الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- في مناظراته نجد أن أسلوبه هادئ رصين، يلتزم فيه أدب الحوار، فكان يبدأ بالاستعاذة والبسملة، والترحيب الشديد والشكر لمناظره، وكان يناقش مناظره فيما عندهم من عقائد، وكان يكسب جمهورا كبيرا من المستمعين.
- وكان يحاول مخاطبة مناظره باللغة التي يفهمها هو وقومه.
منهجه في مناظراته:
- اعتمد على المنهج العقلي والنقلي، وكان يغلب النقلي على العقلي في الموضوعات المختلفة، وقد تأثر بأسلوب الشيخ رحمت الله في استعماله النقل في محاججة الخصم.
- المنهج النقلي: طريقة دراسة النصوص المنقولة
…
ويقوم على العناصر العامة التالية:
o توثيق إسناد النص إلى قائله: بمعنى التأكيد من صحة صدور النص من قائله ويأتي هذا بالرجوع إلى المنهج الخاص في المجال المعرفي الخاص به، كعلم الرجال في دراسة أسانيد أحاديث الأحكام الفقهية، وتاريخ الرواة العاربة والحاضرة في دراسة اللغة والأدب.
o التحقق من سلامة النص: بمعنى التأكد من أن النص لم يدخله التحريف أو التصحيف أو الزيد أو النقص أو ما إلى هذه، أي أنه سليم من هذه وكما قال قائله.
o فهم مدلول النص: ويتأتي هذا بالرجوع إلى الوسائل والأدوات المقرر استخدامها لذلك، وتعرف في ضوء المنهج الخاص
…
كعلم أصول الفقه بالنسبة إلى معرفة مدلولات النصوص الفقهية من آيات وروايات ومجال استخدام هذا المنهج: كل معرفة مصدرها النقل.
o المنهج العقلي: هو طريقة دراسة الأفكار والمبادئ العقلية.
• فقد جمع ديدات في منهجه النقلي بين المصادر الإسلامية ومصادر أهل الكتاب ((1).
• واعتمد في المنهج العقلي على المسلمات العقلية مستخدما عملية التحليل والمقارنة ثم الاستنتاج العقلي للقضايا المختلفة (2).
- ويدخل في الحديث مباشرة في حين يستغرق الآخرون معظم الوقت في الكلام خارج الموضوع المطروح للمناظرة (3).
ومن حيث امتداد عرض السابقين واللاحقين لرحمت الله؛ لا يجب أن نتوقف فقط عند الأفراد بل الجماعات والتنظيمات، فكما كان من جانب النصارى منظمات عمل تنصيرية فكذلك كان للمسلمين - حديثا - منظمات دعوية للحديث عنها جانب مثل:
(1) المرجع السابق، ص 112.
(2)
المرجع السابق، ص 118.
(3)
المرجع السابق، ص 122.
1.
IERA: (www.iera.org)
تأسست في عام 2008 في بريطانيا على يد الداعية / عبد الرحمن جرين.
2.
Bridges foundation: (thebridgesfound.org)
تأسست في عام 2004 في أمريكا على يد المهندس / فاضل سليمان.
3.
Islamic Propagation centre international (ICPCI)]http://www.ipci.co.za/[
تأسست على يد الداعية / أحمد ديدات في جنوب أفريقيا عام 1986.
- كما يوجد هناك مؤسسة - حديثة المنشأ - في مصر وشمال أفريقيا وهي: أهلا " AHLAN" للتعريف بالإسلام، ولها حضور قوي في عدة أماكن أثرية وسياحية في مصر: كالقلعة، ومسجد محمد علي، انبثقت من مؤسسة أكبر وهي جمعية تبليغ الإسلام.
أما المبشرون فلم يتركوا بابا إلا طرقوه طلبا لتنصير المسلمين وخاصة في بلاد أفريقيا وآسيا الفقيرة؛ حيث الحاجة الماسة إلى الطعام والعلاج والتعليم، فكانت هذه المجالات هي أوسع الأبواب التي دخلوا منها واستطاعوا بالفعل تحقيق كثير مما كانت تصبو إليه أنفسهم وإن لم يتم لهم كل ما أرادوا وخططوا له (1).
إن عرض الدين وعدم إثارة الشبهات هو أفضل طرق الدعوة، والبديل عنه هو الحوار والنقاش والتناظر بالتي هي أحسن؛ حيث إن له دورا فعالا، ومؤكدا، في كشف الحقيقة، وبالاستناد إلى القواعد والآداب العامة فيقل حينئذ التصادم، وقد وجدنا أن أكثر المطالب للحوار تأتي من جانب المسلمين لمسيحيي الغرب. لكن نتساءل لماذا تأتي الدعوة إلى الحوار مع المسلمين من جانب الكنائس والمؤسسات الدينية النصرانية التي تعيش في أوروبا، بينما لا نجد حماسا شديدا في الدعوة إلى مثل هذا الحوار من جانب الكنائس الشرقية التي كان ينتظر أن تكون أكثر اهتماما بالحوار مع المسلمين الذين يحيطون بهم من كل جانب، ويشكلون الأغلبية الساحقة في المجتمعات التي يعيشون فيها؟ (2).
لعل السبب في هذه الظاهرة أن الكنائس الشرقية أعلم من غيرها بأحوال المسلمين، وبتمسكهم بعقيدتهم الإسلامية، وعدم جدوى هذه الوسيلة لتنصيرهم. وإن كان لهذا التفسير ما يبرره،
(1) د. السيد محمد الشاهد، التوحيد والنبوة والقرآن في حوار المسيحية والإسلام- دراسة تحليلية نقدية، (بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط 1، 1994 م)، ص 5 (بتصرف يسير). عن التعريف بكتاب: هانس كونج، جوزيف فان إس، المسيحية وديانات العالم، (ميونخ، ألمانيا: داربيبر، 1984 م). يوسف فان إس: ولد عام 1934 م، وهو أستاذ كرسي في جامعة توبنجن، وكان مديرا لمعهد العلوم الشرقية بالجامعة، وله مؤلفات عديدة، معظمها في علم الكلام الإسلامي والتصوف والفلسفة. هانس كونج: الرئيس والمشرف على ندوة الحوار تلك، وهو مدير معهد أبحاث توحيد الكنائس المسيحية التابع لجامعة توبنجن بجنوب غرب ألمانيا الاتحادية - المرجع السابق ذكره، ص 12.
(2)
المرجع السابق: د. السيد محمد الشاهد، التوحيد والنبوة والقرآن في حوار المسيحية والإسلام، ص 6 (بتصرف يسير).