الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2149 - [ابن البوقا]
(1)
أبو سعيد إسماعيل بن محمد المعروف بابن البوقا.
كان رئيسا جوادا، واسع الخير بماله وجاهه، مأمون الغائلة، طاهر المحضر والصدر واللسان.
وزر لجياش بن نجاح، ولأولاده من بعده، وهم: الفاتك، ومنصور، وعبد الواحد، أولاد جياش، وما منهم إلا أكرمه وعظمه.
قال عمارة: وشعره كثير، يتغنى بغزله رشاقة، ويتمثل بجزله وثاقة.
فمن غزله قوله: [من الخفيف]
عند روض الربيع لي أوطار
…
تقتضيها الصهباء والأوتار
ولم أقف على تاريخ وفاته، وإنما ذكرته هنا؛ لأنه كان موجودا في أيام فاتك بن جياش، والله سبحانه أعلم.
2150 - [إلكيا الهرّاسي]
(2)
أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري الفقيه الشافعي المعروف بإلكيا-[بكسر الهمزة]-والكاف، بينهما لام ساكنة، وبعد الكاف مثناة من تحت مفتوحة خفيفة، ثم ألف-وهي عجمية، معناها: الكبير المقدم بين الناس.
أصله من طبرستان، فخرج إلى نيسابور، وتفقه على إمام الحرمين إلى أن برع، وكان من رءوس معيدي إمام الحرمين في الدروس، وثاني أبي حامد الغزالي، بل أرجح منه في الصوت والمنظر؛ فإنه كان حسن الوجه، جهوري الصوت، فصيح العبارة، حلو الكلام.
ثم خرج من نيسابور إلى بيهق، ودرّس بها مدة، ثم خرج إلى العراق، ودرّس بنظامية بغداد إلى أن توفي.
(1)«طراز أعلام الزمن» (1/ 240)، و «الوافي بالوفيات» (9/ 210).
(2)
«المنتظم» (10/ 110)، و «الكامل في التاريخ» (8/ 586)، و «وفيات الأعيان» (3/ 286)، و «سير أعلام النبلاء» (19/ 350)، و «تاريخ الإسلام» (35/ 92)، و «الوافي بالوفيات» (22/ 82)، و «مرآة الجنان» (3/ 173)، و «البداية والنهاية» (12/ 660)، و «شذرات الذهب» (6/ 14).
واتصل بخدمة الملك بركياروق بن ملك شاه، وحظي عنده بالمال والجاه، وارتفع شأنه، وتولى القضاء بتلك الدولة.
وكان محدثا، يستعمل الأحاديث في مناظرته ومجالسه، ومن كلامه: إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح .. طارت رءوس المقاييس في مهاب الرياح.
سأله الحافظ السلفي عن كتبة الحديث: هل يدخلون في الوصية للعلماء والفقهاء؟ فأجاب بدخولهم، قال: كيف لا يدخلون وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها .. بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما» ؟ ! اهـ (1)
والذي ذكره الرافعي والنووي رحمهما الله تعالى: أنه إذا أوصى للعلماء .. لا يدخل فيه الذين يسمعون الحديث ولا علم لهم بطرقه، ولا بأسماء الرواة، ولا بالمتون؛ فإن السماع المجرد ليس بعلم (2).
وسئل عن يزيد بن معاوية، فقدح فيه وشطح، وكتب فصلا طويلا، ثم قلب الورقة وكتب: لو مددت ببياض .. لمددت العنان في مخازي هذا الإنسان، وكتب: فلان بن فلان.
وخالفه الإمام أبو حامد الغزالي؛ فإنه سئل عمن صرح بلعن يزيد: هل يحكم بفسقه؟ وهل يشرع الترحم عليه أم السكوت أفضل؟ فأجاب بما معناه: (لا يجوز لعن مسلم أصلا، ويزيد صح إسلامه، وما صح قتله الحسين، ولا أمره به، وما لم يصح عنه ذلك ..
لا يجوز أن يظن به ذلك؛ فإن إساءة الظن بالمسلم حرام، قال الله تعالى:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ، } وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله حرم من المسلم دمه وماله وعرضه، وأن يظن به ظن السوء» (3).
قال: ومن زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين رضي الله عنه .. فهو أحمق؛ فإن من قتل من الأكابر والوزراء والسلاطين لو أراد أحد أن يعلم حقيقة من الذي قتله، ومن الذي رضي به، ومن الذي كرهه .. لم يقدر على ذلك وإن كان قد قتل بجواره وزمانه وهو يشاهده، فكيف يعرف ذلك فيمن انقضى عليه قريب من أربع مائة سنة في مكان بعيد؟ ! فهذا لا تعرف حقيقته
(1) أخرجه البيهقي في «الشعب» (1596)، وابن عدي في «الكامل» (5/ 150)، وانظر «التلخيص الحبير» (4/ 2071)، و «المقاصد الحسنة» (ص 411).
(2)
انظر «روضة الطالبين» (6/ 169).
(3)
أخرجه البخاري (5144)، ومسلم (2564)، والترمذي (1988).