المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثانيا: الالتزام بشروط التعريف: - منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر

[شريف فياض]

فهرس الكتاب

- ‌شكر واجب

- ‌إهداء

- ‌تمهيد

- ‌مشكلة البحث

- ‌فروض البحث

- ‌التساؤلات البحثية

- ‌المنهج

- ‌كيفية الكتابة وعرض الموضوع

- ‌أسباب اختيار الموضوع

- ‌الأهمية

- ‌هدف الدراسة

- ‌الجديد في البحث

- ‌الدراسات السابقة

- ‌الموضوع

- ‌صعوبات البحث

- ‌الفصل الأول"التعريف بالشيخ رحمت الله والقس فندر

- ‌تمهيد

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأولالتعريف بالشيخ رحمت الله (1818 م- 1891 م)

- ‌اسمه ومولده وأسرته:

- ‌تحصيله وتعلمه:

- ‌الحالة العامة بالهند وجهود الشيخ:

- ‌مؤلفاته

- ‌هجرته إلى مكة:

- ‌رحمت الله وعرض سابقيه ولاحقيه

- ‌مقابلة بين وزير خان وأحمد ديدات

- ‌منهج الشيخ ديدات

- ‌منهجه في مناظراته:

- ‌عرض آثار العلماء زمن رحمت الله وآرائهم فيه

- ‌آراء العلماء في آثار الشيخ رحمت الله

- ‌رأي الشيخ ديدات في كتاب إظهار الحق:

- ‌رأي المحقق (الدكتور: الملكاوي) في كتاب إظهار الحق:

- ‌رأي الشيخ الندوي في إظهار الحق:

- ‌وبين التأييد والنقد رأي آخر في رحمت الله:

- ‌صدى الكتاب في الأوساط النصرانية والإسلامية:

- ‌المبحث الثانيالتعريف بالقس فندر (1803 م- 1865 م)

- ‌مقدمة:

- ‌مؤلفاته

- ‌فندر وعرض سابقيه ولاحقيه

- ‌الفرنسيسكان والدومنيكان

- ‌ريموند لول

- ‌المؤسسات التنصيرية:

- ‌عرض آثار العلماء زمن فندر وآرائهم فيه

- ‌(1) ترجمة حياة القس المولوي الدكتور / عماد محي الدين لاهيز

- ‌تمهيد

- ‌حياة القس المولوي الدكتور عماد محي الدين

- ‌الملحق

- ‌(2) - حياة صفدر علي (C.1830 - 1899):

- ‌التحليل

- ‌أسباب التحول إلى النصرانية عند كل من عماد وصفدر:

- ‌ثانيا: فندر في عيون الغرب

- ‌الطفولة والتعليم:

- ‌التبشير في أرمينيا

- ‌الانجيلية التبشيرية في الهند:

- ‌المناظرة

- ‌السنوات الأخيرة:

- ‌التقييم:

- ‌التحليل

- ‌المبحث الثالثنبذة عن التنصير وتاريخ المناظرات

- ‌أولا: نبذة عن التنصير

- ‌ثانيا: نبذة عن تاريخ المناظرات

- ‌المناظرة قديما:

- ‌المناظرة في العصر الحديث:

- ‌أولا: أبرز النتائج التحليلية

- ‌ثانيا: آداب المناظرة

- ‌آداب في هيئة المناظر وحاله؛ ومنها:

- ‌آداب في مقالة المناظر؛ ومنها:

- ‌المنهج القرآني في الجدل:

- ‌الفصل الثاني"منهج دراسة الأديان عند فندر

- ‌تمهيد

- ‌مدخل

- ‌التعريف بعيسى عليه السلام (بين القرآن والأناجيل)

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌مولده ونشأته:

- ‌معجزاته:

- ‌دعوته عليه الصلاة والسلام:

- ‌روافد العقيدة النصرانية

- ‌قانون الإيمان المسيحي

- ‌الاتجاه إلى التأليه والصعوبات التي واجهتهم:

- ‌من بولس وهل هو مؤسس المسيحية الجديدة

- ‌طوائف المسيحية والمذاهب الإيمانية

- ‌أولا: الطوائف المسيحية

- ‌ثانيا: المذاهب الإيمانية عند الطوائف المسيحية إلى

- ‌المبحث الأولمنهج فندر

- ‌منهج فندر من خلال كتبه:

- ‌1 - كتاب ميزان الحق والقضايا المثارة

- ‌ثانيا: كتاب مفتاح الأسرار والقضايا المثارة

- ‌المبحث الثانيتحليل منهج فندر

- ‌دراسة القضايا

- ‌1 - قضية التحريف

- ‌2 - قضية النسخ

- ‌3 - قضية التثليث

- ‌4 - قضية النبوة

- ‌5 - قضية القرآن

- ‌دراسة منهجه في كتبه

- ‌أولا: من خلال كتاب مفتاح الأسرار:

- ‌ثانيا: من خلال كتابيه ملاحظات محمدية وطريق الحياة:

- ‌ثالثا: من خلال كتاب ميزان الحق:

- ‌الفصل الثالث"منهج دراسة الأديان عند رحمت الله

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأولمنهج رحمت الله

- ‌منهج رحمت الله من خلال كتبه

- ‌1 - كتاب إظهار الحق والقضايا المثارة:

- ‌منهج رحمت الله في رد الكتاب المقدس كما بينه:

- ‌المبحث الثانيتحليل منهج رحمت الله

- ‌دراسة منهجه في كتبه

- ‌1 - كتاب إظهار الحق

- ‌2 - كتاب التنبيهات

- ‌دراسة القضايا

- ‌الفصل الرابع"تحليل ومقارنة المنهج بين رحمت الله وفندر

- ‌تمهيد

- ‌مدخل

- ‌ المناظرة

- ‌ أطراف المناظرة:

- ‌ التهيئة للمناظرة:

- ‌وقائع المناظرة

- ‌الجلسة الأولى: في مبحث النسخ

- ‌الجلسة الثانية: في التحريف

- ‌خاتمة المسائل

- ‌تحليل ودراسة منهج المناظرة فيما بينهما

- ‌نتائج المناظرة

- ‌المبحث الأولمقارنة بين فندر ورحمت الله

- ‌سند التوراة والإنجيل:

- ‌أولا: التوراة

- ‌ثانيا: الإنجيل

- ‌عقيدة المسيحية الجديدة:

- ‌جوانب الاتفاق والاختلاف بين رحمت الله وفندر:

- ‌أولا: بالنسبة للقضايا

- ‌1 - قضية التحريف

- ‌2 - قضية النسخ

- ‌3 - قضية التثليث

- ‌4 - قضية القرآن

- ‌5 - قضية النبوة

- ‌ثانيا: من خلال كتبهما

- ‌المبحث الثانيرحمت الله وفندر في الميزان

- ‌أولا: القواعد

- ‌ثانيا: الالتزام بشروط التعريف:

- ‌النتائج

- ‌من أهم النتائج التي خلصت إليها:

- ‌التوصيات

- ‌أولا: أسس المناقشة

- ‌ثانيا: تحرير المصطلحات وتعريفها

- ‌1. الالتزام بشروط التعريف:

- ‌2. التعريفات اللازمة:

- ‌3. التسليم بالتصديق البديهي كالتصديق النظري:

- ‌ثالثا: قواعد منطقية جديدة للمتناظرين قبل التناظر

- ‌القواعد:

- ‌ قواعد منهجية حديثة عند المناظرات

- ‌المنهج المقترح

- ‌ق‌‌‌‌ائمة المصادر والمراجع

- ‌‌‌ا

- ‌ا

- ‌المراجع باللغة العربية

- ‌ا

- ‌ب

- ‌ج

- ‌ح

- ‌خ

- ‌د

- ‌س

- ‌ر

- ‌ز

- ‌ش

- ‌ط

- ‌ع

- ‌ص

- ‌ف

- ‌ك

- ‌م

- ‌ي

- ‌ن

- ‌ة

- ‌المراجع باللغة الانجليزية

- ‌ملحق الرسالة

الفصل: ‌ثانيا: الالتزام بشروط التعريف:

ونلاحظ أن كل القواعد مستمدة من القرآن الكريم في الأساس كمثل: قل هاتوا برهانكم - أو لم يتفكروا - ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها - لا يكلف الله نفسا إلا وسعها

الخ وكذلك تستمد القواعد من القواعد الجدلية المسلمة في المنطق.

وإن كانت قاعدة كل ما يدل على كذب الكاذب لا يدل على صدق الصادق والعكس صحيح هي قاعدة صحيحة إلا أني لا أتفق في الأخذ بها عند محاورة النصارى والأقوى هو فضح كذب الكاذب، وإثبات صدق الصادق كما فعل رحمت الله.

‌ثانيا: الالتزام بشروط التعريف:

[الشرط الأول] يكون التعريف جامعا أو منعكسا: أي أنه لا يخرج عنه شيء من المفرد التصوري الذي يشرح به، ومعنى كونه مانعا أو مطردا أنه لا يسمح بدخول شيء من غير المفرد التصوري الذي يشرح به.

[الشرط الثاني]: أن يكون أجلى وأوضح من المفرد التصوري الذي نشرحه، فإذا كان قولنا الشارح (تعريفنا) أخفى من المفرد الذي نشرحه أو مماثلا له في الخفاء، فإن المخاطب لن يستفيد شيئا من شرحنا وتعريفنا، بل يبقى في جهالته، ولا يستطيع أن نتصور هذا المفرد الذي نشرحه له عن طريق قولنا، كتعريف الأسد للأعجمي بأنه (الغضنفر) أو (القسورة)، والقول الشارح هنا أبعد وأخفى أو مماثل في الخفاء للقول المشروح، وكتعريف النار بأنها (استقصى من ألطف الاستقصات) فهذا أيضا تعريف بالأخص، وكل ذلك غير صحيح، لاختلال شرط كون التعريف أوضح وأجلى من المعرف.

هذان هما الشرطان الأساسيان للتعريف الصحيح، وهناك شرط ثالث يمكن أن يفهم من ضمنهما، وهو أن لا يتوقف العلم بالتعريف على العلم بالمعرف، وإلا لزم الدور وهو ممنوع عقلا، كتعريف العلم بأنه إدراك المعلوم، وذلك لأنه لا يعرف المعلوم حتى يعرف الحكم، فكيف يدخل المعلوم في تعريف العلم فهو إذن تعريف غير صحيح (1).

أخذ علماء فن آداب البحث والمناظرة قاعدتهم المشهورة التي يقولون فيها إن كنت ناقلا فالصحة أو مدعيا فالدليل. مثال من القرآن: سورة البقرة: " وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "(2).

يجب أن يضمن ضمن القواعد: التعريف بالموضوع بشكل جيد، وكذا حدوده، وغاياته، والهدف المرجو منه، بالإضافة إلى التعريفات الأخرى محل البحث والمناقشة والنظر مثل:

1 -

النسخ

وهل يعني نسخ اللفظ أم المعنى أم التحول لشيء آخر معنوي؟

2 -

المتن

وهل يعني التثليث أم متن النص؟

3 -

السند

وهل يعني سلسلة الرواة أم الروايات التاريخية فقط؟

(1) المرجع السابق، ، ص 61.

(2)

المرجع السابق، ، ص 365.

ص: 263

4 -

التحريف

هل يعني التغيير ونقل اللفظ والمعنى أو كليهما أم سهو الكاتب؟

5 -

صفات الله

هل تعنى الصفات الملازمة للخالق سبحانه أم أقانيم تنفصل عنه؟

6 -

النبي

هل هو القدوة والمبلغ أم المبلغ فقط وليس معصوما؟

ومن القواعد الكلية في المناظرات عدم المجادلة في البديهيات فالبديهي معيار يعول عليه في كشف الحق في مسائل الخلافيات، فلا يطلب إقامة الدليل على البديهي، وطلب الدليل على البديهي سفسطة وتعطيل للمناظرات وشغب، فالبديهيات ضروريات تقوم العلوم بها (1)، وما حاولت القيام به من تأصيل لقواعد هو محاولة نقل العلم التصوري الكسبي المعرفي في علوم المنطق إلى علم بدهي.

إن القواعد الجدلية ليست وليدة الساعة؛ فابن تيمية وريموند لول ورحمت الله قد أصلوا قواعدهم، لكن الجديد هنا هو ضبط تلك القواعد وتطويرها بشكل عصري أكبر قوة، وأكثر وضوحا. فإن دعيت للمناظرة فأجب واعرض تلك القواعد- بشكل ملزم - وإن كنت معللا فافرض تلك القواعد.

إن الكذب لا يمكن قبوله في علوم المنطق، كذلك منهج المواراة والكذب والتدليس؛ لأن المنطق يكون بحقائق مجردة. وكما نقل د. حمد إبراهيم العثمان في كتابه:" المتناظران لابد أن يرجعا في المسألة التي اختلفا فيها إلى كليات ليتم تحرير المسألة المختلف فيها. فلابد للطرفين من الموافقة على هذه الكليات، وإذا نوزع في هذه الكليات لم تنتظم مناظرة، ولم يمكن إقامة حجة ولا تقرير مذهب "(2).

وللمختصين بعد ذلك كلام كثير حول هذا السؤال: أتكون الأسس الصورية المجردة التي استخلصها أرسطو من فكر عصره، هي نفسها الأسس التي لا تتغير في أي فكر وفي أي عصر وعند جميع الأمم ومختلف الثقافات؟ وكان الجواب على هذا السؤال، هو أن تلك الأسس إنما يضاف إليها أسس أخرى، كلما استحدث الإنسان ضربا جديدا من فاعلية التفكير (3).

وبتطبيق القواعد السابقة نجد أن فندر كان بعيدا جدا عن مفهوم التعريف الواضح الدقيق، وتحرير المصطلحات، والإنصاف، بالإضافة إلى التعارض والتناقض في الأقوال، وعدم تقديم الأدلة البينة الواضحة والسند المتصل - كما تبين من المبحث السابق - والالتباس في فهم النصوص وعدم الرجوع إلى المصادر وتحقيقها، واتضح أن هذا الدين هو دين جديد لشخص يدعى بولس وليس من رسول موحى به من الله، ومن ذلك اتضحت قوة وغلبة الشيخ رحمت الله فيما ناظر فيه.

ما معنى الانتصار أو الغلبة؟

(1) د. حمد بن إبراهيم العثمان، أصول الجدل والمناظرة في الكتاب والسنة، (بيروت: دار ابن حزم، ط 2، 2004 م)، ص 471.

(2)

المرجع السابق: أصول الجدل والمناظرة في الكتاب والسنة، ص 540.

(3)

نيقولا ربشر، تطور المنطق العربي، ترجمة ودراسة وتعليق: د. محمد مهران، (القاهرة: دار المعارف، ط 1، 1985 م)، ص 10.

ص: 264

ينتصر الشخص إذا توصل للهدف المطلوب أو النتيجة المرجوة، لكن إذا قصر كل طرف عن الوصول للهدف، فيقاس قرب أحدهما في كل موضوع من الهدف المنشود، وليحدد درجة كل واحد على حدى من مجموع الدرجات الكلي والذي يحدد المنتصر.

لذا كان رحمت الله هو من حقق الهدف المنشود بجدارة فائقة ومهارة عالية، واستطاع كشف الحقيقة الغائبة، كذلك استطاع إقناع جمهوره بمناظرته الكبرى مع فندر.

في الختام أعرض بعض التجارب المهمة (1)

والتي مررت بواحدة منها شخصيا وهي: تجربة مناظرتي مع دكتور قس ألماني بروتستناتي، وكأن حلقة الحياة تدور مرة أخرى؛

(1) كذلك من التجارب المهمة في العصر الحديث التي تثبت صحة ما أكده رحمت الله عن الإسلام والدين الحق: راهب يشهر إسلامه: لاحقيقة "للتثليث" و"الصلب" .. وأدعو المسيحيين لدخول الإسلام: فيما يلي حوار مع مصطفي عبد الرؤوف أحمد جرجس بشاي جرجس هكذا اسمه بعد إشهارإسلامه والذي كان قبل ذلك الراهب بشري جرجس بشاي الأستاذ بالكلية الاكليركية، قال إنه اعتنق الاسلام في 1993 م وتم اعتماده رسميا «كمسلم» في 2002 م

في أول حواراته الإعلامية تم سؤاله:

-

لماذا تصر علي نطق اسمك كاملا؟ الغرض من نطق اسمي المركب «مصطفي عبد الرؤوف أحمد جرجس بشاي جرجس» أن رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: «زيد مني وأنا منه له مالي وعليه ماعلي» وكان الصحابة رضوان الله عليهم يقولون «زيد بن محمد» لذلك نزلت الآية الكريمة «أدعوهم لآبائّهم أقسط عند الله» فلا تبني في الاسلام؛ لذلك فاسمي المركب بعد إشهار إسلامي هو مصطفي عبدالرؤوف أحمد وباقي الاسم لأبي وجدي.

-

لماذا خرجت عن صمتك الآن؟ يقول سيدنا عيسي عليه السلام ماذا يكسب الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. وقد أعزني الله بنعمة الاسلام. كنت أتمني أن أعلن اسلامي قبل ذلك «فربما يهدي بك الله نفسا خيرا من حمر النعم» فربما هذا الحوار يكون سببا في أن يهدي الله من هم في ضلال وينير بصيرة غير المسلمين

-

هل حدث وأسلم أحدهم علي يدك كما تقول؟ - حدث بالفعل ولدي نسخة من صورة إشهار إسلامه وبطاقته الشخصية.

-

ماذا عن رحلتك من المسيحية إلي الاسلام؟ - نشأت في أسرة مسيحية وأقول مسيحية رغم أن النصاري يحبون إطلاق لفظة أقباط علي أنفسهم وهي كلمة تعني كل المصريين وليس المسيحيين، وبعد أن أنهيت الشهادة الاعدادية التحقت بالمدرسة الالكيركية، وأصبحت إحدي الركائز في الكنيسة وأستاذ دكتور فيها وبدأت أدرس الدين والعقيدة الاسلامية ليس حباً في الاسلام بالمرة بل لإيجاد ثغرات للتشكيك في العقيدة الاسلامية ولتشكيك المسلمين أنفسهم، وكان التكليف داخلياً ونابعاً من إيماني بالمسيحية فإن كنت لاتعلم فتلك مصيبة وإن كنت تعلم فالمصيبة أفظع والساكت عن الحق شيطان أخرس والإنسان غير مسئول عن بدايته أو اختيار دينه أو اسمه.

-

يتردد دائما ألفاظ اللاهوت والناسوت فما المقصود بذلك؟ الأمور الكنسية مقسمة لجزئين لاهوت وناسوت، اللاهوت هو كل ما يخص ألوهية السيد المسيح وهي أمور غير قابلة للمناقشة، أما الناسوت فهو مايخص حياة المسيحي. وما استفزني في الإسلام وقتها أنه يشكك في صلب المسيح لذلك بدأت دراستي بتوسع وتساءلت: لماذا يقول الإسلام أن المسيح ليس إلهاً؟ فاعتراني الشك فمن هو الله ومن أنا يقول الانجيل أن الله أرسل ابنه الوحيد حتي لايهلك كل من يؤمن به، فكيف ترك الله ابنه لليهود حتي يقتلوه، فمثلا لو ضرب شخص ابني فأضعف الايمان أن أدافع عنه، وإذا افترضنا أن الله هو الذي نزل الأرض في صورة المسيح ومات أيا كانت صورته سواء هو الأب أو الابن أو الروح القدس وظل ميتاً ثلاثة أيام ثم قام في اليوم الثالث وهو عيد القيامة فمن أدار الكون خلال هذه الايام الثلاثة أثناء موت الله، فهل الكون أدار نفسه بنفسه أم هناك قوة أدارته، وإذا كان هذا الكون قد أدار نفسه بنفسه وللحظة قوة أدارته، فسوف يستغني عن الخالق ووجوده، أما إذا كان هناك من أدار الكون بدلا من الله الحي الميت فهو من يستحق العبادة - يضحك- «الحي أبقي من الميت» . والله الذي مات أضعف من الله الموجود، لو افترضنا أن المسيح هو الله، إذن فهو الخالق والصانع فمن أقوي الصانع أم المصنوع. بالطبع الصانع. فكيف يتغلب المصنوع علي الصانع. فالله خلق آدم وآدم عصي الله ولذلك أهبط الله آدم إلى الأرض، وكان يستطيع أن يرجع آدم إلي الجنة مرة أخري، إذن فربنا ليس في احتياج كي يهبط إلي الأرض بنفسه كي يكفر عن خطية آدم، وإذا افترضنا جدلا أن اليهود هم قتلة المسيح واليهود من ذرية آدم، فكيف للمخلوق أن يقتل الخالق

ص: 265

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

-

لماذا بدأت تشك في عقيدة التثليث ولماذا رفضتها؟ - عقيدة التثليث مكملة للألوهية والصلب. وعقيدة التثليث تقول «باسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين» . مما يعني أن الله هو الثلاثة وإذا استخدمنا المعادلات الرياضية نصل إلي أن واحدا في ثلاثة بثلاثة، وليس واحدا؛ فكيف يكون الآب والابن والروح القدس واحدا وتقول الآية في الإنجيل «لاهوته لايفارق ناسوته طرفة عين» فاللاهوت هو الله وهو الأب لايفارق الابن طرفة عين، بل فارقه عندما مات الابن وصلب الصليب وأنا أشبه نفسي بمن كان أعمي وذهب إلي طبيب جعله يبصر ويرى النور، فهل يستطيع هذا الانسان أن يغمض عينيه مرة أخري؟ ! محاله! ، كذلك نعمة الإسلام.

-

وماذا عن بقية نقدك للديانة المسيحية وقولك في قضية صلب المسيح؟ - إذا افترضنا أن هناك إنسانا يحمل كرباجا وكلما رأي شخصاً ينهال عليه ضربا فهل سيحب هذا الشخص الكرباج، محاله كذلك الصليب وهو آداة تعذيب كان يعاقب بها المجرمون. والنصاري أنفسهم يقولون عن السيد المسيح إنه حمل صليب العار، فكيف يقدسون العار؟ وكيف يحبون الكرباج «الصليب» ؟ والأب لن ينزل الأرض لأجل غلطة ارتكبها المخلوق والابن يعني الإنسان والإنسان يأكل ويشرب ويخرج فهل من المعقول أن الله القدوس الطاهر يحمل «نجاسة» ، وإذا كان القرآن يقول:«السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا، ذلك عيسي بن مريم» ويقول «فنفخنا فيه من روحنا» فإذا كان عيسي بن مريم من روح الله وروح الله سوف تعطي له الحق في الألوهية فيكون كائنا حيا إلها كذلك كل كائن حي يحمل روحا والروح من عند الله!

-

يري البعض أن المسيح تعرض للصلب حتي يكفر عن خطيئة آدم .. فما ردك؟ - لم نتحدث بمافيه الكفاية في قضية صلب المسيح حيث يؤكد المسيحيون أن ماجاء في القرآن بعدم صلب المسيح مجرد خزعبلات لأن الله جل تعالي يقول في كتابه الكريم «وماقتلوه وماصلبوه ولكن شبه لهم» والصلب كما قلنا كان عقوبة المجرم شديد الإجرام، وهي أقسي أنواع العقوبة بمثابة الإعدام الآن فأي جرم ارتكبه الله حتي يصلب والقول بتكفير خطيئة آدم باطل، فإذا كان من يتحدث مجنونا فإن المستمع عاقل - يضحك - فما أهمية الانسان حتي ينزل الله من عرشه إلي الأرض يقول رب العزة في حديث قدسي عن نفسه» "لو اجتمع أهل السماء والأرض علي قلب رجل مؤمن، مازدا من ملك الله شيئاً وإذا اجتمع أهل السماء والأرض علي قلب رجل كافر مانقص من ملك الله شيئاً".

-

في أي الكنائس خدمت وما الفرق بين الكاهن والراهب؟ - تربيت في كنيسة العذراء بشبرا وخدمت في كنائس الاسكندرية وأسيوط. الرتب الكنسية أنواع منها الراهب والثاني القس وهو من يقوم بعمل القداسات في الأديرة وهناك القمص والكاهن والأنبا، ومن شروط الرهبنة عدم الزواج، كما يجب علي القس أن يتزوج وأنا حصلت علي درجة أستاذ دكتور راهب في الكنيسة الأرثوذكسية، والحقيقة أن الرهبنة بدعة «وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» ولم تكن الرهبنة علي أيام السيد المسيح عليه السلام.

-

ماذا عن أسرتك المسيحية قبل الإسلام؟ - أبي المعلم جرجس بشاي جرجس كان تاجرا كبيرا بروض الفرج ولا أحب الحديث عن عائلتي، ولن أتطرق إلي أمور شخصية يقول سلمان الفارسي رضي الله عنه «أما أنا فابن الاسلام وعندما قال هذا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عنه .. سلمان منا آل البيت» وأنا استشهد يقول الرسول «واشوقاه، واشوقاه» فقال له الفاروق عمر بن الخطاب: «إلي من» فقال الرسول إلي أحبابي، فقال الفاروق «ألسنا أحبابك يارسول الله، فقال الرسول» أنتم أصحابي أما أحبابي الذين يأتون بعدي ولم يروني» فكيف أبحث عن عز أكبر من عزة ونعمة الإسلام.

-

هل حفظت القرآن الكريم ومارأيك في أحوال المسلمين الآن؟ حفظت 4 أجزاء من القرآن الكريم وأستعد لإنهاء جزءين آخرين وكل هذا بفضل الله «وربما يهدي بك الله نفسا خيرا من حمر النعم» وعندما أسلم أحد الاشخاص علي يدي تيقنت من مصداقيته أولا بأن جلست معه وعندما تأكدت من استعداده بعد أن قلت له «إذا كان علي المسلمين فلن تجد أفقر منهم، ولا أضعف منهم لأنهم استضعفوا فاستضعفهم الله فإذا كنت تريد اعتناق الإسلام لنواح مادية فالأفضل لك أن تظل في مكانك وبعد تيقني من قناعته بالإسلام هداه الله إلي دينه الحنيف!

-

ألا تشعر بالخوف وأنت تهدم أركان المسيحية بهذا الشكل؟ - أعلم علم اليقين أن هذا الكلام سوف يفتح علي نيران جهنم ورغم ذلك أقول لإخوتي غير المسلمين «إن الدين عند الله هو الاسلام ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين» ولو لم أتيقن مما أقوله أقسم بالله ماكنت أعلنت اسلامي.

-

أخيرا، ماذا عن عمل الكلية الإكليركية وأي الأبحاث تجريها؟ أكليركية اللاهوت تساوي كلية أصول الدين في الأزهر، ولا أريد الخوض فيما تدرسه وندرسه حتي لايقال إنني أشهر بالكنيسة.

جريدة الشعب، حوار: عنتر عبد اللطيف، منقول: الساعة الثانية مساء - 08 - 04 - 2015 منذ 1365 يوم. (بتصرف)

ص: 266

حيث دارت حلقات النقاش التي استمرت لساعات حول قضايا مختلفة: انقطاع السند - التحريف والتناقضات - التثليث - القرآن

الخ

وكان من نتائج تلك المحاورات:

1 -

في قضية انقطاع السند قدم لي دليلا من اليوتيوب لعالم مسيحي يدعي وجود أصول النسخ، فتتبعته معه وشاهدناه سويا فلم نجد إلا التطويل دون تقديم سند واضح! .

2 -

في قضية التحريف والتناقضات رأى أنه لكل آية معنى مختلفا أو في سياق مختلف دون الاستناد إلى آراء علماء.

3 -

لم يكن يسمع عن تلك المناظرة الكبرى أصلا، وتحمس للقراءة فيها بشدة حتى أنه ذكر صفدر علي وعماد علي وأنهما تنصرا بعد المناظرة، وكنت في ذلك الوقت لم أكن قد بحثت في أمرهما بعد، فعمدت إلى التفصيل حولهما وحول ما جرى معهما وتفنيد ذلك.

4 -

جادلته في التثليث إلا أنه ذكر أنه لا يقتنع بالفعل بتلك القضية، وأن هدمها هدم النصرانية بالكامل، وحاول التوفيق بين الإسلام والمسيحية في اعتناق دين يجمع بينهما إلا أنه لم يفعل.

5 -

جادلني في السبعة أحرف التي نزل بها القرآن وهذا دليل التناقض؛ فبينت له الفروق الجوهرية بين الحرف والاختلاف وبين التناقض المذكور، كما بينت في مبحث التحليل.

6 -

تناقشنا في باب المعجزات وخاصة آية انشقاق القمر فبحثنا سوية في وكالة ناسا؛ حيث أثبتوا بالفعل وجود خط يمر في منتصف القمر لكن لم يقدموا سببا يقينيا لذلك.

وفي موقع ناسا الفضائية (1):

توضح الصور أن الحفر تمتد لمئات الكيلومترات وتتقاطع مع بعضها البعض واندمجت فيما بينها لتشكل شريط لحامي يمتد عبرها وبأعماق كبيرة تحت سطح الكوكب، كما أن الحفر الكبيرة لا تظهر على سطح الكوكب كالحفر الصغيرة، وتلك المنحدرات لها شكل شبه دائري على شكل شحمة الأذن ويرجعها العلماء نتيجة للحمم البركانية والنيازك أو بفعل خطوط التصدع. يقارن العلماء بينه وبين كوكب عطارد على نفس المجموعة الشمسية حيث يرون أن عطارد قد انصهر ثم عاد فتشكل من جديد نتيجة للبرودة الموجودة على سطحه وأن حجم عطارد أزيد من ثلث حجم القمر، كما أن المنحدرات على كوكب عطارد أكبر من تلك التي على القمر ومن هنا أرى أنه من المرجح أن القمر

(1) http://apod.nasa.gov/apod/ap 021029.html -- http://history.nasa.gov/SP-362/ch 7.2.htm -- http://www.nasa.gov/mission_pages/LRO/news/shrinking-moon.html

ص: 267

قد أعيد تشكيله بعد انشقاقه وهذا ما يفسر الشريط اللحامي الممتد والبرودة الموجودة على سطح الكوكب ككوكب عطارد. وقد ذكر الدكتور توماس واترز من مركز الدراسات الأرض والكواكب في سميثسونيان الوطني للطيران ومتحف الفضاء في واشنطن أن المسافة بين مركز القمر وسطحه تقلصت بنحو 300 قدم.

بالإضافة إلى ما سبق لم يستطع العلم الحديث أو أي من المراكز البحثية المنتشرة حول العالم أن يأتوا بمثل سورة في القرآن قوامها 15 كلمة (1)!

(1) انظر: د. إبراهيم خليل، لماذا أسلم صديقي ورأي الفاتيكان في تحديات القرآن، (القاهرة: مكتبة التراث الإسلامي، [د. ط]، [د. س])، ص 83.

ص: 268