الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَحَصَلَ لَهُ ثَوَابُ الْغُزَاةِ (وَمَنْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ) قَالَ الْقَاضِي يُقَالُ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ إِذَا قَامَ مَقَامَهُ فِي إِصْلَاحِ حَالِهِمْ وَمُحَافَظَةِ أَمْرِهِمْ أَيْ مَنْ تَوَلَّى أَمْرَ الْغَازِي وَنَابَ مَنَابَهُ فِي مُرَاعَاةِ أَهْلِهِ زَمَانَ غَيْبَتِهِ شَارَكَهُ فِي الثَّوَابِ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ
[2510]
(بَعَثَ) أَيْ جَيْشًا (إِلَى بَنِي لِحْيَانَ) بِكَسْرِ اللَّامِ (كَانَ لَهُ مِثْلُ نِصْفِ أَجْرِ الْخَارِجِ) فَإِنْ قُلْتَ الْحَدِيثُ الْمُتَقَدِّمُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِمَنْ خَلَفَ الْغَازِي فِي أَهْلِهِ مِثْلَ أَجْرِهِ فَمَا التَّوْفِيقُ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ قُلْتُ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ لَفْظَةُ نِصْفِ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ مقحمة من بعض الرواة
وقال الحافظ لاحاجة لِدَعْوَى زِيَادَتِهَا بَعْدَ ثُبُوتِهَا فِي الصَّحِيحِ وَالَّذِي يَظْهَرُ فِي تَوْجِيهِهَا أَنَّهَا أُطْلِقَتْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَجْمُوعِ الثَّوَابِ الْحَاصِلِ لِلْغَازِي وَالْخَالِفِ لَهُ بِخَيْرٍ فَإِنَّ الثَّوَابَ إِذَا انْقَسَمَ بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ كَانَ لِكُلٍّ مِنْهُمَا مِثْلُ مَا لِلْآخَرِ فَلَا تَعَارُضَ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ انْتَهَى
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
03 -
(بَاب فِي الْجُرْأَةِ وَالْجُبْنِ)
[2511]
(شُحٌّ هَالِعٌ) قَالَ الخطابي أصل الهلع الجزع والهالع ها هنا ذُو الْهَلَعِ وَيُقَالُ إِنَّ الشُّحَّ أَشَدُّ مِنَ الْبُخْلِ الَّذِي يَمْنَعُهُ مِنْ إِخْرَاجِ الْحَقِّ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ فَإِذَا اسْتُخْرِجَ مِنْهُ هَلَعَ وَجَزَعَ انْتَهَى
وَقَالَ فِي الْمَجْمَعِ الْهَلَعُ أَشَدُّ الْجَزَعِ وَالضَّجَرِ (وَجُبْنٌ خَالِعٌ) أَيْ شَدِيدٌ كَأَنَّهُ يَخْلَعُ فُؤَادَهُ
مِنْ شِدَّةِ خَوْفِهِ وَالْمُرَادُ بِهِ مَا يَعْرِضُ مِنْ نَوَازِعِ الْأَفْكَارِ وَضَعْفِ الْقَلْبِ عِنْدَ الْخَوْفِ
كَذَا فِي الْمَجْمَعِ
وَقَوْلُهُ شَرُّ مَا فِي رَجُلٍ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ قَوْلُهُ شُحٌّ هَالِعٌ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ وَهُوَ إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِمُوسَى بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ
[2512]
104 بَابٌ في قوله عزوجل ولا تلقوا بأيديكم أي أنفسكم والباء زائدة
إلى التهلكة أَيِ الْهَلَاكِ بِالْإِمْسَاكِ عَنِ النَّفَقَةِ فِي الْجِهَادِ أَوْ تَرْكِهِ لِأَنَّهُ يُقَوِّي الْعَدُوَّ عَلَيْكُمْ كَذَا فِي الْجَلَالَيْنِ (غَزَوْنَا) أَيْ خَرَجْنَا بِقَصْدِ الْغَزْوِ (نُرِيدُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ) فِي الْقَامُوسِ قُسْطَنْطِينَةُ أَوْ قُسْطَنْطِينِيَّةُ بزيادة ياء مشددة وقد يضم الطَّاءُ الْأُولَى مِنْهَا دَارُ مَلِكِ الرُّومِ (وَعَلَى الْجَمَاعَةِ) أَيْ أَمِيرِهِمْ هَذَا لَفْظُ الْمُؤَلِّفِ وَعِنْدَ الترمذي وعلى أهل مصر عقبة بن عامة وَعَلَى الْجَمَاعَةِ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ (وَالرُّومُ مُلْصِقُو ظُهُورِهِمْ بِحَائِطِ) أَيْ بِجِدَارِ (الْمَدِينَةِ) أَيَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ
وَالْمَعْنَى أَنَّ أَهْلَ الرُّومِ كَانُوا مُسْتَعِدِّينَ لِلْقِتَالِ وَمُنْتَظِرِينَ لِخُرُوجِ الْمُسْلِمِينَ مُلْصِقِينَ ظُهُورَهُمْ بِجِدَارِ الْبَلْدَةِ (مَهْ مَهْ) أَيِ اكْفُفْ (مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ) بِالنَّصْبِ عَلَى الِاخْتِصَاصِ (هَلُمَّ) أَيْ تَعَالَ مُرَكَّبَةٌ مِنْ هَاءِ التَّنْبِيهِ وَمِنْ لُمَّ أَيْ ضُمَّ نَفْسَكَ إِلَيْنَا يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالتَّذْكِيرُ وَالتَّأْنِيثُ عِنْدَ الْحِجَازِيِّينَ (وَنَدَعُ الْجِهَادَ) بِفَتْحِ النُّونِ وَالدَّالِ أَيْ نَتْرُكُهُ
وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْإِلْقَاءِ إِلَى التَّهْلُكَةِ هُوَ الْإِقَامَةُ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَتَرْكِ الْجِهَادِ وَقِيلَ هُوَ