الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتضربوهن ضرباً غير مبرح فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وإنما النساء عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً أخذتموهن بامانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً. ألا هل بلغت اللهم اشهد. أيها الناس، إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرىء مال أخيه إلا عن طيب نفس منه ألا هل بلغت اللهم اشهد فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده كتاب الله ألا هل بلغت اللهم اشهد. أيها الناس، إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى ألا هل بلغت اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد منكم الغائب. أيها الناس، إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا تجوز لوارث وصية ولا تجوز وصية في أكثر الثلث والولد للفراش وللعاهر الحجر من ادعى لغير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً. والسلام عليكم ورحمة الله.
وفي هذا اليوم امتن الله على المؤمنين بقوله في سورة المائدة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} فلا غرابة إن اتخذه المسلمون عيداً ويوماً سعيداً يظهرون فيه شكر الله على هذه النعمة الكبرى. انتهى نور اليقين.
ذكر مرضه ووفاته صلى الله عليه وسلم
-
روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال: إن عبداً خيّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال: يا رسول الله فديناك بآبائنا وأمهاتنا. قال: فعجبنا له وقال الناس: انظروا لهذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيّره الله بين أن يؤتيه الله من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده وهو يقول فديناك بآبائنا وأمهاتنا؟ قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير- وكان أبو بكر أعلمنا به- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من أمن علي بصحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإِسلام لا يبقى في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر" وكانت هذه الخطبة في ابتداء
مرضه الذي مات فيه ولما اشتد به وجعه صلى الله عليه وسلم قال: "مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، قالت عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا قام مقامك لا يسمع الناس من البكاء. قال: مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس. فعاودته مثل مقالتها، فقال: إنكن صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس" رواه الشيخان وأبو حاتم واللفظ له. وعند سالم بن عبد الله الأشجعي قال: "لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجزع الناس كلهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخذ بقائم سيفه وقال: لا أسمع أحداً يقول مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ضربته بسيفي هذا. قال: فقالت الناس: يا سالم اطلب لنا صاحب رسول الله، قال: فخرجت إلى المسجد فإذا أنا بأبي بكر رضي الله عنه فلما رأيته أجهشت البكاء أي تهيأت. فقال: يا سالم أمات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: إن هذا عمر بن الخطاب يقول: لا أسمع أحداً يقول مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ضربته بسيفي هذا. قال: فأقبل أبو بكر حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسجى فرفع البرد عن وجهه ووضع فاه على فيه واستنشى الريح ثم سجاه، والفت إلينا فقال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30)} [الزمر: 30] أيها الناس: مَن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومَن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. قال عمر: فوالله لكأني لم أقل هذه الآيات قط" رواه الترمذي. قال الحافظ ابن رجب: كان ابتداء مرضه عليه الصلاة والسلام في أواخر صفر وكانت مدة مرضه ثلاثة عشر يوماً في المشهور. وفي نور اليقين: لحق بربه يوم الاثنين 13 ربيع لأول سنة 11 الموافق ليونيه سنة 633 وعمره ثلاث وستون سنة وثلاثة أيام وتقدم في صدر المقصد ذكر نسبه وولادته كانت في يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول عام حادثة الفيل ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان ويوافق العشرين من شهر إبريل سنة 571 حسبما حققه العالم الفلكي محمود باشا في رسالة سماها نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإِسلام، وقيل: لاثنتي عشرة ليلة خلت منه، وقيل: لثمان وهو اختيار أكثر أهل الحديث.