المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

للمعرفة وكإطار مرجعي يحال إليه كل شيء للفهم والتقييم فسنظل - منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر

[شريف فياض]

فهرس الكتاب

- ‌شكر واجب

- ‌إهداء

- ‌تمهيد

- ‌مشكلة البحث

- ‌فروض البحث

- ‌التساؤلات البحثية

- ‌المنهج

- ‌كيفية الكتابة وعرض الموضوع

- ‌أسباب اختيار الموضوع

- ‌الأهمية

- ‌هدف الدراسة

- ‌الجديد في البحث

- ‌الدراسات السابقة

- ‌الموضوع

- ‌صعوبات البحث

- ‌الفصل الأول"التعريف بالشيخ رحمت الله والقس فندر

- ‌تمهيد

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأولالتعريف بالشيخ رحمت الله (1818 م- 1891 م)

- ‌اسمه ومولده وأسرته:

- ‌تحصيله وتعلمه:

- ‌الحالة العامة بالهند وجهود الشيخ:

- ‌مؤلفاته

- ‌هجرته إلى مكة:

- ‌رحمت الله وعرض سابقيه ولاحقيه

- ‌مقابلة بين وزير خان وأحمد ديدات

- ‌منهج الشيخ ديدات

- ‌منهجه في مناظراته:

- ‌عرض آثار العلماء زمن رحمت الله وآرائهم فيه

- ‌آراء العلماء في آثار الشيخ رحمت الله

- ‌رأي الشيخ ديدات في كتاب إظهار الحق:

- ‌رأي المحقق (الدكتور: الملكاوي) في كتاب إظهار الحق:

- ‌رأي الشيخ الندوي في إظهار الحق:

- ‌وبين التأييد والنقد رأي آخر في رحمت الله:

- ‌صدى الكتاب في الأوساط النصرانية والإسلامية:

- ‌المبحث الثانيالتعريف بالقس فندر (1803 م- 1865 م)

- ‌مقدمة:

- ‌مؤلفاته

- ‌فندر وعرض سابقيه ولاحقيه

- ‌الفرنسيسكان والدومنيكان

- ‌ريموند لول

- ‌المؤسسات التنصيرية:

- ‌عرض آثار العلماء زمن فندر وآرائهم فيه

- ‌(1) ترجمة حياة القس المولوي الدكتور / عماد محي الدين لاهيز

- ‌تمهيد

- ‌حياة القس المولوي الدكتور عماد محي الدين

- ‌الملحق

- ‌(2) - حياة صفدر علي (C.1830 - 1899):

- ‌التحليل

- ‌أسباب التحول إلى النصرانية عند كل من عماد وصفدر:

- ‌ثانيا: فندر في عيون الغرب

- ‌الطفولة والتعليم:

- ‌التبشير في أرمينيا

- ‌الانجيلية التبشيرية في الهند:

- ‌المناظرة

- ‌السنوات الأخيرة:

- ‌التقييم:

- ‌التحليل

- ‌المبحث الثالثنبذة عن التنصير وتاريخ المناظرات

- ‌أولا: نبذة عن التنصير

- ‌ثانيا: نبذة عن تاريخ المناظرات

- ‌المناظرة قديما:

- ‌المناظرة في العصر الحديث:

- ‌أولا: أبرز النتائج التحليلية

- ‌ثانيا: آداب المناظرة

- ‌آداب في هيئة المناظر وحاله؛ ومنها:

- ‌آداب في مقالة المناظر؛ ومنها:

- ‌المنهج القرآني في الجدل:

- ‌الفصل الثاني"منهج دراسة الأديان عند فندر

- ‌تمهيد

- ‌مدخل

- ‌التعريف بعيسى عليه السلام (بين القرآن والأناجيل)

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌مولده ونشأته:

- ‌معجزاته:

- ‌دعوته عليه الصلاة والسلام:

- ‌روافد العقيدة النصرانية

- ‌قانون الإيمان المسيحي

- ‌الاتجاه إلى التأليه والصعوبات التي واجهتهم:

- ‌من بولس وهل هو مؤسس المسيحية الجديدة

- ‌طوائف المسيحية والمذاهب الإيمانية

- ‌أولا: الطوائف المسيحية

- ‌ثانيا: المذاهب الإيمانية عند الطوائف المسيحية إلى

- ‌المبحث الأولمنهج فندر

- ‌منهج فندر من خلال كتبه:

- ‌1 - كتاب ميزان الحق والقضايا المثارة

- ‌ثانيا: كتاب مفتاح الأسرار والقضايا المثارة

- ‌المبحث الثانيتحليل منهج فندر

- ‌دراسة القضايا

- ‌1 - قضية التحريف

- ‌2 - قضية النسخ

- ‌3 - قضية التثليث

- ‌4 - قضية النبوة

- ‌5 - قضية القرآن

- ‌دراسة منهجه في كتبه

- ‌أولا: من خلال كتاب مفتاح الأسرار:

- ‌ثانيا: من خلال كتابيه ملاحظات محمدية وطريق الحياة:

- ‌ثالثا: من خلال كتاب ميزان الحق:

- ‌الفصل الثالث"منهج دراسة الأديان عند رحمت الله

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأولمنهج رحمت الله

- ‌منهج رحمت الله من خلال كتبه

- ‌1 - كتاب إظهار الحق والقضايا المثارة:

- ‌منهج رحمت الله في رد الكتاب المقدس كما بينه:

- ‌المبحث الثانيتحليل منهج رحمت الله

- ‌دراسة منهجه في كتبه

- ‌1 - كتاب إظهار الحق

- ‌2 - كتاب التنبيهات

- ‌دراسة القضايا

- ‌الفصل الرابع"تحليل ومقارنة المنهج بين رحمت الله وفندر

- ‌تمهيد

- ‌مدخل

- ‌ المناظرة

- ‌ أطراف المناظرة:

- ‌ التهيئة للمناظرة:

- ‌وقائع المناظرة

- ‌الجلسة الأولى: في مبحث النسخ

- ‌الجلسة الثانية: في التحريف

- ‌خاتمة المسائل

- ‌تحليل ودراسة منهج المناظرة فيما بينهما

- ‌نتائج المناظرة

- ‌المبحث الأولمقارنة بين فندر ورحمت الله

- ‌سند التوراة والإنجيل:

- ‌أولا: التوراة

- ‌ثانيا: الإنجيل

- ‌عقيدة المسيحية الجديدة:

- ‌جوانب الاتفاق والاختلاف بين رحمت الله وفندر:

- ‌أولا: بالنسبة للقضايا

- ‌1 - قضية التحريف

- ‌2 - قضية النسخ

- ‌3 - قضية التثليث

- ‌4 - قضية القرآن

- ‌5 - قضية النبوة

- ‌ثانيا: من خلال كتبهما

- ‌المبحث الثانيرحمت الله وفندر في الميزان

- ‌أولا: القواعد

- ‌ثانيا: الالتزام بشروط التعريف:

- ‌النتائج

- ‌من أهم النتائج التي خلصت إليها:

- ‌التوصيات

- ‌أولا: أسس المناقشة

- ‌ثانيا: تحرير المصطلحات وتعريفها

- ‌1. الالتزام بشروط التعريف:

- ‌2. التعريفات اللازمة:

- ‌3. التسليم بالتصديق البديهي كالتصديق النظري:

- ‌ثالثا: قواعد منطقية جديدة للمتناظرين قبل التناظر

- ‌القواعد:

- ‌ قواعد منهجية حديثة عند المناظرات

- ‌المنهج المقترح

- ‌ق‌‌‌‌ائمة المصادر والمراجع

- ‌‌‌ا

- ‌ا

- ‌المراجع باللغة العربية

- ‌ا

- ‌ب

- ‌ج

- ‌ح

- ‌خ

- ‌د

- ‌س

- ‌ر

- ‌ز

- ‌ش

- ‌ط

- ‌ع

- ‌ص

- ‌ف

- ‌ك

- ‌م

- ‌ي

- ‌ن

- ‌ة

- ‌المراجع باللغة الانجليزية

- ‌ملحق الرسالة

الفصل: للمعرفة وكإطار مرجعي يحال إليه كل شيء للفهم والتقييم فسنظل

للمعرفة وكإطار مرجعي يحال إليه كل شيء للفهم والتقييم فسنظل قاصرين في حاجة إلى أوصياء" (1).

‌ثانيا: نبذة عن تاريخ المناظرات

تدرجت المناظرة بدءا من بداية عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى الآن مرورا بابن تيمية الذي يعتبر ممن أصل قواعد لمناظرة أهل الكتاب وغيرهم معتمدا في ذلك على العقل والنقل معا. إن المناظرة مع النصارى كانت ولا تزال من أبرز المناظرات التي تحدث في مجال الدعوة.

تطورت المناظرة في العصر الحديث وبدأت تتشكل قضايا الحوار بين المسلمين وأهل الكتاب بشكل أكثر وضوحا وزيدت فيها موضوعات جديدة: كقضية المرأة والصلب والنجاة والمغفرة.

كما تطورت المناظرة في العصر الحديث لترتبط بعلوم التنمية البشرية وإلى قنوات اتصال تفاعلية أكبر بكثير من ذي قبل تستوعب أعدادا لا حصر لها؛ فالتلفاز أو الانترنت أدوات اختيار من المشاهد أو القارئ لموضوع أو بحث معين، وتعتمد قدرة المنتج وكفاءته على الوصول لهذا المشاهد بالصورة الأمثل أو للقارئ بالشكل الأكثر إقناعا. وقد أرسى القرآن الكريم طرقا لمجادلة أهل الكتاب منها: السبر والإسجال وغيرهما.

‌المناظرة قديما:

أولى اللقاءات التي حدثت بين الإسلام والنصرانية بمستوى المناظرة تلك التي جرت بين الرسول ووفد نصارى نجران في المدينة المنورة. كما جرت مناظرة بين المقوقس في مصر وحاطب بن أبي بلتعة، كما جرت مناظرة كذلك بين عمرو بن سعد بن أبي وقاص وبين البطريرك اليعقوبي مار يوحنان الأول، وعلى الرغم من ضعف مستوى هذه المناظرة التي سجلت بعد ذلك بالسريانية - من حيث مستوى الأسئلة والإجابات - إلا أنها تعطي دلالة على أن علماء النصارى في ذلك الوقت لم يكونوا يعرفون شيئا عن الاعتقادات الإسلامية. كما كانت تجرى مناظرات في مجلس معاوية بن أبي سفيان ومجلس عبد الملك بن مروان بين المسلمين والنصارى من نساطرة ويعاقبة (2).

وتشير بعض الدراسات إلى أن القرن الثاني الهجري كان بداية الهجوم النصراني على العقائد الإسلامية، وربما تأيدت هذه الفكرة بكونها نتيجة للكتابات النصرانية الجدلية ككتابة يحيى الدمشقي أو يوحنا الدمشقي كما يطلق عليه النصارى (3) ولا يعد يوحنا الدمشقي كارزا أو

(1) حسن حنفي، مقدمة في علم الاستغراب، (الإسكندرية: الدار الفنية للنشر والتوزيع، [د. ط]، 1991 م)، ص 33، ص 34 (بتصرف يسير).

(2)

عبير محمد ربيع عاتي، وسائل التنصير وكيفية مواجهتها، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1431 هـ (بتصرف يسير)، ص 3.

(3)

انظر: ابراهيم بن صالح الحميدان، أسلوب المناظرة في دعوة النصارى إلى الإسلام، دارسة تحليلية تقويمية للمناظرات التي جرت في أمريكا الشمالية في التفرة من 1400 هـ - 1410 هـ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1994، ص 66 - 86.

ص: 97

مبشرا أو حتى منصرا بالمعنى المتداول المعروف بل معلما، ولا يصل مستواه كما وصل ريموندلول على سبيل المثال في وضع خطط لتنصير العالم الإسلامي.

كما أن الرشيد كان يجري مناظرات بين أتباع الديانات المختلفة، كما يقال أنها جرت بين المهدي (1) وتيموثاوس الأول (2)، كما دعى المأمون جماعة من رؤساء النساطرة وعقد لهم مناظرة مع بعض علماء المسلمين كانت الغلبة فيها للمسلمين (3).

وكانت الأندلس محيطا رحبا للمناظرات - استمرت حتى سقوطها - كذلك مناظرة الفخر الرازي لأحد علماء النصارى في خوارزم. وكان جنكيز خان يحرص على إجراء مناظرات بين أتباع الديانات المختلفة ومن بينها الإسلام والنصرانية (4).

ومنذ بداية عصر ابن تيمية رحمه الله فقد بدء منهج جديد في الرد على النصارى، وقد سلك ابن تيمية فيه مسلك العدل والعلم - مسلك الأنبياء في محاججة النصارى، وبين سبب ضلال النصارى، وأمثالهم من أهل البدع في المسلمين في أمور منها:

1 -

تمسكهم بالألفاظ المتشابهة المجملة المشكلة.

2 -

اعتمادهم على خوارق وأحوال شيطانية ظنوها آيات.

3 -

اعتمادهم على أخبار منقولة إليهم ظنوها صدقا، وهي كذب.

وذكر أنهم بنوا كلامهم في أن تحريف كتبهم وقع بعد مبعث النبي على أصلين فاسدين هما:

1.

أن الرسول أثبت مامعهم، ونفى - عن كتبهم التي بأيديهم - التهم والتبديل.

2.

ظنوا أن المسلمين يقولون أن هذه الكتب حرفت ألفاظ جميع النسخ الموجودة منها بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم ((5).

والمناظرة مع النصارى كانت ولا تزال من أبرز المناظرات التي تحدث في مجال الدعوة؛ إما دفعا لشبهة يثيرونها على الإسلام، أو إظهارا لفساد قول عندهم مما حرفوه وأدخلوه على دين المسيح عيسى بن مريم كالقول بألوهيته وصلبه ونحو ذلك. يقول شارل جنيبر:"ولم يقل عن نفسه أنه "ابن الله"، وذلك تعبير لم يكن في الواقع ليمثل - بالنسبة إلى اليهود - سوى خطأ لغوي فاحش، وضرب من ضروب السفه في الدين، كذلك لا يسمح لنا أي نص من نصوص الأناجيل بإطلاق تعبير "ابن الله" على عيسى، فتلك لغة لم يبدأ في استخدامها سوى المسيحيين اللذين تأثروا بالثقافة اليونانية، إنها اللغة التي استخدمها القديس بولس كما استخدمها مؤلف الانجيل الرابع، وقد وجد فيها معاني عميقة وعلى قدر كاف من الوضوح

(1) ثالث الخلفاء العباسيين.

(2)

البطريرك النسطوري.

(3)

انظر مرجع سابق: ابراهيم بن صالح الحميدان، أسلوب المناظرة في دعوة النصارى إلى الإسلام، دارسة تحليلية تقويمية للمناظرات التي جرت في أمريكا الشمالية في التفرة من 1400 هـ - 1410 هـ، ص 66 - 86.

(4)

انظر: المرجع السابق، ابراهيم بن صالح الحميدان، أسلوب المناظرة في دعوة النصارى إلى الإسلام، ص 66 - 86.

(5)

انظر: ابن تيمية، تحقيق: د. علي بن حسن بن ناصر، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح- ([د. م]: دار العاصمة للنشر والتوزيع - المجلد الأول - الطبعة الثانية -1999 م) - ص 35 - 40.

ص: 98