الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالإقامة فى "باداجوزة"؛ غير أنه لم يمض وقت طويل حتى رفع الجليقى راية العصيان مرة أخرى وساعده صاحب "البرتغال" وهو المولد "سعدون السرنباقى" والفونسو الثالث ملك أستوريا وليون ونصب الثوار كمينًا للقائد المخلص هاشم بن عبد العزيز وسلموه إلى الملك النصرانى فافتدى هاشم نفسه بمال كبير، غير أن ابن الجليقى خاف أن تبطش حكومة قرطبة به، فلجأ إلى الفونسو الثالث وعاش فى بلاده النصرانية ثمانى سنوات عاد بعدها سنة 271 هـ (= 884 م) إلى باداجوزة، وتوصل مع قرطبة إلى اتفاق سرى يسمح له بحكم منطقة تمتد من الوادى اليانع وجنوب ما يعرف الآن بالبرتغال وأصبح يتصرف وفق هواه حتى وفاته سنة 311 هـ (= 923 م) وعاش شبه مستقل زمن الأميرين المنذر وعبد اللَّه، ثم خلفه ولد له اسمه "عبد الرحمن الذى أرغمه عبد الرحمن الثالث (الناصر) سنة 318 هـ (= 930 م) على الخضوع له.
المصادر:
(1)
Levi-Provincal: Histoire de L'Espagne musulmane، Leiden-Paris 1950 - 1953، I، 255 ff، II 24 - 25.
د. حسن حبشى [ليفى بروفنسال Levi-Provincal]
عبد الرزاق السمرقندى
هو عبد الرزاق كمال الدين بن جلال الدين اسحق السمرقندى مؤرخ فارسى وله كتاب مطلع السعدين ومجمع البحرين الشهير، ولد فى هرات فى شعبان 816 هـ/ نوفمبر 1413 م ومات هناك فى جمادى الآخر 887 هـ (يولية، أغسطس 1482 م) كان والده إمامًا وقاضيا لحضرة شاه رخ وقرأ له العديد من الكتب وشرح له الكثير من المسائل المعقدة، وتلقى من العلم ما هو سائد فى وقته. واعتاد بعد وفاة والده أن يتردد على بلاط شاه رخ مع أخويه الكبيرين. وفى عام 841 هـ/ 1437 هـ - 1438 م أهدى كتابه شرح على "الرسالة العَضُدية" إلى الملك وقدمها له. ثم طُلِب إلى الخدمة وسمح له بالتردد
بانتظام على البلاط وبعد عامين اجتاز الامتحان على يد العلماء فى البلاط ومنح مرتبا وإعاشة (وهو ما يعرف بمرسوم وعلوفة).
وأرسل عبد الرزاق فى رمضان 848 هـ/ ديسمبر 1444 م سفيرا إلى الهند والى جيلان فى 850 هـ 1446 م. وصدر الأمر بالاستعداد للسفر إلى مصر فى نفس السنة ولكنه ألغى سفره بسبب وفاة شاه رخ. وظل عبد الرزاق فى خدمة الملوك الذين جاءوا بعد شاه رخ وهم ميرزا عبد اللطيف، وميرزا بن عبد اللَّه وميرزا أبو القاسم بابور وخدم بعضهم بوصفه "الصّدر" وبعضهم الآخر بوصفه النائب "أو" الخاص وفى 3 جمادى الأولى 867 هـ/ 24 يناير 1463 م. فى عهد السلطان "سعيد" قام الوزير خواجة قطب الدين طاؤوس سيمنانى شيخا لخانقاه شاه رخ وهى الوظيفة التى ظل يشغلها حتى مماته ويصف فى كتابه "مطلع" كيف تولى الخان بوسعيد الحكم عام 716 هـ/ 1316 - 1317 م، كما يصف الأحداث التى وقعت فى الأعوام من 717 هـ - 875 هـ (= 1317 - 1471 م) على شكل حوليات وقد استفاد بالدرجة الأولى من كتاب "فريدة التواريخ" للحافظ أبرو بالنسبة للسنوات حتى عام 830 هـ (= 1426/ 1427 م) حيث اعتاد الكُتَّاب الاقتباس الحرفى من هذا المرجع، وإن الوصف الذى يصف به سفارته إلى الصين عام 823 - 825 هـ/ 1420 - 1422 م وهو وصف مشهور مأخوذ أيضا من "الفريدة"، أما عن الفترة من 830 - 875 م (= 1426 - 1471 م) فإن الكتاب الذى ألَّفَه عبد الرزاق يعد واحدا من أهم مصادر المعلومات وأكثرها أصالة. وقد نشر المجلد الثانى منه فى مجلة الكلية الشرقية - لاهور - نوفمبر 1933 م، وما بعدها- ثم نشرت منه بعد ذلك طبعة فى جزءين فى لاهور 1360 هـ - 1368 هـ (= 1941 - 1949 م)