الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} (1) إلى غير ذلك من الآيات.
س: هل في إمكان إنسان أن يصل إلى درجة تمكنه من التلقي عن الله مباشرة وهو غير نبي ولا رسول؟
جـ: ليس هناك من البشر من يتلقى عن الله مباشرة شيئا من الوحي إخبارا أو تشريعا سوى الأنبياء أو الرسل عليهم الصلاة والسلام، إلا الرؤيا الصادقة يراها الرجل الصالح أو ترى له مناما لا يقظة فإنها جزء من ستة وأربعين جزءا من الوحي، وإلا الفراسة الصادقة فإنها من الإلهام كما كان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، لكن الرؤيا المنامية والفراسة من غير الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام لا تعتبر أصلا في التشريع ولا يجب التصديق بها، فإن المنامات والفراسات يكثر فيها التخليط والتباس الصادق منها بالكاذب، فلا يعتمد عليها إلا إذا كانت من الرسل أو الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولذا لم يعول عليها النبي صلى الله عليه وسلم حتى ما كان منها من عمر رضي الله عنه إنما عول على ما أنزل عليه من الوحي.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) سورة يونس الآية 32
من الفتوى رقم 3544
س:
هل ما يفعله الصوفية من رقص وغناء وتمايل ذات اليمين والشمال ذكر كما يسمونه حلال أم حرام
؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
جـ: خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها. وقد أكمل الله الدين لعباده قولا وعملا واعتقادا قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (1) والرسول صلى الله عليه وسلم بين هذا الدين بقوله وفعله وتقريره، وصحابته رضي الله عنهم نقلوا عنه صلى الله عليه وسلم ما صدر منه من الأقوال والأفعال والإقرار، فالدين كامل من جهة قواعده، ومن جهة بيانه ونقله، والذكر نوع من العبادات، والعبادات مبنية على التوقيف، ومن خصص شيئا من العبادات وحدد له وقتا معينا أو كيفية خاصة لأدائه فهو مطالب بالدليل، وما ذكر في السؤال لا نعلم له أصلا شرعيا يعتمد عليه، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (2)» فما ذكر في السؤال من النوع المردود.
س: هل النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم القرآن قبل نزول الوحي كما يزعم الصوفية؟
جـ: القرآن هو كلام الله بحروفه ومعانيه وأول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن سورة "اقرأ" واستمر القرآن ينزل منجما في ثلاث وعشرين سنة، وقد بين الله جل وعلا أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يدري عن هذا الكتاب قبل نزوله عليه ومن ذلك قوله تعالى:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} (3) الآية. وبهذا يعلم أن ما يزعمه الصوفية من أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم القرآن قبل نزول الوحي ليس بصحيح وأنه من القول على الله بلا علم وهكذا قول من قال منهم ومن غيرهم أنه صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب قول باطل كفر وضلال، لأن الغيب
(1) سورة المائدة الآية 3
(2)
صحيح البخاري الصلح (2697)، صحيح مسلم الأقضية (1718)، سنن أبو داود السنة (4606)، سنن ابن ماجه المقدمة (14)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 256).
(3)
سورة الشورى الآية 52
لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى؛ لقول الله تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} (1) س: هل صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن يرى في اليقظة كما يزعم الصوفية في أنهم يرونه يقظة؟
جـ: الرسول صلى الله عليه وسلم توفي، وهو حي في قبره حياة برزخية لا يعلم كيفيتها إلا الله جل وعلا، وأما دعوى أنه يرى يقظة فهذا ليس بصحيح لعدم الدليل الدال عليه ولأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، فدل ذلك على أنه لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ويدل على ذلك في حقه وحق غيره:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} (2) وقوله عز وجل: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ} (3){ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} (4) فدل على أنه ليس هناك خروج من القبور قبل يوم القيامة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) سورة النمل الآية 65
(2)
سورة الزمر الآية 30
(3)
سورة المؤمنون الآية 15
(4)
سورة المؤمنون الآية 16
فتوى رقم 3560
س: إن مشايخ الطرق الصوفية منتشرون في الدول ويعطون المريدين عهودا، وعلى من أخذ العهد ألا يخون أبدا ويخصصون ليالي للذكر جماعة بأسماء
خاصة كالله أو حي أو قيوم أو آه على هيئة حلقات أو صفوف قياما أو قاعدين يتمايلون يمنة أو يسرة ومعهم جماعة يترنمون بأناشيد ومدائح لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والصالحين غالبا مع طبل ودفوف ومزامير وقد يدفع بعض الحاضرين نقودا تسمى نقطة وأحيانا لا يكون فيه دفوف ولا مزامير ولا نقطة.
ثم إن المنشدين يقولون: مدد يا سيدنا الحسين، مدد يا سيدة زينب، مدد يا سيد يا بدوي، مدد يا جدي يا رسول الله، مدد يا أولياء الله.
وبعض الناس ينذر شاة أو مالا أو نحو ذلك للسيد البدوي أو الحسين أو السيدة زينب أو غير ذلك وقد يذبح كبشا عند ضريح الشيخ المنذور له ويدفع المال المنذور في الصندوق الذي عند ضريح الشيخ، فهل هذه الأمور جائزة أو ممنوعة. . أفيدونا جزاكم الله خيرا؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
جـ: كان المسلمون رجالا ونساء يعاهدون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبايعونه على الإسلام عقيدة وقولا وعملا، وقد أمرهم الله تعالى بطاعته في كل ما أتاهم به من القرآن والأحاديث الثابتة عنه وقرن طاعتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته سبحانه، بل جعل طاعتهم إياه من طاعته جل شأنه في كثير من آيات القرآن، قال تعالى:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (1)، وقال:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} (2)، وقال:{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (3) وجعل سبحانه اتباعهم إياه فيما جاءهم به من الكتاب والسنة
(1) سورة النساء الآية 69
(2)
سورة النساء الآية 80
(3)
سورة المائدة الآية 92
علامة على محبتهم لله وسببا لمحبته إياهم ولمغفرته ذنوبهم فقال جل شأنه:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (1) ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بايع أحدا من أصحابه لا الخلفاء الراشدين ولا غيرهم أو عاهده على نحو ما يفعله مشايخ الطرق الصوفية من أخذ العهد على مريديهم بأن يذكروا الله بأسماء مفردة معينة من أسماء الله كالله وحي وقيوم ويتخذوا ذلك وردا لهم يلتزمونه ويرددونه كل يوم وليلة لا يتجاوزون تلك الأسماء إلى غيرها من أسماء الله إلا بإذن الشيخ وإلا كان عاصيا للشيخ مسيئا للأدب معه وخيف عليه من خدم الأسماء أن يصيبوه بسوء لمجاوزته الحدود، أضف إلى ذلك أن كل شيخ من مشايخ الطرق الصوفية يحرص جهده على أن يبذر بذور الفتنة والفرقة بين مريديه ومريدي المشايخ الآخرين حتى فرقوا دينهم وصاروا شيعا وأحزابا كل يدعو إلى بدعته ويحذر مريديه أن يوالوا مشايخ الطرق الصوفية الأخرى أو أن يأخذوا عليهم عهدا أو ينتقلوا إلى طريقة شيخ آخر إلى غير ذلك من الإلزامات التي لم ينزل الله بها من سلطان ولم يشرعها رسوله صلى الله عليه وسلم فصدق فيهم قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (2). فإنه لم يعرف عنه أنه ذكر الله بالاسم المفرد مثل حي أو قيوم أو حق أو الله ولا أمر بالذكر به أو باتخاذه وردا يردد كل يوم وليلة، ولم يعرف عنه أيضا أنه حذر من موالاة المؤمنين بعضهم بعضا، بل أمر بموالاتهم وحب بعضهم بعضا كما مدحهم الله تعالى بذلك فقال:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (3).
(1) سورة آل عمران الآية 31
(2)
سورة الأنعام الآية 159
(3)
سورة التوبة الآية 71
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه (1)» .
رواه البخاري ومسلم.
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا (2)» .
رواه البخاري ومسلم.
ثانيا: بين النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة الاجتماع لتلاوة كتاب الله ودراسته وتدبره وتفهم معانيه فقال صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده (3)» .
رواه مسلم، وبين بعمله مراده بذلك، فكان أحيانا يقرأ ويسمعه من حضر من أصحابه رضي الله عنهم ليعلمهم كيفية التلاوة والترتيل وكان أحيانا يأمر بعض أصحابه أن يقرأ حبا منه لسماعه من غيره كما «ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه:"اقرأ علي " قال: أأقرأ عليك وعليك أنزل؟
قال: "فإني أحب أن أسمعه من غيري " فقرأ عليه عبد الله سورة النساء حتى بلغ: فقال: "أمسك " فإذا عيناه تذرفان (5)». . رواه البخاري.
وكان يتخولهم بالموعظة خشية السآمة عليهم ويجلس لهم في المسجد أو غيره لإرشادهم وتعليمهم أمور دينهم ويلقي عليهم الأسئلة أحيانا تنبيها لهم ولفتا لنظرهم حتى إذا أحضر فكرهم وتشوقوا للجواب ألقاه إليهم فوقع منهم خير
(1) البخاري رقم 17 (فتح) ومسلم برقم 72 والترمذي برقم 2517 وابن منده في كتاب الإيمان برقم 295.
(2)
أحمد 2/ 245 و 287 و 312 و 342 و465 و470 و 482 و 492 و 504 و 517 و 539 والبخاري برقم 5143.
(3)
مسلم برقم 2699.
(4)
البخاري برقم 5049 و5050 ومسلم برقم 800 وأبو داود برقم 3668 والترمذي برقم 3027.
(5)
سورة النساء الآية 41 (4){فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}
موقع ووعوه وفقهوه على أحسن حال، كما ثبت ذلك فيما روى البخاري وغيره عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما أحدهما فوجد في الحلقة فرجة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه (1)» .
وثبت فيما رواه البخاري وغيره أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المؤمن حدثوني ما هي؟
" فوقع الناس في شجر البوادي، وقال عبد الله فوقع في نفسي أنها النخلة، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله، قال: "هي النخلة (2)» إلى غير ذلك بما هو تفسير عملي لاجتماع النبي صلى الله عليه وسلم بهم على الذكر بأنه تعليم وإرشاد وموعظة واختبار وتلاوة لكتاب الله تلاوة تفهم واعتبار ولم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم أنه خصص أياما وليالي من الأسبوع يجتمع فيها هو وأصحابه على ذكر الله تعالى جماعة باسم مفرد من أسمائه الحسنى قياما أو قعودا في حلقات أو صفوفا يترنحون فيها ترنح السكارى ويتمايلون فيها تمايل الراقصين طربا لتوقيع الأناشيد ونغمات المغنين ودقات الطبول والدفوف وأصوات المزامير، وبهذا يعلم أن ما يفعله الصوفية اليوم بدعة محدثة وضلالة ممقوتة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (3)» متفق عليه.
ثالثا: قول جماعة المنشدين، مدد يا سيدنا الحسين، مدد يا سيدة زينب،
(1) البخاري برقم 66 و 474 ومسلم برقم 2176.
(2)
أحمد 2/ 12 و31 و61 و115 و 123 و 157 والبخاري برقم 61 و 62 و 72 و 131 و 2209 و 4698 و 5444 و 5448 و 6122 و 6144 ومسلم برقم 2165 والترمذي برقم 2871.
(3)
صحيح البخاري الصلح (2697)، صحيح مسلم الأقضية (1718)، سنن أبو داود السنة (4606)، سنن ابن ماجه المقدمة (14)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 256).
مدد يا بدوي يا شيخ العرب مدد يا رسول الله، مدد يا أولياء الله. . إلى أمثال ذلك أشد نكرا وأفحش وزرا فإنه شرك أكبر يخرج قائله من ملة الإسلام والعياذ بالله؛ لأنه نداء للأموات ليعطوهم خيرا، وليغيثوهم ويدفعوا أو يكشفوا عنهم، وذلك أن المراد بالمدد هنا العطاء والغوث والنصرة، فكان معنى قول القائل (مددك يا سيد يا بدوي، مدد يا سيدة زينب. . إلخ) أمددنا بعطائك وخيرك واكشف عنا الشدة وادفع عنا البلاء وهذا شرك أكبر، قال الله تعالى بعد أن بين لعباده تدبيره للكون وتسخيره إياه:{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} (1){إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (2) فسمى دعاءهم شركا وقال سبحانه: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} (3){وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} (4)، فأخبر سبحانه بأن المدعوين سواه من الأنبياء والصالحين غافلون عن دعاء من دعاهم ولا يستجيبون دعاءهم أبدا وأنهم سيكونون أعداء لهم ويكفرون بعبادتهم إياهم وقال:{أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} (5){وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} (6){وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ} (7){إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (8) الآيات، وقال:{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (9) فأخبر سبحانه بأن من دعا غير الله من الأموات ونحوهم لا فلاح له لكفره بسبب دعائه غير الله.
(1) سورة فاطر الآية 13
(2)
سورة فاطر الآية 14
(3)
سورة الأحقاف الآية 5
(4)
سورة الأحقاف الآية 6
(5)
سورة الأعراف الآية 191
(6)
سورة الأعراف الآية 192
(7)
سورة الأعراف الآية 193
(8)
سورة الأعراف الآية 194
(9)
سورة المؤمنون الآية 117