الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسم الثاني
نصّ الكتاب وتحقيقه
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على (سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم)
الحمد لله الذي لا نشرك به أحداً، ولا نجد من دونه ملتحداً، مُبتلي قلوب المؤمنين ليميّز الخبيث من الطيب، ويعلم أيها أقوى جلداً.
والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الذي أنقذنا من الهلاك والردى، وتكفل بالشفاعة غداً، ضارب هام 2 العداء، ومجاهد من حاد عن طريق الهدى، وقاتل من اتخذ مع الله ولداً، وعلى آله وأصحابه الذين لم ترعهم الكتائب- الوافرة، وإن كانوا هم أقل عدداً، ولا أهالتهم 3 الأمم الكافرة، وإن كانوا أكثر جمعاً وأظهر عُدًّا وعدداً.
وبعد:
فقد كان قبل هذه الأيام، ورد من ناحية أعمال الجزائر أعادها الله دار إسلام، كتاب من خليفتها- المجاهد في سبيل ربّ العالمين- سيدي الحاج- عبد القادر ابن محيي الدين- أيد الله كتائبه- وجعل (النصر) 4 عونه مظاهره
1 - في "ب": (ومولانا محمد وآله)، في "ج":(سيدنا محمد وآله).
2 -
مفرده الهامة، ويجمع أيضاً على هامات، وهو: زعيم القوم ورئيسهم وغرة مجدهم، ويقصد به هنا: زعماء العدوّ، (أنظر: الرازي- مختار الصحاح: 557، ابن منظور- لسان العرب: 4724).
3 -
أفزعتهم، هاله الخطب يهوله: أفزعه، وشق عليه، (أنظر: الرازي- الصحاح: 556، ابن منظور- لسان العرب: 4722).
4 -
ساقطة من الأصل، والإضافة من "ب" و"ج" و"د".
(ومصاحبه 1 - متضمناً للسؤال عن مسائل 2 (كما ستراه بعد وتقف عليه)3.
ولما وقف (عليه) 4 مولانا الإمام- كهف الإسلام، وملاذ الخاص والعام- كافل أمة سيّدنا محمد- عليه أفضل الصلاة والسلام- وقامع طواغيت الشّرك بالسنان 5 والحسام 6 - أمير المؤمنين- الآخذ لراية الكتاب [1/أ] السُّنَّة باليمين، نجل الملوك العظام- المنصور بالله مولانا- عبد الرحمن بن هشام 7 - أدام الله أيامه بعزيز داره ونصر (مبين) 8 يتصل به عن المولى الكريم اعداده. كلّف هذا العبد الحقير- المعترف بالعجز والتقصير- أن يجيب عن تلك المسائل بحسب ما يراه، فامتثل وأجاب عن ذلك بجواب دال بحسب فحواه: على أن المجيب استفرغ فيه ما هو عنده في سرّه ونجواه، وكان- نصره الله- أمر بالاختصار في الجواب وعدم التطويل فيه والإطناب.
ثم لما (طولع) 9 به وهو على ما هو عليه- أيده الله- من الشَّغف 10 بمحبة العلم، والتلهف على بثّه، وغاية الحرص على إذاعته في الآفاق ونشره، والمبالغة في التنفير (عن) 11 البدع المحدثات، وقمع الملحدين المعتدين ذوي الجرأة والتعصبات، والذب
1 - في "ب": (ومصابحه) وهو تصحيف.
2 -
وكان سفيره في إيصال هذه المسائل السيد ابن عبد الله سقاط. أنظر: الأمير محمد- تحفة الزائر:1/ 206.
3 -
في "الأصل": (كما بعد ستراه وتوتف عليه) والتصويب من: "اب" و"ج" و"د".
4 -
في "ب": (عليها).
5 -
وهو: سنان الرمح، وجمعه: أسنّة (الرازي- مختار الصحاح: 251).
6 -
السيف القاطع، (الرازي- مختار الصحاح: 103، مجمع اللغة العربية- المعجم الوسيط: 1/ 174).
7 -
تقدّمت ترجمته في القسم الدراسي [ص:15].
8 -
ساقطة من "الأصل"، والإضافة من "ب"، وفي "ج" و"د"(مكين).
9 -
في " الأصل": (طلع)، والتصويب من "ب"، و"ج"، و"د".
10 -
من الشِّغاف- بالفتح- غلاف القلب، يقال:"شغفه الحب"، أي: بلغ شغافه، وبابه باب: شغف (الرازي- مختار الصحاح: 270).
11 -
في "الأصل": (على) وهو تصحيف. والصواب ما أثبتناه من "ب" و"ج" و"د".
عن الحنفية السمحاء وحياطتها 1، وقمع من يلحظها لعين الاعتداء والإزراء بها، رأي: أن الجواب المذكور في غاية الاختصار والقصور 2.
فأمر المجيب أمراً ثانياً: بأن يجعله تأليفاً ليحيط بجميع معانيه، ويطلق في ذلك عنان القول ليبرىء العليل ويشفيه، ويوسع في الجواب، ويتعرّض لجميع متعلّقاته ليحيط بصوب الصواب، [1/ب] فقلت- ممتثلاً الجواب عن هذه المسائل التي عظم موقعها من دين الإسلام، وتأكد الاعتناء بمتعلقاتها 3 على التمام-:
(يتوقف على تبحر في الفقه (وتضلّع في) 4 قواعده، وباع واسع في تحرير دقائقه ونوازله، وأنّى للقاصر مثلي بجوابها، وتحصيل دقائق فروعها وأصولها، فالخوض فيها لقاصر العلم مثلي خطر، والكشف عن لثامها 5 مع كلالة 6 الذهن صعب عسير، ولكن للأمر (المولوي) 7 تكلفت الجواب عنها- ثانياً- على قدر نظري القصير، لأن المسافر الجادّ في السير قد أرخص له في التفسير وبالله سبحانه الاستعانة، وهو نعم المولى ونعم النصير).
1 - من الحيطة، بمعنى: كلاّ، ورعاه، وبابه: قال، وكتب، (الرازي- مختار الصحاح: 125).
2 -
للتُّسولي جوايين على مسائل الأمير عبد القادر أحدهما: كبير وهو هذا، والآخر مختصر وقد جعلته ملحقاً في آخر الرسالة. (أنظر صفحة: 464 - 470).
3 -
ساقطة من "الأصل"، والإضافة من "ب"، و"ج" و"د".
4 -
في "ب": (تطلع على)، والمعنيان كلاهما مناسب للسياق، (فتضلّع): بمعنى امتلأ وتتبّع بقواعده، ويقال:(تضلّع الرجل: امتلأ شبعاً وريًّا)، (الرازي- مختار الصحاح: 303). (وتطلّع) بمعنى: اطّلع عليه (الرازي- مختار الصحاح: 313).
5 -
اللَثام: ما كان على الفم من النقاب، وهنا تشبيه بليغ حيث جعل لمسائل الفقه لثاماً كاللّثام الذي تغطي به المرأة وجهها. أنظر الرازي- مختار الصحاح:468.
6 -
من كلّ، كلولا، وكلالة: ضعف، وتعب. (الفيومي- المصباح المنير: 2/ 228، مجمع اللغة العربية- المعجم الوسيط: 2/ 802).
7 -
في "ب": (المذكور).