الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
أن يمارس عمله الطبي وفقا لأصول صنعة الطب وإلا كان ضامنا خشية أن يتولد ما هو أعظم.
4 -
إن كان المريض قاصرا، يشترط الإذن من وليه (1).
(1) ابن حزم، المحلى، ج 10، ص 444، 1352 هـ، المغني، ج 6، ص 121، أبو زهرة، الجريمة والعقوبة، ج 1، ص 475.
المبحث الثالث: أهمية علم التشريح:
إن للتشريح أهمية كبيرة إذ بدونه لا يعرف الطبيب مكان العضو ولا كيفية اتصاله بالبدن، كما أن للتشريح أهمية أخرى وذلك في الكشف عن السبب الحقيقي للموت في قضايا الجنايات، هذه الأهميات تقفز أمام نظرة الناس إلى الجثة الآدمية نظرة ملؤها التقديس والحرمة، ولقد قام علماء من المسلمين القدامى بتشريح الجسم الإنساني وإن كانوا لم يقولوا صراحة بجواز التشريح كابن النفيس الذي اكتشف الدورة الدموية الصغرى وابن الهيثم الذي قام بتشريح العين (1).
ولقد استشهد الفقهاء في مواقف عديدة على تصحيح آرائهم على نتائج علم التشريح في زمانهم. أما قبله فكأنها إباحة غير صريحة لهذا العلم.
وإليك أقوال المذاهب في هذا الموضوع:
الحنفية: " حامل ماتت وولدها حي يضطرب، يشق بطنها
(1) قنديل شاكر شبير، تشريح جسم الإنسان لأغراض التعليم الطبي، ص10، فراغ، ص 53.
من الأيسر ويخرج ولدها. . . ولو مات الولد في بطنها وهي حية وخيف على الأم قطع وأخرج بخلاف ما لو كان حيا " (1).
وكذلك لو بلع مال غيره ولا مال له هل يشق؟ قولان، الأول: نعم وإن كانت حرمة الآدمي أعلى من صيانة حرمة المال، إلا أنه أزال حرمته بتعديه.
وجاء في الأشباه والنظائر لابن نجيم تحت قاعدة (الأشد يزال بالأخف) أنه يجوز شق بطن الميتة لإخراج الولد إن كانت ترجى حياته بخلاف ما إذا ابتلع لؤلؤة فمات فإنه لا يشق بطنه لأن حرمة الآدمي أعظم من حرمة المال.
المالكية: اختلفوا في شق بطن المرأة، وقيده البعض بأن يكون في السابع أو التاسع أو العاشر (2).
الشافعية: إذا ماتت امرأة وفي جوفها جنين حي يشق جوفها لأنه استبقاء حي بإتلاف جزء من الميت فأشبه ما إذا اضطر إلى أكل جزء من الميت، واشترطوا لذلك حياة الطفل بأن يكون له ستة شهور فصاعدا (3).
الحنابلة: إذا ماتت امرأة حامل شق جوفها، فإن احتملت حياته وتعذر إخراجه بالطريق المعتاد قال البعض يشق، والمذهب
(1) رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين، ج 1، ص 628، ط 3، 1323 هـ.
(2)
محمد عليش، فتح العلي المالك، ص 135.
(3)
المصدر السابق، ج 5، ص 301.