الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومع تقدم صحيح البخاري في الصحة لم يفقد الموطأ تلك المكانة كمصدر من مصادر السنة المشهورة ذات المكانة المرموقة.
هذا وقد ضم الموطأ نحوا من (1843) حديثا ما بين مرفوع وموقوف ومقطوع وزعها الإمام مالك في الكتب والأبواب التي اجتهد في تصنيفها.
وقد بلغ عدد الكتب (61) كتابا وعدد الأبواب (803) أبواب، وهذه الأبواب لا تخلو من أحاديث مرفوعة أو موقوفة أو مقطوعة.
ومن عادة الإمام مالك في الغالب أن يذكر عقب تلك الأحاديث ما استنبطه منها من فقه، ولكن هناك ما يقرب من 100 باب خلت أصلا من أي حديث وإنما خصها الإمام مالك لفقهه.
كما أن من عادة الإمام مالك حينما يذكر فقهه يستدل لذلك بعمل أهل المدينة قائلا: " وهذا أحسن ما سمعت من أهل العلم " أو " وهذا عليه العمل عندنا "، وما أشبه ذلك، وهذا الجانب يزيد على 300 موطن في الكتاب.
بعد هذا العرض يتبين لنا أن الذي يهم طالب الحديث من الموطأ هو ما أخرجه الإمام مالك من الحديث لا ما ذكره من فقهه ولا ما احتج به من عمل أهل المدينة.
هذا وسوف يظهر للقارئ هل نهج صاحب مفتاح كنوز السنة وصانعو المعجم المفهرس على تخريج أحاديث الكتاب فحسب، أم أنهم أدخلوا في التخريج ما ليس من موضوعه؟
منهج كتاب مفتاح كنوز السنة:
صدر كتاب مفتاح كنوز السنة للأستاذ آرنت يان ونسنك سنة
1927 م باللغة الإنجليزية، ونقله إلى العربية الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي سنة 1934 (1)، ومنهج الكتاب يتضح بالتالي:
أولا: إن صاحب الكتاب عول في فهرسة الأحاديث على كتب السنة الآتية وهي: الكتب الستة، مسند الإمام أحمد، موطأ الإمام مالك، مسند أبي داود الطيالسي، سنن الدارمي، سيرة ابن هشام، مغازي الواقدي، طبقات ابن سعد، المسند المنسوب لزيد بن علي (2).
ثانيا: لم يذكر كل حديث من أحاديث الكتب المذكورة للإحالة إلى مواطنها في الكتب المذكورة ولو فعل ذلك لجاء كتابه ضعف كتاب المعجم المفهرس لألفاظ الحديث، ولكنه نظر في أصول تلك الأحاديث التي يجمعها باب واحد فصاغ لها معنى عاما يمكن أن ينطوي تحته أحاديث متعددة فأثبته في المفتاح ثم جعل يشير إلى أماكن وجود تلك الأحاديث التي انطوت تحته في كتب السنة السالفة الذكر، كما رتب تلك المعاني العامة على حروف المعجم.
قال الشيخ أحمد شاكر في تعريفه بكتاب مفتاح كنوز السنة: وقد رتب الأستاذ ونسنك كتابه على المعاني والمسائل العلمية والأعلام التاريخية وقسم كل معنى أو ترجمة إلى الموضوعات التفصيلية المتعلقة بذلك ثم رتب عناوين الكتاب على حروف المعجم، واجتهد في جمع ما يتعلق بكل مسالة من الأحاديث والآثار الواردة في هذه الكتب (3) 0 اهـ.
وقال الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي: اعلموا أيها الإخوان أن كتابي مفتاح كنوز السنة والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث يتفقان في أن الغرض من
(1) انظر مقدمة الموطأ صفحة (زي) و (حي).
(2)
انظر الصفحة الثانية من مقدمة مفتاح كنوز السنة.
(3)
تعريف الشيخ أحمد شاكر بكتاب المفتاح والمطبوع في مقدمة الكتاب / انظر صفحة (غ).
وضعهما تيسير الاهتداء إلى الحديث النبوي الشريف في كتاب الصحاح والسنن والمسانيد والمغازي والطبقات ويختلفان في أن الأول منهما مرتب حسب الأغراض والمعاني والموضوعات، وأن الثاني منهما مرتب حسب الألفاظ (1). اهـ. بتصرف يسير.
ثالثا: وضع صاحب الكتاب أرقاما متسلسلة للكتب والأبواب، وأرقاما متسلسلة للأحاديث في كتاب صحيح مسلم والموطأ، أما باقي الكتب التي اعتمدها في الفهرسة فرقم كتبها وأبوابها فقط، وقد تقدم توضيح ذلك والدليل عليه مفصلا (2).
لذلك يعزو كتاب مفتاح كنوز السنة إلى أرقام الكتب والأحاديث من الموطأ وصحيح مسلم أما باقي الكتب فإنه يعزو إلى أرقام الكتب والأبواب.
ولا يفوتني أن أنبه إلى أن واضعي المعجم المفهرس لألفاظ الحديث اعتمدوا ترقيم صاحب المفتاح في عملهم وقد نص على ذلك أحد المشاركين في عمل المعجم المفهرس وهو الأستاذ يان يوست ويتكام الذي صنع فهرس المعجم المفهرس وهو المجلد الثامن يقول: إن نفس الجذاذات التي استخدمت كأساس في تأليف المفتاح استخدمت في تأليف المعجم على السواء (3). اهـ. بتصرف يسير.
وسوف يأتي مزيد إيضاح لذلك إن شاء الله في بحثي: بعض ما يلاحظ على كتاب المعجم المفهرس لألفاظ الحديث.
(1) انظر المقدمة لصحيح البخاري وسنن الترمذي من كتاب تيسير المنفعة وسنن ابن ماجه 2/ 1525.
(2)
انظر كلام الشيخ أحمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي في هذه المسألة صفحة 10 - 11.
(3)
المعجم المفهرس 8 / ز.