الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-239 -
لغتكم يا أيها العرب (2)
ولست أستطيع الآن -بعد أربع وخمسين سنة من إكمالي الدراسة في الجامعة- أن أعدّ من نبغ من رفاقنا من الذين قامت نهضتنا في هذا القرن على أكتافهم وصنعتها أيديهم، كان أكثرهم من أصحابنا، ممن كان معنا أو سبقنا قليلاً أو تأخّر عنا قليلاً. كان منهم أكثر رجال السياسة وأرباب الحكم وأعلام الأدب والعلم وأقطاب التربية والتعليم؛ ذلك أننا كنا في صباح نهار جديد طال علينا الليل قبله، واستمرّ قرناً أو قرنين قضيناهما نائمين متخلّفين عن ركب الحضارة بعيدين عن كل جديد، في الفنّ أو في الفكر. ومَن طلع عليه الصباح بعد الليل الطويل والنوم العميق يقوم كأنه نشط من عقال، فهو ممتلئ قوة وتوثُّباً، وكذلك كنا.
كنا نستبق العمل، كل في المجال الذي يستطيع أن يمشي فيه والعمل الذي يقدّر أنه يؤدّيه، وكان إقبالنا أكثره على اللغة، نعود إليها بعدما ابتعدنا عنها، نقبل ما ورثنا من روائعها ونصوصها ونجمع فُصُحَها وشواردها، نتصيّدها ونمسك بها، فعرفنا الأدب القوي العبقري بعدما غبرنا دهراً على مثل أدب ابن الوردي:
اعتزِلْ ذِكْرَ الأغاني والغَزَلْ
…
وقُلِ الفَصْلَ وجانِبْ مَنْ هَزَلْ
وأقبلنا على أصول كتب الأدب بعد أن كان عكوفنا على المستطرَف وعلى الكشكول وعلى المِخلاة وعلى كتب ما ندعوه الآن -اصطلاحاً- بعصر الانحطاط، وما كنا نحسب أنه هو غاية الأدب التي لا نعرف أبعد منها وذروته التي نحاول أن نعلوها ونظن أنه لا يُعلى عليها، وكانت مقامات الحريري وبديع الزمان وهذا الأدب المصنوع من اللفظ المسجوع أبعدَ ما كنا نتمنى. ولقد خبّرني بشارة الخوري، الشاعر الذي لقّب نفسه (لنصرانيّته) بالأخطل الصغير، خبّرني أنه جاوز العشرين ولم يقرأ شيئاً لأبيتمام ولا للبحتري ولا لابن الرومي.
وقد نشأنا نحن في أوائل هذه النهضة، فكانت حياتنا حياة جِدّ وإقبال على القراءة وتصيُّد لكتب الأدب، نقضي في ذلك فضل وقتنا كله. والطبقةُ التي كانت قبلنا وشهدَت مولد هذه النهضة كانت أكثر منا جداً وحفاظاً على الوقت وإقبالاً على الدرس، سمعتُ تفصيل ذلك من أستاذنا محمد كرد علي ومن خالي الأستاذ محب الدين الخطيب ومن الأمير شكيب أرسلان، وممن كُتب لي أن ألقاه أو أن أستفيد منه من رجال هذه الطبقة. وكنا نحن أكثر إقبالاً على المطالعة وعلى الصبر عليها وعلى العكوف على أمّات كتب الأدب من الطبقة التي جاءت بعدنا، وما زال النقص مستمراً والهبوط متتالياً حتى وصلنا إلى ما نراه الآن.
ولمّا كنت أدرّس الطلاب في المدارس الثانوية في عقد الثلاثينيات من هذا القرن كانت قد ظهرت الرسالة والثقافة
والكاتب المصري، ومن قبلهما السياسة الأسبوعية، وقبل ذلك كانت الهلال والمقتطَف والزهراء والمنار، وكان في ذلك كله مقالات، لا أنظر إليها الآن بنظرة الدين فأبيّن معروفها من منكَرها ولا صالحها من فاسدها (على معرفتي بالتفريق بين النوعين) ولكن كلامي من جهة البلاغة أقيس بمقياس الأدب، فكان الطلاب يجدون في هذه المجلات مقالات بليغة تصلح أن يحذوا حذوها وأن ينسجوا على منوالها وأن يقتدوا بأصحابها، في التعبير لا في التفكير.
وكانوا يختارون للطلاب في كتب المحفوظات روائع الشعر والنثر مما يجمع القول البليغ من الأدب المصفّى، يتخيّرونه لهم من الشعر ومن النثر، ليبقى لهم زاداً في البيان يحملونه ليتزودوا به طول العمر. فهبطنا حتى جاءتني مرة في الشام -من أكثر من خمس وعشرين سنة- حفيدة لي بكتاب المحفوظات الذي فرضته وزارة المعارف عليها لأشرح لها بعض ما فيه، فإذا فيه شيء قال الكتاب إنه قصيدة شعر، فما قرأته حتى غثَت منه نفسي واختلّ مزاجي، وانقلب وجهي حتى أصاب البنتَ الرعبُ مني، وبدا لها كأني أكلت ليمونة بقشرها وشربت بعدها كوباً من زيت الخَرْوَع. على أن ذلك -لو أُكرهتُ عليه- أهون من قراءة هذا الذي سمّوه قصيدة شعر!
أهون من قراءته فضلاً عن فهمه وشرحه وبيان مقاصد قائله، وما له معنى يُفهَم وما لقائله مقصد يُدرَك؛ إن هو إلاّ رجل أراد أن يكون شاعراً، وما أرادت له ذلك مواهبه ولا محفوظاته من الشعر الجيّد، ولم يستطع أن يصعد إلى حيث الشعر في شرفات القصر فجرّب أن ينزل بالشعر إلى حيث يقف هو في قعر البئر.
أفهذا وأمثاله ما تريدون أن تربّوا به البلاغة في نفوس أبنائكم وتضعوا الفصاحة على أسلات أقلامهم وأطراف ألسنتهم؟ على أنني لم أكن أرتضي كل ما كان في كتب المحفوظات قديماً، ولا أحبّذ أن يُختار للطلاب مما كتب أمثال الصاحب ولا ابن العميد ولا القاضي الفاضل ولا تلك الخطب وهاتيك الرسائل، بل أريد أن نختار لهم الأدب السهل الممتنع البليغ السائغ، الذي يصلح لهذا العصر كما صلح للعصور التي مرّت من قبل؛ من مثل: قصة الإفك التي روتها بلسانها أم المؤمنين عائشة، وقصة كعببن مالك لمّا تخلّف عن غزوة تبوك، وقصة عمر لمّا جاء شريكه يخبره بما شاع في المدينة من أن الرسول عليه الصلاة والسلام طلّق نساءه، وأمثال ذلك من النصوص التي نجدها في السيرة وتاريخ الطبري وفي الأغاني، وفي توقيعات الخلفاء والأمراء.
وخير من ذلك أن نختار لهم الأحاديث الطويلة التي رُويَت باللفظ لا بالمعنى، وأفضل منها آيات القرآن. نبدأ بالسور القِصار نعلّمها للصغار، لا ليفهموها بل ليقرؤوا بها في صلاتهم، فلا يستطيع الصغار أن يفهموها لأن «جزء عمَّ» يصعب فهمه واستيعاب معانيه ومراميه. ولكن نختار لهم من كتاب الله أمثال قصة نوح وابنه، وإبراهيم وأبيه، وموسى وفرعون والسحرة، وقصة موسى وبنتَي شُعَيب، وقصة موسى والعبد الصالح (الخضر)، وقصة ذي القرنين، وفي القرآن من أمثال هذا كثير جداً يستطيع أن يفهمه التلاميذ بأيسر شرح وأن يحفظوه، وأن يكون ذخراً لهم في البلاغة. وهل أبلغ من كلام ربّ العالَمين؟
* * *
ولقد كتبت من القديم، من عشرات السنين، أقترح أن نبدأ بتدريس الأدب من عصرنا الذي نعيش فيه ثم نعود إلى ما مضى، فيكون آخر ما يقرؤه الطلاب ويكلَّفون بحفظه المعلقات وشعر الجاهلية، لا أن نبدأ بها على بُعد موضوعاتها عنا وعلوّ أسلوبها عن أفهامنا. إلاّ القرآن فإنه لكل زمان.
ونستطيع أن نختار من أدب العصر الكثيرَ الجيّد. ولقد كنت كتبت من أكثر من ثلث قرن مقالة عنوانها «ماذا يُراد بالأزهر؟» (1) أردّ بها على الدكتور طه حسين لمّا اقترح (أو كاد) إلغاء الأزهر، وكان فيما قلت عنه أن أسلوبه فيه كثير من التكرار المملّ. ثم قرأت له كتاباً سمّاه ناشره «مذكّرات طه حسين» ، ولعلّه تتمّة الجزء الأول من كتاب «الأيام» ، فوجدت فيه -أشهد بالحق- أسلوباً بلغ الغاية في القوة، وأجمل ما فيه الجملة القرآنية فهو يُكثِر منها. فلو أردت أن أرشد الطلاب إلى كتاب من كتبه لأرشدتهم إلى هذا الكتاب ونبّهتهم إلى ما فيه ممّا لا يُسيغه القارئ المسلم. وإلى بعض ما كتب البِشْري والزيّات والرافعي والعقّاد والمازني وزكي مبارك، ولكل من هؤلاء أسلوب ولا تخرج هذه الأساليب كلها عن حدّ الجودة. ولعلّ من أنفعها للطلاب كتاب «فيض الخاطر» لأحمد أمين، وإذا لم يكن لهم بُدّ من أن يحذوا حذْوَ كاتب من الكتّاب فليأخذوا أحمد أمين، لأنه يعمد إلى مشهد من مشاهد الحياة رآه أو فكرة من الأفكار قرأها أو سمعها، فيذكر ما يتصل بها وما يتفرع عنها، ويمشي يميناً وشمالاً ثم يعود إلى الطريق
(1) هي في كتابي «فصول إسلامية» .
الذي بدأ منه، واتباع هذه الطريقة سهل على الطلاب.
وقد وجدت خلال تدريسي الطويل (وأنا -كما قلت لكم قبل الآن- أعلّم من نحو ستين سنة، بدأت التعليم قبل أن أكمل التعلّم، وكنت أدرّس الإنشاء الذي صاروا يدعونه الآن فنّ التعبير، وقد نشأ ممن كنت أدرّبهم وأعلّمهم جماعة من الأعلام)، وجدت أن الطلاب يحبّون دائماً أن يأتوا بالغرائب، وقلما كانوا يبدؤون الموضوع وهم على الأرض ولكن ينزلون إليه من فوق، فيبدؤون فصولهم غالباً بمثل "أشرقت الغزالة بأشعتها الذهبية"
…
فكنت أقول لهم: ياأولادي، دعوا الشمس وأشعتها وابدؤوا من الأرض التي تقفون عليها. فكانوا يسألونني: كيف ندخل في الموضوع؟ فكنت أضحك وأقول: ادخلوا كما تدخلون البيوت، اقرعوا الباب، فإذا فُتح لكم فضعوا على عتباته أرجلَكم ثم ادخلوه بأجسامكم؛ قولوا رأساً الذي تريدون أن تقولوه، دعوا المقدّمات الطويلة والدهاليز الممتدة، فإنها قد تُضِلّكم عن المقصد وتُدخِل الملل على نفوس القارئين فلا يقرؤون لكم.
كنت أجد في تلك المجلات من المقالات ما يُنير للطلاب السبيل ويأخذ بأيديهم إلى الغاية، فصرنا اليوم
…
هل أستطيع أن أتكلّم بحرية؟ هل أستطيع أن أقول ما الذي صرنا إليه؟ هل أقدر أن أضرب المثل بما يجري في بعض الصحف والمجلات؟
أمثّل بصفحة الأدب في «المجلة» فهي أخت هذه الجريدة (1)،
(1) أي «الشرق الأوسط» التي نشرت هذه الذكريات.
وما يختاره أو يكتبه مَن يسمّى بلند الحيدري. ولو شمّ رائحة البلاغة لبدّل اسمه. بلند؟ وما بلند، وما هو من أسماء العرب ولا العجم ولا الإنس ولا الجن، ولا أعرف له معنى! أنا أعرف البَلَنْط، وما في هذه الصفحة من «المجلة» كله بَلَنْط في بلنط! (1) وأنا ما أريد أن أسيء لأحد ولا أن أسمّع به، إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت، ما بي عداوته، وكيف أعاديه وأنا لم أشرف بمعرفته ولم أحظَ بلقائه؟
وسّعوا صدوركم واذكروا أن لكلمة «الشعر» معنى محدداً استقرّ في أذهان أهل العربية من عهد الأفْوَه الأَوْدي (الذي كان كما قالوا على عهد سيدنا المسيح بن مريم عبد الله ورسوله ‘)، فهل تظنّون أنكم تستطيعون بمئة مقولة غير معقولة كهذه التي سمّيتموها قصيدة أن تمحوا من نفوس الناس معنى للشعر بقي فيها أكثر من ألف وسبعمئة سنة؟
إني أكرّم عقولكم، وأنتم لا شكّ من أصحاب العقول، عن أن أظنّ بها هذا الظنّ، وإني لأحسب أنكم لا تنشرون هذا الكلام الذي يُشبِه كلام المريض حينما يصحو من البنج بعد العملية، أو المخمور الذي تتقاذفه الجدران أو الذي أدمن المخدرات! أنا أعلم أنكم لا تنشرونه إلاّ من باب الطرفة والنكتة. ولا ضير في هذا، فمن حقّ الناس علينا أن نسرّهم وأن نُضحِكهم، فالدنيا مليئة بالهموم والأحزان فلِمَ لا نسلّيهم عنها؟ فالتسلية مطلوبة ولكن لا على حساب البلاغة والأدب ولا على حساب الدين.
(1) البلنط مادة كالرخام، إلا أن الرخام ألين منها (مجاهد).
والإضحاك فنّ من الفنون، فأنا أجد في كثير من هذا الأدب الجديد نوعاً من مسرحيات إسماعيل ياسين أو عادل إمام، أو الإمام الآخر الذي يُضحك بثقل دمه ومحاولته أن يكون باحثاً عالِماً يُنشئ الفصول الطوال، يريد بها الجِدّ فلا يأتي منه إلاّ رواية مضحكة، لكنها تُضحِك بسخافتها لا بخفّتها ولطافتها، ويَذهب به الغرور حتى ليحسب أنه صار إمام الوطن العربي! (1)
إني أتابع قراءة «المجلة» ، فهل تصدّقون أني لم أجد إلى الآن في قسم الأدب شيئاً يمكن أن يُقال له «أدب» ، إلاّ شيئاً قليلاً يأتي بين حين وحين. فهل مات البُلَغاء ولم يبقَ ممّن يُنشر له ما يَكتب إلاّ هؤلاء الذين تُنشر مقالاتهم و «أشعارهم» ؟
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم إن كنت أسأت فيه إلى أحد، وما أظن أنهم ينشرونه، فإن نشروه كان ذلك دليلاً ظاهراً على أن مؤسسة آل حافظ الصحفية مؤسسة تقدّر الحرّية، حرّيتي أنا في أن أقول، وقد قلت، وحرّية من شاء أن يقول عني ما يشاء. وأنا أُعلِن من الآن أني لن أردّ إلاّ على واحد من اثنين: رجل له منزلة في الأدب وكلمة مسموعة في الناس لا يَحسُن الإعراض عن قول مثله، ورجل جاء بقولة لا يَحسُن السكوت عنها لأن فيها فكرة يوجب الدين إنكارها أو تلزم مصلحة الناس أو منطق العقل ردّها، وما عداها فليقُل فيه من أراد أن يأمن ردّي عليه ما يريد.
دفعني إلى ما قلت الألمُ ممّا آلت إليه حالنا والخشيةُ مما هو أشدّ منه؛ ففي المجلات ما يجمع إلى إهمال العربية محاربةَ
(1) غسّان الإمام، وكان يكتب في مجلة «الوطن العربي» (مجاهد).
الدين ومناصرة الملحدين. أمّا الدين فإن الله حافظه وناصر أهله حتى يكونوا هم الغالبين، أمّا العربية فقد تعاورتها العلل وتوالى عليها الهُزال حتى كاد يجهلها مَن هم مدرّسوها.
* * *
أنقل فقرة أخرى من مقالة الرسالة التي نشرتها يوم 30 شوال سنة 1366هـ. لقد قلت فيها: "فالحكاية ليست حكاية كتابة تُسهَّل ولا قواعد تُيسَّر، ولا مقاصد ربما كانت خبيثة يحقّقها ناس ليسوا منا ولا يريدون الخير لنا، ولكنها مشكلة المعلّم أولاً. وما دمنا نطلب معلّمين أصحاب شهادات ولو لم يكونوا أُولي علم، وإنما خطفوا مسألة خطفاً وحفظوها حفظاً حتى أدّوا فيها الامتحان ونالوا الشهادة، ولم يعكفوا على كتب العربية حتى تكون ملَكة لهم
…
(إلى أن قلت): فهاتوا المعلّم القوي في علوم اللغة: متنها وصرفها ونحوها، صاحب الاطّلاع على لغات قبائلها والحفظ لشعرها والذوق في فهمها، يُصلِح هو فسادَ المناهج ويقوّم اعوجاجَ الكتب.
إلى آخر ما قلت.
* * *
لقد ورد أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة مَن يجدّد لها دينها؛ أي ينقّيه مما علق به من أوضار البدع والمُحدَثات حتى يردّه إلى أهله كما نزل به الوحي وبيّنه الرسول ‘، أي يغسله كما يُغسَل الثوب المستعمَل ويكوى ويطيَّب حتى يعود كالجديد. كذلك يُحيي الله بالرجل الواحد بلداً ميتاً فيه الأدبُ
والعلم، ورُبّ رجل واحد يكون على يده نهضة شعب.
فعليكم بالبقية الباقية من أقطاب الأدب؛ أطلقوا أيديهم في مناهج العربية وكتبها، لا تجعلوا الشهادات وحدها هي الميزان، فإن كثيراً ممن أعرف اليوم من أكثر الناس معرفة بالأدب العربي الحق وممّن درس كتبه الكبرى (كالكامل للمبرد والأمالي للقالي) لم يكونوا يحملون شهادة، وإن كان يقعد بين أيديهم ويتلقى عنهم حَمَلة الشهادات من أساتذة الجامعات، من هؤلاء الذين أعرفهم محمود محمد شاكر في مصر وعبد الغني الدقر في الشام. أدعو إلى جلب أمثال هؤلاء للانتفاع بهم قبل أن يستأثر الله بهم.
* * *