الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حدث عن أبيه، وعبدوس بن عبد الله، ومكي بن السلار، وأجاز له أبو بكر بن خلف الشيرازي.
وكان من الحفاظ الأدباء المعمرين، عاش خمسا وتسعين سنة.
وتوفي سنة ثمان وخمسين وخمس مائة.
2454 - [سديد الدين ابن الأنباري]
(1)
محمد بن عبد الكريم الشيباني، سديد الدين ابن الأنباري، الكاتب البليغ.
صاحب ديوان الإنشاء خمسين سنة، ومات في الوزارة، ونفذ رسولا.
وكان ذا رأي وعقل وحزم.
توفي سنة ثمان وخمسين وخمس مائة.
2455 - [ابن جسمر]
(2)
الحسين بن علي بن جسمر-بفتح الجيم، وسكون السين المهملة، وفتح الميم، وآخره راء-من أهل دمت-بفتح الدال المهملة، وسكون الميم، وآخره مثناة من فوق-صقع متسع قبلي تعز على نحو نصف مرحلة منها، تحتوي على قرى كثيرة.
كان المذكور فقيها فاضلا، وكان الإمام يحيى يثني عليه بالحفظ وجودة المعرفة، وهو أحد أشياخ إبراهيم بن أسعد الوزيري.
وتوفي غرة ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وخمس مائة.
2456 - [العمراني صاحب «البيان»]
(3)
يحيى بن أبي الخير العمراني الفقيه الإمام، مفيد الطالبين، وقدوة الأنام، سارت
(1)«المنتظم» (10/ 463)، و «الكامل في التاريخ» (9/ 304)، و «سير أعلام النبلاء» (20/ 350)، و «العبر» (4/ 165)، و «الوافي بالوفيات» (3/ 279)، و «مرآة الجنان» (3/ 318)، و «شذرات الذهب» (6/ 308).
(2)
«طبقات فقهاء اليمن» (ص 195)، و «السلوك» (1/ 341)، و «العطايا السنية» (ص 302)، و «طراز أعلام الزمن» (1/ 358)، و «تحفة الزمن» (1/ 270)، و «هجر العلم» (2/ 633).
(3)
«طبقات فقهاء اليمن» (ص 174)، و «السلوك» (1/ 294)، و «مرآة الجنان» (3/ 318)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (7/ 336)، و «العطايا السنية» (ص 670)، و «طراز أعلام الزمن» (4/ 46)، و «تحفة الزمن» (1/ 318)، و «طبقات الخواص» (ص 363)، و «شذرات الذهب» (6/ 309).
بفضائله الركبان، أبو زكريا صاحب «البيان» من بني عمران (1)، المنتسبين إلى معد بن عدنان.
ولد في سنة تسع وثمانين وأربع مائة، وهو أكثر من انتشر العلم عنه من أهل الطبقة.
تفقه في بدايته بخاله أبي الفتوح، أخذ عنه «التنبيه» و «كافي الصّردفي» في الفرائض، ثم قرأ «التنبيه» ثانيا على موسى الصعبي، ثم قدم إليهم الفقيه عبد الله بن أحمد الزبراني باستدعاء من بعض مشايخ قومه بني عمران، فأخذ عنه «المهذب» و «اللمع» غيبا و «المخلص» و «الإرشاد» لابن عبدويه، وأعاد عليه «كافي الصردفي» ، ثم ترافق هو والشيخ عمر بن علقمة إلى إحاظة، فقرأ عليه «المهذب» و «تعليقة الشيخ أبي إسحاق» في الأصول، و «الملخص» ثم «غريب أبي عبيد» وغير ذلك من مسائل الدور والخلاف، ثم لما عادا السفال .. درسا ما قرآه، ثم أخذ عنه «كافي الصفار» و «الجمل» في النحو، وقرأ الدور مرة ثانية على عمر بن بيش اللحجي، ويقال: الأبيني.
قال الجندي: (وجدت تعليقة بخط الفقيه أبي الخطاب عمر بن محمد بن مضمون، فيها أن الإمام يحيى بن أبي الخير تعلم القرآن وأكمل حفظه غيبا، وقرأ «المهذب» و «التنبيه» و «الفرائض» ولم يبلغ من العمر غير ثلاث عشرة سنة من مولده، ثم لما قدم اليفاعي من مكة إلى الجند وقد صار هذا الشيخ يدرّس .. وصل الجند بجمع من درسته، فأخذ عنه «المهذب» ثالثة، ثم «النكت» ، ثم طلع قرية سهفنة بعد موت اليفاعي، فأخذ بها عن القاضي مسلم بن أبي بكر كتاب «الحروف السبعة» في علم الكلام تأليف المراغي، ثم انتقل إلى ذي أشرق، فأخذ عن الفقيه سالم الأصغر «جامع الترمذي» وتزوج في سنة سبع عشرة وخمس مائة أم ولده طاهر، وكان تسرّى قبلها بحبشية، وفيها ابتدأ مطالعة الشروح، وجمع منها ما يزيد على «المهذب» كتابا سماه:«الزوائد» فرغ منه في سنة عشرين وخمس مائة.
ثم حج وزار، واجتمع في مكة بالفقيه الواعظ المعروف بالعثماني، فجرت بينهما مناظرات في شيء من الفقه والأصولين، وكان العثماني على مذهب الأشعري في المعتقد، فناظر الشيخ مرارا، فكان الشيخ يقطعه ويقيم عليه الحجة بقوله: إن المسموع المفهوم ليس بكلام الله، بل عبارة، فيحتج عليه بقوله تعالى:{إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}
(1) وقد طبع الكتاب بحمد الله تعالى لأول مرة عن (دار المنهاج) سنة (2000 م) بعناية الشيخ قاسم محمد النوري.
ويقول: لفظة «هذا» لا تكون إلا إشارة إلى موجود عند كافة أهل اللغة، ولا يوجد إلا المسموع المفهوم.
وقد حكي أنهما كانا يتناظران في المطاف، فمن شدة إفحام الشيخ للعثماني يمسح جبينه من شدة العرق.
ثم رجع إلى اليمن، وألف «البيان» ، وأورد فيه عدة مسائل عن العثماني تدل على علم العثماني وفضله وعدالته وجواز الأخذ عنه) اهـ (1)
قال الشيخ اليافعي: (قلت: وهذا الذي ذكره-يعني ابن سمرة-من نقله عن العثماني صحيح، وما ذكره من جواز الأخذ به غير صحيح؛ فإن للعثماني في المذهب وجوها ضعيفة، جماهير أصحابنا على خلافها، ومن ذلك ما نقل عنه أن المكي وغيره ممن ينشئ إحرام الحج من مكة إذا طاف عند خروجه إلى عرفة، وسعى بعده .. يجزيه عن السعي المفروض عليه في الحج، وهذا غير مسلم ولا موافق عليه؛ فإنه لا بد أن يقع السعي بعد طواف الإفاضة أو طواف القدوم، ولا يصح بعد طواف لا يتعلق بمناسك الحج، هذا هو المذهب الصحيح) اهـ (2)
كان حنبلي العقيدة؛ أي: يقول بالصوت والحرف والجهة كما هو مذهب الحشوية، وكان عليه عقيدة غالب أهل اليمن، حتى أن بعضهم سئل: من أين جاء أهل اليمن هذا الاعتقاد؟ فقال: غرهم صاحب «البيان» ، كذا نقله اليافعي عن الشيخ عبد الله الساكن بذي السفال (3)، ولا شك أن أهل اليمن كانوا يعتقدون ذلك من قبل ظهور صاحب «البيان» ، وقد رجع اليوم غالبهم أو كلهم عن هذا الاعتقاد، وصاروا كلهم أشعرية بحمد الله تعالى.
وبلغني أنه كان رجوع غالبهم إلى الأشعرية على الشيخ الصالح سالم الأبيني نفع الله به.
قال الشيخ اليافعي: (وقد بلغني أن الإمام القاضي طاهر بن الإمام يحيى بن أبي الخير المذكور لما شرح الله صدره للنور .. أنكر على والده مذهبه، وعنفه وهو في مكة بالمكاتبة) اهـ (4)
وفي «الجندي» : (أن فقهاء تهامة طلعوا إلى الشيخ يحيى هاربين من ابن مهدي،
(1)«السلوك» (294/ 1 - 295).
(2)
«مرآة الجنان» (3/ 320).
(3)
انظر «مرآة الجنان» (3/ 327).
(4)
«مرآة الجنان» (3/ 327).