الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-237 -
خواطر ومشاهدات عن تعليم البنات
قلت لكم إن مَن تدعونهم أهل الحضارة من سكان أوربا وأميركا توهّموا أن الحرية المطلقة هي التقدم وهي الرقيّ وأن الخير فيها والسعادة من ثمراتها، فأطلقوا أبناءهم وبناتهم من كل قيد ورفعوا من بينهما كل حجاب وأباحوا لهما كل ممنوع، فهما يعملان ما يشاءان، وصارت البنات متكشفات، وصار مُعلَناً حتى في الحدائق والساحات ما كان يجري في المخدع بين الأزواج والزوجات. ثم صُوّر ذلك في المجلاّت، بل لقد أثبتوه في شرائط ما يدعونه الفيديو بالأصوات والحركات، ثم عرضوا ذلك للبيع يصل إليه مَن ملك ثمنه! وألِف ذلك الكبار وأحبّه ونشأ عليه الصغار، وجعلوا مما يُدرس في المدارس وصف تلك الأعضاء.
ولمّا كنت في المؤتمر السنوي الذي يعقده المركز الإسلامي في آخن، وكان معقوداً في تلك السنة في دوسلدورف، جاءني أخ مسلم من الإخوان الطيّبين ومعه بنت له قد راهقت سن البلوغ، يسألني أن أوضح لها أمراً لا يمكن ذكره هنا يتصل بالأعضاء التناسلية للرجل، ففتحت عيني دهشة وحسبته مجنوناً أو مازحاً
مزحاً ثقيلاً، وإذا به يُخرِج لي الكتاب الذي تدرس فيه البنت في المدرسة وفيه الصور الملوّنة الواضحة الفاضحة لهذه الأعضاء عند الرجال وعند النساء في حالاتها كلها! وقد روى الطبيب العالِم الأستاذ في كلية الطب الدكتور محمد علي البار، في كتابه الذي أتمنى أن يقرأه الناس جميعاً «عمل المرأة في الميزان» ، روى أن مدرّسة شابة كانت تنزع ثيابها على مهل أمام الطلاب البالغين الكبار الذين جعلوها مدرّسة لهم لتعلّمهم بالمشاهدة والعيان بيان ما قرؤوا وصفه في الكتاب، وأنها لمّا منعَتها وزارة المعارف قامت كبريات الجرائد البريطانية تدافع عنها وتنشر صورتها على الحالة التي وصفتها، لتضمن تأييد القراء لها في دفاعها عن الرذيلة، فأيدوها حتى ألزموا وزارة المعارف بإعادتها إلى عملها والإذن لها بأن ترجع إلى ما كانت تصنع!
وكانوا يقولون لنا دائماً إن أسباب الشذوذ الجنسي هو حجاب النساء الذي أمر به الإسلام. فلماذا ينتشر هذا الشذوذ في بلاد ما فيها حجاب كإنكلترا؟ حتى لقد أباحوه فيها للبالغين بقانون، وبارك كبير أساقفة كونتربري -كما نشروا في الصحف- هذا القانون!
وكانوا يقولون لنا إننا لو عوّدنا الصغار على الاختلاط من رياض الأطفال لانقطعت أسباب الفساد، فما لهم وقد تعوّدوا عليه هناك لم يزدادوا إلاّ فساداً؟ لم يهدّئ ذلك سُعارَ الشهوة في نفوسهم ولم يخفّف من عنفه لديهم، حتى إننا لَنسمع كل يوم في كل بلد من بلادهم أخبار جرائم الاغتصاب والعدوان على عفاف النساء. ارجعوا إلى كتاب الدكتور البار تجدوا ما تشيب له
رؤوس الصغار مما يقع في المدارس وفي الجامعات، وما وقع للمدرّسة حاملة الماجستير مع الأستاذ الكبير الذي أقاموه مشرفاً على رسالتها التي تُعِدّها للدكتوراة، فلم يقنع بأن يكشف ما في رسالتها من علم بل طلب أن تكشف له عما تحت ثيابها من أعضاء الجسم!
وكانَ ما كانَ ممّا لستُ أذكرُهُ
…
فظُنَّ «خيراً» ولا تسألْ عنِ الخبَرِ
وأخبار البنات اللواتي جعلوهن مجنَّدات وشرطيات مع الضبّاط والرؤساء. خبّروني ماذا كانت عاقبة هذه الحرية؟ هذه العاقبة أمامكم وترونها وتسمعون الحديث عنها. هذه السويد وجاراتها التي قطعت أبعد الأشواط في هذا المضمار، ماذا حلّ بها؟ هل وجدت سعادة الحياة؟ هل وصلت إلى طمأنينة النفس، أم زادت فيها الأمراض النفسية وانتشر القلق والاضطراب والهرب من الحياة بالمخدرات، ثم الفرار بالانتحار؟ هذا هو المَثَل أمامكم: إحصاءات رسمية وحقائق مشاهَدة.
والأمراض التي ابتُليَت تلك الأمم بها ولم تكن من قبلُ تعرفها، والتي هي بوادر مما خبّر به رسول الله عليه الصلاة والسلام مما أطلعه الله عليه من بعض الغيب، وهو لا يعلم الغيب، حين بيّن أنه ما فشا الزنا في قوم إلاّ انتشرت فيهم أمثال هذه الأمراض، قال ذلك رسول الله ‘ من نحو خمسة عشر قرناً، من قبل أن يظهر الإيدز ومن قبل المرض الإفرنجي السفلس والسيَلان وتلك المصائب الكبار، أفيشكّ منصف بعد هذا أنه رسول الله؟
* * *
إنه لا يزال منا مَن يحرص الحرص كله على الجمع بين الذكور والإناث في كل مكان يقدر على جمعهم فيه: في المدرسة، وفي الملعب، وفي الرحلات؛ الممرّضات مع الأطباء والمرضى في المستشفيات، والمضيفات مع الطيّارين والمسافرين في الطيارات. وما أدري (وليتني كنت أدري!) لماذا لا نجعل للمرضى من الرجال ممرّضين بدلاً من الممرّضات؟ هل عندكم مِن علم فتُخرِجوه لنا؟ هل لديكم برهان فتُلقوه علينا؟ إن كان كل ما يهمّكم في لعبة كرة القدم أن تدخل وسط الشبكة، أفلا تدخل الكرة في الشبكة إن كانت أفخاذ اللاعبين مستورة؟ خبّروني بعقل ياأيها العقلاء.
لقد جاءتنا على عهد الشيشكلي من أكثر من ثلاثين سنة فرقة من البنات تلعب كرة السلّة، وكان فيها بنات جميلات مكشوفات السيقان والأفخاذ، فازدحم عليها الناس حتى امتلأت المقاعد كلها، ووقفوا بين الكراسي وتسوّروا الجدران وصعدوا على فروع الأشجار. وكنا معشر المشايخ نجتمع يومئذ في دار السيد مكي الكتاني رحمة الله عليه، فأنكرنا هذا المنكَر وبعثنا وفداً منا فلقي الشيشكلي، فأمر (غفر الله له) بمنعه وبترحيل هذه الفرقة وردّها فوراً من حيث جاءت. فثار بي وبهم جماعة يقولون إننا أعداء الرياضة وإننا رجعيّون وإننا متخلفون، فكتبتُ أرد عليهم أقول لهم: هل جئتم حقاً لتروا كيف تسقط الكرة في السلة؟ قالوا: نعم. قلت: لقد كذبتم والله، إنه حين يلعب الشباب تنزل الكرة في السلة سبعين مرة فلا تُقبِلون عليها مثل هذا الإقبال وتبقى المقاعد نصفها فارغاً، وحين لعبَت البنات نزلت الكرة في السلة ثلاثين مرة فقط،
فلماذا ازدحمتم عليها وتسابقتم إليها؟ كونوا صادقين ولو مرة واحدة واعترفوا بأنكم ما جئتم إلاّ لرؤية أفخاذ البنات.
وقد سبق مثل هذا الكلام فيما سبق من هذه الذكريات.
* * *
إذا أنشأَت الحكومة حديقة فغرسَت فيها سنديانة، ومرت عليها ثلاثون سنة حتى صارت دوحة عظيمة ممتدة الجذور، فمن يستطيع أن يقتلعها بيديه وأيدي العُصبة من أصحابه؟ وإن غُرزت دعامة من الإسمنت وجُعل لها أساس ضخم في باطن الأرض وأذرعة تمتدّ من هذا الأساس إلى الجوانب كلها، وجفّت الدعامة ويبست حتى صارت كالراسيات من صخرات الجبل، فمَن يقدر أن يقتلعها؟
إن الشهوة التي غرسها الله وغرزها في نفس الذكر للأنثى والأنثى للذكر أمتن من تلك السنديانة وتلك الدعامة. إنها غريزة غرزتها وغرستها يد الله، فهل تنزعها أو تزعزعها يد بشر؟ وشريعة الإسلام إنما شرعها الذي خلق هذه العوالم كلها، فما كان الله ليُقِرّ فينا غريزة ثم يأمرنا بانتزاعها. ما قال لنا الشرع اقتلوها ولكن قال لنا هذّبوها، وما أمرَنا برهبانية نقاوم فيها طبيعة الله في نفوسنا، ولكن نهانا عن إباحية تقتل أكرم صفات البشر فيها.
إن هذه الغريزة كالسيل الدفّاع الذي ينزل من شِعب الجبل نزول القضاء فلا يستطيع أحدٌ أن يقف في وجهه إذا انطلق، وما قال لنا الله قفوا في وجهه، ولا تركنا نهمله حتى يجرفنا ويُهلِكنا
ويهدم دورنا، ولكن قال لنا: شقّوا له في الأرض شقاً يمشي فيه تستفيدوا منه وتدفعوا عن أنفسكم أذاه. وأنا أحمد الله على أن مدارس البنات هنا في المملكة لا تزال على خير، ولكن كل صحيح الجسم معرَّض للعدوى إذا كان يحفّ به من كل جانب مَن يحمل جرثومة المرض، وإذا نحن لم نتخذ أسبابَ الوقاية كلها ولم نبقَ على حذر دائم أصابنا المرض.
والمسؤول الأول آباء البنات؛ هم المسؤولون عند الله الذي استرعاهم بناتهم واستحفظهم إياهنّ، ومنعهم أن يسلكوا بهن سبيل المعصية أو يتوجّهوا بهنّ الوجهة التي توصل إليها. لا تسافر البنت وحدها، بل لا يسافر الأب بها ولا بإخوتها الصغار إلى بلاد الكفار بلا داعٍ يدعو إلى ذلك، فتنطبع في نفوسهم صور تُفسِد عليهم مستقبل أيامهم وتُبعِدهم عن طريق دينهم وأخلاقهم. ولا يدع ابنته تنزل إلى السوق وحدها، ولا تتصل بالهاتف بالشبان، ولا تشير من النوافذ إلى أبناء الجيران.
لقد كان مما ابتُلينا به هذه البيوت التي آثرناها على بيوتنا واستبدلناها بها، حيث تتقابل النوافذ فيرى الشابّ بنت الجيران وتراه، ولو أطاع هوى نفسه ووسواس شيطانه واتبعَت هي هواها وشيطانها لكلّمها وكلّمَته، ثم لقابلها عند الباب ثم ماشاها في الطريق. ولو كان يَعقل لَعَلِمَ أن لبنت الجيران أخاً وأن له هو أختاً، وأن ما يتمنّاه منها يتمنّى من أخته أخوها، ثم يكون بعد ذلك موقف الحساب أمام رب الأرباب، فماذا يُعِدّان له من جواب؟
ومن أسباب الفساد الذي جدّ هذه السيارات يتّخذها فُسّاق
الشبان مصيدة لاصطياد البنات. على أن البنت إن صدّته ما أقدم، وإن عبسَت في وجهه ما ابتسم. ولقد كان من الطالبات لمّا كنت أدرّس في الثانوية الأولى في الشام واحدة جمع الله لها الذكاء مع الجمال والمال، وكادت تكون مكمَّلة لولا شيء فيها من الزهو ومن الكبرياء. تركتُ التدريس ومرّت ثلاث سنوات فقط، فلمحتها مرة وأنا على قوس المحكمة بين الداخلات إلى الغرفة الثانية. وكانت في محكمتنا يومئذ في الشام غرفتان لكل غرفة قاضيها، وكان ذلك سنة 1952، وكان معها أبوها، فوجدتُ أن من المروءة والوفاء أن أستدعي الأب أسأله عن حاله وحالها لعلّي أقدر أن أساعده أو أساعدها.
فدعوت به وجاءت البنت معه، وكان العهد بها أن وجهها المورَّد ينضح صحّة وشباباً وأن جبينها يعلو كبراً وترفُّعاً، وكان أبوها في العادة شامخ الأنف ظاهر الكبر معتزاً بمنزلته وغناه، فإذا أنا أراه لمّا وصل إليّ قد ذلّ واستكان، وإذا هي شاحبة الوجه غائرة العينين سعفاء الخدّين، كأنها لم تكن الطالبة التي عرفتها وكأنها كبرَت عشر سنين في هذه السنوات الثلاث. فسألتُ أباها ما شأنها وهل أستطيع أن أساعده بشيء؟ قال: شكراً. قلت: هل لكم دعوى؟ أي قضية؟ فسكتت هي وامتلأت بالدمع عيناها وأرخت حياءً بصرها، وقال هو: نعم، إنها دعوى تفريق، إنها تطلب الطلاق من زوجها. وأشار إلى رجل ما إن رأيته حتى عرفته؛ لقد كان خادماً في دارهما، وكان شاباً ناضر الشباب قويّ الجسد عريض المنكبين، فدخل الشيطان بينه وبينها حتى أوصلهما إلى الغاية التي يسعى إليها، فلم يجد أبوها إلاّ أن يزوّجه بها ستراً
لفضيحة، فما ستر الزواج فضيحته ولكن أظهرها، ووقع بينهما الخلاف حتى انتهى إلى المحكمة، وكانت هذه عاقبة الانحراف عن طريق الشرع إذ جمع أبوها بينها وبين هذا الخادم في الدار.
* * *
وهذا الذي سردته ليس منه والحمد لله شيء في مدارس المملكة ولا تزال على الطريق السويّ، ولكن مَن رأى العبرة بغيره فليعتبر، وما اتخذ أحدٌ عند الله عهداً أن لا يحلّ به ما حلّ بغيره إن سلك مسلكه. فحافظوا ياإخوتي على ما أنتم عليه، واسألوا الله (وأسأله معكم) العون. إن المدارس هنا لا تزال بعيدة عن الاختلاط قاصرة على المدرّسات والطالبات، ولمّا كنت أذهب إلى مسكن الطالبات في الحفاير، وكان ذهابي على موعد مضروب في وقت محدّد، كنت أقف مع ذلك على الباب لا أدخله حتى يحتجبن جميعاً، وكانت سيارة الرياسة تأخذهن من بيوتهن وتُعيدهن من المدرسة إلى بيوتهن، وكانوا لا يختارون السوّاقين إلاّ من المسنين من أهل الخُلق والدين.
المدارس هنا لا تزال على خير، ولكن بعض الآباء يغفلون ويقصّرون. الأب هو الذي يَقِفُه الله يوم الحساب ليسأله عن بنته. فلا يدَعْها تذهب وحدها إلى السوق، فلقد سمعت أن من الفُسّاق من يتحرش بالنساء في الأسواق، ولا يدَعْها تكشف للبيّاع عما أمر الله بستره. وليفهما أن سائق سيارة الأسرة وخادم دارها، كل أولئك أجانب شرعاً عنها ليست منهم وليسوا منها، فلا تنبسط إليهم ولا ترفع الكلفة معهم، وأن الطبيب له أن يرى من المرأة
ما لا بدّ من رؤيته إن كانت مريضة حقاً ولم يكن في البلد طبيبة أنثى تقوم مقامه وتُحسِن عمل ما يعمله، فلطالما عرفت أطباء يتخذون العيادة شبكة لصيد الغافلات وغرفةَ الفحص للمرض الجسمي مخدعاً لريّ الظمأ الجنسي. ولست أقصد أحداً بذاته ولا أعيّن بلداً، ولست أقول مع ذلك إلاّ حقاً. فإذا لقيَت المرأة الطبيب في غير ساعة الفحص فإنها تلقى رجلاً أجنبياً ككل رجل يمشي في الطريق، لأن كشفها أمامه ضرورة أو حاجة، والضرورات تُقدَّر بقدرها. ولا يدع الأبُ بنتَه تذهب إلى رحلة مدرسية أو حفلة كالحفلات التي تكون في ختام العام، فلقد رأيت فيما رأيت من أيامي التي عشتها أن هذه الرحلات وهذه الحفلات من أعظم الأسباب التي تؤدّي إلى البلايا والطامّات.
* * *
وأقرّر مع ذلك بأنه لا بدّ من تعليم البنات ومن إلقاء المواعظ على النساء غير الطالبات، وأؤكّد لكم أنها لا تصلح حالنا إلاّ إذا أوصلنا الدين إليهن رأساً، وأن ذلك من سنّة رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي خصّ النساء بمجلس يعظهن فيه وحدهن.
ولقد حاضرتُ النساء عشرات المرات في كثير من البلاد العربية وفيما زرت من غيرها من البلدان، شرعت في ذلك من عشرين سنة من حين جاوزت من العمر ستين، فوجدت ووجد الناس في هذه المحاضرات وهذه الدروس مني ومن أمثالي منفعة لانجد مثلها إن ألقيناها على الرجال لينقلوها هم إلى النساء؛ ذلك لأن المرأة أسرع تأثّراً وأرق -في الجملة- قلباً وأقرب إلى التذكّر
إن ذُكِّرت. ثم إن أسباب الصلاح والفساد بيدها هي لا بيد الرجل، لأنها معلمة المدرسة الأولى التي تكون قبل مدارس الحضارة، مدرسة البيت، في السنّ التي تُغرَس فيها (كما قلت من قبلُ مرات ومرات) بذور الإيمان والكفر والخير والشرّ، تُغرس كلها في السنوات الخمس الأولى من العمر.
فلنجعل للنساء مجالس في المساجد نختار لها من العلماء من كان حاضر القلب مع الله، إن قال استمعنَ إلى قوله وإن وعظ استجبنَ إلى وعظه، يخصَّص لذلك ساعة بعد صلاة العصر يُفتح فيها الباب للنساء ويُمنَع دخول الرجال. وأنا أرجو أن لا يذهب هذا الاقتراح هدراً وأن يجد الاهتمام من أخي في الله، الرجل الصالح المصلح العالِم المعلّم، الشيخ عبد العزيز بن باز ومَن معه من أفاضل العلماء، وسترون إن شاء الله أثره الخيّر بعد حين.
* * *