الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2167 - [السلطان يحيى الحميري]
(1)
السلطان أبو طاهر يحيى بن تميم بن المعز الحميري، صاحب إفريقية.
نشر العدل، وافتتح عدة قلاع لم يتأتّ لأبيه فتحها.
وكان جوادا ممدحا، عالما، كثير المطالعة للأخبار والسير، عارفا بها، رحيما للضعفاء، شفوقا على الفقراء، يقرب أهل العلم والفضل من نفسه، وكان عارفا بصناعة النجوم.
توفي يوم عيد الأضحى من سنة تسع وخمس مائة فجأة، وذلك أن منجمه قال له: إن في تسيير مولدك في هذا النهار عليك عكسا، فلا تركبه، فامتنع من الركوب، وخرج أولاده ورجال دولته إلى المصلى، فلما انقضت الصلاة .. حضر رجال الدولة على ما جرت به العادة للسلام، وقرأ القراء، وأنشد الشعراء، وانصرفوا إلى الإيوان، فأكل الناس، وقام يحيى إلى مجلس الطعام، فلما وصل إلى باب المجلس .. أشار إلى جارية من حظاياه، فاتكأ عليها، فما خطا من باب البيت سوى ثلاث خطوات حتى وقع ميتا.
وخلف ثلاثين ابنا، فملك بعده ابنه علي ستة أعوام، فمات، فملّكوا بعده الحسن بن علي وهو مراهق، فامتدت دولته إلى أن أخذت الإفرنج طرابلس الغرب بالسيف سنة إحدى وأربعين وخمس مائة، فخاف، وفر من المهدية، والتجأ إلى عبد المؤمن.
قال الشيخ اليافعي: (وهذا العلم وما ندب إليه من الحذر .. لا يغني عن وقوع ما سبق في علم الله تعالى من القدر، ومن ذلك ما يحكى أن بعض الملوك قال له بعض المنجمين:
أنت تموت في الساعة الفلانية من اليوم الفلاني من الشهر الفلاني من السنة الفلانية من عقرب تلدغك، فلما كان قبل الساعة المذكورة .. تجرد من جميع لباسه سوى ما يستر به العورة، وركب فرسا بعد أن غسله ونظفه ونفض شعره، ودخل بفرسه إلى البحر؛ حذرا مما ذكر له من وقوع هذا الأمر، فبينا هو كذلك .. فاجأه ما يخشى من المهالك، وذلك أن فرسه عطست، فخرجت من أنفها عقرب فلدغته، ولم يغن عنه ما رام من الاحتراز والهرب، نسأل الله تعالى كمال الإيمان بنفاذ قدره، آمين، آمين) (2).
(1)«الكامل في التاريخ» (8/ 609)، و «وفيات الأعيان» (6/ 211)، و «تاريخ الإسلام» (35/ 238)، و «سير أعلام النبلاء» (19/ 412)، و «مرآة الجنان» (3/ 198)، و «تاريخ ابن خلدون» (6/ 213)، و «شذرات الذهب» (6/ 43).
(2)
«مرآة الجنان» (3/ 199).