الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَمَّاد بن زيد فَأدْخل بَين مُحَمَّد بن سِيرِين وَابْن عَبَّاس عِكْرِمَة، وَإِنَّمَا صَحَّ عِنْده لمجيئه بِالطَّرِيقِ الْأُخْرَى الثَّابِتَة فَأوردهُ على الْوَجْه الَّذِي سَمعه. قلت: غَرَض هَذَا الْقَائِل دفع من يدعى انْقِطَاع مَا أخرجه البُخَارِيّ هَاهُنَا، وَلَكِن مَا يجد بِهِ ذَلِك كَمَا يَنْبَغِي على مَا لَا يخفى.
قَوْله: (تعرق) على وزن تفعل بِالتَّشْدِيدِ أَي: أكل مَا كَانَ اللَّحْم على الْكَتف، ويوضحه مَا رَوَاهُ فِي كتاب الطَّهَارَة من حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن عبد الله بن عَبَّاس، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا. أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شَاة ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ. فَإِن قلت: روى مُسلم من طَرِيق مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس: أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم بهدية خبز وَلحم، فَأكل ثَلَاث لقم الحَدِيث. قلت: الظَّاهِر تعدد الْقَضِيَّة وَالله أعلم.
قَوْله: (وَعَن أَيُّوب وَعَاصِم) إِلَى آخِره. أَيُّوب هُوَ السّخْتِيَانِيّ الْمَذْكُور، وَعَاصِم هُوَ ابْن سُلَيْمَان الْأَحول الْبَصْرِيّ، ذكره صَاحب (التَّوْضِيح) وَالتَّعْلِيق عَن أَيُّوب ذكره صَاحب (الْأَطْرَاف) أَن البُخَارِيّ رَوَاهُ فِي الْأَطْعِمَة عَن عبد الله بن عبد الْوَهَّاب عَن حَمَّاد عَنهُ وَعَن عَاصِم كِلَاهُمَا عَن عِكْرِمَة وَتَبعهُ على ذَلِك صَاحب (التَّوْضِيح) وَقَالَ بَعضهم. قَوْله:(وَعَن أَيُّوب) مَعْطُوف على السَّنَد الَّذِي قبله، وَأَخْطَأ من زعم أَنه مُعَلّق، وَقد أورد أَبُو نعيم فِي (الْمُسْتَخْرج) من طَرِيق الْفضل بن الْحَارِث عَن الحَجبي، وَهُوَ عبد الله بن عبد الْوَهَّاب شيخ البُخَارِيّ فِيهِ بالسند الْمَذْكُور، وَحَاصِله أَن الحَدِيث عِنْد حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب بِسَنَدَيْنِ على لفظين: أَحدهمَا: عَن ابْن سِيرِين بِاللَّفْظِ الأول. وَالثَّانِي: عَنهُ عَن عِكْرِمَة وَعَاصِم الْأَحول بِاللَّفْظِ الثَّانِي انْتهى. قلت: الظَّاهِر أَن هَذَا الْقَائِل هُوَ الَّذِي أَخطَأ فِي دَعْوَاهُ الِاتِّصَال لِأَن فِي مقاله رِوَايَة الحَدِيث بِسَنَدَيْنِ مُخْتَلفين بِسَنَد وَاحِد، فَلَا يتَّجه ذَلِك على مَا لَا يخفى.
قَوْله: (انتشل) قد مر تَفْسِيره الْآن.
19 -
(بَابُ: {تَعَرُّقِ العَضُدِ} )
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان تعرق الْعَضُد فتفسير التعرق قد مضى، والعضد هُوَ الْعظم الَّذِي بَين الْكَتف والمرفق وَمرَاده أَخذ اللَّحْم الَّذِي على الْعَضُد ونهسه إِيَّاه.
5406 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى قَالَ: حدَّثني عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ حدَّثنا فُلَيْحٌ حدَّثنا أبُو حَازِمٍ المَدَنِيُّ حدَّثنا عَبْدُ الله بنُ أبِي قَتَادَةَ عَنْ أبِيهِ قَالَ: خَرَجْنا مَعَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ مَكَةً.
أخرج البُخَارِيّ حَدِيث أبي قَتَادَة فِي كتاب الْحَج فِي أَرْبَعَة أَبْوَاب، وَأخرجه هُنَا فِي موضِعين: أَحدهمَا: مُخْتَصر عَن مُحَمَّد بن الْمثنى عَن عُثْمَان بن عمر بن فَارس الْبَصْرِيّ عَن فليح بِضَم الْفَاء مصغر فلح ابْن سُلَيْمَان عَن أبي حَازِم سَلمَة بن دِينَار عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه أبي قَتَادَة الْحَارِث بن ربعي، وَقيل: عَمْرو بن ربعي، وَقيل: غير ذَلِك السّلمِيّ الْأنْصَارِيّ. وَالْآخر: أخرجه عَن عبد الْعَزِيز بن عبد الله، وَالْكل حَدِيث وَاحِد عَن أبي قَتَادَة. وَفِيه: تعرق الْعَضُد، وَهُوَ وَجه الْمُطَابقَة هُنَا بَين الحَدِيث والترجمة.
5407 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ الله حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ عَنْ أبِي حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ الله بنِ أبِي قَتادَةَ السَّلَمِي عَنْ أبِيهِ أنَّهُ قَالَ: كُنْتُ يَوْما جَالِسا مَعَ رِجال مِنْ أصْحَابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلٍ فِي طَرِيقِ مَكَةَ ورَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم نَازِلٌ أمَامَنا وَالقَوْمُ مُحْرِمُونَ وَأنَا غَيْرُ مُحْرِمٍ فَأبْصَرُوا حِمارا وَحْشِيا وَأنا مَشْغُولٌ أخْصِفُ نَعْلِي، فَلَمْ يُؤْذِنُونِي بِهِ وَأحَبُّوا لَوْ أنِّي أبْصَرْتُهُ فَقُمْتُ إلَى الفَرَسِ فَأسْرَجْتُهُ ثُمَّ رَكِبْتُ وَنَسِيتُ السَّوْطَ وَالرُّمْحَ فَقُلْتُ لَهُمْ: نَاوِلُونِي السَّوْطَ وَالرُّمْحَ فَقَالوا: لَا وَالله لَا نُعِينُكَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ فَغَضِبْتُ فَنَزَلْتُ فَأخَذْتُها ثُمَّ رَكِبْتُ فَشَدَدْتَ عَلَى الحِمارِ فَعَقَرْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ وَقَدْ مَاتَ، فَوَقَعُوا فِيهِ يَأكُلُونَهُ ثُمَّ إنَّهُمْ شَكوا فِي أكْلِهِمْ إيّاهُ وَهُمْ حُرُمٌ فَرُحْنا وَخَبَأْتُ العَضُدَ مَعِي فأدْرَكْنا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فسَألْناهُ عَنْ ذالِكَ. فَقَالَ: مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ؟ فَنَاوَلْتُهُ العَضُدَ فَأكلها حَتَّى تَعَرَّقَها وَهُوَ مُحْرِمٌ.