الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس السابع
(المصدر الثالث لليهودية: بروتوكولات حكماء صهيون، وأهم المعتقدات اليهودية (1))
المصدر الثالث: بروتوكولات حكماء صهيون
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد
المصدر الثالث، والأهم والأخير من مصادر اليهودية ألا وهو بروتوكولات حكماء صهيون.
وقبل أن أبين معناه أشير إلى أهميته، فأقول: يعود اليهود في استنباط نظمهم وقوانينهم إلى البروتوكولات، كما يعودون إلى العهد القديم والتلمود على اعتبار أن ثلاثتها مقدسة لصدورها على ألسنة الأحبار والحكماء، واشتمالها جميعًا على مجموعة من التعاليم المهمة للفرد، والمجتمع اليهودي؛ ولذلك عد بعض العلماء البروتوكولات مصدرًا من المصادر اليهودية المقدسة، وقداستها تأتي من إخلاص اليهود لتعاليمها بالاحترام، والتعظيم لها، واعتبارها تراثًا خالدًا له أهميته في المحافظة على دور اليهود مع سائر الأمم، أي: أن قداستها أمر اتفاقي؛ ونظرًا لما في توجيهات البروتوكولات أحاطها اليهود بعناية خاصة تفوق سواها على أساس أنها تهتم بالقوانين المفيدة المتصلة بالحياة في العصور الحديثة؛ لدرجة أن اليهود ساعة أن رغبوا في إهمال بعض تعاليم العهد القديم والتلمود حرصوا كل على الحرص على المحافظة على نصوص البروتوكولات مجردة من كل تعليق أو شرح.
وإذا سلم أن الوحي الإلهي لم ينزل إلا على موسى عليه السلام وأن أغلب أنبياء بني إسرائيل كانوا دعاة ومفسرين ومربين لو سلم هذا يكون القول بقداسة البروتوكولات في مستوى القول بقداسة العهد القديم ما عدا أسفار موسى، وبالتالي لا تقل البروتوكولات عن التلمود في شيء، وما دام اليهود ينظرون للتلمود نظرة خاصة؛ لأنه ينظم الحياة اليهودية، ويقنن العلاقات الاجتماعية
والإنسانية؛ فإن اليهود يرون في البروتوكولات خطة عملية لتحقيق السيادة اليهودية الكاملة في مملكة صهيون العالمية، وإبراز الدور اليهودي في كل نشاط، وعمل على مستوى العالم كله؛ ولذلك كانت نظرتهم إليها محوطة بالعناية، والتقدير والالتزام بكل ما جاء فيها سواء تعلق بسلوك الفرد أو بسلوك الجماعة، هذا عن أهمية البروتوكولات، ومنزلتها في نظر اليهود، فما معنى البروتوكولات؟
تعني: الترجمة الحرفية لكلمة "بروتوكولات" محاضر جلسات أو مضابط الاجتماعات، ولو فهم الاسم بهذا المعنى لأدى إلى أن البروتوكولات عبارة عن عدة قرارات تناقش حولها عدد من الأحبار في عدد من المؤتمرات، وحينئذ يكون اسمها العربي قرارات، أو مقررات وواقع الحال ليس كذلك؛ ولذلك كانت التسمية مجازية.
يقول نيلسون: "نحن لا نستطيع أن نغفل الإشارة إلى أن عنوان البروتوكولات لا ينطبق تمامًا على محتوياتها؛ فهي ليست على وجه التحديد مضابط جلسات بل هي تقرير وضعه شخص ذو نفوذ، وقسمه أقسامًا بلا تناسق، أو اطراد هذا، وإن البروتوكولات مجموعة من الوثائق تضمنتها محاضرة طويلة استغرقت ثلاث جلسات ألقاها زعيم موقور المكانة على جماعة من ذوي الرأي، والنفوذ من اليهود؛ ليستأنسوا بها في كل ما يقدمون عليه حتى تقوم مملكة إسرائيل، ويؤيد ذلك المعنى فواتح بعض البروتوكولات.
ففي أول البروتوكول العاشر جاء: اليوم سأشرع في تكرار ما ذكر من قبل في أول البروتوكول العشرين جاء: سأتكلم اليوم في برنامجنا المالي الذي تركته إلى نهاية تقريري؛ لأنه أشد المسائل عسرًا.
والبروتوكولات في ترجمتها العربية تشتمل على أربعة وعشرين بروتوكولات تتصل جميعًا بتنظيم اليهود، وكيفية سيادتهم على غيرهم، وتأسيس مملكة عالمية تعرف بمملكة سليمان، أو مملكة داود، ثم ماذا عن محتويات البروتوكولات، تتكون البروتوكولات المنشورة من أربعة وعشرين بروتوكولًا، وفيها حديث عما يلي أذكره مختصرًا بمعناه لا بنصه في غالب الأحيان.
أولا: ضرورة استعمال القوة في تسخير الناس الغرباء، واستعمال الخديعة في إقناعهم، واللجوء إلى الخيانة والرشوة، كلما أمكن ذلك، ومع ذلك فمن الضروري رفع شعارات ذات مدلول طيب بلا ناتج عملي.
ثانيًا: ضرورة إقامة حكومات هزيلة لحكم العالم مكونة من العامة، ومن غير المدربين على الحكم مع استغلال قوة الصحافة، وتأثيرها في نشر نفوذ اليهود، والتمهيد لحكومتهم العالمية، وذلك بالذهب المكدس، والمال الكثير، والنساء الجميلات.
ثالثًا: ضرورة نشر الكراهية في الأمم الأخرى، وذلك بالوقيعة بين الحاكم والمحكوم، وتشجيع عوامل الفقر، وتدعيم الطائفية، وإيجاد الانقلابات العشوائية حتى يكون الناس على استعداد لتقبل حكم اليهود وسيطرتهم.
رابعًا: ضرورة وجود أدوار تجتازها الجمهورية، واستغلال الماسونية عند غير اليهود مع المنافسة الدولية الاقتصادية، ودور مضاربات عبادة الذهب.
خامسًا: ضرورة إبراز أفضال الشعب المختار، وآثاره في العلوم والمال والحكم ويجب إشاعة الحيرة في الرأي العام، وإيقاعه في الاضطرابات.،
سادسًا: تنظيم احتكارات يهودية اقتصادية ضخمة في الصناعة والتجارة يمكن بها القضاء على صناعة وتجارة الغرباء.
سابعًا: ضرورة أن يكون لليهود جيش قوي يمكنه في أيِّ وقتٍ من تأديب الغرباء، وفي نفس الوقت يجب نشر الفتن في الأمم الأخرى حتى لا تكون لها قوة مؤثرة.
ثامنًا: وجوب استعمال الحقوق القانونية استعمالًا غامضًا للتضليل، واختيار الأعوان الذين يختارون من المركز الصهيوني مع التخرج العلمي الفائق المستوى.
تاسعًا: تنظيم حكومة صهيونية تعتمد على خطة مرسومة، وتشريع منظم مع ضرورة أن تعترف سائر الحكومات بحكومة اليهود الدولية بمختلف طرق الخداع، وتطبيق المبادئ الماسونية في مادة التعليم الذي نعلمه الشعوب.
عاشرًا: استغلال الفضائح، ونشر جراثيم الأمراض، وغير ذلك من القبائح مع الاحتفاظ بالمظهر الخارجي للمسرح السياسي لعبقرية أولاد الحرام، والاعتداد بالنفس.
الحادي عشر: تفصيل في الوسائل التي تتبعها الحكومة اليهودية لإخضاع العالم، والسيطرة على كل وسائل التوجيه، وبخاصة الصحافة، والكتب ووضع برنامج الدستور الجديد.
الثاني عشر: إثارة مطالب الرأي العام في الأرياف مع التسلط على وسائل الإعلام.
الثالث عشر: نشر النظريات المفسدة، والمبادئ الهدامة مع الحاجة اليومية إلى الرغيف.
الرابع عشر: ضرورة هدم الأديان الأخرى؛ لإفسادها من الداخل والحط من شأن رجال الدين، وتأسيس الجمعيات السرية للمساهمة في هذا الإفساد، وبخاصة جمعية الماسونية العالمية، وجمعيات من داخل أديان الغرباء.
الخامس عشر: الانقلاب أو الثورة يعم العالم في وقت واحد مع الإكثار من المحافل الماسونية، والأساليب المتحايلة مع احتشاد أموال مع اليهود، وحق القوي هو الحق الوحيد ولا غيره.
السادس عشر: إفساد التعليم عند الأمم الأخرى، وبخاصة الجامعي منها، وتحويلها إلى منتديات عامة.
السابع عشر: وجوب مكافحة الكنيسة، ومحاربة البلاط البابوي، ووجوب التجسس على منوال منظمة القبالة مع سوء استعمال السلطة، والقبالة كلمة عبرية معناها التقليد، أو التلقي للرواية الشفوية، وهي كمصطلح أراد الباحثون به فلسفة القبول، ومذهب القائلين بأن الإيمان هو قبول التراث، والتوفر على أداء الشعائر بالقبول والتسليم.
الثامن عشر: وجوب تدابير الدفاع السرية، ومراقبة المؤامرات من الداخل، وزوال الصبغة الدينية عن السلطنة، وإلقاء القبض والاعتقال على أقل شبهة.
التاسع عشر: التجريم في المسائل السياسية والإعلان عن الجرائم السياسية، واعتماد الحكومية اليهودية على الضعف، والقهر في إذلال الرعايا الغرباء.
البروتوكول العشرون: تحديد الإيراد المالي، وكيفية الحصول عليه للحكومة اليهودية حتى تتمكن من القيام بواجبها، ومهامها في تحقيق سيادة اليهود على العالم كله.
الحادي والعشرون: استغلال القروض الداخلية، والديون، والضرائب، وتحويل الديون إلى أن تصبح ما يقال له الديون الموحدة، وتعلن الدولة الإفلاس، وذلك عن طريق بنوك التوفير، والدخل، وإلغاء الأسواق المالية.
الثاني والعشرون: استخدام الأسرار والشعارات، مثل: القدرة والخشوع، وسر ما سيأتي به الغد.
الثالث والعشرون: التقليل من الأدوات الكمالية، ومحو المجتمعات السابقة، وبعثها في شكل جديد.
الرابع والعشرون والأخير: تثبيت نسل الملك داود وتخريج الملك وإعداده للعرش، وله أعوان ويكون فوق العين.
راجع: (بروتوكولات حكماء صهيون)، وأيضًا (اليهودية) للدكتور/ أحمد غلوش، و (بروتوكولات حكماء صهيون) للأستاذ عجاج نويهض.
وبعد أن ذكرت لك عناوين ملخصات البروتوكولات، فأي شيء هي إنها مخططات الهدم والتدمير، وهي مخططات قديمة قصد بها تخريب الشخصية الإسلامية، وإعادة صياغتها على نمط فاسد، ولكنها عدلت أعيد النظر فيها على ضوء تجارب المعارك التي خاضها المجاهدون المسلمون قلبوا كيد القرون، وتتلخص الخطوط الأساسية لهذه البروتوكولات في صورتها الجديدة على ما يلي:
أولًا: عزل القرآن الكريم عن الحياة عزلًا صارمًا حتى يصبح كتابًا تاريخيًّا، أو متحفيًّا، لا يجاوز تأثيره عجائز المساجد، أو سرادقات المناسبات والمآتم.
ثانيًا: تفريغه من محتواه الخطير بضروب من سوء التأويل، وتحريف التفسير ولي معانيه من وجهتها الأصلية تحت ستار خدمة الدين ذاته، أو تجديده إلى آخر تلك الشعارات.
ثالثًا: إطلاق الحياة الاجتماعية تركض في صخبٍ وطنينٍ على عكس ما رسم القرآن حتى تصبح عودته للحياة مستحيلة بقدر انفصال الواقع عنه.
رابعًا: صياغة فكر جديد في الأمة على نمط أعوج مستعار من الشرق أو الغرب، فليس له شخصية أصيلة الجذور، بل يدور على محور واحد هو مجافاة الإسلام منهجًا وفكرًا وسلوكًا؛ بحيث يصبح المثقفون أعداء تقليديين للنمط القرآني بلسان الحال أو المقال.
خامسًا: سحق الطلائع الإسلامية الواعية المنظمة التي تمثل الخطر الأكبر على اليهود باعتبارها طريق البعث الإسلامي القرآني الذي لا يغلب إذا تمكن، وهذا يفسر لنا كثيرا من الألغاز والطلاسم التي ماجت بها الساحة من حولنا، وخاصة جانبها المواجه لأعداء الله في تخوم الأرض وحدودها، يفسر لنا -أولًا- كيف استمات اليهود في إنشاء الأحزاب الشيوعية في بلادنا، بل كان كبار أثريائهم هم الذين يمدونها بالمال والتخطيط، والمطبوعات، ووسائل الإفساد من خمر ونساء.
ويفسر لنا -ثانيًا- سر موجات الانحلال المحمومة التي تتدفق على بلادنا عبر مخطط مرسوم يستخدم الأغاني الساقطة، والمسرحيات الهابطة، والأشرطة الماجنة، والآداب الخليعة، وقصص الجنس ناهيك عن الصحافة المنحلة، والأزياء المثيرة لأدنأ الشهوات تمامًا، كما تحدثت البروتوكولات الصهيونية.
ويفسر لنا -ثالثًا- قضايا غريبة عسيرة الفهم مثل: الاستهزاء بعلماء الإسلام، وإلغاء المحاكم الشرعية، والإصرار على تعديل وتغيير قوانين الأحوال الشخصية إلى آخره.
ثم يفسر لنا -رابعًا- تلك الضراوة الوحشية الفاحشة في معاملة الحركات الإسلامية التي تمثل رأس الحربة في قلب المخطط الشيطاني الزاحف، وفي الوقت الذي تطلق فيه الحرية للشيوعية؛ لتقوم بدور مرسوم في تهديد العقائد والأخلاق وتأصيل الإلحاد والفساد، ولقطع الطريق على نبت الإسلام، وإيجاد تيار فكري حركي
يقارع التيار القرآني في أوساط الشباب، وطوال العقود الماضية دوخت منطقة مصر خاصة، والمنطقة العربية عن عمد، وإصرار.
وضربت ألوان من الزيغ الاعتقادي، والزيف الفكري، والتهريج الدعائي حتى لا تهتدي إلى طريقها الأصيل، ولا ترد القضية إلى إطارها الإسلامي المتفرد، وبينما كانت الأسفار، والإصحاحات على بطلانها تتلى في الشاطئ الآخر، ويتربى عليها إخوان القردة، والخنازير من اليهود كان الإسلام العظيم يعزل عن عمد، وينحى عن الساحة في ضراوة، ويطارد في الفكر والواقع كأنه وباء عاصف؛ ولذلك جاء حجم الهزيمة هائلًا رهيبًا مخزيًا، كما كان في نكسة، أو هزيمة سبع وستين، ولكنه كان أبلغ دليل على أن الإسلام ضرورة حياة ومصير، ووجود لهذه الأمة إن أرادت الحياة، فضلًا عن كونه دين الله ومنهاجه لعباده.
إن التعصب والحقد لهو دين اليهودية؛ لأن اليهود أمة تحمل في أعماقها خصائص نفسية بالغة التعقيد، وتنطوي على أخلاق غاية في العوج والالتواء؛ ولذلك تموج صدورهم بحقدٍ طافحٍ على الناس جميعًا، وتتأجج جوانبهم دائمًا بوحر هذا الغل المحتدم؛ فيسعون في الأرض فسادًا، ولا يرون لأنفسهم راحة وسعادة إلا على أنقاض الآخرين، ولا يستريحون إلا بالدس والكيد، والتآمر والبغي، والتخريب والانتقام، وإنه لأمر عجاب أن توجد أمة من البشر على هذا النمط في سلسلة واحدة عبر الأزمنة والأمكنة، وتتأصل في أجيالها جميعًا كل خلائق السوء إلى هذا الحد الرهيب.
ويكاد العقل ينكر هذا للوهلة الأولى، ولا يصدق استمرار هذا السعار النفسي في الجيل بعد الجيل على امتداد أكثر من ثلاثة آلاف سنة، ولكن هذا فعلا هو واقع اليهود وديدنهم بل هو دينهم الذي صنعوه لأنفسهم وأشربته قلوبهم على
تعاقب القرون والأجيال حتى صار كأنه سليقة مكتسبة تنتقل مع حاملات الوراثة إلى دماء الأخلاف من الأسلاف، فالمشكلة اليهودية ترجع ابتداء وانتهاء إلى نوعية الشخصية اليهودية ذاتها، وما درجت عليه من بغضاء وإيذاء، وما تعلموه من التلمود والبروتوكولات؛ ولذا كانت جناية الجنايات في التربية اليهودية جعلهم ذلك كله دينًا، وعقائد، وشعائر وشرائع ينسبونها بزعمهم إلى الوحي الإلهي؛ فتضفي ستارًا من القداسة الدينية على هذه الأخلاق الدنيئة، وتعطيها حوافز الإلزام، والاحترام لدى الأجيال اليهودية.
ولقد أمعن أحبارهم في اختلاق القصص والتعاليم التي تؤجج سعارها وضراوتها كلما ونت في الصدور، أو خمدت جذوتها بتتابع العصور؛ وبذلك استقرت واستمرت، وتشابهت فيها قلوب الأولين والآخرين هذا الحقد اليهودي موجه إلى الناس جميعًا من قديم، ولم يفلت منه أمة قط، بل إنهم ليمدونه إلى عالم الغيب بعد أن ضاقت عنهم الأحياء والأشياء في عالم الشهادة، وهذه حقيقة تاريخية معروفة ومؤكدة، ولم يجلها على نطاق واسع إلا القرآن العظيم الذي فصل أمرها وردها إلى جذورها ومنابعها العفنة كشف مداخلها ومخارجها حيث تحدث عن النفسية اليهودية، وساق للناس دلائلها من واقع التاريخ اليهودي الذي كان قد طمس، وجهل وجهلت حقائقه، وحوادثه، وما وراءها من بواعث وأهداف.
إن اليهود اعوجت نفوسهم، فأبت إلا أن تحول حياة البشر إلى جحيم، وتسعى لكي تضع نفسها في القمة فوق بني آدم، ولو على جماجم البشر وأشلائهم
مستخدمة في ذلك كل الوسائل، ولو كانت الحروب المدمرة للعالمين، فماذا فعلوا من جنايات تقضي، أو قضت على المجتمع الإنساني إن ما فعلوه يتخلص في نواح ثلاثة:
أولًا: التعالي على البشر والتطاول عليهم باعتقادهم أنهم صفوة الخلق، وأنهم أفضل العالمين، وهم جديرون بالحياة والسيادة فيها، أما غيرهم، فحيوانات في صورة آدميين يقوموا بخدمة شعب الله المختار؛ فنظروا إلى العالم بعين السخرية، والاحتقار، وهذه منهم عصبية مقيتة، كما وضح ذلك في التلمود والبروتوكولات.
ثانيًا: استغلال الناس، وابتزاز أموالهم بكافة الطرق والأساليب حيث سولت الأنانية لليهود أن يستغلوا بقية الشعوب، والأمم الأخرى إذا سنحت لهم الظروف، وتهيأت أسباب الاستغلال، وكل ما على اليهودي خشية لربه أن يبتعد عن أهله وبني جلدته، وليفعل في الآخرين ما يشاء، ومن يقرأ التلمود يجد من ذلك الشيء العجيب.
ثالثًا: سفك الدماء، وإشاعة العداوة، والبغضاء بين الخلائق: حيث إن ما يعانيه العالم من انقسام في الرأي، والمذهب، وإشهار السلاح في الوجوه، والتهديد، والإنذار بحروب مدمرة ما هو إلا من وضع اليهود، وخطط سفهائهم التي سموها ببروتوكولات حكماء صهيون؛ فهم سفاكون للدماء يسارعون في الإثم والعدوان يسعون في الأرض فسادًا، ويقتلون الأنبياء بغير حق، ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، وهكذا حكى القرآن عنهم.
وفي كتابهم المقدس كذلك ما يسجل عليهم جرائمهم البشعة، وبخاصة سفر "إستير"، واتخذت أيام القتل، والصلب عند اليهود أعيادًا، فبئسما كانوا يصنعون، ولليهود عيدان مقدسان، لا تتم الفرحة فيهما إلا بتناول الفطير
الممزوج بالدماء البشرية الأول عيد "البوريم" في مارس من كل سنة. والثاني: عيد الفصح في إبريل من كل سنة.
وذبائح العيدين لا تتم شريعة إلا بذبح طفل من دينٍ غير دين اليهود، ثم استنزاف دمه لعجن الدقيق به، وإن محاريب اليهود ملطخة بالدماء التي سفكت من عهد إبراهيم حتى سقوط مملكتي إسرائيل ويهوذا، وإن معابدهم مخيفة بشكل يفوق معابد السحرة التي تقع داخلها مذابح البشر قربانًا للآلهة.
ولقد عني بذكر ذلك الأستاذ "أرنولد لز" الذي وقف ضد الإجرام اليهودي، والسيطرة اليهودية على العالم، وألف في ذلك كتابًا معروفًا استقصى فيه حوادث يهودية من استنزاف دماء الأبرياء، وأتى فيه بقصص تقشعر منها الأبدان، يقول في كتابه:"إن الجرائم اليهودية التي عرفت في التاريخ عن اليهود، وجرى حولها تحقيقات قضائية لا تكاد تذكر مطلقًا بجانب جرائم اليهود التي لا يعلم بها أحد".
ولقد ثبت هذا الإجرام في مختلف العصور، ولدى كثير من الأمم التي آوت اليهود في الشرق والغرب، وإذا كان هذا حالهم، وهم تحت نير غيرهم من الأمم، فماذا لو كانت لهم دولة وسلطان؟! وعندهم قوة واقتدار؛ لا شك أنهم يشنونها حربًا مبيدة على الأمم والشعوب حربًا لا ترحم الشيخ الهرم، ولا الطفل الوديع، ولا المرأة الضعيفة، كما قالت التوراة المفتراة، بل اقتل رجلًا وامرأة، وطفلًا رضيعًا، وبقرًا وغنمًا وجملًا وحمارًا، حتى البهائم والحيوانات الأليفة لا تجد في نفوس اليهود رحمة، بل والمدن والجمادات لا تعفى من ذلك ضربًا تضرب سكان المدينة بحد السيف، وتحرمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها، وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك؛ فتكون تلا للأبد لا تبنى بعد كذا في التوراة في سفر التثنية في الإصحاح الثالث عشر الفقرة 15، 16.