الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإن لم يجد فيذهب إلى ساكسوني، ولكنه وجد ما يناسبه في موسكو وهي صوفيا رويس ابنة أحد الأرستقراطيين فتزوج بها، ثم قاما بزيارة سريعة لعائلة فندر في ساكسونيا ثم التحقا - سويا - ببعثة شوشة.
للأسف في عام 1835 م كان عاما مأساويا على فندر؛ حيث مرضت زوجته صوفيا، وماتت، بينما كانت الحملة تحت يد السلطات الروسية. تم إلقاء اللوم على فندر من قبل السلطات في تبشير المسلمين، وبدأ الأمر عند رئيس أساقفة الأرمن الذي بلغ به الضيق مبلغا عندما تلقى اثنان من الشمامسة الصغار تعليماتهما من البعثة فنتج عن ذلك إزالة الدير، والتماسا لرضا القيصر تم طرد المبشرين - ومنهم فندر - الذي أصبح أرمل العاطلين عن العمل.
الانجيلية التبشيرية في الهند:
اتجهت مصلحة فندر في تبشير المسلمين إلى التمركز في بلد مسلم، وبعد زيارة تركيا أوعز له المضي قدما إلى كلكوتا لاستكشاف إمكانيات العمل في جزء غالبية سكانه من المسلمين الهنود، وعلى الرغم من أن بعثة بازل لم تعمل في أي من هذه المجالات، فقد تم توظيف العديد من المبشرين بالفعل من قبل جمعية الكنيسة التبشيرية CMS وهي وكالة تطوعية داخل كنيسة انجلترا في كلكوتا، ودرس فندر الأردية، وكذلك التفاوض الوظيفي مما عمل على تطوير عملية المشاركات بين اثنين من الهيئات المهمة هناك، وأخيرا في عام 1840 م أرسلته CMS إلى بعثة أجرا (1)،
وفي الوقت نفسه كان يعمل على النسخة الأردية للميزان والذي تم نشره عام 1843 م، وكذلك تم نشر كتابه ملاحظات محمدية عام 1840 م، وفي عام 1841 م التقى وتزوج باليزابيث إيما - المعينة من قبل CMS للتبشير بين النساء - والتي كانت قد سبقته إلى الهند بعام واحد، وأنجب منها ثلاثة أبناء وثلاثة بنات.
خصص فندر معظم طاقته للغة، وأعمال الترجمة، وتطوير ردوده على الإسلام .. ووصف الأسقف " استيفن نيل " الميزان بأنه واحد من أقدم أعمال التعلم المسيحي في حقل العلوم الإسلامية، في حين أشار مؤرخ بعثة " بازل " إلى فندر بقوله: إنه حقا واسع المعرفة ومخترق للإسلام.
(1) أجرا مدينة كبيرة شمالي الهند. وتقع في ولاية أتربرادش، في سهل منبسط، على طول نهر جُمنة (أو يامونة). وعدد سكان المدينة 1،259،979 نسمة.
تقع مقبرة تاج مَحَل المشهورة عالميًا في أكرا. وهي إحدى أجمل وأغلى المقابر المبنية على الإطلاق. وفضلاً عن آثارها الشهيرة، فإن بها معسكرات الجيش والقوات الجوية. كما يوجد بها جامعة.
المدينة. تقع في قلعة أكرا، التي بناها الإمبراطور المغولي أكبر بين عامَي 1564 م و 1575 م. ويبلغ طول الجدران المحيطة بالمدينة 2 كم.
تقع إلى الشمال من القلعة المنطقة التجارية ومنطقة سوق أكرا. كما تقع المصانع الحديثة إلى الشمال، وعلى طول الضفة الجنوبية لنهر جُمنة. كما يقع مجمَّع المباني الذي يحتوي على مقبرة تاج محل على الضفة الجنوبية لنهر جُمنة.
تُعَدُّ أَكرا مركزًا رئيسيًا للتجارة، والاتصالات، إذ أنها تقع على الخط الجوي الذي يصل بين دلهي وبومباي، وعلى طريق الشاحنات الكبير الممتد من دلهي إلى كلكتا، وعلى تقاطع خطوط السكك الحديدية الوسطى والغربية والشمالية. وتشمل الصناعات المحلية تجهيز القطن، والدباغة، وصُنْع السجاد، وصُنْع الأحذية للتصدير. وقد أسهمت السياحة إسهامًا رئيسيًا في اقتصاد المدينة في السنوات الأخيرة، وساعدت على ازدهار الصناعات اليدوية التقليدية التي تشمل النسيج، وصنع الطائرات الورقية، والأعمال الرخامية المعقدة. أما المنتجات الزراعية للمناطق المحيطة، فهي الدَّخْن، والقطاني، والشعير، والقمح، والقطن. تقع أكرا داخل ولاية أتربرادش مباشرة، كما أنها المدينة الرئيسية لكلٍّ من القسم والمنطقة اللذين يحملان اسمها. وتُدار الشؤون المحلية بوساطة مجلس بلدي المدينة منذ عام 1959 م. الموسوعة العربية العالمية السعودية، مرجع سابق.
إن فندر لاينطبق عليه صفة الباحث بشكل كامل في الإسلام على الرغم من أنه كان على استعداد للسماح لأي مطلع بتعديل آرائه، ففي طبعات لاحقة من كتابه الميزان شملت إشارات إلى العمل الرائد الذي أنتجه غوستاف ويل (1808 - 1889) م وهو أحد العلماء الأوربيين الأوائل اللذين طبقوا طريقة التاريخ النقدي على حياة محمد صلى الله عليه وسلم ونشر عام 1843 م كما قام بترجمة سيرة ابن هشام عام 1864 م.
صور "ويل" محمدا صلى الله عليه وسلم على أنه مخدوع الصرع، وهو تشخيص ظهر - لاحقا - في العديد من الكتب في القرن التاسع عشر عن الإسلام. أعاد فندر هذا التصور؛ حيث ذكر أن السلوك العام يظهره كرجل حاد دقيق، ولكن بعض تصرفاته تشبه العقول الأخرى - غير المستقرة - وأن النجاح العسكري الذي تحقق في الإسلام مع غنيمة السيادة والازدهار غطت عقول صحابته عن أوجه قصوره، ومن بين تلك الأوجه هو موضوع تعدد الزوجات وطريقة معاملته مع الأعداء.
شملت ملاحظاته - كذلك - نجاح الإسلام في بيانه الملذات الحسية في الجنة ووعوده بها. بشكل عام كشف أن الإسلام هو دين السيف، والمسيحية هي دين السلام، كما ساورته الشكوك حول السند التاريخي للأحاديث، والتي اتفقت مع أغلب آراء المستشرقين.
إذا أردنا الحصول على أفضل فهم لنكهة الكتابة لدى فندر فعلينا عرض تلخيص حجة الميزان؛ حيث إن المقدمة تحوي القواعد الأساسية للأقسام الثلاثة التالية:
أولا: يرى فندر أن كلا من الإسلام والمسيحية تدعي أنها وحي الله النهائي، لكنه يجب أن يكون أحدهما على حق والآخر على باطل، والمنطق يرفض أن يكون كلاهما على حق، لذا يجب أن يحاكم مطلب كل منهما في شريط العقل.
ثانيا: حدد خمسة شروط مسبقة من الإيمان الحقيقي ..
- الايمان الحقيقي يوجب الوفاء بالرغبة الإنسانية نحو العفو والتبرير.
- يجب ألا يتعارض الضمير مع الأخلاق الطبيعية.
- يجب أن يكون الله عادلا ومقدسا ويكافئ بالخير ويعاقب بالشر.
- يجب أن يكون الله واحدا خالدا قاهرا عالما غير قابل للتغيير.
- طريق الخلاص يجب أن يتم في تقدم تدريجي في معرفة الله، أي أن الوحي يقف في المنتصف.
ثالثا: يتناول القسم الأول الكتاب المقدس، ورفض الاتهامات الإسلامية التقليدية للتحريف، ثم يعرض في القسم الثاني المذاهب المسيحية - في إطار معاييرها وإنشاء أساس عقلاني لها - وأخيرا في القسم الثالث يختبر ادعاءات الإسلام ويحدد مريديها، وبالتالي فإن القراء لديهم الاختيار بين الرب يسوع المسيح - والذي جال ليضع خيرا - وبين محمد صلى الله عليه وسلم نبي السيف.
إن نهج الخلفية الورعة لفندر جعلت هدفه واضحا، وهو تلبية الرغبة الروحية الشديدة- عند الناس- من الصفح، والتجديد، ومكافحة الشرك مع الله، بيد أن المعايير والاختبارات لديه جعلته يرفع السبب فوق الشعور، فعلى الرغم من رفضه - بشكل قاطع - السبب كوسيلة للحصول على معرفة الله في طبعاته الأولى للكتاب، إلا أنه في طبعات لاحقة يجادل في