الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الحادي والعشرون:
عن أبي عمرو، وقيل أبي عمرة، سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدا غيرك، قال: قل آمنت بالله ثم استقم. رواه مسلم (1).
عمرة تأنيث عمرو، ومنه عمرة بنت رواحة أم النعمان بن بشير، وعمرة بنت عبد الرحمن التي تروي عن عائشة. وسفيان مثلث السين.
وقوله: "قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك" أي: قولًا لا احتاج معه إلى سؤال غيرك.
وقوله: "قل آمنت بالله ثم استقم" هذا مقتضب من قوله عز وجل {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [سورة فصلت الآية: 20] فقوله: "آمنت بالله" هو بمعنى قوله {رَبُّنَا اللَّهُ} إذ لا يعتقد ربوبيته إلا من آمن به.
وهذا (أ) على اختصاره من أجمع الأحاديث لأصول الإسلام، إذ الإسلام توحيد وطاعة، فالتوحيد حاصل بقوله:"آمنت بالله" والطاعة حاصلة بجميع أنواعها في ضمن قوله: "استقم" لأن الاستقامة هي امتثال كل مأمور، واجتناب كل محظور، وذلك يدخل فيه أعمال القلوب والأبدان من الإيمان والإسلام والإحسان.
(أ) في س وهو.
(1)
1/ 65.
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "شيبتني هود وأخواتها"(1) وإنما أهمَّه أمر هود لأن فيها قوله عز وجل {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [سورة هود: 112] فهي كلمة جامعة لجميع أنواع التكاليف وفي التنزيل {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ} [سورة فصلت: 6] والله عز وجل أعلم بالصواب.
(1) رواه الطبراني في المعجم الكبير 17/ 287 من حديث عقبة بن عامر، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير 1/ 692.