الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- تدريجيا - استعدادا لأن يكونوا تلاميذ المسيح وأساتذة العالم أجمع، كما أن الشريعة القديمة سلبية احتوت نواهي فقط، وأن الجديدة ايجابية وسلبية؛ حيث شملت أوامر بفعل الخير إلى جانب تلك النواهي، كما أن الشريعة القديمة أوامر وقتية خاصة ببني إسرائيل فقط.
3 - قضية التثليث
تحدث عن الطريق الذي عمله يسوع المسيح لكل الناس، واحتياج هؤلاء الناس إلى الخلاص من الخطية والموت الأبدي.
يرى أن المسيح يتسمى بابن الله أو كلمة الله، والعلاقة بين الناسوت واللاهوت علاقة اتحاد فقط؛ بحيث لم تتحول الطبيعة الواحدة إلى الأخرى ولا امتزجت أو اختلطت بها.
يرى أن التثليث سر غير مفهوم، ويرى أن اعتراض البعض على تناقض العقيدة المسيحية خطأ ظاهر، وأن التثليث سر عجيب ويجب أن يتوقع الناس أسرارا كثيرة في الكتب المقدسة وخصوصا ما يتعلق بجوهر الله. والكتاب المقدس أحق بأن يتضمن أسرارا غامضة تحار في معرفة كنهها فطاحل العلماء ويتساءل هل من الصواب والحكمة أن يرفض كتاب الله لاشتماله على مسائل تفوق عقولنا.
ساوى بين الصفات الإلهية والأقانيم ويجب الإيمان بتعدد تلك الأقانيم.
وإذا اقتدى المسلم بالمسيحي بمعالجة المرض لم يعتبره إخوانه تابعا لرسول السيف، وإذا اقتدى المسيح بالمسلم في سفك الدماء لم يعتبره إخوانه تابعا لرسول السلام.
4 - قضية النبوة
أنكر مزاعم المسلمين في البشارات الواردة في الإنجيل عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وردها بتفسيرات مغايرة خاصة. ولا أنسى في هذا المقام عرض حوار بين أبي سفيان وهرقل:
سمع هرقل أن هناك نبيًّا ظهر في بلاد العرب، فأمر هرقل جنوده أن يأتوا ببعض العرب؛ لكي يسألهم عن هذا النبي الذي ظهر في بلادهم. واستطاع الجنود الإمساك ببعض التجار الذين كانوا يتاجرون في غزة بفلسطين، وكان هرقل في بيت المقدس في ذلك الوقت، وهو يريد أن يستوثق من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من بين هؤلاء التجار أبو سفيان بن حرب زعيم قريش. وهذا الأمر حدث بعد صلح الحديبية مباشرة؛ فقد سافر أبو سفيان لغزة للتجارة، وأمسكه بعض الجنود، وأخذوه إلى هرقل في بيت المقدس، والتوقيت عجيب من كل النواحي، فكأن الله أرسل أبا سفيان الذي كان كافرًا في ذلك الوقت؛ ليقيم الحجة على هرقل في هذا اللقاء العجيب.
ورد في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، نقلاً عن أبي سفيان Description: http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg بعد إسلامه، أن هرقل سأل التجار أيكم أقرب نسبًا لهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، فقال أبو سفيان: "أنا أقربهم نسبًا إليه".
فقال هرقل: "أدنوه مني، وقربوا أصحابه، فاجعلوهم عند ظهره". أي جعل أبا سفيان واقفًا ووراءه مجموعة من أصحابه، ثم قال لترجمانه:"قل لهم: إني سائلٌ هذا الرجل -يعني أبا سفيان- فإن كذبني فكذبوه".
وبدأ استجواب هرقل لأبي سفيان أمام الجميع من العرب والرومان وفي حضور عِلية القوم من الأمراء والوزراء والعلماء من الرومان. وفي هذا الاستجواب سوف نرى أن هرقل سيسأله أسئلة يحاول بها أن يتيقن من أمر هذه النبوة التي ظهرت في بلاد العرب، هل هي نبوة حقيقية أم كذب؟ وهذه الأسئلة عبارة عن استنباطات عقلية، وهذه الأسئلة بناء على معلومات عن الأنبياء بصفة عامة، وعن هذا النبي بصفة خاصة كما جاء في التوراة والإنجيل. وهذا الحوار الذي دار بين هرقل زعيم أكبر دولة في العالم في ذلك الوقت وأبي سفيان زعيم قريش، نحن نحسبه من أعجب الحوارات في التاريخ، وهو عجيب من أكثر من وجه؛ لاهتمام زعيم أكبر دولة في العالم بأمر رجل يظهر في صحراء العرب، أو من حيث ذكاء الأسئلة ودقتها، أو من حيث ردود أبي سفيان المشرك -آنذاك- الذي كان يكره محمدًا صلى الله عليه وسلم كراهية شديدة، أو من حيث تعليق هرقل على كلام أبي سفيان في آخر كلامه، أو من حيث ردّ فعل هرقل بعدما سمع كلمات أبي سفيان. إنه حوار عجيب بكل المقاييس، وقد بدأ الحوار بسؤال:
كيف نسبه فيكم؟ قال أبو سفيان: هو فينا ذو نسب.
قال هرقل: فهل قال هذا القول من قبلكم أحد قَطُّ قبله؟ قال أبو سفيان: لا، لم يدَّعِ أحدٌ في تاريخ العرب النبوة.
فقال هرقل: هل كان من آبائه من مَلِك؟ فقال أبو سفيان: لا.
قال هرقل: فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ قال أبو سفيان: بل ضعفاؤهم.
قال هرقل: أيزيدون أم ينقصون؟ قال أبو سفيان: بل يزيدون.
قال هرقل: فهل يرتد أحد منهم سَخْطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قال أبو سفيان: لا، لا يرتد منهم أحد.
قال هرقل: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال أبو سفيان: لا.
قال هرقل: فهل يغدر؟ قال أبو سفيان: لا. ثم قال: ونحن منه في مدةٍ لا ندري ما هو فاعل فيها!
هذا كلام أبي سفيان، فهو أراد أن يقول أي شيء سلبي على الرسول صلى الله عليه وسلم، فكل الإجابات ترفعُ من شأن الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول أبو سفيان: ولم تُمْكِنِّي كلمةٌ أُدخل فيها شيئًا غير هذه الكلمة.
أي حاولتُ قدر ما أستطيع أن أطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم بأي شيء، فلم أستطع إلا بهذه الكلمة، وهرقل لم يعلِّق على هذه الكلمة، وكأنه لم يسمعها.
ثم قال هرقل: فهل قاتلتموه؟ قال أبو سفيان: نعم.
فقال هرقل: فكيف كان قتالكم إياه؟ قال أبو سفيان: الحرب بيننا وبينه سجال.
قال هرقل: بماذا يأمركم؟ قال أبو سفيان: يقول: اعبدوا الله وحده، ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.
قال هرقل: "سألتك عن نسبه، فذكرت أنه فيكم ذو نسب، وكذلك الرسل تبعث في نسب من قومها".
ثم قال: سألتك: هل قال أحد منكم هذا القول قبله؟ فذكرت أن لا، قلتُ: لو كان قال أحد هذا القول قبله لقلت رجل يَأْتَسِي بقول قيلَ قبله.
وسألتك: هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا، فلو كان من آبائه من مَلِك، قلتُ: رجلٌ يطلب مُلك أبيه.
وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا، فَقَدْ عَرَفْتُ أنه لم يكن ليذَرَ الكذب على الناس ويكذب على الله.
وسألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل.
وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون. وكذلك أمر الإيمان حتى يتم.
وسألتك: أيرتد أحد منهم سَخْطَةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا. وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.
وسألتك: هل يغدر؟ فذكرت أن لا. وكذلك الرسل لا تغدر.
وسألتك: بماذا يأمر؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف والصلة. فإن كان ما تقوله حق فسيملك