الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد غاض بحر العلم مذ غاب شخصه
…
ولكنّ بحر الجود من بعده طما
تضعضع بنيان العلوم لفقده
…
وأصبح وجه العلم أغبر أقتما
غدا كل نور في الجزيرة خامدا
…
وأصبح ركن الدين ثمّ مهدّما
فيا منهلا يروي العلوم بورده
…
شهدت لقد ورّثتها بعدك الظما
ويا أيها الشيخ الإمام تصبرا
…
وإن كنت أهدى من سواك وأحلما
هو الدهر لا يبقى على حالة معا
…
يدير على أهليه بؤسا وأنعما
فحينا تراه باسر الوجه عابسا
…
وحينا تراه ضاحكا متبسما
فما أبقت الدنيا مطاعا مسوّدا
…
ولا ملكا في العالمين مكرما
فأين جديس ثم طسم وجرهم
…
ألم تطمس الأيام طسما وجرهما
أما هلكت عاد ومن كان قبلها
…
ومن بعدها من ذا من القدر احتمى
قال ابن سمرة: (والقصيدة طويلة تزيد على خمسين بيتا)(1)، وإنما ذكرت منها هذا القدر؛ ليستدل به على فضل قائلها ومن قيلت فيه؛ فإن قائلها فقيه صالح، لا يستحل مدح من لا يستحق المدح.
2240 - [إبراهيم الغزّي الشاعر]
(2)
أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى-كذا في «تاريخ اليافعي» (3)، وفي «كتاب الذهبي»:
(إبراهيم بن عثمان)(4)، ولعل أحدهما نسبه إلى جده (5) -الكلبي الغزي، الشاعر المشهور.
شاعر محسن، ذكره الحافظ ابن عساكر في «تاريخ دمشق» [فقال]: (دخل دمشق وسمع بها من الفقيه نصر المقدسي سنة إحدى وثمانين وأربع مائة، ورحل إلى بغداد، أقام بالمدرسة النظامية عدة سنين، ومدح ورثى غير واحد من المدرسين بها وغيرهم، ثم رحل
(1)«طبقات فقهاء اليمن» (ص 148).
(2)
«المنتظم» (10/ 238)، و «وفيات الأعيان» (1/ 57)، و «سير أعلام النبلاء» (19/ 554)، و «الوافي بالوفيات» (6/ 51)، و «النجوم الزاهرة» (5/ 236).
(3)
انظر «مرآة الجنان» (3/ 230).
(4)
«العبر» (4/ 55).
(5)
السبب في ذلك أن في اسمه خلافا، انظر «وفيات الأعيان» (1/ 57).
إلى خراسان، وامتدح بها جماعة من رؤسائها، وانتشر شعره هناك، وذكر له عدة مقاطيع من الشعر وأثني عليه) انتهى كلام الحافظ ابن عساكر (1).
قال ابن خلكان: (وله ديوان شعر اختاره بنفسه، وذكر في خطبته أنه ألف بيت) اهـ (2)
قال العماد الكاتب في «الخريدة» : ومدح بكرمان وزيرها مكرم بن العلاء بقصيدته البائية التي أبدع فيها، منها قوله:[من الطويل]
حملنا من الأيام ما لا نطيقه
…
كما حمل العظم الكسير العصائبا
ومنها في قصر الليل، وهو معنى لطيف:
وليل رجونا أن يدب عذاره
…
فما اختط حتى صار بالفجر شائبا
ومن جيد شعره قوله: [من الكامل]
قالوا هجرت الشعر قلت ضرورة
…
باب الدواعي والبواعث مغلق
خلت الديار فلا كريم يرتجى
…
منه النوال ولا مليح يعشق (3)
ومنه: [من البسيط]
إشارة منك تغنيني وأحسنها
…
ردّ السلام غداة البين بالعنم
أما ترانا وقد ضمت يد ليد
…
عند العناق وقد لاقى فم لفم
حتى إذا طاح عنها المرط من دهش
…
وانحل بالضم سلك العقد في الظلم
تبسمت فأضاء الليل فالتقطت
…
حبّات منتثر في ضوء منتظم
قيل: والبيت الأخير منها ينظر إلى قول الشريف الرضي: [من البسيط]
وبات بارق ذاك الثغر يوضح لي
…
مواقع اللّثم في داج من الظّلم
توفي الغزي المذكور سنة أربع وعشرين وخمس مائة.
ولد بغزة في أرض الشام، وبها ولد أيضا الإمام الشافعي، وبها توفي هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول مطرود بن كعب الخزاعي يبكيه:[من البسيط]
وهاشم في ضريح وسط بلقعة
…
تسفي الرّياح عليه بين غزات