المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطريق إلى طهارة الباطن: - قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها

[الشوكاني]

فهرس الكتاب

- ‌تَقْدِيم

- ‌الْفَصْل الأول

- ‌من هُوَ الْوَلِيّ

- ‌أفضل الْأَوْلِيَاء:

- ‌طَبَقَات الْأَوْلِيَاء:

- ‌الْأَوْلِيَاء غير الْأَنْبِيَاء لَيْسُوا بمعصومين:

- ‌المقياس فِي قبُول الْوَاقِعَات والمكاشفات:

- ‌إِمْكَان وُقُوع المكاشفات

- ‌الْوَاجِب على الْوَلِيّ فِيمَا يصدر من أَعمال:

- ‌خوارق غير الْأَوْلِيَاء:

- ‌المكاشفات الصَّحِيحَة وأولياء الْمُؤمنِينَ:

- ‌شخصية الْوَلِيّ

- ‌جَوَاز الكرامات:

- ‌مَتى يكون الخارق كَرَامَة:

- ‌المعاداة من الْوَلِيّ كَمَا يُمكن أَن تتَصَوَّر:

- ‌عود إِلَى مقياس الْولَايَة:

- ‌السكونيات، والدينيات فِي الْقُرْآن الْكَرِيم:

- ‌الْقدر وَنفي احتجاج العصاة بِهِ:

- ‌مبدأ الباطنية، وَكَيف قَامُوا:

- ‌كَرَاهَة الرافضة للصحابة أُرِيد بِهِ هدم السّنة:

- ‌نصيب الْعلمَاء العاملين من الْولَايَة:

- ‌أَسبَاب رسوخ الْعلمَاء العاملين فِي الْولَايَة:

- ‌الرُّجُوع إِلَى كتاب الله وَسنة رَسُوله فِي مسَائِل الدّين هُوَ الطَّرِيقَة العلمية:

- ‌حَقِيقَة الْمُقَلّد والتقليد وحكمهما:

- ‌التَّقْلِيد فِي نظر الْعلم والمعرفة:

- ‌موقف أَئِمَّة الْمُسلمين من المقلدين:

- ‌تناقص الْمُقَلّد مَعَ نَفسه:

- ‌مَنْهَج الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ:

- ‌معنى الِاقْتِدَاء بالصحابة، وموقف الْمُقَلّد من ذَلِك:

- ‌رأى الْعَالم عِنْد فقد الدَّلِيل رخصَة لَهُ فَقَط:

- ‌وَإِذا عرفت هَذَا فقد قدمنَا من الْآيَات القرآنية، وَالْأَحَادِيث الصَّحِيحَة مَا هُوَ مَنْهَج الْحق، ومهيع الشَّرْع، وَهُوَ الْأَمر الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم، وخلفاؤه الراشدون، وَبِه تقوم الْحجَّة على كل مُسلم، وَمن سنته [صلى الله عليه وسلم]

- ‌الْمَطْلُوب من مقلد وَمن عوام الْمُسلمين:

- ‌الِاجْتِهَاد ووحدة الْأَحْكَام:

- ‌منطق المقلدين هُوَ منطق السوفسطائيين:وَمَا أشبه الْقَائِل بِهَذِهِ الْمقَالة بالفرقة الَّتِي يُقَال لَهَا الْفرْقَة بالسوفسطائية فَإِنَّهُم جَاءُوا بِمَا يُخَالف الْعقل فَلم يعْتد بأقوالهم أحد من عُلَمَاء الْمَعْقُول لِأَنَّهَا بالجنون أشبه مِنْهَا بِالْعقلِ.وهم ثَلَاثَة فرق: عِنْدِيَّة

- ‌سد بَاب الِاجْتِهَاد وَنسخ للشريعة

- ‌جِهَاد الشَّوْكَانِيّ للمقلدين

- ‌من أخطار التَّقْلِيد والمقلدين:

- ‌وجود الِاجْتِهَاد فِي الْمذَاهب حجَّة على المقلدين:

- ‌أهل الْيمن وَالِاجْتِهَاد:

- ‌تعصب المقلدين أساسه الْجَهْل:

- ‌وَاجِب الْعلمَاء وأولي الْأَمر نَحْو المقلدين:

- ‌مدى تكريم الله سُبْحَانَهُ للأولياء:

- ‌الْفَصْل الثَّانِي

- ‌الطَّرِيق إِلَى ولَايَة الله

- ‌ أَدَاء الْفَرَائِض:

- ‌ من أَدَاء الْفَرَائِض ترك الْمعاصِي:

- ‌ من الْمعاصِي إبِْطَال الْفَرَائِض بالحيل:

- ‌(ب) الْحِيلَة والشريعة:

- ‌(م) الْحِيلَة من الإضافات للشريعة المبطلة لفرائضها:

- ‌(د) المعاريض من الشَّرِيعَة:

- ‌(هـ) من الْحِيَل المكفرة والمنافية للدّين:

- ‌(ب) " التَّقَرُّب بالنوافل

- ‌ من نوافل الصَّلَاة:

- ‌تذييل - محبَّة الله والاستكثار من تِلْكَ النَّوَافِل:

- ‌ من نوافل الْحَج:

- ‌ من نوافل الصَّدَقَة:

- ‌(ج) التَّقَرُّب بالأذكار:

- ‌ترغيب الْكتاب، وَالسّنة فِيهَا:

- ‌أعظم الْأَذْكَار أجرا:

- ‌أذكار الْأَوْقَات وفوائدها:

- ‌أذكار التَّوْحِيد:

- ‌الصَّلَاة على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] وفضلها:

- ‌التَّسْبِيح وفوائده:

- ‌الْأَدْعِيَة النَّبَوِيَّة:

- ‌الْأَدْعِيَة عقب الْوضُوء وَالصَّلَاة:

- ‌الْأَدْعِيَة عِنْد الْأَذَان وَالْإِقَامَة وَدخُول الْمَسْجِد:

- ‌الْأَدْعِيَة دَاخل الصَّلَاة:

- ‌الْأَدْعِيَة فِي الصّيام وَالْحج وَالْجهَاد وَالسّفر وَغَيرهَا:

- ‌د - الْإِيمَان وَطَرِيق الْولَايَة:

- ‌ الْإِيمَان بِالْقدرِ، وخاصة الْمُؤمنِينَ:

- ‌ فَوَائِد الْإِيمَان بِالْقدرِ:

- ‌ الْإِيمَان بِالْقضَاءِ والاستعاذة من سوءه:

- ‌ الْإِيمَان وَالْإِحْسَان وَلمن يَجْتَمِعَانِ:

- ‌الدُّعَاء أعظم مظَاهر الْولَايَة:

- ‌الْولَايَة وَالْعُزْلَة:

- ‌اللطف والنصر وَعَامة الْمُؤمنِينَ:

- ‌محبَّة الله بَين أَدَاء الْفَرْض وَالنَّفْل:

- ‌دَاء الْفَرَائِض شَرط فِي اعْتِبَار النَّوَافِل:

- ‌لَيست المداومة شرطا فِي الْقرب:

- ‌محبَّة الله شَامِلَة للمتقرب بِالْفَرْضِ والمتقرب بالنفل:

- ‌الْفَصْل الثَّالِث

- ‌أثر محبَّة الله فِي حَيَاة الْوَلِيّ

- ‌هدايته وتوفيقه

- ‌المُرَاد من أَن الله صَار سمع العَبْد وبصره إِلَخ:

- ‌تَحْقِيق آراء الاتحادية والصوفية:

- ‌منشأ الْخَطَأ عِنْد الاتحاديين:

- ‌فضل السّمع على الْبَصَر فِي التأثر وَالِاعْتِبَار:

- ‌إِجَابَة الدُّعَاء، من مظَاهر محبَّة الله للْعَبد (أَولا) :

- ‌أثر نوافل الصَّلَاة وَغَيرهَا فِي محبَّة الله لعَبْدِهِ:

- ‌الْعِصْمَة والقرب الَّتِي فِي هَذَا الحَدِيث:

- ‌مَتى نسلم بآراء أهل الْولَايَة وخواطرهم:

- ‌الْفَصْل الرَّابِع

- ‌قيمَة هَذَا الحَدِيث فِي بَاب السلوك والأخلاق

- ‌الْإِحْسَان والمفروضات الباطنية:

- ‌طَهَارَة الْبَاطِن وأثرها فِي مَرْكَز الْإِنْسَان من الْولَايَة:

- ‌الطَّرِيق إِلَى طَهَارَة الْبَاطِن:

- ‌مقَام الْإِحْسَان وَلمن يكون:

- ‌مقَام الْوَلِيّ وَإجَابَة الدُّعَاء:

- ‌مقَام الْمحبَّة وَإجَابَة الدُّعَاء:

- ‌مقَام الْمحبَّة ومداومة الدُّعَاء:

- ‌ضلال المدعين لرفع التَّكْلِيف:

- ‌المُرَاد بتررد الله سُبْحَانَهُ عَن نفس الْمُؤمن:

- ‌لَا تلازم بَين علم الله ونفاذ قَضَائِهِ:

- ‌الدُّعَاء كسبب لرد الْقَضَاء:

- ‌مبدأ السَّبَبِيَّة فِي الشَّرِيعَة الإسلامية:

- ‌كَرَاهَة الْمَوْت ومقام الْولَايَة:

- ‌الْوَلِيّ وَمَعْرِفَة الغيبيات:

- ‌تواضع الْوَلِيّ وَحَقِيقَته:

- ‌خَاتِمَة الشَّرْح

الفصل: ‌الطريق إلى طهارة الباطن:

‌طَهَارَة الْبَاطِن وأثرها فِي مَرْكَز الْإِنْسَان من الْولَايَة:

وَبِالْجُمْلَةِ فَمن قدر على تصفية بَاطِنه من هَذِه الأدناس فقد دخل من بَاب الْولَايَة الْكُبْرَى، وَتمسك بأوثق أَسبَابهَا، لِأَنَّهُ قد خلص من أعظم موانعها، وَأَشد القواطع عَنْهَا، وَصَارَ بَاطِنه قَابلا لأنوار التَّوْفِيق مستعداً للظفر بالمنازل الْعَالِيَة والمزايا الجميلة الَّتِي هِيَ أس الْولَايَة الْعُظْمَى وأساس الْهِدَايَة الْكُبْرَى وركن الْإِيمَان الْقوي، وعماد الْإِخْلَاص السوي.

وَإِذا تقرر لَك عدم اشْتِمَال خِصَال الْإِيمَان على جَمِيع الْأُمُور الْبَاطِنَة، فَكَذَلِك مَا ذكره من اشْتِمَال الْإِسْلَام على الْفَرَائِض الظَّاهِرَة، فَإِنَّهُ غير مُسلم. لِأَن الْإِسْلَام هُوَ الَّذِي ذكره النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم فِي جَوَاب سُؤال من سَأَلَهُ عَن الْإِسْلَام قَالَ:" أَن تقيم الصَّلَاة، وتؤتي الزَّكَاة، وتحج الْبَيْت، وتصوم رَمَضَان، وَتشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله ". فقد اقْتصر [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم فِي بَيَان مَاهِيَّة الْإِسْلَام على هَذِه الْخمس.

والفرائض الظَّاهِرَة كَثِيرَة جدا يصعب حصرها، وتتعسر الْإِحَاطَة بهَا، وناهيك أَن رَأس الْفَرَائِض الظَّاهِرَة الْجِهَاد وَلَيْسَ من جملَة الْخمس الَّتِي اشْتَمَل عَلَيْهَا حَدِيث الْإِسْلَام، فَلَا نطيل بذكرها فَإِنَّهَا مَعْرُوفَة لكل ذِي علم وَفهم.

‌الطَّرِيق إِلَى طَهَارَة الْبَاطِن:

وَيحسن أَن نبين هَاهُنَا الزواجر عَن بعض الْمعاصِي الْبَاطِنَة حَتَّى يكون ذَلِك بعد مَا قدمْنَاهُ من التحذير مِنْهَا كالدواء لدائها العضال، وكالترياق لسمها الْقِتَال.

ص: 437

فَاعْلَم أَن عُمْدَة الْأَعْمَال الَّتِي تترتب عَلَيْهَا صِحَّتهَا أَو فَسَادهَا هِيَ النِّيَّة وَالْإِخْلَاص، وَلَا شكّ أَنَّهُمَا من الْأُمُور الْبَاطِنَة.

فَمن لم تكن نِيَّته صَحِيحَة لم يَصح عمله الَّذِي عمله، وَلَا أجره الْمُتَرَتب عَلَيْهِ. وَمن لم يخلص عمله لله سُبْحَانَهُ فَهُوَ مَرْدُود عَلَيْهِ مَضْرُوب بِهِ فِي وَجهه، وَذَلِكَ كالعامل الَّذِي يشوب نِيَّته بالرياء، قَالَ الله عز وجل:{واعبدوا الله مُخلصين لَهُ الدّين} . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث عمر بن الْخطاب رضي الله عنه قَالَ:

" سَمِعت رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم يَقُول: إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لكل امْرِئ مَا نوى فَمن كَانَت هجرته إِلَى الله وَرَسُوله فَهجرَته إِلَى الله وَرَسُوله، وَمن كَانَت هجرته إِلَى دنيا يُصِيبهَا أَو امْرَأَة يَتَزَوَّجهَا فَهجرَته إِلَى مَا هَاجر إِلَيْهِ ".

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث عَائِشَة فِي قصَّة الْجَيْش الَّذِي يَغْزُو الْكَعْبَة فيخسف بهم، قَالَت: قلت يَا رَسُول الله كَيفَ يخسف بأولهم وَآخرهمْ وَفِيهِمْ أسواقهم وَمن لَيْسَ مِنْهُم؟ قَالَ: " يخسف بأولهم وَآخرهمْ ثمَّ يبعثون على قدر نياتهم ".

وَأخرج ابْن مَاجَه بِإِسْنَاد حسن من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم:

" إِنَّمَا يبْعَث النَّاس على نياتهم " وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث جَابر. وَأخرج البُخَارِيّ وَغَيره من حَدِيث أنس قَالَ: " رَجعْنَا

ص: 438

من غَزْوَة تَبُوك مَعَ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم، فَقَالَ: إِن أَقْوَامًا خلفنا بِالْمَدِينَةِ مَا سلكنا شعبًا وَلَا وَاديا إِلَّا وهم مَعنا حَبسهم الْعذر ". وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم:

" إِن الله لَا ينظر إِلَى أجسامكم وَلَا إِلَى صوركُمْ، وَلَكِن ينظر إِلَى قُلُوبكُمْ ".

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث ابْن عَبَّاس عَنهُ [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم:

" من همَّ بحسنة فَلم يعملها كتبهَا الله عِنْده حَسَنَة كَامِلَة، فَإِن همَّ بهَا فعملها كتبهَا الله عِنْده عشر حَسَنَات إِلَى سَبْعمِائة ضعف إِلَى أَضْعَاف كَثِيرَة، وَمن هم بسيئة فَلم يعملها كتبهَا الله عِنْده حَسَنَة كَامِلَة وَإِن هُوَ هم بهَا فعملها كتبهَا الله عِنْده سَيِّئَة وَاحِدَة " زَاد فِي رِوَايَة: " أَو محاها، وَلَا يهْلك على الله إِلَّا هَالك ". وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِنَحْوِهِ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة.

وَمن ذَلِك حَدِيث:

" الثَّلَاثَة الَّذين هم أول من تسعَّر بهم النَّار وهم: الْعَالم الَّذِي علم ليقال لَهُ عَالم، والمجاهد الَّذِي جَاهد ليقال لَهُ جرئ، وَالرجل الْغَنِيّ الَّذِي تصدق ليقال لَهُ جواد ".

وَهُوَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا بِأَلْفَاظ. وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد جيد من حَدِيث أبي أُمَامَة قَالَ: " جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم فَقَالَ: أَرَأَيْت رجلا غزا يلْتَمس الْأجر وَالذكر مَا لَهُ؟ فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم: لَا شَيْء لَهُ، فَأَعَادَهَا ثَلَاث مَرَّات يَقُول رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم: لَا شَيْء لَهُ، ثمَّ قَالَ: إِن الله لَا يقبل من العَبْد إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصا، وابتغى بِهِ وَجهه ".

وَأخرج أَحْمد بِإِسْنَاد جيد وَالْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث أبي هِنْد الدَّارِيّ

ص: 439

أَنه سمع رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم يَقُول:

" من قَامَ مقَام رِيَاء وَسمع راءى الله بِهِ يَوْم الْقِيَامَة وسَمّع ".

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير بأسانيد أَحدهَا صَحِيح والبيقهي عَن عبد الله ابْن عَمْرو، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم يَقُول: " من سمع النَّاس بِعِلْمِهِ سمع الله بِهِ سامع خلقه وصغره وحقره ".

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث جُنْدُب بن عبد الله قَالَ: قَالَ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم: " من سمع سمع الله بِهِ وَمن يرائي يرائي الله بِهِ ".

وَأخرج ابْن مَاجَه وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد من حَدِيث معَاذ قَالَ:

" سَمِعت رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم يَقُول: الْيَسِير من الرِّيَاء شرك " الحَدِيث. قَالَ الْحَاكِم: صَحِيح وَلَا عِلّة لَهُ.

وَأخرج أَحْمد بِإِسْنَاد جيد، وَابْن أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ فِي الزّهْد عَن مَحْمُود ابْن لبيد أَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم قَالَ:

" إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم الشّرك الْأَصْغَر قَالُوا: وَمَا الشّرك الْأَصْغَر؟ {قَالَ الرِّيَاء، يَقُول الله عز وجل، إِذا جزى النَّاس بأعمالهم: اذْهَبُوا إِلَى الَّذين كُنْتُم تراءون فِي الدُّنْيَا فانظروا هَل تَجِدُونَ عِنْدهم جَزَاء؟} ".

وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي سعيد

ص: 440

نَحوه. وَأخرج ابْن مَاجَه بِإِسْنَاد رِجَاله ثِقَات، وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة نَحوه أَيْضا.

وَالْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي كَون الرِّيَاء مُبْطلًا للْعَمَل مُوجبا للإثم كَثِيرَة جدا وَارِدَة فِي أَنْوَاع من الرِّيَاء. الرِّيَاء فِي الْعلم، والرياء فِي الْجِهَاد، والرياء فِي الصَّدَقَة، والرياء فِي أَعمال الْخَيْر على الْعُمُوم، ومجموعها لَا يَفِي بِهِ إى مُصَنف مُسْتَقل.

والرياء هُوَ أضرّ الْمعاصِي الْبَاطِنَة وأشرها مَعَ كَونه لَا فَائِدَة فِيهِ إِلَّا ذهَاب أجر الْعَمَل والعقوبة على وُقُوعه فِي الطَّاعَة، فَلم يذهب بِهِ مُجَرّد الْعَمَل بل لزم صَاحبه مَعَ ذهَاب عمله الْإِثْم الْبَالِغ.

وَمن كَانَ ثَمَرَة ريائه هَذِه الثَّمَرَة، وَعجز عَن صرف نَفسه عَنهُ فَهُوَ من ضعف الْعقل، وحمق الطَّبْع بمَكَان فَوق مَكَان الْمَشْهُورين بالحماقة.

وَمن الزّجر عَن الذُّنُوب الْبَاطِنَة الْخَارِجَة عَن حَدِيث الْإِيمَان مَا أخرجه الشَّيْخَانِ وَغَيرهمَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم قَالَ:

" إيَّاكُمْ وَالظَّن فَإِن الظَّن أكذب الحَدِيث. وَلَا تجسسوا وَلَا تحسسوا، وَلَا تنافسوا وَلَا تَحَاسَدُوا. وَلَا تباغضوا، وَلَا تدابروا كَمَا أَمركُم. الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يَخْذُلهُ وَلَا يحقره التَّقْوَى هَاهُنَا التَّقْوَى هَاهُنَا التَّقْوَى هَاهُنَا. وَيُشِير إِلَى صَدره بِحَسب امْرِئ من الشَّرّ أَن يحقر أَخَاهُ الْمُسلم. كل الْمُسلم على الْمُسلم حرَام: دَمه وَعرضه وَمَاله ".

وَهَذِه الْأُمُور غالبها من الْمعاصِي الْبَاطِنَة. وناهيك أَن التَّقْوَى الَّتِي هِيَ طَرِيق النجَاة الْكُبْرَى قد صرح [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم هَاهُنَا أَنَّهَا من الْأُمُور الْبَاطِنَة، فَإِذا كَانَت النِّيَّة وَالْإِخْلَاص وَالتَّقوى من الْأُمُور الْبَاطِنَة، وَهِي عُمْدَة الِاعْتِدَاد بالأفعال والأقوال فناهيك بذلك.

ص: 441

وَأخرج ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَنهُ [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم قَالَ:

" لَا يجْتَمع فِي جَوف عبد مُؤمن غُبَار فِي سَبِيل الله وفيح جَهَنَّم، وَلَا يجْتَمع فِي جَوف عبد الْإِيمَان والحسد ".

فقد أوضح فِي هَذَا الحَدِيث أَن الْحَسَد مُغَاير للْإيمَان، فصح مَا ذَكرْنَاهُ من الِاعْتِرَاض على كَلَام الطوفي السَّابِق.

وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَأخرجه ابْن مَاجَه من حَدِيث أنس عَنهُ [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم أَنه قَالَ:

" إيَّاكُمْ والحسد فَإِن الْحَسَد يَأْكُل الْحَسَنَات كَمَا تَأْكُل النَّار الْحَطب " وَأخرج الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد رِجَاله ثِقَات عَن ضَمرَة بن ثَعْلَبَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم:

" لَا يزَال النَّاس بِخَير مَا لم يتحاسدوا ". وَأخرج الْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد جيد من حَدِيث الزبير أَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم قَالَ:

" دب إِلَيْكُم دَاء الْأُمَم قبلكُمْ الْحَسَد والبغضاء، والبغضاء هِيَ الحالقة أما إِنِّي لَا أَقُول تحلق الشّعْر وَلَكِن تحلق الدّين ".

وَأخرج ابْن مَاجَه بِإِسْنَاد صَحِيح وَالْبَيْهَقِيّ " أَنه سُئِلَ رَسُول الله [[صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم] عَن أفضل النَّاس فَقَالَ: التقى النقي لَا إِثْم فِيهِ وَلَا بغي وَلَا غل وَلَا حسد ". وَالْأَحَادِيث فِي هَذَا الْبَاب كَثِيرَة.

وَمِمَّا ورد فِي ذمّ الْكبر وَالْعجب حَدِيث عِيَاض بن حمَار الَّذِي أخرجه مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم:

" إِن الله تَعَالَى أوحى إليّ أَن تواضعوا حَتَّى لَا يفخر أحد على أحد وَلَا يَبْغِي أحد على أحد ". وَأخرج مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله

ص: 442

[صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم:

" مَا نقصت صَدَقَة من مَال وَمَا زَاد الله عبدا بِعَفْو إِلَّا عزا. وَمَا تواضع أحد لله إِلَّا رَفعه ". وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم وَصَححهُ من حَدِيث ثَوْبَان قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم:

" من مَاتَ وَهُوَ بَرِيء من الْكبر والغلول والدَّين دخل الْجنَّة ".

وَأخرج ابْن مَاجَه وَابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَنهُ [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم أَنه قَالَ:

" من تواضع لله دَرَجَة يرفعهُ دَرَجَة حَتَّى يَجعله فِي أعلا عليين. وَمن تكبر على الله دَرَجَة يَضَعهُ الله دَرَجَة حَتَّى يَجعله فِي أَسْفَل سافلين وَلَو أَن أحدكُم يعْمل فِي صَخْرَة صماء لَيْسَ عَلَيْهَا بَاب وَلَا كسْوَة لخرج مَا غيبه للنَّاس كَائِنا من كَانَ ".

وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار بِإِسْنَاد رِجَاله رجال الصَّحِيح، وَالطَّبَرَانِيّ عَن عمر بن الْخطاب أَنه قَالَ على الْمِنْبَر:" أَيهَا النَّاس تواضعوا فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم يَقُول: من تواضع لله رَفعه الله وَقَالَ: - انْتَعش نَعشك الله - فَهُوَ فِي أعين النَّاس عَظِيم وَفِي نَفسه صَغِير، وَمن تكبر قصمه الله. وَقَالَ: اخْسَأْ فَهُوَ فِي أعين النَّاس صَغِير، وَفِي نَفسه كَبِير ".

وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة قَالَا: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم: يَقُول الله عز وجل:

" الْعِزّ إزَاره

ص: 443

والكبرياء رِدَاؤُهُ فَمن نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا عَذبته ". وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث حَارِثَة بن وهب قَالَ: " سَمِعت رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم يَقُول: أَلا أخْبركُم بِأَهْل النَّار كل عتل جَوَّاظٍ مستكبر ".

وَأخرج مُسلم وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَنهُ [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم

" ثَلَاثَة لَا يكلمهم الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة وَلَا يزكيهم وَلَا ينظر إِلَيْهِم وَلَهُم عَذَاب أَلِيم: شيخ زانٍ، وَملك كَذَّاب، وعائل مستكبر ". وَأخرج مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم قَالَ:

" لَا يدْخل الْجنَّة من فِي قلبه مِثْقَال ذرة من كبر ". فَقَالَ رجل: إِن الرجل يحب أَن يكون ثَوْبه حسنا، وَنَعله حَسَنَة قَالَ. إِن الله جميل يحب الْجمال. الْكبر بطر الْحق وغمط النَّاس " وَأخرج البُخَارِيّ وَغَيره من حَدِيث ابْن عمر أَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم قَالَ:" بَيْنَمَا رجل مِمَّن كَانَ قبلكُمْ يجر إزَاره من الْخُيَلَاء خسف بِهِ فَهُوَ يتجلجل فِي الأَرْض إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ". وَأخرج نَحوه البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة.

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث ابْن عمر أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم قَالَ: " من جر ثَوْبه خُيَلَاء لم ينظر الله لَهُ يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ أَبُو بكر: يَا رَسُول الله إِن إزَارِي يسترخي أَلا أَن أتعاهده؟ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم: إِنَّك لست مِمَّن يَفْعَله خُيَلَاء "، وَالْخُيَلَاء عِنْد أهل اللُّغَة وَالشَّرْع الْكبر وَالْعجب. وَالْأَحَادِيث فِي هَذَا الْبَاب كَثِيره. وَأخرج الشَّيْخَانِ

ص: 444

وَغَيرهمَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم:

" تَجِدُونَ النَّاس معادن خيارهم فِي الْجَاهِلِيَّة، خيارهم فِي الْإِسْلَام إِذا فقهوا، وتجدون شَرّ النَّاس ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْه وَهَؤُلَاء بِوَجْه ". وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث ابْن عمر أَن رجلا قَالَ لَهُ إِنَّا ندخل على سلطاننا فَنَقُول بِخِلَاف مَا نتكلم إِذا خرجنَا من عِنْده فَقَالَ: كُنَّا نعد هَذَا نفَاقًا على عهد رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم ".

وَأخرج أَبُو دَاوُد وَابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث عمار بن يَاسر قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم:

" من كَانَ لَهُ وَجْهَان فِي الدُّنْيَا كَانَ لَهُ يَوْم الْقِيَامَة لسانان من نَار ". وَأخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا وَالطَّبَرَانِيّ والأصبهاني من حَدِيث أنس. وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ أَيْضا فِي الْأَوْسَط من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص بِلَفْظ [ذَوُو] الْوَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا وَيَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة وَله وَجْهَان من نَار ".

وَمن الْأُمُور الْبَاطِنَة الْخِيَانَة وَقد وَردت الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة بِأَنَّهَا من خِصَال النِّفَاق.

ص: 445

وَمن الْأُمُور الْبَاطِنَة الْمحبَّة والبغض وَالْكَرَاهَة وَقد ثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث أنس عَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم قَالَ:

" ثَلَاث مَنْ كُنَّ فِيهِ وجد بِهن حلاوة الْإِيمَان، من كَانَ الله وَرَسُوله أحب إِلَيْهِ مِمَّا سواهُمَا وَمن أحب عبدا لَا يُحِبهُ إِلَّا الله تَعَالَى، وَمن يكره أَن يعود فِي الْكفْر بعد أَن أنقذه الله مِنْهُ كَمَا يكره أَن يقذف فِي النَّار " وَفِي رِوَايَة " وَأَن يحب فِي الله وَيبغض فِي الله ".

وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم:

(إِن الله تَعَالَى يَقُول يَوْم الْقِيَامَة: [أَيْن] المتحابون لأجلي الْيَوْم أظلهم فِي ظِلِّي يَوْم لَا ظلّ إِلَى ظِلِّي " وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي السَّبْعَة الَّذين يظلهم الله فِي ظله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله " وَمِنْهُم رجلَانِ تحابا فِي الله اجْتمعَا عَلَيْهِ وتفرقا عَلَيْهِ ". وَأخرج مُسلم من حَدِيثه فِي الرجل الَّذِي أَتَى رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم وعرفه أَنه زار أَخا لَهُ أحبه فِي الله تَعَالَى فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: إِن الله قد أحبك كَمَا أَحْبَبْت فِيهِ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث أبي ذَر " أَنه [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: الْمَرْء مَعَ من أحب ".

وَالْأَحَادِيث فِي هَذَا الْبَاب كَثِيرَة جدا وَمن ذَلِك مَا ورد فِي ذمّ حب الدُّنْيَا ومدح حب الْآخِرَة، وَهِي أَحَادِيث كَثِيرَة.

وَمن الْأُمُور الْبَاطِنَة الطَّيرَة وَقد صَحَّ عَنهُ [صلى الله عليه وسلم] وَآله وَسلم أَنَّهَا شرك كَمَا فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود وَصَححهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان.

وَمن الْأُمُور الباطقة التَّوْبَة، وَالْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي التَّرْغِيب فِيهَا متواترة. وَمِنْهَا الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي مدح الخشية من الله عز وجل.

ص: 446