الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحد مد أحدهم ولا نصيفه. وكان ذلك سنة 63 هـ ثم بعد الوقعة زحف كسيلة إلى القيروان وبها يومئذ جمهور العرب ووجوه الإِسلام فبلغهم الخبر وعظم عليهم الأمر فقام زهير بن قيس البلوي فيهم خطيباً وقال: يا معشر المسلمين إن أصحابكم قد دخلوا الجنة فاسلكوا سبيلهم فخالفه قيس بن عبد الله الصنعاني لما علم أنه لا طاقة للمسلمين لما دهمهم هن أمر البربر ورأى أن النجاة بمَن معه من المسلمين أولى ونادى في الناس بالرحيل فاتبعوه إلا قليلاً منهم وانتقل زهير إلى برقة واجتمع إلى كسيلة جميع أهل المغرب من البربر والفرنجة وعظم أمره وتقدم إلى القيروان واستولى عليها في محرم سنة 64هـ وفرّ منها بقية العرب ولحقوا بزهير ومَن بقي بها آمنه كسيلة، وثبت قدمه بالقيروان واستمر أميراً على البربر ومَن بقي من العرب خمس سنين، وقارن ذلك مهلك يزيد بن معاوية وإذ ذاك أمر الخلافة في الشرق في اضطراب إلى أن استقل عبد الملك بن مروان بالخلافة وأذهب آثار الفتنة بالمشرق فالتفت إلى المغرب وتلافى أمره على نحو ما سنذكره في الطبقة الآتية.
صلة
اعلم أنه دخل إفريقية مئات من الصحابة ووقع التصريح بأسماء بعض مَن دخلها غير أنهم قليلون بالنسبة لمَن دخلها وقد اقتطفت أسماءهم من الإصابة والاستيعاب والاستقصى والخلاصة النقية وغيرهم وهم نيف وأربعون من الطراز الأول وعليهم في الأمور المعول والواجب أن نطرز ما جمعته ونتوج ما أسلفته بذكر أسمائهم اهتماماً بشأنهم رضي الله عنهم:
عبد الله بن عمر بن الخطاب.
عبد الله بن عمرو بن العاص.
عبد الله بن الزبير.
عبد الله بن العباس.
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
عبد الله بن مسعود.
عبد الله بن سعد بن أبي سرح.
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وريحانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم
المقداد بن الأسود.
مروان بن الحكم.
سعيد بن العباس.
مسلمة بن مخلد.
أبو لبابة.
هؤلاء ترجمت لبعضهم في هاته التتمة وبعضهم في الطبقة الثانية في المقصد. ولنذكر مَن لم نترجم له فيما سلف من هذا الكتاب.
عبد الله بن نافع بن الحصين وجهه عثمان مع ابن أبي سرح لشدة بطشه وإصابة رأيه.
أبو ذؤيب خالد بن خويلد الهذلي الشاعر المشهور كان فصيحاً متمكناً من الشعر، وعاش في الجاهلية دهراً وأدرك الإِسلام وأسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره. روى ابن عبد البر أن أبا ذؤيب قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليل فاستشعرت حرباً وبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها ولا يطلع نورها حتى إذا كان قرب السحر غفيت فهتف بي هاتف يقول:
خطب أجل أناخ بالإِسلام
…
بين النخيل ومعقل الآطام
قضى النبي محمد فعيوننا
…
تذري الدموع عليه بانسجام
قال: فوثبت من نومي فزعاً فنظرت إلى السماء فلم أرَ إلا سعد الذابح فتفاءلت به ذبحاً يقع في العرب وعلمت أن النبي صلى الله عليه وسلم مات، فركبت ناقتي وسرت. وروي أنه لما وصل وجد النبي صلى الله عليه وسلم ميتاً وحضر الصلاة عليه ودفنه، وشهد بيعة أبي بكر وسمع خطبته. ورثى النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة منها:
كسفت لمصرعه النجوم وبدرها
…
وتزعزعت آطام بطن الأبطح
كان أصاب الطاعون خمسة من أولاده فماتوا في عام ولهم بأس ونجدة فقال في قصيدته التي أولها:
أمن المنون وريبها تتوجع
…
والدهر ليس بمعتب من يجزع
ومنها:
وتجلدي للشامتين أريهم
…
إني لريب الدهر لا أتضعضع
وإذا المنية أنشبت أظفارها .... ألفيت كل تميمة لاتنفع
والنفس راغبة إذا رغبتها .... وإذا ترد إلى قليل تقنع
سئل حسان بن ثابت مَن أشعر الناس قال رجلاً أو قبيلة، قالوا قبيلة قال هذيل. في طبقات أبي العرب محمَّد بن تميم: من أعيان الصحابة الذين شهدوا إفريقية عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الرحمن بن أبي بكر وأبو ذؤيب الهذلي وتوفي بإفريقية وقام بأمره عبد الله بن الزبير ونزل في لحده.
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما يكنى أبا محمَّد وأبا عبد الله وهو أسن ولد لأبي بكر وكان صالحاً لم يجرب عليه كذبة قط شجاعاً رامياً شهد بدراً واليمامة والجمل وإفريقية كما في طبقات أبي العرب. كان من أعلام الصحابة. مات بمكان على عشرة أميال من مكة وبها دفن سنة 54 هـ على أحد الأقوال.
عبد الرحمن بن الزَّبير بفتح الزاي وكسر الموحدة. بعثه عثمان مع جيش مدداً لابن أبي سرح بإفريقية.
عبيد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما كان من شجعان قريش وفرسانهم ولما قتل أبو لؤلؤة والده عمر عمد عبيد الله هذا إلى الهرمزان وجماعة من الفرس وقتلهم حيث اتهمهم بالمؤامرة على قتل والده عمر رضي الله عنه في خبر تركنا إيراده خشية التطويل. شهد إفريقية وقتل بصفين مع معاوية سنة 36 هـ.
أخوه عاصم دخل إفريقية ومات بالربذة سنة 68 هـ على أحد الأقوال.
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشي استشهد بإفريقية وفي الإصابة مات سنة 43 هـ وهو أحد الأربعة الذين تولوا نسخ المصاحف زمن عثمان.
معبد بن العباس بن عبد المطلب استشهد بإفريقية.
حمزة بن عمرو الأسلمي.
أبو نعيم معاوية بن حديج بضم الحاء المهملة مصغراً كان من فضلاء الرجال. شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص وأمره معاوية على الجيش الذي جهزه لمصر والأمير عليها محمَّد بن أبي بكر الصديق من قبل علي رضي الله عنه ولما قتل بايع المصريون معاوية وتولى غزو المغرب مراراً آخرها سنة 50 ومات بمصر سنة 52 هـ.
بلال بن الحارث بن عاصم المزني أبو عبد الرحمن من أهل المدينة اقتطعه النبي صلى الله عليه وسلم العقيق وكان صاحب لواء مُزينة يوم الفتح. مات سنة 60 هـ وله ثمانون سنة.
جرهد بن خويلد الأسدي يكنى أبا عبد الرحمن من أصحاب الصفة مات في خلافة يزيد.
جبلة بن عمر الأنصاري هو أخو أبي مسعود البدري. غزا إفريقية مع ابن حُديج، شهد أحداً وفتح مصر وصفين مع علي وكان فاضلاً من فقهاء الصحابة.
حِبان بكسر الحاء المهملة وموحدة بعثه عمر بن الخطاب لمصر ليفقه الناس ومات بإفريقية.
خالد بن ثابت العجلاني الفهمي شهد مصر وغزا إفريقية مع مسلمة بن مخلد.
رويفع بن ثابت الأنصاري النجاري ولاه معاوية على طرابلس سنة 46 هـ وغزا إفريقية من قبل مسلمة بن مخلد ومات ببرقة وهو أمير عليها من قبل مسلمة المذكور.
مسلمة بن الأكوع الأسلمي كان شجاعاً رامياً سابقاً يسبق الفرس على قدميه، مات بالمدينة سنة 74 هـ وهو وابن ثمانين سنة.
ربيعة بن عباد بكسر العين وتخفيف الباء، مات في خلافة الوليد.
أبو أيمن سفيان بن وهب الخولاني ولي إمرة إفريقية زمن عبد العزيز بن مروان ومات سنة 82 هـ.
مسعود بن الأسود القرشي العدوي المعروف بابن العجماء.
المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري له ولأبيه صحبة، مات سنة 64هـ.
المسيب بن حزن القرشي المخزومي والد سعيد بن المسيب له ولأبيه صحبة.
المطب بن أبي وداعة القرشي السهمي له ولأبيه صحبة.
المنيذر الأسلمي دخل إفريقية والأندلس ولم يدخلها أحد من الصحابة سواه.
أبو المبتذر أو المبتذل دخل إفريقية.
أبو زمعة عبيد الله بن أرقم وقيل عبيد بن آدم البلوي صاحب المقام المشهور خارج القيروان من أصحاب الشجرة وله رواية مرَّ ذكره قريباً.
أبو المهاجر دينار كان من الشجعان وذوي الرأي المصيب ولما تولى مسلمة بن مخلد أمر مصر وإفريقية بعث مولاه أبا المهاجر سنة 56 هـ لإفريقية عوض عقبة بن نافع ودخلها وتولى أمرها وقاتل البربر وفي سنة 62 هـ رجع يزيد بن معاوية عقبة لإفريقية وبقي أبو المهاجر عنده معقولاً إلى أن استشهد مع عقبة سنة 63 هـ ومر ذكره قريباً وفي صحبته توقف وهو عقبة بن نافع بن عبد القيس القرشي الفهري خاله عمرو بن العاص له صحبة بالمولد. شهد فتح مصر واختط بها ثم ولاه يزيد بن معاوية إمرة الغرب وغزا البربر وشردهم وهو الذي اختط القيروان وجامعها الأعظم قدم على عثمان بن عفان بفتح إفريقية، بعثه ابن أبي سرح وأوصى أولاده بأن لا يقبلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ثقة ولا يكتبوا ما يشغلهم عن القرآن. وبالجملة فإن فضائله جمة، قتله البربر هو وأصحابه سنة 63 هـ ومرت الإشارة إلى ذلك قريباً.