الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: (الرّقية من كل ذِي حمة) لِأَن الْحمة كل شَيْء يلْدغ أَو يلسع، قَالَه الْخطابِيّ، وَقيل: هِيَ شَوْكَة الْعَقْرَب، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ عَن قريب، وَهِي بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْمِيم بعْدهَا هَاء.
وَعبد الْوَاحِد هُوَ ابْن زِيَاد وَسليمَان الشَّيْبَانِيّ بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالباء الْمُوَحدَة وبالنون، وكنيته أَبُو إِسْحَاق، وَعبد الرحمان بن الْأسود يرْوى عَن أَبِيه الْأسود بن يزِيد النَّخعِيّ.
والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الطِّبّ أَيْضا عَن أبي بكر بن أبي شيبَة. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن مُحَمَّد بن رَافع وَغَيره.
قَوْله: (رخص) مشْعر بِأَنَّهُ كَانَ مَنْهِيّا، وَلَعَلَّه نَهَاهُم عَنْهَا لما عَسى أَن يكون فِيهَا من أَلْفَاظ الْجَاهِلِيَّة، فَلَمَّا علم أَنَّهَا عَارِية عَنْهَا أَبَاحَ لَهُم، وروى ابْن وهب عَن يُونُس بن يزِيد عَن ابْن شهَاب قَالَ: بَلغنِي عَن رجال من أهل الْعلم أَنهم كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّه صلى الله عليه وسلم نهى عَن الرقي حَتَّى قدم الْمَدِينَة، وَكَانَ الرقي فِي ذَلِك الزَّمن فِيهَا كثير من كَلَام الشّرك فَلَمَّا قدم الْمَدِينَة لدغ رجل من أَصْحَابه، قَالُوا: يَا رَسُول الله! قد كَانَ آل حزم يرقون من الْحمة، فَلَمَّا نهيت عَن الرقى تركوها، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ادعوا لي عمَارَة، وَكَانَ قد شهد بَدْرًا، قَالَ: اعْرِض عَليّ رقيتك، فعرضها عَلَيْهِ وَلم ير بهَا بَأْسا وَأذن لَهُ فِيهَا.
38 -
(بابُ رُقْيَةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان رقية النَّبِي صلى الله عليه وسلم الَّتِي كَانَ يرقي بهَا.
5742 -
حدّثنا مُسَدَّدٌ حدّثنا عبْدُ الوارِثِ عنْ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنا وثابِتٌ عَلى أنَسِ بنِ مالِكٍ فَقَالَ ثابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ اشْتَكَيْتُ؟ فَقَالَ أنَسٌ: أَلا أرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: اللهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْباسِ إشْفِ أنْتَ الشَّافِي لَا شافِيَ إلَاّ أنْتَ شِفاءً لَا يُغادِرُ سَقَماً.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَعبد الْوَارِث هُوَ ابْن سعدو عبد الْعَزِيز هُوَ ابْن صُهَيْب وثابت بالثاء الْمُثَلَّثَة هُوَ ابْن أسلم الْبنانِيّ بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَخْفِيف النُّون الأولى والْحَدِيث أخرجه أَبُو دَاوُد أَيْضا عَن مُسَدّد فِي الطِّبّ وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي الْجَنَائِز وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة جَمِيعًا عَن قُتَيْبَة قَوْله (يَا با حَمْزَة) أَصله يَا أَبَا حَمْزَة فحذفت الْألف للتَّخْفِيف وَأَبُو حَمْزَة كنية أنس بن مَالك قَوْله (اشتكيت) أَي مَرضت قَوْله (أَلا) بتَخْفِيف اللَّام للعرض والتنبيه قَوْله (أرقيك) بِفَتْح الْهمزَة قَوْله (مَذْهَب الباس) على صُورَة اسْم الْفَاعِل ويروى اذْهَبْ الباس بِصُورَة الْأَمر من الأذهاب والباس الْهمزَة فِي الأَصْل فحذفت للمواخاة والباس الشدَّة وَالْعَذَاب قَوْله (اشف) أَمر من شفي يشفى قَوْله (أَنْت الشافي) قيل يُؤْخَذ مِنْهُ جَوَاز تَسْمِيَة الله تَعَالَى بِمَا لَيْسَ فِي الْقُرْآن بِشَرْطَيْنِ (أَحدهمَا) أَن لَا يكون فِي ذَلِك مَا يُوهم نقصا وَالْآخر أَن يكون لَهُ أصل فِي الْقُرْآن وَهَذَا من ذَاك فَإِن فِي الْقُرْآن (وَإِذا مَرضت فَهُوَ يشفين) قلت هَذَا الْبَاب فِيهِ خلاف مِنْهُم من قَالَ أَسمَاء الله توقيفية فَلَا يجوز أَن يُسمى بِمَا لم يسمع فِي الشَّرْع وَمِنْهُم من قَالَ غير توقيفية وَلَكِن اشترطوا الشَّرْط الأول فَقَط فَافْهَم قَوْله (لَا شافي إِلَّا أَنْت) إِشَارَة إِلَى أَن كل مَا يَقع من الدَّوَاء والتداوى إِن لم يُصَادف تَقْدِير الله عز وجل فَلَا ينجح قَوْله (شِفَاء) مَنْصُوب بقوله اشف وَقَالَ بَعضهم يجوز الرّفْع على أَنه خبر مُبْتَدأ أَي هُوَ قلت هَذَا تصرف غير مُسْتَقِيم على مَا لَا يخفى قَوْله لَا يُغَادر سقماً هَذِه الْجُمْلَة صفة لقَوْله شِفَاء وَمعنى لَا يُغَادر لَا يتْرك وسقما بِفتْحَتَيْنِ مَفْعُوله وَيجوز فِيهِ ضم السِّين وتسكين الْقَاف.
5743 -
حدَّثنا عُمْرُ بن عَليّ حدَّثنا سُفْيانُ حَدثنِي سَليْمان عَن مُسْلِمٍ عَن مسْرُوقٍ عَن عَائِشَة رضي الله عنها أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أهْلِهِ يَمْسَحُ بِيَدِهِ اليُمْنى ويَقُولُ اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ أذْهِبِ الباسَ اشْفِهْ وأنْتَ الشَّافِي لَا شِفاءَ إِلَاّ شِفاؤكَ شِفاءَ إِلَّا يُغادِرُ سَقمَاً.
قَالَ سُفْيانُ: حدَّثْتُ بِهِ مَنْصُوراً فَحَدَّثَني عنْ إبْرَاهِيمَ عنْ مَسْرُوق عنْ عائِشَةَ نحْوَهُ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَعَمْرو بِفَتْح الْعين ابْن عَليّ بن بَحر الصَّيْرَفِي الْبَصْرِيّ، وَهُوَ شيخ مُسلم أَيْضا، وَيحيى هُوَ الْقطَّان، وسُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ، وَسليمَان هُوَ الْأَعْمَش وَمُسلم بِضَم الْمِيم وَسُكُون السِّين وَكسر اللَّام. قَالَ بَعضهم هُوَ أَبُو الضُّحَى مَشْهُور بكنيته أَكثر من اسْمه، ثمَّ قَالَ: وَجوز الْكرْمَانِي أَن يكون مُسلم بن عمرَان لكَونه يروي عَن مَسْرُوق ويروي الْأَعْمَش عَنهُ، وَهُوَ تَجْوِيز عَقْلِي مَحْض يمجه سمع الْمُحدث، على أَنِّي لم أر لمُسلم بن عمرَان البطين رِوَايَة عَن مسورق. قلت: الَّذِي قَالَه هَذَا الْقَائِل يمجه سمع كل أحد، ودعواه أَنه لم ير لمُسلم بن عمرَان رِوَايَة عَن مَسْرُوق بَاطِلَة، لِأَن جَامع (رجال الصَّحِيحَيْنِ) ذكر فِيهِ مُسلم بن أبي عمارن، وَيُقَال: ابْن عمرَان، وَيُقَال: ابْن أبي عبد الله البطين، يكنى أَبَا عبد الله سمع سعيد بن جُبَير عِنْدهمَا، يَعْنِي (: عِنْد الشَّيْخَيْنِ، ومسروقاً عِنْد البُخَارِيّ، وروى عَنهُ الْأَعْمَش عِنْدهمَا، وَتُوفِّي فِي خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز رضي الله عنه وَكَيف يدعى هَذَا الْمُدعى بِدَعْوَاهُ الْفَاسِدَة ردا على من سبقه فِي شرح هَذَا الحَدِيث مشنعاً عَلَيْهِ بِسوء أدب قل كل يعْمل على شاكلته؟
والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الطِّبّ عَن شَيبَان بن فروخ وَغَيره وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ وَفِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَن مُحَمَّد بن قدامَة وَعَن آخَرين.
قَوْله: (يعوذ) من التعويذ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة. قَوْله: (يمسح) أَي: يمسح على مَوضِع الوجع بِيَدِهِ الْيُمْنَى، قَالَ الطَّبَرِيّ: هُوَ على طَرِيق التفاؤل لزوَال ذَلِك الوجع. قَوْله: (لَا شِفَاء) بِالْمدِّ مَبْنِيّ على الْفَتْح وَخَبره مَحْذُوف أَي: لَا شِفَاء حَاصِل لنا أَوله إلَاّ بشفائكِ قَوْله: (إلَاّ شفاؤك) بِالرَّفْع بَدَلا من مَوضِع: لَا شِفَاء قَوْله: (شِفَاء) بِالنّصب على أَنه مصدر: إشفه.
قَوْله: (قَالَ سُفْيَان) هُوَ مَوْصُول بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور. قَوْله: (حدثت بِهِ) أَي: بِهَذَا الحَدِيث منصوراً يَعْنِي: ابْن الْمُعْتَمِر، وَإِبْرَاهِيم هُوَ النَّخعِيّ، وَالْحَاصِل أَن فِيهِ طَرِيقين: طَرِيق عَن مُسلم عَن مَسْرُوق، وَطَرِيق عَن إِبْرَاهِيم عَنهُ.
5744 -
حدّثنا أحْمَدُ بنُ أبي رجاءٍ حَدثنَا النَّضْرُ عنْ هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبرنِي أبي عنْ عائِشَةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يَرْقِي، يَقُولُ: امْسَحِ الباسَ ربَّ النَّاسَ بِيَدِكَ الشِّفاءُ لَا كاشِفَ لهُ إلَاّ أنْتَ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَأحمد بن أبي رَجَاء بِالْجِيم وَالْمدّ واسْمه عبد الله أَبُو الْوَلِيد الْحَنَفِيّ الْهَرَوِيّ، وَالنضْر بِفَتْح النُّون وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة ابْن شُمَيْل، وَهِشَام يروي عَن أَبِيه عُرْوَة بن الزبير عَن أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة رضي الله عنها والْحَدِيث من أَفْرَاده.
قَوْله: (يَقُول) حَال من الضَّمِير الَّذِي فِي: يرقي قَوْله: (رب النَّاس) أَي: يَا رب النَّاس. قَوْله: (لَا كاشف لَهُ) أَي: للمرض أَو للْمَرِيض الَّذِي يرقي لَهُ، فقرينة الْحَال تدل على ذَلِك.
5745 -
حدّثناعَليُّ بنُ عَبْدِ الله حَدثنَا سُفْيانُ قَالَ: حدّثني عبْدُ ربِّهِ بنُ سَعيدٍ عنْ عَمْرَةَ عنْ عائِشَةَ رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ: بِسْمِ الله تُرْبَةُ أرْضِنا بِرِيقَة بَعْضِنا يُشْفَى سَقِيمُنا بإِذْنِ رَبِّنا. (انْظُر الحَدِيث: 5745 طرفه فِي: 5746) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَعلي بن عبد الله بن الْمَدِينِيّ، وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَعبد ربه بِإِضَافَة عبد إِلَى ربه وَإِضَافَة الرب إِلَى الضَّمِير هُوَ الْأنْصَارِيّ أَخُو يحيى بن سعيد، وَعمرَة هِيَ بنت عبد الرَّحْمَن التابعية.
والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الطِّبّ أَيْضا عَن أبي بكر بن أبي شيبَة وَغَيره وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِيهِ عَن زُهَيْر بن حَرْب وَغَيره. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ وَفِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَن أبي قدامَة السَّرخسِيّ. وَأخرجه ابْن ماجة فِي الطِّبّ عَن أبي بكر بن أبي شيبَة.
قَوْله: (كَانَ يَقُول للْمَرِيض) وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد: كَانَ يَقُول للْإنْسَان إِذا اشْتَكَى. قَوْله: (تربة أَرْضنَا) مَرْفُوع على أَنه خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي: هَذِه تربة أَرْضنَا أَو: هَذَا الْمَرِيض. قَوْله: (بريقة بَعْضنَا) فِيهِ دلَالَة على أَنه كَانَ يتفل عِنْد الرّقية، وَقَالَ النَّوَوِيّ: معنى الحَدِيث أَنه إِذا أَخذ من ريق نَفسه على إصبعه السبابَة ثمَّ وَضعهَا على التُّرَاب فعلق بِهِ شَيْء مِنْهُ ثمَّ مسح بِهِ الْموضع العليل أَو الجريح قَائِلا الْكَلَام الْمَذْكُور فِي حَالَة الْمسْح، وَتَكَلَّمُوا فِي هَذَا الْموضع بِكَلَام كثير، وَأحسنه مَا قَالَه التوربشتي: بِأَن المُرَاد بالتربة الْإِشَارَة إِلَى فطْرَة آدم، والريقة الْإِشَارَة إِلَى النُّطْفَة، كَأَنَّهُ تضرع بِلِسَان الْحَال أَنَّك اخترعت الأَصْل الأول من التُّرَاب ثمَّ أبدعته مِنْهُ من مَاء مهين