الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم ومالك عن طاوس اليماني قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل شيء بقدر حتى العجز والكيس (1)» .
وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال: «. . . رب اجعلني لك شاكرا لك ذاكرا، لك راهبا، لك مطواعا، لك مخبتا، إليك أواها منيبا (2)» . . . فسأل ربه أن يجعله كذلك وهذه كلها أفعال اختيارية واقعة بإرادة العبد واختياره مما يدل على أنها مجعولة لله (3).
وغير ذلك من الآيات والأحاديث والآثار الشيء الكثير. وإنما اكتفيت بما ذكرته إيثارا للإيجاز.
(1) رواه البخاري في خلق أفعال العباد برقم 121، ص 40 - 41، ومسلم برقم 2655 في القدر، باب كل شيء بقدر، ومالك في القدر، باب النهي عن القول في القدر، جـ 2، ص 899. وانظر جامع الأصول حديث 7587، والآجري في الشريعة ص 213.
(2)
رواه الإمام أحمد في المسند جـ3، ص 310، والترمذي برقم 3546 في الدعوات باب من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود برقم 1510 في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، وابن ماجه برقم 3830 في الدعاء، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وابن حبان في صحيحه برقم 2414، وهو حديث صحيح. انظر: جامع الأصول حديث 2355.
(3)
شفاء العليل ص 56.
الفصل الثاني: انقسام الناس في القدر
تمهيد: ذكرنا في المقدمة أن من المسائل التي اختلف فيها مسألة القدر وإن المختلفين انقسموا إلى غلاة في الإثبات وهم من يسمون بالجبرية، وإلى غلاة في النفي وهم من يسمون بالقدرية وإلى متوسطين، وهم أهل السنة والجماعة. والآن نذكر - إن شاء الله - لمحة موجزة عن كل فرقة من الغلاة ورأيهم وموقف أهل السنة، ثم نقر المذهب الوسط، وهو مذهب أهل السنة والجماعة فنقول وبالله التوفيق. . .
المبحث الأول: الذين غلوا في إثبات القدر وهم الجبرية
أولا: في التعريف بالجبر والجبرية وأول من قال بهذه البدعة ونشرها: