الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقد أجَاب عَنْهُم أهل الْعلم بجوابات لم نرتضها وَتَركنَا ذكر أَي شَيْء مِنْهَا لاحتمالها للمعارضة والمناقضة وَفتح بَاب الْمقَال للمحتالين.
(د) المعاريض من الشَّرِيعَة:
وَأما مَا ذَكرُوهُ من قَوْله [صلى الله عليه وسلم] لمن سَأَلَهُمْ من هم فَقَالَ [صلى الله عليه وسلم] : " من مَاء "، وَقَوله [صلى الله عليه وسلم] :" مَا أحملك على ولد النَّاقة " فَلَيْسَ فِي هَذَا من الْحِيلَة الْمُحرمَة شَيْء، بل هُوَ من بَاب المعاريض فِي الْكَلَام، قد ثَبت الْإِذْن بهَا فِي هَذِه الشَّرِيعَة كَمَا صَحَّ عَنهُ [صلى الله عليه وسلم] :" أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ غَزْوَة يروي بغَيْرهَا " مَعَ كَون قَوْله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم " نَحن من مَاء " كَلَام صَحِيح صَادِق فَإِنَّهُ قصد [صلى الله عليه وسلم] مَا ذكره الله سُبْحَانَهُ من قَوْله سُبْحَانَهُ: {وَهُوَ الَّذِي خلق من المَاء بشرا} وَنَحْوهَا من الْآيَات. وَكَذَلِكَ قَوْله: " أحملك على ولد النَّاقة " فَإِن الْجمل هُوَ ولد النَّاقة، وَكَذَلِكَ مَا روى [صلى الله عليه وسلم] من قَوْله:" لَا تدخل الْجنَّة عَجُوز ": وَكَذَلِكَ مَا روى عَن أبي بكر رضي الله عنه فِي حَدِيث الْهِجْرَة أَنه كَانَ إِذا سُئِلَ عَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم من هُوَ؟ قَالَ: " هَذَا يهديني السَّبِيل ".
[فالمعاريض] بَاب آخر لَيست من التحيل فِي شَيْء. لَكِن هَؤُلَاءِ قد صَارُوا مثل الغريق بِكُل حَبل يلتوي.
فيا معشر المحتالين على الله وعَلى كِتَابه وعَلى رَسُوله وعَلى سنته وعَلى الْمُسلمين:
(دعوا كل قَول عِنْد قَول مُحَمَّد
…
فَمَا آمن فِي دينه كمخاطر)