الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما الخاتمة: فقد أشرت فيها إلى ما توصلت إليه من نتائج خلال هذا البحث.
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يجعله لي ذخرا يوم الدين، وأن ينفع به من كتبه، أو اطلع عليه.
وما كان فيه من صواب فهو محض توفيق الله، وما كان فيه من خطأ، أو تقصير فمني، سائلا الله أن يغفره لي، ويتجاوزه عني.
ولكل من أرشدني إلى تصحيح خطأ، أو بيان تقصير، دعوة مني خالصة بأن يلهمه الله رشده، وأن يسدد خطاه.
ال
تمهيد:
في
تعريف الشرط
والواجب، والفرق بينهما:
قبل الحديث عن شروط الطواف يحسن التعرف على كل من الشرط والواجب، وهل هما بمعنى واحد، أم يفترقان؟
أولا: تعريف الشرط:
في اللغة: الشرط بالإسكان: إلزام الشيء، والتزامه في
البيع ونحوه، كالشريطة، والجمع شروط، وشرائط. ويطلق الشرط أيضا على بزغ الحجام المشرط. ويقال: شرط يشرط شرطا، إذا بزغ، والمشرط والمشراط المبضع.
وبالتحريك (الشرط) العلامة، وجمعه أشراط، ومنه قوله تعالى:{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} (1) أي: علاماتها.
والشرط أيضا، كل مسيل صغير يجيء من قدر عشر أذرع، وأول الشيء، ورذال المال، وصغارها. والأشراط أيضا الأشراف فهو من الأضداد. وأشرط إبله، أعلم أنها للبيع، والرسول أعجله ونفسه لكذا، أعلمها وأعدها. والشرطة بالضم، ما اشترطت، يقال: خذ شرطتك. وواحد الشرط كصرد، وهم أول كتيبة تشهد الحرب، وتتهيأ للموت، وطائفة من أعوان الولاة، وهو شرطي، سموا بذلك؛ لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها.
قال ابن فارس: " الشين والراء والطاء، أصل يدل على
(1) سورة محمد الآية 18
علم وعلامة، وما قارب ذلك من علم. من ذلك الشرط العلامة، أشراط الساعة: علاماتها. . . ومن الباب شرط الحاجم، وهو معلوم؛ لأن ذلك علامة وأثر " (1).
أما في الاصطلاح:
فقد عرفه العلماء بتعريفات متقاربة في الألفاظ، متحدة في المعنى، فقالوا في تعريفه: هو ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته.
إيضاح التعريف وشرحه:
قوله: " ما يلزم من عدمه العدم " أي: يلزم من عدم
(1) معجم مقاييس اللغة 3/ 260.