الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله تعالى فإنه المميت فالمعنى ياناصر أمت العدو وفي شرح السنة يامنصور أَمِتْ فَالْمُخَاطَبُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُقَاتِلِينَ ذَكَرَهُ القارىء
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ
[2597]
(عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ) بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْفَاءِ (إِنْ بُيِّتُّمْ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ إِنْ بَيَّتَكُمُ الْعَدُوُّ أَيْ قَصَدُوكُمْ بِالْقَتْلِ لَيْلًا وَاخْتَلَطْتُمْ مَعَهُ
قَالَ بن الْأَثِيرِ تَبْيِيتُ الْعَدُوِّ هُوَ أَنْ يُقْصَدَ فِي اللَّيْلِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْلَمَ فَيُؤْخَذَ بَغْتَةً وَهُوَ الْبَيَاتُ انْتَهَى (حم لَا يُنْصَرُونَ) قَالَ الْخَطَّابِيُّ مَعْنَاهُ الْخَبَرُ وَلَوْ كَانَ بِمَعْنَى الدُّعَاءِ لَكَانَ مَجْزُومًا أَيْ لَا يُنْصَرُوا وَإِنَّمَا هُوَ إِخْبَارٌ كَأَنَّهُ قَالَ وَاللَّهِ إِنَّهُمْ لَا يُنْصَرُونَ
وقد روى عن بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ حم اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فَكَأَنَّهُ حَلَفَ بِاللَّهِ أَنَّهُمْ لَا يُنْصَرُونَ
وَقَالَ فِي النِّهَايَةِ مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ويريد به الخير لَا الدُّعَاءَ
وَقِيلَ إِنَّ السُّوَرَ الَّتِي أَوَّلُهَا حم سُوَرٌ لَهَا شَأْنٌ فَنَبَّهَ أَنَّ ذِكْرَهَا لِشَرَفِ مَنْزِلَتِهَا مِمَّا يُسْتَظْهَرُ بِهَا عَلَى اسْتِنْزَالِ النَّصْرِ مِنَ اللَّهِ
وَقَوْلُهُ لَا يُنْصَرُونَ كَلَامٌ كَأَنَّهُ حِينَ قَالَ قُولُوا حم قِيلَ مَاذَا يَكُونُ إِذَا قُلْنَاهَا فَقَالَ لَا يُنْصَرُونَ
كَذَا فِي مِرْقَاةِ الصُّعُودِ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَذَكَرَ التِّرْمِذِيُّ أَنَّهُ رُوِيَ عَنِ الْمُهَلَّبِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا
6
([2598]
بَاب مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا سَافَرَ)
(اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ) أَيِ الْحَافِظُ وَالْمُعِينُ (وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ) الْخَلِيفَةُ مَنْ يَقُومُ مَقَامَ أَحَدٍ فِي إِصْلَاحِ أَمْرِهِ (مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ) بِفَتْحِ الْوَاوِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ أَيْ مَشَقَّتِهِ وَشِدَّتِهِ (وَكَآبَةِ) هِيَ تَغَيُّرُ النَّفْسِ بِالِانْكِسَارِ مِنْ شدة الهم والحزن يقال كئب كآبة واكتئاب فَهُوَ كَئِيبٌ وَمُكْتَئِبٌ كَذَا فِي النِّهَايَةِ (الْمُنْقَلَبُ) مصدر ميمي
قَالَ الْخَطَّابِيُّ أَيْ يَنْقَلِبُ مِنْ سَفَرِهِ إِلَى أَهْلِهِ كَئِيبًا حَزِينًا غَيْرَ مَقْضِيِّ الْحَاجَةِ أَوْ مَنْكُوبًا ذَهَبَ مَالُهُ أَوْ أَصَابَتْهُ آفَةٌ فِي سَفَرِهِ أَوْ يَقْدَمُ عَلَى أَهْلِهِ فَيَجِدُهُمْ مَرْضَى أَوْ يَفْقِدُ بَعْضَهُمْ أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ الْمَكْرُوهِ (اطْوِ لَنَا الْأَرْضَ) أَمْرٌ مِنَ الطَّيِّ أَيْ قَرِّبْهَا لَنَا وَسَهِّلِ السَّيْرَ فِيهَا (وَهَوِّنْ) أَيْ يَسِّرْ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ
وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ أَتَمَّ مِنْهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما
وَقَدْ أَخْرَجَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ رضي الله عنه طَرَفًا مِنْهُ
[2599]
(اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ) أَيِ اسْتَقَرَّ عَلَى ظَهْرِ مَرْكُوبِهِ (سَخَّرَ) أَيْ ذَلَّلَ (هَذَا) أَيِ الْمَرْكُوبَ فَانْقَادَ لِأَضْعَفِنَا (وَمَا كُنَّا لَهُ مقرنين) أَيْ مُطِيقِينَ قَبْلَ ذَلِكَ أَوِ الْمَعْنَى وَلَوْلَا تَسْخِيرُهُ مَا كُنَّا جَمِيعًا مُقْتَدِرِينَ عَلَى رُكُوبِهِ مِنْ أَقْرَنَ لَهُ إِذَا أَطَاقَهُ وَقَوِيَ عَلَيْهِ
قاله القارىء (لمنقلبون) أَيْ رَاجِعُونَ وَاللَّامُ لِلتَّأْكِيدِ (الْبِرَّ) أَيِ الطَّاعَةَ (وَالتَّقْوَى) أَيْ عَنِ الْمَعْصِيَةِ أَوِ الْمُرَادُ مِنَ الْبِرِّ الْإِحْسَانُ إِلَى النَّاسِ أَوْ مِنَ اللَّهِ إِلَيْنَا وَمِنَ التَّقْوَى ارْتِكَابُ الْأَوَامِرِ وَاجْتِنَابُ النَّوَاهِي (وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى) أَيْ بِهِ عَنَّا (قَالَهُنَّ) أَيِ الْكَلِمَاتِ الْمَذْكُورَةَ وَهِيَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ إِلَخْ (آيِبُونَ) أَيْ نَحْنُ رَاجِعُونَ مِنَ السَّفَرِ بِالسَّلَامَةِ إِلَى الْوَطَنِ (وَإِذَا عَلَوُا الثَّنَايَا) جَمْعُ ثَنِيَّةٍ قَالَ فِي الْقَامُوسِ الثَّنِيَّةُ الْعَقَبَةُ أَوْ طَرِيقُهَا أَوِ الْجَبَلُ أَوِ الطَّرِيقَةُ فِيهِ أَوْ إِلَيْهِ (فَوُضِعَتِ الصَّلَاةُ عَلَى ذَلِكَ) حَيْثُ وُضِعَ فِيهَا التَّسْبِيحُ حَالَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالتَّكْبِيرُ وَقْتُ الرَّفْعِ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَآخِرُ حَدِيثِهِمْ حَامِدُونَ