الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2415 - [أبو جعفر العباسي]
(1)
أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي أبو جعفر، نقيب الهاشميين.
حدث ببغداد وأصبهان.
وكان صالحا، متواضعا فاضلا، مسندا.
توفي سنة أربع وخمسين وخمس مائة.
2416 - [أبو زيد الحموي]
(2)
أبو زيد جعفر بن زيد الشامي الحموي، مؤلف «رسالة البرهان» .
كان صالحا عابدا، صاحب سنة وحديث.
وتوفي سنة أربع وخمسين وخمس مائة.
2417 - [الحسن بن جعفر العباسي]
(3)
الحسن بن جعفر ابن المتوكل العباسي.
كان أديبا شاعرا، صالحا.
توفي سنة أربع وخمسين وخمس مائة.
2418 - [الملك علي بن مهدي]
(4)
أبو الحسن علي بن مهدي بن محمد بن علي بن داود بن محمد بن عبد الله بن ميمون الحميري ثم الرعيني.
(1)«المنتظم» (10/ 554)، و «سير أعلام النبلاء» (20/ 331)، و «العبر» (4/ 155)، و «مرآة الجنان» (3/ 307)، و «العقد الثمين» (3/ 148)، و «شذرات الذهب» (6/ 283).
(2)
«المنتظم» (10/ 441)، و «سير أعلام النبلاء» (20/ 340)، و «العبر» (4/ 155)، و «الوافي بالوفيات» (11/ 105)، و «مرآة الجنان» (3/ 307)، و «شذرات الذهب» (6/ 285).
(3)
«المنتظم» (10/ 441)، و «سير أعلام النبلاء» (20/ 387)، و «العبر» (4/ 155)، و «الوافي بالوفيات» (11/ 414)، و «مرآة الجنان» (3/ 307)، و «شذرات الذهب» (6/ 285).
(4)
«السلوك» (2/ 515)، و «بهجة الزمن» (ص 118)، و «سير أعلام النبلاء» (20/ 321)، و «الوافي بالوفيات» (22/ 247)، و «تاريخ ابن خلدون» (4/ 280)، و «طراز أعلام الزمن» (2/ 360)، و «تحفة الزمن» (2/ 464).
كان أبوه رجلا صالحا، سليم الصدر، ونشأ ولده هذا على طريق التصوف من العزلة وإظهار العبادة، ولم يزل من سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة كلما دخلت أشهر الحج ..
يحج على نجيب له إلى سنة ست وثلاثين وخمس مائة، فكان يلقى علماء العراق والوعاظ، فيباحثهم في علومهم، ويتضلع من معارفهم، فأظهر الوعظ والتحذير من صحبة الملوك وحراستهم، وكان يتحدث في أحوال المستقبلات فيصدق، وكان ذلك من أقوى عدده في استمالة قلوب الغوغاء، وظهر أمره في سواحل وادي زبيد كالأهواب والقضيب والفازة والعنبرة وواسط، وكان يتنقل في هذه الأماكن، ويكثر الوعظ، وكان سريع الدمعة غزيرها، فظهر أمره في سنة إحدى وثلاثين، وشهر بالصلاح والمكاشفة، فثبت له بذلك عند الحرة علم أم فاتك بن منصور مكانة، فأطلقت له خراج أرضه وأراضي أقاربه وأصحابه ومن يلوذ به، فلم تكن هنيهة حتى قد أثروا، واتسعت بهم الحال، وركبوا الخيل، فكانوا كما قال المتنبي:[من الكامل]
فكأنما نتجت قياما تحتهم
…
وكأنما ولدوا على صهواتها
ثم أتاه قوم من أهل الجبال، فحالفوه على الدخول في طاعته، والنصرة له، والقيام معه، فقصد بهم مدينة الكدراء في أربعين ألفا، فلقيهم صاحبها يومئذ القائد إسحاق بن مرزوق السحرتي فيمن معه، فهزم ابن مهدي، وقتل طائفة من أصحابه، فارتفع ابن مهدي إلى الجبال، وذلك في سنة ثمان وثلاثين، وأقام بها إلى سنة إحدى وأربعين، ثم كاتب الحرة علم أم فاتك بن منصور في ذمة له ولمن معه، ففعلت على كره من أهل دولتها وفقهاء عصرها؛ ليقضي الله أمرا كان مفعولا، فعاد إلى وطنه، واستغل أملاكه عدة سنين وهي مطلقة من الخراج حتى اجتمع عنده مال جزيل، وكان يقول في وعظه:(أيها الناس؛ أزف الأمر، ودنا الوقت، كأنكم بما أقول لكم وقد شاهدتموه عيانا)، فلما توفيت الحرة علم في سنة خمس وأربعين .. بايعه أصحابه مرة ثانية على الجهاد بين يديه لأهل المنكر وهم الأحبوش ومن عاضدهم من العرب، وأكثرهم الأشاعر، وأمرهم بقتل من خالفه وإن كان من قومه أو قومهم، فلما انتظمت البيعة له .. قام فيهم خطيبا، فقال في أثناء خطبته:
(والله ما جعل فناء الحبشة إلا بي وبكم، وعما قليل إن شاء الله فسوف تعلمون-والله العظيم رب موسى وهارون ورب إبراهيم-أني عليهم ريح عاد وصيحة ثمود، وأني أحدثكم فلا أكذبكم، وأعدكم فلا أخلفكم، ولئن كنتم أصحبتهم اليوم قليلا .. لتكثرن، وضعفاء ..
لتشرفن، وأذلاء .. لتعزن حتى تصيروا مثلا في العرب والعجم؛ ليجزي الذين أساءوا بما
عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، فالأناة الأناة، فو حقّ الله العظيم على كل مؤمن موحد لأخدمنّكم بنات الحبشة وإخوانهم، ولأخولنكم أموالهم وأولادهم، ثم قرأ:{وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} الآية)، ثم ارتفع إلى الجبال إلى الداشر من بلاد خولان، ثم منه إلى حصن الشرف، وهو لبني خيوان من خولان، فسماهم الأنصار، وسمى من صعد معه من تهامة المهاجرين، ثم ساء ظنه بكل أحد ممن هو في صحبته؛ خوفا منهم، فاحتجب منهم، وأقام لأنصاره سبأ بن محمد [وأقام للمهاجرين رجلا من العمرانيين يسمى] التويتي (1) ونقبهما على الطائفتين، ولقب كل واحد منهما بشيخ الإسلام، فلا يخاطبه ولا يصل إليه أحد غيرهما، وربما احتجب فلا يرونه، ولم يزل يغادي الغارات على تهامة ويراوحها حتى أخرب الحراز المضاهية للجبال، والحبشة تبعث منها الجيوش، وتجرد العساكر في طلبه، فلا يغنون شيئا، فلم يزل ذلك دأبه إلى أن أخرب جميع الوادي، وبطل الحرث والعمارة في مدته، وانقطعت القوافل، وأمر أصحابه بسوق الأنعام والرقيق، وما عجز عقروه، ففعلوا من ذلك ما أرعب وأرهب، ثم دبر على قتل القائد سرور الفاتكي، فلم يزل يرصده حتى قتله في تاريخه المتقدم سنة إحدى وخمسين، فاشتغل رؤساء الحبشة بعده بالتنافس والتحاسد، ثم زحف ابن مهدي في جموعه على مدينة زبيد في جيوش لا تحصى، فصبر أهل زبيد على القتال والحصار ما لم يصبره غيرهم، حتى أكلوا الميتة من شدة الجهد والبلاء، وكان بينهم وبين ابن مهدي اثنين وسبعين زحفا، يقتل في كل زحف من عسكره كما يقتل منهم، واستنجد أهل زبيد بالإمام أحمد بن سليمان الهدوي صاحب صعدة، وشرطوا له أن يملكوه، فقال لهم الشريف: إن قتلتم مولاكم فاتكا .. نصرتكم على عدوكم، فوثب عبيد فاتك بن منصور على مولاهم، فقتلوه في سنة ثلاث وخمسين كما تقدم (2)، فأقام الشريف بزبيد ستة أيام، ثم رجع إلى بلده، وعجز عن نصرتهم، فاشتد الحصار، وضاق عليهم الأمر، وكثرت جيوش ابن مهدي، فأحاطوا بالمدينة من كل جانب حتى دخلها قهرا، وذلك في يوم الجمعة رابع عشر رجب من السنة المذكورة، فأقام بها بقية رجب وشعبان ورمضان، وتوفي سادس شهر شوال من سنة أربع وخمسين وخمس مائة، ودفن في الموضع المعروف بالمشهد، وكان قد عينه لولده، وأمره أن يجعله جامعا نظيرا لما فعلته الحرة بنت أحمد الصليحية بذي جبلة، ففعل ابنه جميع