الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
231 -
(باب من أجاز على جريح)
[2722]
الخ قَالَ فِي الْقَامُوسِ أَجَزْتُ عَلَى الْجَرِيحِ أَجْهَزْتُ وَقَالَ جَهَزَ عَلَى الْجَرِيحِ كَمَنَعَ وَأَجْهَزَ أَثْبَتَ قَتْلَهُ وَأَسْرَعَهُ وَتَمَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ فِيهِ أَثْخَنَ فِي الْعَدُوِّ بَالَغَ فِي الْجِرَاحَةِ فِيهِمْ وَحَاصِلُ التَّرْجَمَةِ أَنَّ مَنْ أَسْرَعَ قَتْلَ الْجَرِيحِ الْمُثْخَنِ الَّذِي بِهِ رَمَقٌ يُعْطَى شَيْئًا مِنْ سَلَبِهِ
(نَفَّلَنِي) بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ أَيْ أَعْطَانِي نَفْلًا زَائِدًا على سهم الغنيمة (كان) بن مَسْعُودٍ (قَتَلَهُ) أَيْ أَبَا جَهْلٍ يَعْنِي حَزَّ رَأْسَهُ وَبِهِ رَمَقٌ وَإِلَّا فَقَدْ قَتَلَهُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ وَمُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ وَهَذَا مِنْ كَلَامِ الرَّاوِي وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ كَلَامِهِ عَلَى التَّجْرِيدِ أَوِ الِالْتِفَاتِ وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ لِمَا تَرْجَمَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ
32 -
(بَاب فِيمَنْ جَاءَ بَعْدَ الْغَنِيمَةِ لَا سَهْمَ لَهُ)
[2723]
(قِبَلَ نَجْدٍ) بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ أَيْ نَحْوَهُ (بَعْدَ أَنْ فَتَحَهَا) أَيْ بَعْدَ فَتْحِ خَيْبَرَ (وَإِنَّ حُزُمَ خَيْلِهِمْ) بِمُهْمَلَةٍ وَزَايٍ مَضْمُومَتَيْنِ جَمْعُ حِزَامٍ بِالْكَسْرِ وَهُوَ مَا يُشَدُّ بِهِ الْوَسَطُ وَمَعْنَاهُ بِالْفَارِسِيَّةِ تنك ستور (لِيفٌ) بِالْكَسْرِ مَعْنَاهُ بِالْفَارِسِيَّةِ بوست درخت خرما (فَقَالَ أَبَانُ أَنْتَ بِهَا) قَالَ الْخَطَّابِيُّ مَعْنَاهُ أَنْتَ الْمُتَكَلِّمُ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ وَأَنْتَ بِهَذَا قَالَ الْحَافِظُ أَيْ وَأَنْتَ تَقُولُ بِهَذَا أَوْ أَنْتَ
بهذا المكان والمنزلة مع رسول الله مَعَ كَوْنِكِ لَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ وَلَا مِنْ قومه ولا من بلاده (ياوبر) بِفَتْحِ الْوَاوِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ دَابَّةٌ صَغِيرَةٌ كَالسِّنَّوْرِ وَحْشِيَّةٌ (تَحَدَّرُ) أَيْ تَدَلَّى وَهَبَطَ (مِنْ رَأْسِ ضَالٍ) بِتَخْفِيفِ اللَّامِ قَالَ الْخَطَّابِيُّ يُقَالُ إِنَّهُ جَبَلٌ أَوْ مَوْضِعٌ
وَفِي فَتْحِ الْبَارِي أَرَادَ أَبَانُ تَحْقِيرَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَنَّهُ لَيْسَ فِي قَدْرِ مَنْ يُشِيرُ بِعَطَاءٍ وَلَا بِمَنْعٍ وَأَنَّهُ قَلِيلُ الْقُدْرَةِ عَلَى الْقِتَالِ انْتَهَى
قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَفِي الْحَدِيثِ مِنَ الْفِقْهِ أَنَّ الْغَنِيمَةَ لِمَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ دُونَ مَنْ لَحِقَهُمْ بَعْدَ إِحْرَازِهَا
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ مَنْ لَحِقَ الْجَيْشَ بَعْدَ أَخْذِ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ قَسْمِهَا فَهُوَ شَرِيكُ الْغَانِمِينَ
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ الْغَنِيمَةُ لِمَنْ حَضَرَ الْوَقْعَةَ وَكَانَ رِدْءًا لَهُمْ فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَحْضُرْهَا فَلَا شَيْءَ لَهُ وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ وَأَحْمَدِ بْنِ حَنْبَلٍ انْتَهَى
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا
[2724]
(وَسَأَلَهُ) الضَّمِيرُ الْمَنْصُوبُ إِلَى الزُّهْرِيِّ
وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ فِي الْمَغَازِي عَنْ عَلِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ وَسَأَلَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ فَقَالَ أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَدِيثَ (أَنْ يُسْهَمَ لِي) أَيْ مِنْ غَنَائِمِ خَيْبَرَ (بَعْضُ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ) هُوَ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ (هذا) أي أبان بن سعيد (قاتل بن قَوْقَلٍ) بِقَافَيْنِ عَلَى وَزْنِ جَعْفَرٍ وَاسْمُهُ النُّعْمَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَصْرَمَ وَقَوْقَلٌ لَقَبُ ثَعْلَبَةَ وَأَصْرَمَ وَعِنْدَ الْبَغَوِيِّ فِي الصَّحَابَةِ أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ قَوْقَلٍ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ أقسمت عليك يارب أَنْ لَا تَغِيبَ الشَّمْسُ حَتَّى أَطَأَ بِعَرْجَتِي فِي الْجَنَّةِ فَاسْتُشْهِدَ ذَلِكَ الْيَوْمَ فَقَالَ النَّبِيُّ لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي الْجَنَّةِ وَمَا بِهِ عَرَجٌ قَالَهُ الْقَسْطَلَّانِيُّ (فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ) كَذَا فِي جَمِيعِ النُّسَخِ الْحَاضِرَةِ
وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ فقال بن سعيد بن العاص وهو الصحيح (ياعجبا) وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ وَاعْجَبًا
قَالَ الْقَسْطَلَّانِيُّ بِالتَّنْوِينِ اسْمُ فِعْلٍ بِمَعْنَى أَعْجَبُ وَإِنْ لَمْ يُنَوَّنْ فَأَصْلُهُ وَاعَجَبِي فَأُبْدِلَتْ كَسْرَةُ الْبَاءِ فَتْحَةً وَالْيَاءُ ألفا كما فعل في ياأسفي وياحسرتي (لِوَبْرٍ) بِلَامٍ مَكْسُورَةٍ قَالَهُ الْقَسْطَلَّانِيُّ وَتَقَدَّمَ مَعْنَى الْوَبْرِ (قَدْ تَدَلَّى) أَيِ انْحَدَرَ (مِنْ قَدُومِ ضَالٍ) بِفَتْحِ الْقَافِ
وَضَمِّ الدَّالِ الْمُخَفَّفَةِ أَيْ طَرَفِهِ وَفَسَّرَ الْبُخَارِيُّ الضَّالَ بِالسِّدْرِ الْبَرِّيِّ وَكَذَا قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ إِنَّهُ السِّدْرُ الْبَرِّيُّ وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ مِنْ رَأْسِ ضَانٍ بِالنُّونِ قِيلَ هُوَ رَأْسُ الْجَبَلِ لِأَنَّهُ فِي الْغَالِبِ مَوْضِعُ مَرْعَى الْغَنَمِ وَقِيلَ هُوَ جَبَلُ دَوْسٍ وَهُمْ قَوْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ
كَذَا فِي النَّيْلِ
(أَكْرَمَهُ اللَّهُ) أَيْ بِالشَّهَادَةِ (عَلَى يَدَيَّ) بِتَشْدِيدِ التَّحْتِيَّةِ تَثْنِيَةُ يَدٍ (وَلَمْ يُهِنِّي) مِنَ الْإِهَانَةِ (عَلَى يَدَيْهِ) بِأَنْ يَقْتُلَنِي كَافِرًا فَأَدْخُلَ النَّارَ وَقَدْ عَاشَ أَبَانُ حَتَّى تاب وأسلم قبل خيبر وبعدالحديبية قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَقَالَ فِيهِ فَقَالَ بن سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْخَطِيبِ هَكَذَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حَامِدِ بْنِ يَحْيَى وَقَالَ فِيهِ فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَإِنَّمَا هو بن سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَاسْمُهُ أَبَانُ وَهُوَ الَّذِي قال لا تسهم له يارسول اللَّهِ
هَذَا آخِرُ كَلَامِهِ
وَوَقَعَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ أن يسهم له وأن بن سعيد بن العاص قال للنبي لَا تُسْهِمْ لَهُ
وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ أَنَّ أَبَانَ بْنَ سَعِيدٍ هُوَ الَّذِي سَأَلَ رسول الله أَنْ يَقْسِمَ لَهُمْ فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ الْقَائِلُ لَا تُسْهِمُ لَهُ وَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ أَنَّ الصَّحِيحَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ هُوَ السَّائِلُ لرسول الله انْتَهَى كَلَامُ الْمُنْذِرِيِّ
[2725]
(بُرَيْدٌ) بِالتَّصْغِيرِ (قَدِمْنَا) أَيْ مِنَ الْحَبَشَةِ (فَوَافَقْنَا) أَيْ صَادَفْنَا (أَوْ قَالَ فَأَعْطَانَا مِنْهَا) أَيْ غَنَائِمِ خَيْبَرَ وَأَوْ لِلشَّكِّ (إِلَّا لِمَنْ شَهِدَ مَعَهُ) اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ لِلتَّأْكِيدِ (إِلَّا أَصْحَابَ سَفِينَتِنَا) اسْتِثْنَاءٌ مُتَّصِلٌ مِنْ قَوْلِهِ لأحد ذكره الطيبي
قال القارىء وَقِيلَ جَعْلُهُ بَدَلًا أَظْهَرُ وَيَرُدُّهُ أَنَّ الرِّوَايَةَ بِالنَّصْبِ انْتَهَى (جَعْفَرٌ وَأَصْحَابُهُ) عَطْفُ بَيَانٍ لِأَصْحَابِ السَّفِينَةِ وَالْمُرَادُ بِهِمْ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مع جماعة من أصحاب النبي كَانُوا هَاجَرُوا إِلَى الْحَبَشَةِ حِينَ كَانَ النَّبِيُّ بمكة فلما سمعوا بهجرة النبي وَقُوَّةِ دِينِهِ رَجَعُوا وَكَانُوا رَاكِبِينَ فِي السَّفِينَةِ فَوَافَقَ قُدُومُهُمْ فَتْحَ خَيْبَرَ (فَأَسْهَمَ لَهُمْ) أَيْ لِجَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ (مَعَهُمْ) أَيْ مَنْ شَهِدُوا مَعَ النبي فِي فَتْحِ خَيْبَرَ
قَالَ الْخَطَّابِيُّ يُشْبِهُ أَنْ يكون النبي إِنَّمَا أَعْطَاهُمْ مِنَ الْخُمْسِ الَّذِي هُوَ حَقُّهُ دُونَ حُقُوقِ مَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ انْتَهَى
وَفِي النيل وقال بن التِّينِ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَعْطَاهُمْ بِرِضَا بَقِيَّةِ الجيش وبهذا
جَزَمَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِي مَغَازِيهِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَعْطَاهُمْ مِنْ جَمِيعِ الْغَنِيمَةِ لِكَوْنِهِمْ وَصَلُوا قَبْلَ الْقِسْمَةِ وَبَعْدَ حَوْزِهَا وَهُوَ أَحَدُ الْأَقْوَالِ لِلشَّافِعِيِّ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ مُخْتَصَرًا وَمُطَوَّلًا
[2726]
(يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ) تَفْسِيرٌ مِنْ أَحَدِ الرُّوَاةِ (فِي حَاجَةِ اللَّهِ وَحَاجَةِ رَسُولِهِ) أَيْ فِي خِدْمَتِهِمَا وَسَبِيلِهِمَا وَأَمْرِ دِينِهِمَا وَعُثْمَانُ رضي الله عنه تَخَلَّفَ فِي الْمَدِينَةِ لتمريض رقية بنت رسول الله وهي زوجته وماتت ودفنت وهو ببدر (وَإِنِّي أُبَايِعُ لَهُ) أَيْ لِأَجْلِهِ وَبَدَلِهِ فَضَرَبَ بيمينه عَلَى شِمَالِهِ وَقَالَ هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ رضي الله عنه وَهَذَا فِيهِ إِشْكَالٌ وَإِنِّي أَرَاهُ وَهْمًا مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ
وَوَجْهُ الْإِشْكَالِ أَنَّ رسول الله إِنَّمَا بَايَعَ عَنْ عُثْمَانَ فِي غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ كَمَا فِي عَامَّةِ كُتُبِ الْحَدِيثِ وَالسِّيَرِ لَا فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ وَالَّذِي وَقَعَ فِي بَدْرٍ أن النبي خَلَّفَهُ عَلَى ابْنَتِهِ رُقَيَّةَ وَكَانَتْ مَرِيضَةً فَقَالَ له رسول الله إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ كَمَا فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ فِي بَابِ مَنَاقِبِ عُثْمَانَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ وَحَجَّ الْبَيْتَ فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا فَقَالَ مَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ قَالَ هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ قَالَ فَمَنِ الشَّيْخُ فِيهِمْ قَالُوا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر قال يا بن عُمَرَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ فَحَدِّثْنِي عَنْهُ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ نَعَمْ
فَقَالَ تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ قَالَ نَعَمْ
قَالَ الرَّجُلُ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا
قَالَ نَعَمْ
قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ
قال بن عُمَرَ تَعَالَ أُبَيِّنْ لَكَ أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ
فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ
وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَ تحته بنت رسول الله وكانت مريضة فقال له رسول الله إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ
وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لبعثه مكانه فبعث رسول الله عُثْمَانَ وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عثمان إلى مكة فقال رسول الله بِيَدِهِ الْيُمْنَى هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ فَقَالَ هَذِهِ لِعُثْمَانَ
فَقَالَ لَهُ بن عُمَرَ اذْهَبْ بِهَا الْآنَ مَعَكَ انْتَهَى
فَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ فِي غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ لَا فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ
وَالسَّبَبُ فِي ذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ بَعَثَ عُثْمَانَ لِيُعْلِمَ قُرَيْشًا أَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ مُعْتَمِرًا لَا مُحَارِبًا فَفِي غَيْبَةِ عُثْمَانَ شَاعَ عِنْدَهُمْ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ تَعَرَّضُوا لِحَرْبِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَعَدَّ المسلمون للقتال وبايعهم النبي حِينَئِذٍ تَحْتَ الشَّجَرَةِ عَلَى أَنْ لَا يَفِرُّوا وَذَلِكَ فِي غَيْبَةِ عُثْمَانَ
وَقِيلَ بَلْ جَاءَ الْخَبَرُ بِأَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ البيعة