاعةٍ" (2).
وعن عبادة بن الصامت قال: دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعنا، فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثره علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرًا بوَاحًا عندكم من الله فيه برهان (3).
(1) رواه الترمذي (2867).
(2)
رواه مسلم (1855).
(3)
رواه مسلم (1709).
وعن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّه يُستعملُ عليكُمْ أمراءٌ فتعرفونَ وتنكرونَ فمنْ كَرِهَ فقدْ بَرِئَ ومنْ أَنكرَ فقد سَلمَ، ولكنْ مَنْ رَضِيَ وتَابَعَ" قالوا: يا رسول الله ألا نقاتلهم؟ قال: "لا مَا صَلّوا"(أي من كره بقلبه وأنكر بقلبه)(1).
الترمذي، عن كعب بن عجرة قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة خمسة وأربعة أحد العددين من العرب والآخر من العجم، فقال:"اسمعُوا هَلْ سمعتُمْ أنَّهُ سيكونُ منْ بعدِي أمراء فمنْ دخلَ عليهِمْ فصدّقَهُمْ بكذبِهِمْ وأَعانَهُمْ عَلَى ظُلمِهِمْ فليسَ منِّي ولستُ منهُ، وليسَ بواردٍ عليَّ الحَوضَ"(2).
قال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وفي طريق أخرى: "منْ غَشِيَ أبوابَهُمْ فصدَّقَهُمْ. . . . . ." الحديث وفيه: "ومنْ غَشِيَ أبوَابَهُمْ أَو لَمْ يغشِ فَلَمْ يصدّقهُمْ فِي كذبِهِمْ. . . . . ." وذكر الحديث بكماله وهو أتم من هذا (3).
أبو داود، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم على المدينة مرتين (4).
مسلم، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: "ادعِي لِي أَبَا بكرٍ وأخاك حتَّى أكتبَ كِتابًا، فإنِّي أخافُ أَنْ يتمنى متمنٍّ ويقولُ قائلٌ: أنا أَوْلَى، ويأبى اللهُ والمؤمنونَ إلَّا أبا بَكرٍ"(5).
(1) رواه مسلم (1854).
(2)
رواه الترمذي (2260) والنسائي (7/ 160 و 160 - 161) وأحمد (4/ 243) وابن أبي شيبة في المصنف (11/ 452) وابن حبان (279 و 282 و 283 موارد) والطبراني في الكبير (ج 19 رقم 294).
(3)
رواه الترمذي (614).
(4)
رواه أبو داود (595 و 2931).
(5)
رواه مسلم (2387) وفي المخطوطة "ويأبى الله ذلك".
وعن جبير بن مطعم أن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، فأمرها أن ترجع إليه، فقالت: يا رسول الله أرأيت إن جئت فلم أجدك؟ قال أبي: كأنها تعني الموت، قال:"فَإِنْ لَمْ تَجدينِي فائتِي أَبَا بكرٍ"(1).
وعن ابن عمر قال: حضرت أبي حين أصيب فأثنوا عليه، وقالوا: جزاك الله خيرًا، فقال: راغب وراهب، قالوا: استخلف فقال: أتحمل أمركم حيًا وميتًا، لوددت أن حظي منها الكفاف، لا عليّ ولا إليّ قال: فإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، (يعني أبا بكر)، وإن أترككم فقد ترككم من هو خير مني، رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله: فعرفت أنه حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مستخلف (2).
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَا يقتسِمُ ورثتِي دينارًا، مَا تركتُ بعدُ نفقةَ نسائِي، ومؤونَة عامِلي فَهُو صدقةٌ"(3).
أبو داود، عن بريدة بن خصيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"منْ استعملنَاهُ عَلَى عملٍ فرزقنَاهُ رِزقًا فَما أخذَ بعدَ ذَلِكَ فَهُوَ غلولٌ"(4).
وعن المستورد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "منْ كانَ لنا عَاملًا فليكتسبْ زوجةً، فإنْ لَمْ يكُنْ لَهُ خادمٌ فَلْيَكْتَسِبْ لَهُ خَادمًا، فَإِنْ لمْ يكنْ لَهُ مَسْكَنٌ فَلْيَكْتَسِبْ مسكنًا" قال: قال أبو بكر: أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "منْ اتْخذَ غيرَ ذلِك فَهُوَ غالٌ أَوْ سَارِقٌ"(5).
وعن أبي الطفيل قال: جاءت فاطمة إلى أبي بكر تطلب ميراثها من
(1) رواه مسلم (2386).
(2)
رواه مسلم (1823).
(3)
رواه مسلم (1760).
(4)
رواه أبو داود (2943).
(5)
رواه أبو داود (2945).
النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ اللهَ إِذَا أَطعَمَ نبيًّا طعمةً فَهُوَ للذي يقومُ منْ بعدِهِ"(1).
وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ منْ إجلالِ اللهِ إكرامُ ذِي الشيبةِ المُسلِم، وحامِلِ القرآنِ غيرِ الغالِي فِيهِ، والجافِي عنْهُ، وإكرَامُ ذِي السلطانِ المُقْسِطِ"(2).
البخاري، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم وبعث إلى سعد بن معاذ فجاء على حمار، فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قُوْمُوا إلى سيّدِكُمْ"(3).
تم بعونه تعالى الجزء الثاني من كتاب (الأحكام الوسطى) لابن الخراط ويليه الجزء الثالث وأوله باب نيابة الخارج عن القاعد وفيمن خلف غازيًا في أهله بخير أو شر. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
(1) رواه أبو داود (2973).
(2)
رواه أبو داود (4843).
(3)
رواه البخاري (6262) ومسلم (1768) وأبو داود (5215).