الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طوائف المسيحية والمذاهب الإيمانية
أولا: الطوائف المسيحية
ورغم أن العدد الحقيقي لطوائف المسيحية غير معروف، فإن هناك ما يقرب من الخمسين طائفة مختلفة ضمن المسيحية تتدرج من الأمشية AMISTI، الذين اختاروا أن ينسحبوا من العالم تاركين وراءهم وسائل الراحة الحديثة مثل: الكهرباء والسيارات، إلى التوحيديين، الذين يعتبرهم معظم المسيحيين بأنهم غير مسيحيين لأنهم لا يعتقدون بفكرة أن عيسى هو ابن الله ولا بفكرة الثالوث.
إن عدم رغبة الكنيسة الأرثوذكسية لأن تلتزم بالرهبانية جعلها تنشق عن روما في القرون الوسطى، والآن تتربع مسيطرة على الشرق.
وفي عام 1517 م ولدت طائفة المسيحيين البروتستانت، والتي كانت في حقيقتها ثورة ضد ممارسات معينة ضمن الكنيسة الكاثوليكية (1).
ثانيا: المذاهب الإيمانية عند الطوائف المسيحية إلى
(2):
تنقسم إلى قسمين متناقضين:
1 -
من يحترم العالم، مثل: لا تقتل، من لطمك على خدك فحول له الآخر، بع جميع أموالك وأعط ثمنها للفقراء
…
الخ
2 -
من يفزع من العالم (أبغض امرأتك، وأباك، وابنك
…
)
كما تحوي الطوائف نظريات متناقضة في:
- الطقوس
- الإيمان
- الحرية
- الجزاء الأخلاقي
وفي ذلك مذاهب ثلاثة:
1 -
استقلال الأخلاق عن الطقوس.
2 -
يؤيد طقوس التطهير الواردة في الشريعة الموسوية القديمة دون أن يدخل عليها أي تعديل.
3 -
يقيم طقوسا جديدة.
(1) مرجع سابق: بربارا براون، نظرة عن قرب في المسيحية، ترجمة المهندس مناف حسين الياسري، ص 68، ص 95 (بتصرف).
(2)
انظر: ألبير بايه، أخلاق الإنجيل دراسة سوسيولوجية، ترجمة: د. عادل العوا (دمشق: : دار الحصاد / دار كنعان)، ص 113.
وعن علاقة الأخلاق بالإيمان هناك مذهبان:
1 -
يؤكد رجحان الأخلاق ويقر خلاص اليهود؛ فالإيمان لا يقود إلى الخلاص إلا بالأعمال.
2 -
يؤكد رجحان الإيمان، ويدين إسرائيل ويعلن أن من يؤمن يخلص، ومن لا يؤمن يهلك.
وعن علاقة المسئولية بالحرية مذهبان:
1 -
الناس أحرار ويسمعون الكلام.
2 -
الناس لا يسمعون الكلام والمختارون فقط من قبل الله وليسوا هم من اختاروه.
أما الجزاء ففيه ثلاثة مذاهب:
1 -
يعد المؤمن بالخلاص، ويمجد إسرائيل الناجية من أعدائها.
2 -
يعلن بعث الأجساد، والسعادة الجسمانية، أو العذاب الجسماني.
3 -
يقتصر على وعد ببعث روحي محض ينجز منذ الحياة الدنيا، وهو الانتقال من الخطأ إلى الحقيقة.
- التوفيق بين التناقض:
سعى النصارى إلى التوفيق بين المتناقضات بعدة طرق:
- طريقة اللاهوتيين:
o بعض أساليب حذف المتناقضات من النصوص.
o أو الزعم بأن النصوص خالية من القيمة ومن وجهة النظر العلمية.
- وحينما تتناقض النصوص تناقضا حرفيا يبحثون عن الروح التي يقولون إنها واحدة!
…
فماذا يفعلون؟ (1).
يجيب:
- يضعون على المستوى الأول النصوص المؤيدة لمذهبهم تاركين لها ملء معناها؛ أي الأخلاق التي تعلمها الكنيسة آنئذ، ويتملصون من النصوص الأخرى بشرحها مثل:
1 -
إما أن يفسروا معنى كلمة، أو جملة، ويوضحوا دلالتها الخام، وكلما مضوا في بيانهم استولى الغموض على البداهة ذاتها، وفر المعنى الذي كان يفرض نفسه.
2 -
وإما أن يعلنوا أن في النص الذي تبدو دقته - في بادئ الأمر - مزعجة، أن فيه " معنى مضمرا وبديهيا "، وأن هذا المعنى المضمر - وهم يملكونه - يجعل النص يقول عكس ما يبدو من دلالته.
3 -
وإما أن يذهبوا إلى أن من الواجب الإحجام عن فهم الصفة المزعجة فهما حرفيا: فهي عندهم مجاز، طراز من طرز التعبير، صورة مضخمة، غلو.
(1) المرجع السابق، ص 119 (بتصرف).
4 -
يفترضوا في حالات اليأس، لم يعرف كيف يعبر، وأنه تعثر قليلا في إنشائه (1).
وهناك مذهب آخر في قضية المتناقضات فيه رأيان حيث إنه إما:
الأول: يخاطب النخبة.
الثاني: أو جميع المواطنين.
- يقولون: تشبهوا بالإله، ولكن بأي هذين الإلهين؟ إن جملة سلوكنا الأخلاقي تتبدل تبع محاكاتنا هذا الإله أو ذاك! (2).
وهناك محاولة لتلاشي التناقض في الأناجيل إذا تم النظر إلى كل إنجيل على حدى، على سبيل المثال:
1 -
إبطال التناقضات في الإنجيل الرابع يوحنا؛ حيث يناقض نفسه.
2 -
إبطال التناقضات في الأناجيل المتقاربة.
(1) المرجع السابق، ص 120.
(2)
المرجع السابق، ص 128.